أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد اللطيف ابراهيم علو - الطائفية وباء فتاك لقاحها المضاد ملح الارض














المزيد.....

الطائفية وباء فتاك لقاحها المضاد ملح الارض


عبد اللطيف ابراهيم علو

الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 08:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



ككل الاوبئة الخطرة التي تفتك بالاحياء تقف الطائفية منتظرة توفر شروط التهابها لتلهب كل ما ياتي امامها وهذه الشروط غاية في البساطة . نسبة معقولة من الجهل ومثلها من العوز المادي واضعافها من المصالح الشخصية البشعه والجشعه لمن وضعت به الثقة كقائد والتقاء كل ذلك بمصالح قوى خارجية لها اطماع في بلد مثل العراق يعج بالموارد الاقتصادية الهائلة.
هكذا اذن كالطاعون والانفلونزا والاوبئة الاخرى تنتشر الطائفية.
هذه اشارة باصبع مرتجف للحالة التي يفترض ان تهب طليعة عقول القوم من مفكريه وقادته ووساسته ورجال دينه ووجهائه لعمل شئ قبل ان ياتي الوباء على كل شئ . للا سف ولحد هذه اللحظة تبدو ان المحاولات الكثيرة لا تتعدى جدر القاعات التي تتم بها اللقاءات وهكذا فان البعض تسلل الى روحه الياس واستسلم للقدر ولكن ما قصة هؤلاء الفلاحين وكبف يخبرونا بان العراق ما زال قويا بملح ارضه !!
هذه عائلة ابو احمد في احدى قرى محافظة ديالى من المذهب الشيعي ، نهضت ام احمد فجرا لتجد ورقة صغير دست تحت باب الدار كتب عليها انذار بان ترحل العائلة ، استشاط الجيران غضبا فابو احمد اكثر من اخ وقد اختلط الدم واللحم كما يقال مع جيرانه السنه ، وهكذا راحوا يفتشون عن كاتب هذه الورقه دون فائدة فالكاتب بالتاكيد يجلس في مكان بعيد بعيد جدا (من حاول فك ظفيرتها من حاول رفع عباءتها يا ولدي مفقود مفقود مفقود يا ولدي يا ولدي ) ، وتجنبا للمشاكل قرر ابو احمد ان ينتقل ولو وقتيا و بعفش خفيف ويترك الاغراض الثقيلة عند بيت ابو على جار العمر السني ريثما تتوضح الامور عل ان بطات ام احمد ظلت تسبح مع بطات ام علي في ذات الساقية المخلصة .
حط الرحال ببيت ابو احمد في منطقة غير بعيدة من داره القديم ، الا ان مكانه الجديد كانت تصله الفواكه والخضر بصعوبه وعندما سمع ابو علي بذلك اشترى صندوق طماطة وصندوق خيار وتوجه الى بيت جاره العزيز ، الح علاوي ابنه البالغ من العمر عشر ان يرافقه ليرى اصدفائه من بيت ام احمد ، في الطريق اعترضت ابو علي عصابة ، سالته عن وجهته وما هي الا لحظات وقد اجهز على ابو علي رغم صراخ الطفل الذي تتقطع له القلوب ،عاد الطفل مرتجفا الى اهله ليخبرهم بما حصل ، وعندما سالوه عن شكل الجناة اجاب بان احدهم يرتدي قبعة غريبة والاخر وجهه كوجه ممثل معروف جدا وقد اعطى تفاصيل اخرى للطول ولون البشرة ولون الملابس .
سمع ابو احمد بالامر ولطم على راسه هو وعائلته واحس ان اخوه ابو علي الذي بينهما تمتد اقدس الروابط ، رابطة الزاد والملح ضحى لاجله وهكذا قرر ان يذهب الى دار ام علي ليعزيها وفي الطريق استوقفه ثلاثة اشخاص وبعد مشادة كلامية اطلق عليه الرصاص وفر الجناة قبل الاجهاز تماما على ابو احمد ذلك لاقتراب سيارة بيكب فيها عدد من الفلاحين الذين لاحظو الجناة وهم يفرون الى البستان القريب ، واحتار الفلاحين بين اللحاق بالجناة او محاولة انقاذ ابو احمد ولانهم لم يحملوا السلاح فراوا من المنطقي ان يذهبوا بابو احمد الى اقرب مستشفى سالوا ابو احمد عن اوصاف الجناة فكان الوصف مطابقا لما ذكره علاوي ، نعم فذلك الغطاء الغريب للراس ووجه ذلك الممثل المشهور وباقي الصفات كلها تدل على ان الجناة هم انفسهم . هنيئا لكما هذا الانجاز العظيم ايها الجارين الطيبين ونبقى صغارا واقزاما امام تضحياتكما وابتكاركما لهذا العقار المتكامل النجاح ولا عجب في ذلك فلطالما قدمت هذه الارض الى البشريه ابتكاراتها وعصارة ذهنها في العلوم والادب والفلسفة والفن . واليوم اذ تشتد الخطوب ومن كل الجهات تتقدمون انتم ايها المخلصين الشرفاء انت ايها الفلاح الطيب والعامل الشريف والمعلم المخلص والطبيب الوفي والمهندس المبدع والمراة المملوءة حنية وشجاعة تتقدمون لتخبروا البشرية بانكم هنا ورغم كل ما يهمس هنا وهناك من انكم زائلون لا محال لشدة النوازل التي تلم بكم نعم انكم باعراقكم وطوائفكم وتنوعكم صنعتم الحضارة ، حضارة الانسان والقانون والرحمة الحقيقية لا حضارة الاعلام المزيف والشهوات الحيوانية البعيدة عن اصل الانسان لا بورك بمن يشك بقدراتكم ايها الانقياء يا ملح ارض الرافدين.



#عبد_اللطيف_ابراهيم_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محافظة ديالى هل تستبق محافظات العراق لتودع التاريخ اهزوجة مج ...
- نصير شمة بعد الكتابه هدية وادي الرافدين الى البشرية
- الديمقراطية والعراق المتمدن حلمك يا ابا نزار
- في العراق لاية جهة تنسب هذه الجرائم بمقدساتكم؟؟؟
- انها فلسفة صباح حنش ليتكم اعتبرتم ايها القادة
- تذكروا المحيبس لعبه عراقيه


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد اللطيف ابراهيم علو - الطائفية وباء فتاك لقاحها المضاد ملح الارض