أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - هل فات الوقت على تجنيب غزة -أبواب جحيم كاتس-؟














المزيد.....

هل فات الوقت على تجنيب غزة -أبواب جحيم كاتس-؟


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشير كل المعطيات إلى أن الكيان الصهيوني ليس حتى الآن، في وارد الذهاب نحو صفقة جزئية، سيما بعد أن أعلنت حماس موافقتها على المقترح الذي عرضه الوسطاء الذي هو مقترح سبق أن قدمه ستيف واتكوف المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، وإنما هو يتجه نحو استكمال احتلال قطاع غزة باحتلال عاصمة القطاع مدينة غزة.
ويبدو أن إدارة حركة حماس للوقت من أجل عقد الصفقة، وموافقتها التي تأخرت كثيرا، وهي الإدارة التي كانت بالمناسبة، محل انتقاد مرير من قبل بعض القوى الفلسطينية في اجتماعات القاهرة الأخيرة، قد استغلها الكيان والولايات المتحدة نحو رفع السقف عبر المطالبة بصفقة شاملة تشمل كل الرهائن، عوض الصفقة الجزئية، بكل التبعات السلبية التي ستنتج عنها، ولذلك هاجم الرئيس الأمريكي رونالد ترمب سير المفاوضات مع حماس، واصفًا إياها بـ"الابتزاز الذي يجب أن ينتهي"، وهو يزعم أن ما سماه الابتزاز سينتهي عندما يحتل الكيان الصهيوني مدينة غزة، "أعتقد أن الرهائن سيكونون في مأمن أكثر لو دخلوا غزة وأسرعوا في ذلك"، وترمب بذلك يعطي أمر عمليات لا لبس فيه للجيش الصهيوني لاحتلال غزة، بغطاء أمريكي صريح.
ومع أن نتنياهو لم يغلق باب الوصول إلى صفقة عندما صرح أنه أوعز "ببدء مفاوضات بشكل فوري للإفراج عن جميع المختطفين وإنهاء الحرب بشروط مقبولة لإسرائيل"، لكنه فصل بين الصفقة وما يعده إلى غزة، عندما قال " هذان الأمران (هزيمة حماس والإفراج عن مختطفينا) يسيران جنبا إلى جنب". وفي خطوة ذات مغزى زار نتنياهو القيادة الجنوبية للجيش، الذي قال: "نحن في مرحلة الحسم. جئت اليوم إلى فرقة غزة من أجل المصادقة على الخطط التي عرضها علي الجيش ووزير الدفاع للسيطرة على مدينة غزة وهزيمة حماس".
وهنا يمكن التأكيد، أن المسألة لم تعد هي الإفراج عن الرهائن؛ وإنما الهدف هو كما قال "هزيمة حماس" ، وهي كما نعتقد لافته، تخفي الهدف الحقيقي وهو تهجير أهل غزة، بكل الثمن الفادح الذي سينتج عن ذلك على القضية الفلسطينية، ويمكن قراءة ذلك في تصريح يسرائيل كاتس، وزير الحرب الصهيوني الذي قال: : "وافقنا على خطط جيش الدفاع الإسرائيلي لهزيمة حماس في غزة - بإطلاق نار كثيف، وإجلاء السكان، والمناورة". الذي توعد بأنه سيفتح ما سماها "أبواب الجحيم قريبا على رؤوس قتلة ومغتصبي حماس في غزة - ما لم يوافقوا على شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الأسرى ونزع سلاحهم". وأنهم إذا لم يوافقوا "ستتحول غزة، عاصمة حماس، إلى رفح وبيت حانون".
ولتحقيق ما هدد به كاتس تبدأ الخطة بالسيطرة على مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، وبعدها مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة، التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها.
ويشار إلى أن الجيش الإسرائيلي فرض سيطرته على أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون، أي احتل ما نسبته 37% من محافظة غزة المراد احتلالها بالكامل، أي ما يزيد على ثلث مساحتها، وأجبر أكثر من 225 ألفا من سكانها على النزوح قسرا.
ويقطن حي الشجاعية 110 آلاف شخص، وتبلغ مساحته نحو 14.3 كيلومترا مربعا، أي ما يشكل 20% من مساحة محافظة غزة الإجمالية التي تمتد على 70 كيلومترا مربعا.
ويسكن في الحي أكثر من 803 آلاف نسمة، كما أن حي التفاح تقدر مساحته بنحو 2.8 كيلومتر مربع، أي ما يعادل 4% من مساحة مدينة غزة، ويسكنه 37 ألف فلسطيني.
في وقت تبلغ حي الزيتون 9.1 كيلومترات مربعة، مما يشكل 13% من مساحة المدينة، ويقطنه 78 ألف فلسطيني.
