جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1823 - 2007 / 2 / 11 - 12:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا شيء بعث السرور في نفسي ، هذه الأيام ، غير عودة السيد القمني ، آية الحرف المصري الصادق والجريء ، إلى الكتابة ومخاطبة جمهوره الواسع من نخب القراء وغيرهم ممن يبحث عن نور الكلام في عصر الظلام .
ربما يقرقع الغلاة والمتطرفون ، في هذه اللحظة ، وهم يجدون جرأة هذا الرجل تزحف بلهب في صدورهم ، من جديد ، تتحدى جبروت تهديداتهم الإرهابية والتكفيرية ، فليس أمام الكاتب الحق من أمر جلل غير ارتفاع نبض كتابته بقوة هادئة منطلقة بيقين نقي متراكم ومتحرك .
ما عاد السيد القمني يخشى دخانهم الأسود لأنه واثق أن وطنه مسئول عن حياته فإذا مات مغدورا فآه ٍ على مصر المغدورة إن أغرقها ــ لا سمح الله ــ زيت الإرهاب الذي لا بد أن يحرق وجوه الإرهابيين بموجات نيران تظل تغمغم مع التاريخ ..! وان جميع الكتاب والناس الذين ذاقوا الآلام المبرحة ستكون مواقفهم معك ، أيها السيد القمني ، تتلفت حولك ومعك نحو كل من يحاول أن يجرد الإنسان القمني من إنسانيته أو من عقله أو من شجاعته أو من أخلاقه .
لم يفقد السيد القمني روحه،
ولا مسرته ولا أحلامه ،
فعادت إلينا روحنا ومسرتنا وأحلامنا .
عاد السيد القمني ليصنع له ولنا وللتاريخ المصري والعربي والإسلامي والإنساني كله بهجة النضال الفكري من اجل تحقيق كمال ٍ ما من كمالات التعبير والحرية واثقا أن كل إنسان لابد وانه سيغادر الليل ، ليس بدخان وثرثرة ، بل بأرقى أنواع اللذة التي تنتاب المفكر حين يقول كلامه وهو يبتسم لأن اللذة الفكرية الحقيقية هي انتقال الإنسان من حالة كمال اقل إلى حالة أعظمُ كمالاً ، كما قال الفيلسوف سبينوزا .
تحية إلى السيد القمني العائد إلى ممارسة الفضيلة ،
وممارسة فعل التنوير،
فكلما زادت مقدرتك في الاحتفاظ ببقائك و البحث عمّا ينفع الناس الذين يغطيهم ظلام الظلاميين كلّما زادت فضيلتك لأن محاولة فهم الإنسان ومجتمعه وتاريخه والأفكار التي تحركه هي الخير الأعظم في هذا الزمان ، وأنت يا سيدي القمني عقل متجدد يقدم للناس ضوء الفكرة التي يحتاجها الناس لنيل الحرية وكل فضائل الإنسانية .
تحية من أعماقي
لنسر ٍ عاد في الأعالي ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم المطير
بصرة لاهاي في 10 – 2 - 2007
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