أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من التحذير إلى الاعتراف.. ماذا بعد إعلان المجاعة في غزة؟














المزيد.....

من التحذير إلى الاعتراف.. ماذا بعد إعلان المجاعة في غزة؟


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأول مرة منذ بداية الحرب على غزة، تعلن "الأمم المتحدة" رسميا وجود مجاعة في القطاع المحاصر، عبر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "IPC"، وهو أعلى جهة أممية معنية برصد الأزمات الغذائية حول العالم.
لكن هذا الإعلان، جاء متأخرا، فالجوع القاتل والموت البطيء كانا حاضرين منذ أشهر، وأصبح مشهد الأطفال الذين يموتون جوعا واقعا يوميا في مناطق القطاع من شماله حتى جنوبه.

لكن لماذا الآن؟ ولماذا تصر الأمم المتحدة
التي ولدت من رحم التسويات الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، وأُنشئت أساسا لضمان استمرار "شرعية" الكيان الصهيوني، وغضت الطرف لعقود عن كل جرائمه. اليوم، هاي هي تعلن المجاعة وتتحدث بعد شهور من الصمت والتواطؤ، فهل تحاول بهذا الإعلان التملص من مسؤوليتها الأخلاقية والتاريخية؟ أم أنه الضغط الشعبي المتزايد؟ أم أن المجاعة تجاوزت مستوى لا يمكن تجاهله دوليا؟

على كل الأحوال إن هذا الإعلان يعتبر تحول سياسي، يفرض على المجتمع الدولي، وفق "القانون الدولي الإنساني"، اتخاذ إجراءات عاجلة مثل وقف العمليات العسكرية، وفتح المعابر فورا، وتأمين دخول منظمات الإغاثة وعلى رأسها "الأونروا" التي جرى تجفيف مواردها وتقييد عملها في الأشهر الماضية ومحاسبة المجرم.

ولكن يبقى التحدي الحقيقي، في الجهة التي ستمنع تنفيذ هذه الإجراءات. إنها الولايات المتحدة رأس الشيطان والتي ما فتئت منذ بداية الحرب الغاشمة، عن استخدام ما يسمى بحق النقض "الفيتو" في "مجلس الأمن" أربع مرات، لإسقاط قرارات تدعو لوقف إطلاق النار، أو فتح الممرات الإنسانية، أو حتى التحقيق في جرائم الحرب. ففي كل مرة، كانت الإدارة الأمريكية تبرر استخدام هذا "الفيتو" بذريعة "الدفاع عن دولة الاحتلال"، في تجاهل سافر لحقيقة أن المدنيين العزل في غزة يُجوّعون عن قصد من قبل دولة الشتات ليموتوا. وهو سلاح آخر للحرب على أهلنا في غزة وقد استخدمته منذ بداية الحرب، أي أنه ليس بالسلاح الجديد ولكنه تفاقم بعد عودة الحرب وخرق مفاوضات 19/يناير من قبل دولة الاحتلال.

والجدير بالذكر أن "الأمم المتحدة" نفسها، في جلسة "مجلس الأمن" بتاريخ 27/فبراير/2024، حذرت بوضوح من أن "المجاعة باتت وشيكة جدا" في غزة، ودعت إلى تحرك دولي فوري. ومع ذلك، لم تنفذ أي من التوصيات، بل استمرت الحرب، وشُدد الحصار، وفُرضت قيود خانقة على دخول المساعدات، ما تسبب بانهيار النظام الغذائي والصحي بالكامل في القطاع. فما فائدة تحذيراتها وتوصياتها الفخرية، التي ما صدرت منها إلا من قبيل رفع العتب؟

واليوم، لا مجال للتوصيات الكاذبة، إن إعلان المجاعة يجب أن يكون إعلانا لنهاية الصمت، وبداية محاسبة حقيقية للمسؤولين عن إيصال الوضع إلى هذه الدرجة من الانهيار بقيادة دولة الاحتلال وداعميها في واشنطن والدول الأوروبية والكثير من العربية.
اليوم يجب أن تنتهي الحرب وتُفتح المعابر دون قيد أو شرط، وأن يُسمح ل "الأونروا والمنظمات الدولية" بدخول غزة فورا كما ويجب أن تُمارس ضغوط سياسية وقانونية على من يعرقل هذا المسار، أيا كانت مكانته الدولية.

