أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - بشار مرشد - ما بين منهجية التحليل... وضروب التخمين














المزيد.....

ما بين منهجية التحليل... وضروب التخمين


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 22:14
المحور: قضايا ثقافية
    


##​تعريف:
​التحليل ليس مجرد رأي أو تكهن، بل هو منهجية علمية ومنطقية تهدف إلى فهم الظواهر المعقدة من خلال تفكيكها إلى عناصر أبسط، ووضع هذه العناصر في سياقها الصحيح لفهم العلاقات التي تربط بينها.

##​مقدمة:
​يُعدّ مصطلح "التحليل" أحد أكثر المصطلحات شيوعًا في حياتنا اليومية، لكنه في كثير من الأحيان يُستخدم بطريقة خاطئة، ليتحول من عملية منهجية إلى مجرد تكهنات أو آراء شخصية. فالتحليل الصحيح هو منهجية علمية، وليس ضربًا من ضروب التنجيم أو الخيال.

##​منهجية التحليل:
​تبدأ عملية التحليل الصحيح بـالبيانات. فمن دونها، لا يوجد تحليل. هذه البيانات هي المادة الخام التي تُعالج لتصبح معلومات ذات معنى. لا يكفي جمع المعلومات فقط، بل يجب ربطها ببعضها البعض في عملية تقاطع تُظهر العلاقات والترابطات بينها، مما يسمح بتكوين صورة متكاملة.
​لكي يكون التحليل دقيقًا، يجب أن يأخذ في الاعتبار العوامل المحيطة. وهذا يشمل التجارب السابقة لفهم السياق التاريخي، بالإضافة إلى الوضع القائم والمحيط لتقييم الظروف الحالية. يجب على المحلل أيضًا أن يدرك وجود معلومات قد تكون غائبة أو مبهمة، وأن يتعامل معها كعوامل غير مؤكدة بدلاً من تجاهلها.
​الهدف النهائي من كل هذه العملية ليس التنبؤ المطلق، بل هو وضع التصورات والاحتمالات. التحليل الجيد لا يقدم حقائق قاطعة، بل يقدم تقديرات مبنية على أفضل المعلومات المتاحة.

##​القواعد الذهبية للتحليل:
​لضمان أن يكون التحليل منهجيًا وفعالًا، يجب الالتزام بعدة قواعد أساسية:
* ​الموضوعية والتجرد: إن أهم ما يميز التحليل العلمي عن التخمين هو التجرد والموضوعية. عندما يسيطر التحيز أو العاطفة أو الميول الشخصية، يتحول التحليل إلى رأي غير دقيق، وقد يصبح أداة للترويج أو الإشاعة.
* ​سلامة المعلومات: يعتمد التحليل الجيد بشكل أساسي على سلامة المعلومات. فإذا كانت البيانات التي تُجمع مشوهة، أو ناقصة، أو غير دقيقة، فإن النتائج النهائية ستكون خاطئة حتمًا. يمكن تشبيه ذلك ببناء منزل على أساس هش؛ مهما كان تصميمه رائعًا، فإنه سيتعرض للانهيار في النهاية. لذلك، يجب على المحلل أن يكون حذرًا للغاية وأن يتأكد من موثوقية مصادر المعلومات.
* ​وضوح الهدف: التحليل بلا هدف محدد هو مجرد تجميع للمعلومات. قبل أن يبدأ المحلل في الغوص في البيانات، يجب أن يطرح سؤالًا واضحًا: "ما الذي أحاول الإجابة عليه؟" أو "ما القرار الذي يجب اتخاذه بناءً على هذا التحليل؟" إن وجود هدف محدد يمنع المحلل من الوقوع في فخ "شلل التحليل"، حيث يضيع الوقت والجهد في دراسة تفاصيل غير ضرورية.
* ​إيصال النتائج: التحليل ليس ذا قيمة إن لم يتم إيصال نتائجه بفاعلية. قد يكون التحليل دقيقًا ومتقنًا، لكنه يصبح بلا فائدة إذا لم يستطع المحلل أن يقدم استنتاجاته بلغة واضحة وموجزة يفهمها من يعنيه الأمر. وهذا يتضمن قدرة المحلل على تقديم ملخص تنفيذي للنتائج. يجب عليه أن يفقط كل الأرقام والبيانات المعقدة في خلاصة موجزة، تسلط الضوء على النقاط الرئيسية والتوصيات الأهم. هذه القدرة على التلخيص هي ما يمكّن صانعي القرار من فهم جوهر التحليل بسرعة، والإجابة على سؤال: "وماذا في ذلك؟".

##​خاتمة:
​التحليل ليس عملية متكاملة بنسبة 100%. فبسبب عدم توافر جميع المعلومات وتغير الظروف، يظل التحليل عملية نسبية أساسها الاحتمال. قيمته تكمن في القدرة على تطبيق منهجيته وتحويل نتائجه إلى قرارات وأفعال قابلة للتنفيذ.
​باختصار، التحليل هو فن وعلم في آن واحد. هو علم لأنه يعتمد على منهجية ومنطق، وهو فن لأنه يتطلب التفكير النقدي والقدرة على التعامل مع عدم اليقين. وبدون هذه المنهجية، يصبح مجرد إشاعة أو ترويج، ويفقد قيمته الحقيقية.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة بين الواقع والوهم....حين تكون الأفعال أصدق من الأقوا ...
- تجارب من التاريخ المعاصر... ثبات المبدأ وتكيف الأسلوب
- الحلم من الثريا إلى الوطن.. واحتي بين الفكر والسياسة والإنسا ...
- جائحة الفيتو... وسكسونيا النظام الدولي
- الثريا في صحراء الظلام… الغاية التي لم تُدرك بعد
- الغرق في بحر الشعارات…
- الأفلاطونيون... صدى التفهيق في دهاليز السياسة والحكم
- المناورة في الغابة ... واستراتيجية الدفاع الرباعية
- ما بين الوطن والوطنية… كرامة أم تضحية؟ استبدال العدل بالمساو ...
- المناورة.... واستراتيجية الاحتلال في رباعية الحرب
- حماية المؤسسات: كيف تبني الكفاءة والنزاهة سدًا ضد الفساد وال ...
- الصداقة النادرة .. في زمن المصالح العابرة
- العالم الرقمي.. تواصل وحوار أم تهجّم وصراع؟
- الاستقلال والسيادة الحقيقية... هل تُبنى أم تُعطى؟


المزيد.....




- مسار الأحداث يسأل ماذا وراء فشل عمليات -جدعون- المتتالية؟
- أوتشا: تكثيف الهجوم على مدينة غزة سيؤدي إلى كارثة أعمق
- -لم نهزم حماس-.. وثيقة مسرّبة تُقر بفشل نتنياهو
- هل تنذر الخلافات الإسرائيلية بانهيار إستراتيجية الاحتلال الع ...
- ترامب محذرا بوتين: -سترى ما سيحدث- إذا لم تكن أمريكا راضية ب ...
- بعد استهداف قارب فنزويلي.. وزير الدفاع الأميركي يؤكد استمرار ...
- نائب ندّد بـ-سياسة الغرب الابتزازية- يتسلم قيادة جهاز الأمن ...
- محاكمة بولسونارو في البرازيل تثير الجدل.. محاموه يؤكدون تقيي ...
- أردوغان: لا يمكن أن نبقى متفرجين أمام جرائم نتنياهو
- محللون: مواجهة -ضم الضفة الغربية- المحتلة يتطلب تعاونا فلسطي ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - بشار مرشد - ما بين منهجية التحليل... وضروب التخمين