أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - مجزرة حماة كيف نفكر..؟














المزيد.....


مجزرة حماة كيف نفكر..؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحقيقة كنت أتجنب الخوض في تفاصيل تلك المرحلة المأساوية من حياة شعبنا السوري الذي طاله قمع تلك المرحلة بكل مكوناته ومدنه وقراه , وفي كل مرة تمر ذكرى تلك الأحداث الأليمة أجد أن الكثير من الكتاب السوريين يكتبون ويعيدون إلى أذهاننا صورا من تلك المأساة . بعيدا عما يتحيه الإعلام في هذه المرحلة من نشر لكل من يريد الكتابة عن تلك المرحلة السوداوية . وبعيدا عن الدعوات لتشكيل محاكم من أجل محاكمة الجناة كما يدعو الكثير من فصائل المعارضة السورية وكتابها . أجد لزاما علينا أن نعيد التفكير في تلك الأحداث وفق سياق له حساسيته الخاصة . والذي هو سياق تفجر الوعي الطائفي في المنطقة والذي كتبنا عنه الكثير كمهتمين بهذا الشأن وككتاب وصحفيين . لا يمكن لنا استعادة حدث تاريخي ما دون أن يكون محمولا على سياق الراهن بكل تفاصيله . والراهن الآن على ما يبدو لم يؤثر فينا كثيرا لجهة تعديل التفكير نحو البحث عن طرائق تخدم العملية الديمقراطية في سورية ! لأننا نلمس في الحقيقة روحا خطابية تريد محاكمة المسؤولين عن تلك المجزرة ؟ ربما تيمنا بمحاكمة الدجيل التي أودت بعنق الطاغية صدام حسين أو تيمنا بأفق انفتح على أثر تحرير العراق ! أو دخولا بعد أن أقر مجلس الأمن محكمة دولية لمحاكمة الجناة في الاغتيالات اللبنانية ؟ وهذا المطلب الذي يبدو أنه حق مشروع تماما من الزاوية الحقوقية والإنسانية إلا أنه يجب التفكير فيه وفق جدواه السياسية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سورية والمنطقة عموما . لأنك عندما تطالب بمحاكمة كهذه إنما تطالب بمحاكمة عصر بكامله . وهذا ليس مستبعدا في التاريخ ولكنه ليس الآن هدفا مباشرا لنا كمعارضة سورية . بل نجد أن ما ميز حكم البعث في سورية والعراق هو قضية بدأت مع وصول عسكره إلى السلطة , وهذا جر معه سلسلة من المجازر الفردية والجماعية , وليس أولها بالطبع هي قيام الرفيقان : حافظ الأسد وصدام حسين إما بإعدام رفاق طريقهما نحو السلطة ـ محمد عمران في سورية حيث تم اغتياله في لبنان ـ أو بالزج بهم في السجون حتى مات قسم منهم هناك صلاح جديد نور الدين الاتاسي ..الخ وهذا إن دل فهو يدل على أن المجازر بدأت بحق الشعبين العراقي والسوري منذ لحظة وصول عسكر البعث إلى السلطة . وبالتالي الحديث عن هذا التاريخ مليء بالدم وهو ما يجب أن يجعلنا نقف أمام ذاكرتنا قليلا ونعيد صياغة مشروعها وفق متطلبات اللحظة السورية الراهنة والمستقبلية . من يعوضنا نحن الذين أبقانا نظام الأسد عشرات السنين في المعتقلات ؟ وهؤلاء ليسوا قلة بل هم يعدون بعشرات الألوف من الشعب السوري ومن كل أحزابه ومكوناته . ومع ذلك غالبية هؤلاء قالوا عفى الله عما مضى فيما لو انتقلت سورية نحو أفق المصالحة الوطنية والديمقراطية . ولكن النظام السوري بقي مصرا على لغة العنف والتحدي المفرط باستخدام القمع والعنف بحق الشعب السوري حتى هذه اللحظة ـ وانتفاضة شعبنا الكردي آذار 2004 تؤكد على طريقة تفكير السلطة والقائمين عليها , والقمع المستمر بحجج شتى لناشطي المعارضة وحقوق الإنسان . إن سورية يمكن كتابة تاريخها من خلال كتابة تاريخ السجون في سورية . ولو كان لجدران السجون قدرة على الكتابة لما استطاع أي إعلام استيعاب ما سوف تقوله أو تكتبه هذه الجدران اللعينة التي لا تستطيع النطق أبدا . نحن محكومون بالعض على الجراح من أجل مستقبل سورية ومستقبل أطفالها . محكومون بأن لا نعيد ثقافة السلطة إلى الحياة السياسية السورية . من تحاكم إذا كان المسؤول المباشر عن كل تلك المرحلة قد مات ؟ مات رغم تركته التي لازالت ثقيلة على قلب الشعب السوري . وهذه التركة يبدو أنها لم تتعلم من التاريخ والأكثر خوفا أنها لن تتعلم أبدا ـ مقابلات السيد الرئيس بشار الأسد الأخيرة ينفي وجود معتقلي رأي في سجونه بل مجرمين : لقد تحول عارف دليلة وميشيل كيلو وفائق المير وأنور البني والقائمة طويلة إلى مجرمين ؟! إزاء هذه اللغة السلطوية يجب أن نعيد الاعتبار لثقافة التسامح , وحتى لو أجزنا الحق بالدعوة لمحاكمات فلكي تكون لإعادة الاعتبار للضحايا وليس للثأر من الجناة . ومن يجري مسحا لما يجري وجرى في سورية يجد أن أكثرية الشعب السوري هم ضحايا . ضحايا النهب والتمييز السلطوي والإفقار المتعمد وإدخاله في مصير مجهول .
هل علينا قطف العنب أم قتل الناطور ؟ نريدسورية ديمقراطية أم نريد محاكمة الماضي المعقد والدموي ؟
إنه سؤال في الحقيقة يعبر عن مأزق أخلاقي وقيمي تعيشه سورية في محنتها ؟ سؤال علينا أن نقف جميعا ؟



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المشكلة في أن أمريكا تدعم الديمقراطية ؟
- الفساد المالي والثقافي الديمقراطية تبيض الأثنين معا !
- الموت منفي ,,,إلى الراحل سلطان أبازيد
- رفع الغرب الغطاء أم أسدله ! المشكلة عندنا
- التياران الإسلامي والقومي بين الدولة والأمة ؟
- النفوذ السوري في تركيا وألمانيا ؟
- الفتنة مفهوم إسلامي
- الاستثمار الطائفي بين إيران والإسلام العربي !
- لماذا ينجح اليسار في أمريكا اللاتينية وعندنا ينجح الإسلاميون ...
- إعلان دمشق ما هو غير مفهوم !
- ما جرى ويجري في العراق ليس وجهتنا
- إعدام صدام حسين ثقافة الديكتاتور هي من أعدمته
- القرار 1737
- إعدام صدام حسين إحقاق حق أم خطأ أمريكي ؟
- شرقنا الأوسط فعلا عاريا ! توماس فريدمان يعرينا
- ليس دفاعا عن زياد بل
- الديمقراطية هي الحل الجزء الأخير
- الديمقراطية هي الحل 2
- الديمقراطية هي الحل
- المواطنة وحقوق الإنسان في سورية


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - مجزرة حماة كيف نفكر..؟