أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سهر العامري - الدب القطبي يسبح في مياه الخليج الدافئة !















المزيد.....

الدب القطبي يسبح في مياه الخليج الدافئة !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 12:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


الدب القطبي يسبح في مياه الخليج الدافئة ! سهر العامري

السياسة الغربية ، خاصة السياسة الأمريكية منها ، وضعت نصب عينيها إبعاد الإتحاد السوفيتي وقتها عن لعب أي دور سياسي في منطقة الخليج العربي ، وذلك منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ، ولهذا صنعت كل من بريطانيا وأمريكا من إيران مصدا صلدا ، يمنع الدب القطبي " الاتحاد السوفيتي " ، مثلما كانت أبواق الدعاية الغربية تطلق عليه تلك التسمية حينها ، من أن يسبح في مياه الخليج الدافئة . ولهذا المهمة بالذات عمدت الولايات المتحدة الأمريكية الى دعم نظام شاه إيران ، وجعلت من جيشه خامس جيش في العالم ، وصار يسمى ساعتها بشرطي الخليج ، ولكن هذا التوجه الغربي في السياسة سرعان ما بُدل بعد أن استطاع الاتحاد السوفيتي أن يدعم قيام انقلابات عسكرية أوصلت بعض القادة العسكريين اليساريين الى السلطة في بعض البلدان القريبة من مكامن النفط ، وهي الوسيلة التي كان منظرو السياسة السوفيتية على عهدي استالين وخروشيف يرفضونها ، ويفضلون بدلا عنها الأسلوب الثوري المعتمد على الجماهير في الوصول الى الحكم .
وعلى أساس من هذا التوجه الجديد في السياسة السوفيتية قام انقلابان مدعومان من قبل السوفيت بقوة ، هما الانقلاب العسكري في اثيوبيا ، بقيادة منغستو هيلي مريام ، والانقلاب العسكري في أفغانستان بقيادة محمد تراقي بعد أن أزيح محمد داود خان قائد الانقلاب الأول عن السلطة ، وقد شكل هذان الانقلابان مركزي نفوذ مهمين بالنسبة للاتحاد السوفيتي الذي حرم من الاقتراب الى مياه الخليج مثلما أسلفت ، فالسوفيت بجيوشهم صاروا يتواجدون على غرب إيران ، ذاك المصد الذي عمد الغرب على دعمه وتقويته طوال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية من جهة ، ومن جهة أخرى صار لهم نفوذ واضح على ضفتي باب المندب الغربية والشرقية من البحر الأحمر بالانقلاب العسكري الذي حدث في أثيوبيا ، وبقيام الحزب الاشتراكي اليمني بتوجهات ماركسية في جمهورية اليمن الديمقراطية .
لقد أفزع الانقلابان العسكريان في أثيوبيا وأفغانستان الإدارة الأمريكية ، وحلفاءها الغربيين ، وصاروا على ثقة من أن ضابطا مثل منغستو في أثيوبيا ، أو مثل داود في أفغانستان ، قد يخرج من صفوف الجيش الإيراني ، ويقوم بانقلاب عسكري موالٍ للاتحاد السوفيتي ، ولهذا السبب بالذات انتهجت السياسة الأمريكية نهجا آخر ، يقوم على أساس دعم قيام ثورات ، وحروب عصابات مسلحة يكون الدين الإسلامي هو شعار زائف لتلك الثورات ، وتلك الحروب ، وذلك لضمان معاداة السوفيت بعقيدتهم الفكرية " الشيوعية " . وعلى إثر تبني سياسة الضد هذه قامت دائرة المخابرات الأمريكية بتجنيد الألوف من الشباب المسلم! من دول عربية وغير عربية ، وبدعم من حركات إسلامية قريبة من تلك الدائرة ، وشنت بهؤلاء جهادها المقدس في أفغانستان ، ثم أعقبت ذلك بإصدار أمرا للشاه بوجوب مغادرة إيران بعد أن تصاعدت التظاهرات الكبيرة في مدن كثيرة من ذلك البلد ، وفي الوقت نفسه منعت الجيش الإيراني من قمع تلك المظاهرات بقوة ، هذا في الوقت الذي نُصبت فيه قبة خضراء للخميني في قلب العاصمة الفرنسية ، باريس ، وصار هو القائد الفعلي للدولة الإيرانية قبل أن تسقط حكومة الشاه ، وراح رجال العهد الجديد يحيطون به من كل جانب بعد أن كان يعيش الوحدة في النجف الأشرف من العراق ، هؤلاء الرجال الذين وصلتهم دائرة المخابرات المركزية الأمريكية ، وبشهادة أحمد حسنين هيكل ، الذي ظل مرافقا للخميني حتى في الطائرة التي نقلته من عاصمة النور ، باريس ، والى عاصمة الثورة ، طهران ، تلك الشهادة التي سطرها هيكل في كتابه : مدافع آية الله .
