أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ياسر قطيشات - ما بعد -مؤتمر نيويورك-: هل تتجه فلسطين نحو الدولة أم نحو العُزلة و-العنصرية-؟














المزيد.....

ما بعد -مؤتمر نيويورك-: هل تتجه فلسطين نحو الدولة أم نحو العُزلة و-العنصرية-؟


ياسر قطيشات
باحث وخبير في السياسة والعلاقات الدولية

(Yasser Qtaishat)


الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 22:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


اختُتم مؤتمر حل الدولتين الذي عُقد في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، برعاية فرنسية-سعودية، بمشاركة (123) دولة ومنظمات إقليمية ودولية، بإصدار بيان ختامي مقبول نسبياً ووثيقة "خارطة طريق دولية" تُمهّد للاعتراف الجماعي بالدولة الفلسطينية.
الحدث شكّل لحظة سياسية استثنائية تعكس تحوّلاً دولياً في التعامل مع القضية الفلسطينية، على الصعيد السياسي النظري مبدئياً، فلأول مرة منذ فشل مفاوضات أوسلو مطلع الألفية الجديدة، يظهر توافق دولي واسع على ضرورة التحرك خارج الإطار التقليدي للتفاوض الثنائي الذي أثبت عجزه، لصالح خطوة جماعية دولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، عبر تصويت محتمل في الجمعية العامة في سبتمبر القادم بقيادة فرنسا، التي أعلنت عزمها على الاعتراف رسميا، مع وجود توجّه أوروبي ضاغط نحو ذات الهدف، بينما تحاول واشنطن مواجهة هذا المسار تحت ذرائع "تشجيع حماس" أو تقويض جهود ما تدعي أنه "السلام" بالمفهوم الصهيوأمريكي!
لكن ما سبق يفتح الباب في الوقت ذاته على سيناريوهات معقدة بين الأمل السياسي والعقبات الواقعية، فالرؤية الدولية المتبلورة لم ولن تحسم الصراع أو تُوقف حرب الإبادة في غزة بدون ضغط دولي جامح وتلويح أوروبي بعقوبات حقيقية على كيان الاحتلال، ورغم أن الاعتراف بفلسطين بشكل جماعي ومنسق في أروقة الأمم المتحدة، سيكون له أثر دبلوماسي كبير، وسيُعيد الاعتراف بفلسطين إلى واجهة القانون الدولي، إلا أنه غير ملزم قانونياً.
كما يتوقع أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً مكثفة على حلفائها الأوروبيين والعرب، في محاولة لتأجيل التصويت أو إفشال القرار الجماعي، وقد تلجأ واشنطن إلى استخدام أدواتها التقليدية: المساعدات، النفوذ السياسي، وحتى التلويح بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن في حال طُرحت عضوية كاملة لفلسطين هناك.
وفي المقابل، تعمل حكومة الاحتلال الإسرائيلية على تسريع الاستيطان وتوسيع العدوان في الضفة وغزة، ومن المستبعد أن تستجيب إسرائيل للضغوط الدولية دون فرض إجراءات ملموسة، مثل التلويح بعقوبات اقتصادية أو تعليق التعاون العسكري والأمني.
لكن هل لدى أوروبا والغرب الإرادة السياسية لفرض تكلفة على الاحتلال؟
هذا هو التحدي الأخطر، لأول مرة منذ سنوات، تفكر أوروبا في التحرك، في الشأن الفلسطيني، خارج العباءة الأميركية، ولأول مرة، أيضاً، لم تنتظر أوروبا "موافقة إسرائيلية" ولا مشاورات عقيمة، بشأن المؤتمر وقراراته، بل أعلنت الدول المُشاركة والأمم المتحدة عن نيتها اتخاذ خطوات سيادية من جانب واحد، وهي خطوة غير مسبوقة في سياق العلاقات الأوروبية-الإسرائيلية. والمجتمع الدولي.
أما عربياً، فالموقف يتراوح بين المساندة السياسية الواضحة وبين التردد العملي في المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، بعض الدول العربية، خاصة المرتبطة بالملف الفلسطيني، تبدو ملتزمة بلعب دور سياسي مركزي في الدفع نحو الاعتراف الدولي، بغض النظر عن الضغوط الأميركية، وتحاول إعادة تموضعها كداعم ثابت وفعّال للحقوق الفلسطينية، فيما البعض الأخر منها، تُرحّب بهذا التوجه قومياً، لكنها معرضٌّة أو قد تتعرّض لضغوط أميركية بهدف "تحييدها" أو دفعها إلى التهدئة، خصوصاً في اللحظة التي تسبق اجتماعات سبتمبر.
فلسطينياً، تبدو السلطة الوطنية أمام فرصة تاريخية، لكنها محفوفة بالمخاطر، والمطلوب منها توحيد الخطاب السياسي، وإنهاء الانقسام الداخلي أو على الأقل تحييده أمام المجتمع الدولي، لأن أي انقسام فصائلي بين "غزة ورام الله"، سيُستخدم حجة ضد الاعتراف الكامل.
نجاح المؤتمر في ترجمة مخرجاته إلى خطوات عملية مرهون كذلك بقدرة القيادة الفلسطينية على استثمار الزخم الدولي، سياسياً ودبلوماسياً، مع تقديم رؤية واضحة للدولة القادمة، وموقف موحّد تجاه إدارة غزة ما بعد الحرب، وملف الإعمار، والشراكة الوطنية.
لن تنجح مخرجات البيان الختامي وخارطة الطريق الصادرة عن مؤتمر نيويورك، ما لم تُترجم إلى خطوات عملية، تشمل:
اعترافات رسمية ومنسقة بالدولة الفلسطينية.
دفع عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.
إنشاء لجنة دولية لمتابعة التنفيذ تحت مظلة الأمم المتحدة.
ممارسة ضغط اقتصادي ودبلوماسي على الاحتلال لوقف التصعيد والاستيطان.
وبدون هذه الخطوات، سيبقى المؤتمر مجرد بيان قوي في سياق مسلسل طويل من الخيبات الدولية، وهو يمثل اختباراً لجدية الإرادة الدولية في تصحيح مسار عقود من الفشل، فإما أن يُترجم المؤتمر إلى تحول سياسي فعلي يعيد للفلسطينيين حقهم في دولة مستقلة، أو نكون أمام فرصة تاريخية أخرى ضاعت في زحمة التوازنات والمصالح.
إن فشل المؤتمر في تطبيق هذه الخطوة، سيعني فعلياً انهيار فكرة حل الدولتين، وفتح الباب أمام واقع الدولة الواحدة "اليهودية العنصرية"، وانفجار الصراع في المنطقة إلى مستويات غير مسبوقة، أما إذا نجح المؤتمر، فسنكون أمام بداية جديدة قد تعيد الأمل إلى الشعب الفلسطيني الذي لم يُمنح يوماً فرصة العدل ولا السلام.



