|
توقيعات على سيمفونية الخصوبة
عبد السلام مصباح
الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 08:40
المحور:
الادب والفن
-1- رُؤْيَتُكِ عَارِيَةً- أَيَّتُهَا السَّاكِنَةُ الأَضْلُعَ – تَأْشِيرَةُ إِبْحَارِالْوَاحِدِ فِي الآخَرِ، تَعْزِفُهَا نِيرَانُ الْعِشْـقِ الزَّرْقَاءُصَـلاَةً...وَنِـدَاءَاتٌ تَتَعَالَى مِنْ كُلِّ سَرَادِيبِ الْجَسَدِ الضَّامِيءِ...نَبْضًا...نَبْضًا، وَتُذَوِّبُنَا فِي قُـدْسِ الأَقْدَاسِ/ تُبَارِكُ فِينَا هَذَا الدِّفْءَ الْعُرْسَ، وَهَذَا الشَّوْقَ الْمُعْشَوْشَبَ...
-2- رُؤْيَتُكِ عَارِيَةً- أَيَّتُهَا الضِّبْيَةُ-تَجْعَلُنِي أَحْلُمُ بِالَّلحَظَاتِ الصَّخَّابَةِ...بِالْكَلِمَاتِ الْحُبْلَى وَنُجُومٌ تَتَفَتَّتُ عِشْقًا، تَزْرَعُ بَيْنَ خَلاَيَانَاالأَمْوَاجَ الْمَسْحُورَةَ،أَحْلُمُ بِالأَمْطَارِ الْخَضْرَاءِ، بِالرُّطَبِ، بِالرُّمَّانِ الْوَرْدِيِّ،وَجَنَّاتِ الْعِنَبِ الأَحْمَرِ تَطْلُعُ مِنْ بَيْنِ ضُلُوعِ الْحُلمِ الْمُتَوَقِّدِ؛ يَجْتَاحُ الصَّحْرَاءَ الْكُبْرَى وَالرُّبْعَ الْخَالِي، يُورِقُ بِاسْمِ الأُلْفَةِ فِي جَدْبِ الشَّفَتَيْنِ نَخِيلاً وَعَلَى الصَّدْرِ حَدَائِقَ غُلْبًا. -3- رُؤْيَتُكِ عَارِيَةً- أَيَّتُهَا الْعَاشِقَةُ الْمَعْشُوقَةُ – فَاتِحَةٌ يَقْرَأُهَا الْجَسَدُ الذَّابِلُ تَحْتَ رَمَادِ الْمِنْجَلِ بِاسْمِ الْفُقَرَاءِ/الطَّبَقَاتِ النُّبْلِ، وَبِاسْمِ الْغَجَر ِالْمَصْلُوبِينَ عَلَى أَعْمِدَةِ الرِّيحِ وَفِي الْكَأْسِ الْمَكْـدُودَةِ...أَحْرَاشِ التِّبْغِ الأَسْوَدِ، غَابَاتِ الْوَحْشَةِ...يَقْرَأُهَا الْجَسَدُ الرَّاكِضُ بَيْنَ تَضَارِيسِ الْكَبْتِ/الْقَهْرِ/الصَّمْتِ الْمَعْفُونِ، وَبَيْنَ مَفَازَاتِ الْخَوْفِ الْمُتَصَاهِلِ فِي لُحَمِ الْقُبُـاَتِ، وَفِي صَوْتِ الْبَاعَةِ. يَقْرَأُهَا الْجَسَدُ النَّازِفُ تَعْوِيذَةَ إِبْحَارٍ نَحْوَ الْوَقْتِ الأَخْضَرِ وَالضَّوْءِ، وَنَحْوَ فَضَاءَاتِ النَّبْضِ الْمُثْمِرِ...يَقْرَأُهَا الضَّامِيءِ مِثْلِي لِلْعِشْقِ الأَرْحَبِ، لِلأَرْضِ الْمَنْقُوشَةِ فِي كُلِّ مَسَامِِ الْقَلْبِ سَنَابِلَ خُضْرٍ تَتَفَجَّرُ مِنْ تَوْقِ خَلاَيَانَا إِيقَاعَاتٍ فِطْرِيَّة.