أما استمرار التفرج على المجاعة باعتبارها "أزمة إنسانية فقط" فهو خيانة، لأن المجاعة كما ذكرنا آنفا ما هي إلا سلاح ممنهج. وإذا عجز "مجلس الأمن" عن وقفها، فإن "الفيتو" الأمريكي يكون قد تجاوز مرحلة الدعم السياسي، إلى الشراكة الحقيقية مع جرائم الإبادة وهو بالفعل مشارك أساسي منذ بداية الحرب، وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان.

في النهاية، ما حدث يكشف عن هشاشة العدالة الأممية حين تصطدم بمصالح الكبار. المجاعة في غزة ستبقى وصمة عار على جبين هذا العالم، ما لم تتحول البيانات والنداءات إلى قرارات تُنفذ، لا تُجهض في أروقة مجلس الأمن.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في عملية -جدعون٢
- رؤية يمينية متطرفة..-E1- كأداة لتثبيت واقع استيطاني لا رجعة ...
- اغتيال الحقيقة..أنس الشريف وشهداء الكلمة في غزة
- إنها -حرب دينية-..قالها -آريه إلداد-
- غزة لا تُحتل مرتين..التاريخ يُعيد دروسه لمن لا يقرأ
- من -الثورة- إلى -الإرهاب-..كيف يُزوَّر التاريخ وتُقلب الرواي ...
- زيارة -ويتكوف- إلى رفح،استعراض إنساني يخفي تواطؤا سياسيا
- عسقلان موعدنا..والأكلة على القصعة
- من سرق البيت لا يحق له ادعاء ملكيته
- غزة بين فصول المجاعة وأبواب الموت الجماعي
- يحيى لم يمت وحده..هذا العالم كله يحتضر
- غزة ومعضلة الاحتلال..من نصر ١٩٦٧ إلى مأز ...
- -المدينة الإنسانية-.. سجن جماعي بمباركة دولية
- وحدة -الاستجابة الأولى-..شرعنة الاستيطان وإرهاب الفلسطينيين
- كمين بيت حانون..المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الاشتباك الج ...
- جنود العدو ..ما بين الكوابيس والوصايا
- عرب المليحات بين فكي التهجير والاستيطان وصمود في وجه الاقتلا ...
- مجزرة بالتقسيط..برعاية الاحتلال وتواطؤ الأنظمة..
- المخدرات في الطحين.. مؤامرة خبيثة لكسر صمود غزة
- من ذريعة الأمن إلى الإقصاء.. الهدم الممنهج كأداة لتصفية القض ...


المزيد.....




- -ستعيشان حبًا عظيمًا-..بريطاني وأمريكية يجمعهما القدر على طا ...
- روسيا تعلن السيطرة على قريتين في دونيتسك.. وزخم الوساطة يترا ...
- نهاية الحرائق المدمرة في إسبانيا -أصبحت وشيكة-
- معاريف: نتنياهو مُصر على المضي في العملية العسكرية
- تأجيل الانتخابات البرلمانية في 3 محافظات سورية
- وزير الخارجية النرويجي: الوضع بغزة كارثة من صنع الإنسان
- ناج من الهولوكوست: وسائل الإعلام الغربية شريكة في إبادة غزة ...
- -تأثير أحمر الشفاه-.. لماذا لا نتخلى عن الرفاهية رغم ضيق الح ...
- شريكة جيفري إبستين عن ترامب: لم أر أي شيء غير لائق منه.. وكا ...
- كارثة جوية كادت تقع.. كاميرا توثّق انكسار جناح طائرة دلتا


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من التحذير إلى الاعتراف.. ماذا بعد إعلان المجاعة في غزة؟