#ياسر_قطيشات (هاشتاغ)       Yasser_Qtaishat#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -عقدة الثمانين- .. بين سرديّة الاعتراف وسرديّة الوجود!
- الصندوق الأسود العربي: محاولة لفهم لحظة السقوط
- -غزة- في مرآة الخذلان العربي
- الأمّةُ في زمن الانكسار: كيف نبني مستقبلاً يستحق الحياة؟
- ما بعد الدولة -المُتألّهة-: سرديّة المقدّس في عصر الحداثة!
- في قبضة المجانين: العالم بين انهيار القيم والشرعية وغطرسة ال ...
- الدولة المارقة: -إسرائيل- وإعادة إنتاج النازية بالصهيونية!
- -المسألة اليهودية- .. لم تُحل!
- استراتيجيا الإنهاك والإنهاء: عندما تتحول السياسة إلى فيلم
- قوس السقوط الحضاري: -القوّة العمياء- في مواجهة حتميّة مع مرآ ...
- -نُخب القيادة- وجدليّة التغيير في الوعي العربي
- -قرن الإهانة العربي-: لماذا نهضت الصين ولم ينهض العرب؟!
- -العرب- بين فكرة القومية ومأزق الحريّة!
- حين دمّرت بريطانيا الشرق: الوجه الآخر لحضارة العنصريّة!
- -التديّن الإمبريالي-: حين تُصبح الحروب مقدّسة!
- حين تحدث الفلاسفة بالعربية: أثر الإسلام في الفلسفة الغربية
- الصين والولايات المتحدة: إدارة النفوذ بين الاحتواءِ والصراعِ
- بين -عبقرية المكان وانتقام الجغرافيا- نظرة -كابلان وحمدان- ل ...
- الأردن وهواجس -ترامبسفير- غزة الخيارات الوطنية لمواجهة المخط ...
- الأردن وريادة دعم حقوق ذوي الإعاقة إنجازات مشرّفة.. ونماذج إ ...


المزيد.....




- -ستعيشان حبًا عظيمًا-..بريطاني وأمريكية يجمعهما القدر على طا ...
- روسيا تعلن السيطرة على قريتين في دونيتسك.. وزخم الوساطة يترا ...
- نهاية الحرائق المدمرة في إسبانيا -أصبحت وشيكة-
- معاريف: نتنياهو مُصر على المضي في العملية العسكرية
- تأجيل الانتخابات البرلمانية في 3 محافظات سورية
- وزير الخارجية النرويجي: الوضع بغزة كارثة من صنع الإنسان
- ناج من الهولوكوست: وسائل الإعلام الغربية شريكة في إبادة غزة ...
- -تأثير أحمر الشفاه-.. لماذا لا نتخلى عن الرفاهية رغم ضيق الح ...
- شريكة جيفري إبستين عن ترامب: لم أر أي شيء غير لائق منه.. وكا ...
- كارثة جوية كادت تقع.. كاميرا توثّق انكسار جناح طائرة دلتا


المزيد.....

- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ياسر قطيشات - ما بعد -مؤتمر نيويورك-: هل تتجه فلسطين نحو الدولة أم نحو العُزلة و-العنصرية-؟