-4- رُؤْيَتُكِ عَارِيَةً- سَيِّدَتِي الْمُثْلَى – مَطَرٌ يَتَجَذَّرُ فِينَا، يَتَوَحَّدُ، يَغُسِلُ فُوهَاتِ الْجُرْحِ الِعَرَبِي الْمَفْتُوحِ جَنُوبًا/غَرْبًا...وَالآخِذِ شَكْلَ الْفَجْرِ وَحَجْمَ الشَّوْقِ، وَيَنْثُرَ فِي الْفَلَوَاتِ فُصُولَ الأَمَلِ الْمُخْضِبِ بِالْغَيْمِ الْوَاعِدِ، أَوْمَطْلَعَ أُغْنِيَةٍ تَتَوَالَدُ فِي الْقَلْبِ الْمُتَوَارِثِ عِشْقًا وَجُنُونـا...وَعَلـى أَرْصِفَةِ التِّيهِ الْعَطْشَى تَرْسُمُ أَحْلاَمَ الْفُقَرَاءِ، وَخِصْبَ الزَّمَنِ الطَّالِـِ مِنْكِ إِلَيَّ حَنَانًا؛ مِنْ تَحْتِ رَمَادِ الأَزْمِنَةِ الْمَسْكُونَةِ بِالنَّجْمَاتِ الْمَسْلُولَةِ وَالْمِطْرَقَةِ الآفِلَةِ وَالْمنْجَل. -5- رُؤْيَتُكِ عَارِيَةً- أَيَّتُهَا الْمُهْرَةِ- نَهْرٌ يَتَنَامَى فِي مَلَكُوتِ الْجَسَدِ الْوَاعِدِ عِشْقًا وَجُنُونًا...وَيُنُادِمُ بَيَّارَاتِ الْحُبِّ الْمَصْلَوبَةِ فِي صَحْرَاءِ الصَّمْتِ الْمُوحِشِ؛ حَيْثُ يَبِيعُونَ ضَفَائِرَكِ الْمَشْهُودَةِ مِنْ أَجْلِ الْحُبِّ الْمَغْلُولِ/فَقَاقِيعِ الْقُبُاَتِ/الْكَلِمَاتِ الْمَلْفُوفَةِ فِي زَبـدِ"الْغَيْنِ"، وَمِنْ أَجْلِ الْكَاسَاتِ الْمَنْفُوخَةِ بِالدُّخَّانِ وَبِالرِّيحِ...تُطَارِدُ فَجْرًا يَنْسِجَ أَجْنِحَةً لِلْعِشْقِ، يُبًارِكُنَا، وَيُبَارِكُ بَغْدَادَ، وَيَغْمِدُ سَيْفَهُ فِي الْجَسَدِالسَّابِحِ بَيْنَ الأَطْلَسِ وَالنِّيلِ إِلَى بَرَدَى، وَيَشُقَّ طَرِيقَهُ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ؛ لِتَبْدَأَ رِحْلَتُنَا؛ رِحْلاَتُ الْفُقَرَاءِ/الْغَجَرِ/الْبُسَطَاءِ، وَكُلِّ الْمَقْهُورِينَ..إٍلَى الأَزْمِنَةِ الْمَنْحُوتَةِ بِالْحُبِّ وَبِالدَّم، وَالْمَشْحُونَةِ بِالْحُـبِّ وَبِالْعُشْبِ بِعَرْشِ الشَّعْبِ.
-6- سَيِّدَتِي حِينَ تَكُونِينَ عَلَى صَدْرِي عَارِيَةً وَأَرَاكِ بِكَامِلكِ طَاهِرَةً عَذْبَة وَبَتُولاً لَمْ تَسْتَنْزِفْهَا أَحْلاَمُ الذَّهَبَيْن... تتَوَهَّجُ كُلَّ مَسَامِي تَهْتَزُّ جُذُورُ الْقَلْبِ، وَفْي رَعَشَاتٍ يَسْكُنُهَا الْفَرَحُ الشَّامِلُ عَاصِفَةً تَنْسِفُ أَحْزَانِي حُزْنًا... حُزْنًا... يَشْتَعِلُ الْجَسَدُ الْمُثْقَلُ بِالرَّغَبَاتِ وَأَحْنِي رَأْسِي كَيْ أَلْثُمَ نَهْدَيْكِ وَلاَ أَخْجَلْ... أَلْثُمُ كَلَّ تَفَاصِيلِكِ حَرْفًا حَرْفًا أَلِفًا رَاءً ضَادًا...
غرناطــــة السبــت09/08/1986
*هـــذا النـــص مـــن ديـــوان "حاءاتـــــ متمـــردة" الصــادر 1999 و قـــد نفـــذت نسخـــه
#عبد_السلام_مصباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الملكة.. للشاعر الشيلي بابلو نيرودا
-
حلم ثان
-
زيارات
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|