لقد وقفت إيران بعد نجاح الثورة فيها الى جانب الحركات التي جندتها المخابرات الأمريكية في قتالها للجيش السوفيتي في أفغانستان ، وراحت تقدم الدعم والإسناد لها بحجة أنها حركات إسلامية ! ولكنها سرعان ما تخلت عن دعم ما تبقى من هذه الحركات الإسلامية! بعد أن رحل الجيش السوفيتي عن تلك البلاد ، وحل محله الجيش الأمريكي ، وقوات الحلف الأطلسي الآن ، وصار قادة الجمهورية الإسلامية! في إيران ، ومنهم محمد خاتمي ، رئيس الجمهورية السابق ، يتباهون في مساعدة الشيطان الأكبر " أمريكا " ، مثلما كانوا يسمونها من قبل ، وذلك في احتلالها لكل من العراق وأفغانستان ، هذا الاحتلال الذي أنزل الخراب والدمار في العراق وأفغانستان ، جاري إيران المسلمين!
ولكن بعد زوال الاتحاد السوفيتي ، وبعد الانفتاح الغربي والأمريكي على روسيا ، ودخولها الى نادي الدول الغنية الثمانية ، لم تعد إيران بذات الأهمية القديمة بالنسبة لأمريكا والغرب ، ولم يعد الغرب على ذات الوجل من أن يرمي الدب القطبي أقدامه على شواطئ الخليج الدافئة بعد زوال الإتحاد السوفيتي ، وفي المقابل وجدت إيران نفسها منبوذة من جل الدول الغربية ، ولهذا عمدت على إثبات وجود لها من خلال استعراضها لقوتها العسكرية ، ومن خلال مثابرتها على امتلاك السلاح النووي ، والتدخل في هذا البلد العربي أو ذاك ، وعوضا عن النبذ الغربي والأمريكي لها اتجهت صوب دول الشرق الأقصى ، فراحت تستورد بعضا من خبرات التصنيع العسكري من روسيا ، والهند ، وباكستان والصين ، شفيعها في ذلك ما تحصل عليه من دولارات ثروتها النفطية التي تمتلكها . هذا في الوقت الذي راحت أبواق دعايتها تعلن عن انبثاق دولة عظمى في المنطقة ، ومن أجل أن تبرهن على قولتها هذه قامت بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية ، ليس من أجل إسقاط نظام الحكم في العراق فقط ، ولكن من أجل تحطيم الدولة العراقية ، وتمزيق الشعب العراقي الى شيع وفرق تتقاتل على علي وعمر اللذين صارا في ذمة التاريخ منذ قرون خلت .
لقد ظل العراق الحديث على الدوام تلك الدولة التي وقفت بوجه الأطماع الإيرانية في العراق ، وفي منطقة الخليج العربي ، ولكنه بسقوط الدولة العراقية عاد الآن دولة يتحكم بها جواسيس طهران سواء أكان ذلك في الحكومة كوزراء ، أو في البرلمان ومجالس المحافظات كأعضاء ، والدليل على ذلك هو انكشاف أمر النائب ، والجاسوس الإيراني عن قائمة الإئتلاف الشيعي ، جمال محمد جعفر ، الذي هرب الى إيران قبل أيام بعد أن طالبت أمريكا حكومة المالكي بإسقاط الحصانة البرلمانية عنه .
بعد زوال الدولة العراقية كقوة فاعلة في المنطقة ، وبعد التمزق الرهيب الذي حل بنسيج المجتمع العراقي ظهرت المملكة العربية السعودية قوة عربية ، تلعب ذات الدور الذي لعبه العراق من قبل ، فراحت تقاتل إيران بذات الأسلوب الذي أرادت إيران من خلاله أن تظهر نفسها به على أنها قوة عظمى ، تتحكم بمصير العراق ودول الخليج العربي ، والى حد دعا به الولي الفقيه ، علي خامنئي ، وفي غطرسة سقيمة ، العرب الى الاعتماد على إيران في حمايتهم من أعدائهم ! هذا في الوقت الذي اتهم به أكثر من مسؤول سعودي ، وفي لغة سعودية غير معهودة ، الولايات المتحدة من أنها قد سلمت العراق على طبق من ذهب الى إيران .
هذه الحقيقة هي التي دفعت الملك عبد الله ، ملك العربية السعودية ، الى القيام بزيارات متتابعة الى دول الشرق الأقصى مثل الصين والهند وباكستان ، وأخيرا الى روسيا ، تلك الزيارات التي وقعت المملكة العربية السعودية من خلالها أكثر من اتفاقية تعاون اقتصادي وتقني وعسكري مع تلك البلدان ، كما سعت الى الحصول على أسلحة متقدمة من هذه البلدان خاصة من روسيا التي من المؤمل أن يضع رئيسها ، فلادمير بوتين ، أقدامه على أرض العاصمة السعودية ، الرياض ، يوم الأحد القادم في زيارة رد يتوقع أن يتم فيها التوقيع على اتفاقيات تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات ، يضاف الى ذلك أن الشركات الروسية المختصة بالتنقيب عن النفط ستدخل السوق النفطية السعودية للمرة الأولى بعد ما كان ذلك حكرا على الشركات الغربية ، وعلى وجه الخصوص شركات النفط الأمريكية .
