أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالار الناصري - الحمار بيتكلم عربي














المزيد.....


الحمار بيتكلم عربي


سالار الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 12:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



(لا تنسوا فريقا من صحابة رسول الله)

عاد ولدي متحيرا من المدرسة ،ولم تكن حيرته من مؤونة العلم ولا من غذاء نظرياته وحقائقه،ولا بسبب مناهجه وأساليبه ،بل كان من شيء آخر أفصح عنه بتحرج.
ـ مدرس الدين يا أبي!
تأملت وجهه ،كانت ملامحه تشي بغضب كبير.
فتساءلت :وماذا عمل هذه المرة؟
كان مدرس الدين من المدرسين الذين يتخرجون بعشرات الآلاف كل عام وليس لهم من هم سوى ان تنتشر تجارتهم وتتكاثر في أزقة البلد وسككه المظلمة ،بل تراه وأمثاله قد تحولوا رويدا الى مشايخ بلحى طويلة يدرسون بالقميص الطويل أو الثوب القصير.
ـ انه يقول ان الحمار بيتكلم عربي!
فأجبت على الفور:
ـ انه يكذب فالحمير لا تتكلم لا عربي ولا إفرنجي .
فأسرع ولدي مخرجا قرطاسا من حقيبته المدرسية وبدا يقرا:
ـ عن أبي منظور قال: لما فتح الله على نبيه (ص)خيبر أصاب من سهمه أربعة أزواج من البغال وأربعة أزواج خفاف وعشر أواق ذهب وحمار أسود.
قال فكلم النبي الحمار فكلمه الحمار.
فقال له النبي (ص) ما أسمك.
قال الحمار :يزيد بن شهاب أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلا نبي ،ولم يبقى من نسل جدي غيري ولا من الأنبياء غيرك ولقد كنت أتوقعك ان تركبني وقد كنت قبلك لرجل يهودي وكنت اعثر به عمدا وكان يجيع بطني ويضرب ظهري.
فقال النبي (ص):سميتك يعفور يايعفور
فقال الحمار :لبيك .
قال النبي(ص):أتشتهي الإناث؟
قال الحمار :لا.
فكان النبي يركبه لحاجته فإذا نزل عنه بعث به الى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج اليه صاحب الدار أومأ اليه ان اجب رسول الله.
فلما قبض النبي (ص)جاء الحمار الى بئر كان لأبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها فصارت قبره جزعا على رسول الله.
وتطلع إلي ولدي في احتجاج على هذا المجال العلمي الشافي والكافي لتطوير المعارف والعلوم فقلت :لربما كان هذا تلفيقا.
فقال :كلا يا أبي لقد ذكر لنا مصدر هذه الحكاية وهو شمائل الرسول لابن كثير(الجزء الثاني، صفحة: 39).
وفكرت في شي مقنع فلم أجد، فلعنت في سري من يكتب هذه المناهج ومن يروج هذه الحكايات وكان الأجدى أن تصرف تلك الحصص في معلومات مفيدة وعملية، ثم اهتديت الى جواب فقلت:
ـ عليك يا بني أن تنظر العبرة من هذه الرواية.
فرد ولدي ولم يقنعه جوابي:
ـ أية عبرة!، حمار عربي يركبه يهودي ويجيعه ويضربه يوميا.
وأكملت في نفسي: وفاقدا لرجولته ايضا.
وتساءل صغيري مجددا :
هل صحيح ان مع كل نبي يبعث حمارا يولد ثم يموت بعده، إذن فهناك سلسلة من أبناء الحمير توازي نسل الأنبياء؟
وضحكت في سري لهذا الاستنتاج مع الافتخار بأن تكون سلالة تلك الحمير عربية.
ثم علقت:
ـ بلى يا ولدي هناك سلسلة عربية من تلك الحمير فلم أنت غاضب؟
فقال ولدي: لقد وصفني مدرس الدين بالزنديق؟
ودق قلبي خوفا من أن تتحول تلك الشتيمة الى فتوى فتساءلت: لماذا؟
فقال ولدي:
صدقني يا أبي لم أفعل شيئا سوى إنني سألت الأستاذ حول الحمار يعفور إذا كان قد رأى النبي وشهد له وخدمه سنينا طويلة، هل نعده من أصحاب رسول الله(ص).



#سالار_الناصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعية الرفق بالمتدينين
- بستان قريش
- حذاري .. يا مصر
- متى ندين جرائم الإسلام السياسي؟
- عراقيون نحن فكونوا ما تكونوا انتم
- اشبعوا بالهوية العربية
- ماذا لو كان صدام يلبس عمامة؟
- المحرقة والتكفير مصير امة ومعاناة إنسان
- مطالب الإمارة في السياسية والتجارة
- مفخخات جنسية في القاهرة
- المقدس والمدنس في الجريمة
- موديلات النبوة
- الإله المتوحش
- هل الله مريض!
- هنيئا لمسيحي العراق عيد الفطر المبارك
- شيوخ السلف في قيادة الأمة إلى التلف
- الله في عصر العولمة
- السباحة في الدم العراقي
- لعنة الإسلام السياسي
- عشاء مع الرسول


المزيد.....




- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالار الناصري - الحمار بيتكلم عربي