وحتى لا يعتقد البعض أن كل ذلك، مجرد مناورة ضغط لابتزاز حماس، كشف رئيس أركان جيش الاحتلال أن جيشه أكمل " استعداداته للسيطرة الكاملة على مدينة غزة" وأن "قوات الجيش الإسرائيلي متمركزة بالفعل على مشارف المدينة: شمالًا - تعمل قوات الفرقة 162 في عمق مخيم جباليا للاجئين، وجنوبًا - تُهاجم قوات إضافية تشكيلات حماس في منطقة الزيتون. هذه تشكيلات لواء مدينة غزة، الذي هيأ الأرضية لمعركة المدينة نفسها".
وأضاف بأنه "بعد ذلك، سيتم استبدال بعض القوات النظامية المتمركزة حاليًا على الحدود اللبنانية وفي الضفة الغربية، وسيُفتح الطريق لدخول جماعي إلى المدينة. تتضمن خطة الجيش الإسرائيلي أولًا إخلاء السكان المتبقين في المنطقة، وبعد ذلك فقط - ضرب مراكز ثقل حماس"
وأكد على أنه" في هذه الأثناء، يستمر القصف المكثف: ففي منطقة الزيتون وحدها، أُفيد عن تدمير مئات المباني - ما بين 400 و600 مبنى. كما سُجِّلت هجمات عنيفة في صبرا وبيت الهوى والشيخ عجلين".
وأخيرا يجب أن يكون واضحا وبعيدا عن الادعاء والخطابة والمكابرة، فإن اقتحام غزة واحتلالها التي هي عاصمة القطاع، ستكون هي النكبة الحقيقية، وهو التوصيف الذي اتفقت عليه الفصائل الفلسطينية التي اجتمعت مع حماس مؤخرا في القاهرة، بل إن بعض المجتمعين اعتبر أن احتلال غزة سيؤدي إلى كارثة جديدة، وسيكون حجم الدمار المالي والاقتصادي والاجتماعي أضعاف ما دمره الاحتلال في المحافظات الأربعة خلال السنوات ال 21 الماضية.
وكي يجري تجنب ذلك، دعت إحدى القوى الوازنة إلى مواجهة ذلك عبر التفكير المشترك وبمسؤولية وحكمة لإيقاف ما سمته "هذا الخراب والموت"، وهذا يستوجب اتخاذ خطوات مهمة من المفاوض بعيدًا عن العناد، لأن استمرار العملية العسكرية في مدينة غزة سيؤدي إلى نتائج كارثية، وانتكاسات وطنية تؤثر سلبًا على كافة قوى المقاومة، وقد تضر بالمشروع الوطني الفلسطيني.
السؤال: هل فات الوقت أمام حماس لتجنيب مدينة غزة وأهلها والقضية الفلسطينية نكبة موصوفة؟ وماذا يقول الوسطاء--؟ نأمل أن لا يكون الوقت قد فات بعد.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا تكون غزة رفح أخرى.. الكرة في ملعب حماس
- مفاوضات الدوحة.. تجربة لبنان كاشفة!
- المثقف.. النقد دور وليس خيارا
- هل يكون العدوان على إيران حافزا.. عِوض أن يكون رادعا؟
- بين دراما النووي الإيراني.. وترسانة الكيان الصهيوني النووية. ...
- نتنياهو.. لا أعرف متى ستنتهي العملية العسكرية في إيران؟
- فلسطين هي القبلة.. وإن طالت الهجرة
- بماذا رد ترامب على مبادرة حماس؟!
- الكيان الصهيوني.. وهندسة سوريا ديموغرافيا وجغرافيا
- سوريا.. أحداث جرمانا وصحنايا بين الذريعة والحقيقة
- عندما يجري تجريم النقد..!
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 2/2
- -بيكفي حرب-.. حراك كسر حاجز الخوف 1/2
- حتى لا تصبح غزة.. بيئة طاردة
- بعد تهديدها بمصير الحوثيين.. هل ضاقت مساحة مناورة حماس؟
- تغيرت أساليب التهجير.. والهدف واحد.. الاقتلاع
- حتى لا يبقى بيان قمة القاهرة حبرا على ورق
- بين الضفة وغزة. ودعم موقف حماس
- أبو مرزوق.. يجرد طوفان حماس من قدسيته
- كي الوعي.. وذاكرة اللقطة الأخيرة


المزيد.....




- -ستعيشان حبًا عظيمًا-..بريطاني وأمريكية يجمعهما القدر على طا ...
- روسيا تعلن السيطرة على قريتين في دونيتسك.. وزخم الوساطة يترا ...
- نهاية الحرائق المدمرة في إسبانيا -أصبحت وشيكة-
- معاريف: نتنياهو مُصر على المضي في العملية العسكرية
- تأجيل الانتخابات البرلمانية في 3 محافظات سورية
- وزير الخارجية النرويجي: الوضع بغزة كارثة من صنع الإنسان
- ناج من الهولوكوست: وسائل الإعلام الغربية شريكة في إبادة غزة ...
- -تأثير أحمر الشفاه-.. لماذا لا نتخلى عن الرفاهية رغم ضيق الح ...
- شريكة جيفري إبستين عن ترامب: لم أر أي شيء غير لائق منه.. وكا ...
- كارثة جوية كادت تقع.. كاميرا توثّق انكسار جناح طائرة دلتا


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - هل فات الوقت على تجنيب غزة -أبواب جحيم كاتس-؟