ويبدو أن سياسة الحرب الغير معلنة هذه هي ليست سياسة المملكة العربية السعودية وحدها ، وإنما هي سياسة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي صرح بعض قادتها من أنهم عازمون على تنويع المصادر التي يحصلون منها على أسلحة ، خاصة وأن الاجتماع الأخير لرؤساء تلك الدول قد أسفر عن قرار وافقت عليه جميع دول المجلس المذكور ألا وهو قرار امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية ، وقد تكون روسيا هي البلد المرشح لنقل هذه التكنلوجيا لتلك البلدان بعد المعارضة التي أبدتها الولايات المتحدة لهذه الخطوة بتصريح جاء على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية ، كوندليزا رايس ، ذلك التصريح الذي تفهمت به رايس رغبة مصر في امتلاكها للطاقة النووية ، وذلك لشحة موارد الطاقة تلك فيها ، ولكنها في الوقت نفسه لم تتفهم رغبة دول مجلس التعاون في هذا الصدد لتوفرها على مصادر غزيرة للطاقة ، مثلما أشارت الى ذلك وزيرة الخارجية الأمريكية.
ويبدو أن طهران على علم بموقف المملكة العربية السعودية الواضح هذا ، والتي أبلغت لها علنا من خلال تصريحات المسؤولين السعوديين ، وسرا من خلال الزيارة التي قام بها بندر بن سلطان بن عبد العزيز الى طهران مؤخرا ، هذه الموقف الذي يقول لإيران : لا تتدخلوا في شؤون العرب ! ولهذا بادرت المملكة العربية السعودية الى رمي ثقل سياسي كبير في لبنان ، ومثله في العراق ، والآن في فلسطين حيث ترعى حكومة العربية السعودية ، وعلى أعلى المستويات فيها ، المباحثات الدائرة بين ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية وبين حركة حماس التي أتخمتها الدولارات الإيرانية ، ولكن ، مع ذلك ، لم تقف إيران مكتوفة الأيدي أمام هذا الحصار السعودي ، فعمدت الى التأثير عليه من داخل البيت الخليجي ، طالبة من عراب طهران المعروف ، عبد العزيز الحكيم ، القيام بزيارة الى دولة الأمارات العربية ، ودولة البحرين في خطوة إيرانية هدفها التشويش على الرؤية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي فيما يخص التدخل الإيراني الفض في الشأن العراقي .
وعلى أية حال ، وعلى إثر سياسة المحاصرة الخليجية هذه انهار الجدار الحديدي الذي بنته أمريكا على مدى عقود مديدة أمام الزحف المظفر للدب القطبي الذي راح يسبح الآن في مياه الخليج الدافئة .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتعة ومرض الأيدز يجتاحان المدن العراقية !
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد . 9
- تفاقم الصراع الأمريكي - الإيراني على العراق !
- دولة تعشق الفساد !
- البكاء على التدخل في الشؤون الداخلية !
- البكاء على التدخل في الشأن الداخلي !
- الموافقة الأمريكية والرغبة الإيرانية قتلتا صداما !
- حصيلة إعدام صدام نبذ الشيعة !
- هل تعدم أمريكا صداما ؟
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد . 8
- 7عرب الأهوار ، الضيف والشاهد
- ( الغزال ( 1
- تقرير جيمس بيكر- هاملتون : الفشل والانسحاب !
- (عرب الأهوار ، الضيف والشاهد (6
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد (5)ه
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد(4)ه
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد(3 )ه
- ( عرب الأهوار ، الضيف والشاهد ( 2
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد*
- أطلال الديمقراطية في العراق !


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سهر العامري - الدب القطبي يسبح في مياه الخليج الدافئة !