|
?بيشو بيفكر الديك
احسان بركة
الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 08:40
المحور:
كتابات ساخرة
يمكن بيفكر بدجاجة يكسر عينها
او بقهر ديك جاره ليوطي راسه وينتف ريشه امام دجاجاته ليحتكر السلطة
ويضعه تحت جناحيه تابعا محكوما ذليلا يقتات بقايا مايتركه له
ديكنا يمشي يتمختر بين دجاجات مطيعات
ويقول انا رجالكم ( المعذرة انا ديككم )
متمنيا ان تلعب منهن واحدة بذيلها كي يريها قيمتها ومكانها بمجتمع الدجاج
خطواته هادئة واثقة بارتفاع متناسق وبعنترية قل نظيرها بين الديوك
ناظرا من الاعلى ليرى من حوله اشباه الديوك مبدينَ اعجابهم بديوكوكته التي لامثيل لها
آملين ان يسمح لهم بمغازلة بعض الدجاجات اللواتي انهوا خدمتهن عنده
مااعجب هذا الديك لايرى تحت انفه شيئا فالعالم بالنسبة له تحت جناحيه
يدعس من يشاء وباي وقت يشاء
الشيء الوحيد الذي لا اعرفه عنه هو صوته
بعض الديوك الحساد تحدثوا متلثمين بان صوته بيديه فهو لاصوت له
آخرين قالوا انه عاق وكل البيض الموجود هو من صنع مساعديه
غالبية الدجاجات تكلمن عن جرائم اغتصاب بالتهديد والوعيد من قبل ديكنا المتعنتر
وعندما يطلع النهار تعود الحياة الى طبيعتها فالدجاجات مطيعات
واشباه الديوك يؤدون الولاء لكبيرهم
اما هو فيتعنطز على السور متفقدا رائحة انقلاب ديكية
متحدثا مع كل على حدا محرضا كل منهم على الاخر
لينقلوا له الاخبار من خلف الاسوار
بعضهم تحدث عن احد اشباه الديوك الذين وقف مع دجاجة لطيفة
وعلى الفور وصل الخبر الى ديكنا الميمون
وبلحظات كان على اعتاب البلاط الديكي يبرر سبب وقوفه
سيدي
ليس لدي اية نية سيئة والموضع ليس غرام صدقني
وانما لزيادة انتاج البيض ولتكبير المملكة تحت جناحيكم
الحجج لم تفيد وانتهت بالمقصلة لتربية البقية
هذا العالم البيضاوي عمره قصير
كل هالعنترة بتنتهي بكم شهر وبيصير على السيخ مشوي مقلي مسلوق مش مهم
المهم عالسيخ مثل كل ديك بالعالم العربي
شي بيضحك ربع ساعة حكي عن مملكة الديوك
واكيد بعد ماسمعتوا بالسيخ فتحت قريحتكم على شي وجبة
انا نفس الشي
لانه اليوم وانا في فترة الغداء وفي احدى المطاعم بغربتي التي تجاوزت خمسة وعشرون عاما
سمعت طرطشة حديث بين شخصين يتحدثون العربية
احدهم متحمس للزواج من بنت من الوطن
مغترب تجاوز الستين
تابعت الاستماع الى الحديث بآذان صاغية
واعرف انه من العيب فعل ذلك لكنني حشري وهذه علتي التي لا اود التخلص منها
تكلم وبيده فنجان القهوة كانت يده ترتجف وصوت مهرهر:
سيدي بدنا ( نتجوز ) يعني نصير اثنين وننستر ونجبلنا كم ولد ليساعدوني بكبرتي بهاالغربة
والحديث طبعا باللغة العربية
وانا كمستمع ( بالصدفة ) للغة الوطن الام لفت نظري الحديث اكثر فاكثر
منذ زمن بعيد لم اسمح مثل هذه الاحاديث
صاحبنا اثناء حديثه مع سامعه
قال ساذهب للبلاد وسأتزوج من هناك
بنت البلد شو مابتقلها بتساوي وبتعرف مكانها بين الناس ( اي الرجال ) مفتلا ماتبقى من شاربيه
اجاب المستمع
لك فؤاد طيب بهالسهولة بتلاقي ( شي يعجبك )
سيدي ... الجيبة ملايانة والبياعة كثار
المهم مايتجاوز عمرها عشرون سنة وتكون عذراء
يعني بضاعة طازجة ( مبتسما ) هازا رأسه
وباللاشور تخيلت الضحية
سيجلب ضحية جديدة لتخدمه بكبرته ( وبيدفع نقدي ) حسب قوله
بدات اتقلب بنظراتي الى هذا الثنائي المتصادق المتفاني المتساوي بالمفاهيم
وبحب الوطن وبنات الوطن
تخيلت الضحية المضاعفة التي ستاتي من اين ستكون ومن البائع
وماهي الظروف التي تسمح بوجود الشاري والبائع
ماهي الضغوط التي يتعرض لها بناتنا وشاباتنا وشبابنا
ومن المسؤول عن تحويل الانسان الى سلعة تباع وتشرى
تخيلت كل شيء
وقعت بحيرة هل اتكلم مع هذا شبه الانسان
ام اسكت صونا لحرية الرأي واحتراما للديمقراطية
مر برأسي شريط حياتي قبل الاغتراب
ووجوه احببتها وحزنت عليها لانها في يوم ما تحولت الى ضحية
تخليت عن جزءا من حديث هذا الثنائي
فانا غريب الاطباع احيانا لكنني اعتقد ان الحياة الزوجية هي ليس ديك وكم دجاجة
ومن ثم كم صوص ليصيحوا معي لاكسر عين العدا
بل هي اكثر بكثير هي حياة ... مشاركة ... طموح .... احلام اذا لم اقل عشق
وبنفس الوقت كنت انتظر الغداء كأي زبون
انا وامعائي الخالية المستنفرة
بدات امعائي بالانتفاض علي طالبة مني ان اغير مكان جلوسي
طلبت منها ان تهدأ صونا للعرض ( كما يقول مظفر النواب )
مذكرا اياها ايام زمان واحاديث مشابهة
رغم ذلك زادت انتفاضتها علي
وبدات افكر بحجة اتخلص بها من الوجبة التي كنت قد طلبتها
وانا بلحظة التفكير هذه
قًدم لي الكرسون فروجا مشويا شرق اوسطي
سألته ذبح حلال
اجابني نعم
اعتذرت منه واخبرته
بأنني اعتبارا من اليوم احبذ ان يكون الفروج ابن حرام
وغير معروف اصله وفصله
فقط ان يكون فروج يحترم انسانيته الفروجية
والافضل ان يكون اعزب وليس اسمه فؤاد
نظر الي الكرسون مبتسما مستغربا
قائلا ندعوك في المرات القادمة
شكرته معتذرا
وخرجت مسرعا تحت تأثير ضغط امعائي المنتقضة
حالما بالوصول السريع وبأمان الى البيت دون فضائح اضافية
الى اللقاء
احسان بركة
Ahsan Barakeh
#احسان_بركة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيروت تبكي من جديد
-
مظاهرات امام المدخل الرئيسي للجنة
-
شرف اعتدال بين العاشق والمعشوق
-
الاعدام وراحة البال
-
الاعياد وشجرة الميلاد
-
عالم الطرابيش
-
محاكمة ابليس
-
حلم لم يكتمل
-
خبر اليوم
المزيد.....
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|