أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عساسي عبدالحميد - شفاعة الغرانيق .....














المزيد.....

شفاعة الغرانيق .....


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 11:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) ( الحج : 52 )

يفهم من الآية أن الكلام المنزل على الأنبياء قد تشوبه أحيانا شوائب و يختلط بمقتطفات من طلاسم مدسوسة بدقة يبثها خلسة عدو البشرية الأول بين ثنايا الوحي الطاهر لكي يخدع نبيا بطوله وقامته ويضلل أمة عن بكرة أبيها.... وهذا ما حدث لنبي الإسلام عند بداية الدعوة، لكن قدرة الله كانت بالمرصاد لما يدبره الشيطان من مكائد ودسائس "وتمكرون وكان الله خير الماكرين" فتداركت السدة العالية الموقف لتبعث بجبريل على جناح سرعة برق خاطــــــــف بآية ناسخة لا يأتيها الباطل من فوقها أو من تحتها لتبطل بنورها الرباني القاطع ما دسه إبليس و جنده من أكاذيب و افتراءات على غرة الرسالات ....
*********
المناسبة، أن النبي حز في نفسه جفاء ونفور قومه منه ومن دعوته وتمنى لو عادت المياه إلى مجاريها وتمنى كذلك لو آزروه ليشتد عضده بهم فينالوا فوز الدنيا و الآخرة والوجاهة والسلطان بين كل العرب و العجم، وحتى أقرب المقربين إليه من أعمامه و بني عمومته وخئولته لم يصدقوا دعوته، فعمه أبو طالب مثلا والذي كان له نعم الأب والنصير مات على دين أجداده ولم يقبل بالشهادة وهو على فراش الموت رغم ما كان معروف عليه من رجاحة عقل وتبصر، و أبو لهب = عبد العزى = والذي نزلت في حقه سورة كاملة تهجوه و تذمه وتتوعده بعذاب السعير كان من ألذ خصومه هو وزوجته أم جميل التي ستحمل الحطب في جهنم بحبل من مسد وهذه السورة تتلى في الصلوات الفردية و الجماعية، ليتقرب المسلم بآيات تلعن رجلا قضى منذ أكثر من 1400 سنة ...أما عمه العباس فلم يعلن إسلامه إلا بعد أن كانت جيوش المسلمين تطرق أبواب مكة بتكبيراتها ....
*********
كانت قريش تتمنى هي الأخرى لو يذكر محمد آلهتها بخير وأن يحصل توافق بينها وبينه لما فيه مصلحة الجميع و أن يتم تقديم تنازلات معقولة و مقبولة من الجانبين...وقتها لم تكن شوكة الإسلام قد اشتدت وكان السيف المدهون بالسم الزعاف ما يزال مخفيا بدهاء كبير تحت عباءة الإسلام، وأمام الضغوط المتوالية والمفروضة على محمد ....استغل الشيطان الفرصة السانحة فبث سمومه الخبيثة في الكلام المنزل من عند الله فكان ما يلي ...
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى فلما انتهى إلى قوله : "أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى" ألقى الشيطان على لسانه لما كان تحدث به نفسه ويتمنى إن يأتي به قومه : " تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن ترتضي "
كادت قريش أن تطير من شدة الفرح عند سماعهم هذا الكلام، و سجد الجميع أتباع محمد و كفار قريش على السواء بما فيهم الوليد ابن المغيرة الشيخ الطاعن في السن الذي أخذ شباب مكة بيده وقام بسجدته على بطحاء، و بلغ الخبر المهاجرين بأرض الحبشة فهتفت الجموع "أسلمت قريش ورب البيت" ....
*********
ماذا لو لا صارت الأمور بشكلها الطبيعي ولم يحذف من القرآن هذا المديح وهذا التبجيل الذي طال آلهة قريش وأعلى من شأنها ومنحها نعمة الشفاعة والقرب من الله ؟؟ ما هي التفسيرات و الاجتهادات التي كانت ستحفل بها كتب علماء المسلمين عن الغرانيق العلى؟؟ هل هي أنصاف ملائكة؟؟ أم كائنات أخرى لا هي من نار ولا من نور و لا من طين ولا من زبر الحديد = قد تكون من ألوان قوس قزح = خلقها الله لحكمة ما؟؟ وما تلك الأصنام والحجارة التي تمتلئ بها مكة ما هي إلا رموز و صور لتلك الغرانيق الساكنة في السماء الأولى خلقها الله كما خلق إبليس وآدم و الملائكة... وقاصرات الطرف.. وولدان الجنة المردة لعباده الصالحين الذين يشتهون الذكور من دون الإناث؟؟ وكما خلق خزنة النار الذي وعد بها الله الكافرين المارقين أي جلاوزة جهنم ذوي الوجوه الكريهة المرعبة السوداء المكلفين بتعذيب من لم ينطق بالشهادتين .. و خزنة الجنان الموكول لهم تقديم خدمات من صنف تسعة نجوم للمنعم عليهم في الجنان و أشهرهم الخازن "رضوان" و لهذا يقال "جنات الرضوان" ثم ما هي مكانة و درجة و نوع المهام الموكولة لكل غرنيق؟؟ فليس "هبل" "كمناة" وليست "اساف" "كنائلة" .....
أفلا خصصت لنا إحدى فضائيات الجهالة برنامجا خاصا عن الغرانيق التي كادت أن يكون لها شأن و مقام عند المسلمين؟؟ وكانت قاب قوسين أو أدنى لتذكر في الصلوات و الدعوات تقربا إلى الباري عز و جل ؟؟؟



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد الاسلامبولي.... شارعه بطهران وقميصه بالجزائر...
- محمد قذارة - لماذا نلوم مجنونا يسكن وسط مزبلة و يقتات من مخل ...
- عصابة - الحوثي- ويهود اليمن....
- مظاهرات من المحيط إلى الخليج و صور مرفوعة لصدام ...و نجادي . ...
- شريط الجزيرة، و أسرار خطيرة، و معلومات حملها صدام معه إلى قب ...
- رمي الجمرات.....حرب ضد الشيطان
- ليبيا ....الحداد ثلاثة أيام، حزنا على رحيل صدام
- مسكين.... صدام حسين
- على هامش فتح مكة
- الهولوكوست الموعود.... بأرض حيفا و أشدود.
- يهودية بحرينية بمجلس الشورى....وتنديدات بالجملة.....
- الحكم على صدام شنقا حتى الموت
- نبش في الذاكرة اليهودية المغربية – 4-
- الحرب الإستباقية على الإرهاب.....المعلن فيها والمستور
- ومضات من وحي الإيمان
- الجهالة باقية ما دام الصنم الأعظم حيا
- أعياد و عادات في الذاكرة اليهودية المغربية
- الحي اليهودي أو -الملاح- في الذاكرة اليهودية المغربية


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عساسي عبدالحميد - شفاعة الغرانيق .....