أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - إسرائيل الكُبرى: المشروع الأخطر على وجود دول الطوق.














المزيد.....

إسرائيل الكُبرى: المشروع الأخطر على وجود دول الطوق.


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 00:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يعد خافيًا أنّ المِنطقةَ تسير بخُطىً متسارِعة نحو مرحلةٍ وجوديّة جديدة، عنوانُها ليس فقط التّغيير، بل التّفجير. فإسرائيل لم تعد تخفي مشروعَها الأيديولوجي-التوراتي، الّذي يعلو على كُلّ الحِسابات السياسيّة والواقعيّة. وما يلوّح به نتنياهو من "اسطورةٍ توراتية" هو في جوهره أخطَر بكثير من أيّ "قُنبلةٍ نووية" ؛ إذ إنّ النووية قد تُدمّر مدينة، أمّا التوراتيّة فتُدمّر معنى التاريخ، وحُدود الجغرافيا، وبنية الدُّول ذاتها.
ما يلوّح به نتنياهو يمسّ أساس الوجود السياسي لشعوبِ المنطقة ؛ وذلكَ لأنهُ يستَند إلى خطابٍ دينيٍّ مُطلَق، لا يعترف بالزّمن ولا بالتاريخ، بل فقط بـ"الوعد الإلهيّ". وهُنا تكمُن الخطورة: فالمعركةُ لا تُدار بمنطقِ المصالِح أو التّوازُنات، بل بمنطقٍ أسطوريٍّ دمويّ يجعل أيّ تسويةٍ مُستحيلة.

وما نراهُ اليوم ليسَ مُجرّد ضُغوطٍ على لُبنان أو حصارٍ لغزة أو تفكيكٍ لسوريا أو إضعاف للأُردن. إنّه مُسلسلٌ مُتكامِل لتجريدِ "دول الطّوق" من مُقوِّمات الدَّولة. وكُلّ ذلكَ يضعنا أمامَ حقيقة أنَّ ما يجري أبعد من "التطبيع" وأبعد من حدود فلسطين. فالمشروع يطال دول الطّوق كلّها: لبنان، سوريا، الأردن، وحتى مصر بدرجة أقل. من يتأمّل المسار منذ صفقة القرن، مرورًا باتفاقياتِ إبراهام، ووصولًا إلى الطّرحِ المُتكرِّر عن "الشرق الأوسط الجديد"، يكتشِف أنّ الهدف ليس "حلّ النزاع"، بل إعادة صياغة المنطقة جغرافيًا وسياسيًا بما يتلاءم مع "إسرائيل الكبرى" ومع الرؤيةِ الأميركية للقرنِ الحالي. هذا يُفسر الضغط على الأردن، تفكيك سوريا، تحويل لبنان إلى ساحة رخوة، وحصار غزة حتى لحظة التهجير.

فلُبنان يُدفع نحو الفوضى المقوّننة، وسوريا تُنهكُ في صراعاتٍ لا تنتهي، أمَّا الأردن، فإنَّهُ يوضعُ في الزّاويةِ بينَ ضغطِ التّهجير الفلسطينيّ ومشروع "الوطن البديل"، وفلسطين نفسُها تُمحى من المُعادلةِ كُليًا. الهدف النهائي: شرق أوسط جديد، خالٍ من أيّ كيانٍ عربيّ قادرٍ على الوقوف بوجه "إمبراطورية يهوه".

وما يزيد المشهد قتامة، وبكُلّ صراحة، هو أنّ البنية السياسيّة العربيّة، وخصوصًا، في دُولِ الطَّوق، أفسحَت المجالَ لتغلغُلِ المشروعِ الإسرائيلي. فالطائفيّة، والزبائنيّة، والانقسام، والارتهان للخارِج، كُلّها أمورٌ جعلَت المُجتمعاتِ العربيّة مُتصدِّعةً من الداخل، سهلة الانكِسار أمامَ أيّ ضغطٍ خارجيّ. وحتى عندما تُرفع شعارات "السيادة والاستقلال"، فإنَّها، غالبًا، ما تُستعمَل تكتيكًا لتصفيّةِ حساباتٍ داخليّة، لا استراتيجية لحمايةِ الوطن.

وهُنا، في ظلّ كُلّ المُعطياتِ الّتي أسلفناها، يبرُز سؤال شديدِ التّعقيد: ما العمل؟

ّإنَّ التحدّي الذي نُواجِههُ ليسَ عسكريًا فقط، بل حضاري وأيديولوجي. فإسرائيل لا تتحدَّث اليومَ عن سلامٍ أو حُدود، بل عن نصوصٍ مُقدّسة، تعلو على الواقع والتّاريخ. وهذا يعني أنّ أيّ ردٍّ عربي يجب أن يكونَ مشروعًا استراتيجيًا مضادًا، يقرأ التاريخ كما يقرأ المُستقبل، ويجمَع بين عناصرِ القوّةِ السياسيّة والعسكريّة والثقافيّة. أمّا الارتهانَ للرّئاساتِ الأميركيّة أو انتظارَ رحمة موسكو وبكّين، فلن يُنتِج إلّا المزيدَ من الانكسارات.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مواجَهة الاحتلالِ الصهيونيّ: نحو مشروع تحرُّر جديد للمِنط ...
- حين تصبح التكنولوجيا شريكًا في الجريمة: مايكروسوفت، إسرائيل، ...
- في قلب الصراع: إيران بين الضّغط الأميركيّ وخيارات القوّة.
- الأردن بينَ النيران، لكنّها لن تلتَهِمهُ.
- إسرائيل كقاعدة استعماريّة وأداة للهيمنة.
- رسالة للأشقّاء السوريين.
- الصراع في سوريا المنطقة: صفقاتٌ خفيّة وتحدّيات مصيريّة.
- الهيمنة الغربيّة على حوض المحيط الهندي: قراءة تاريخية وتحليل ...
- برغماتيّة ترامب وموالاته للحركة الصهيونيّة.
- علينا أن نّفكّر بمنطق.
- ماذا علينا أن نفعل بعد صرخَة -آرون-.
- لنُراهن على ذاتنا، ولنتوقّف عن تقديس أداة الفُرس.
- المُقاومة وتصريحات وزراء الخارجيّة العَرب..
- فرحةٌ للوطَن ومِن ثمّ لنا.
- معمعة التخبُّط والمتاهات: الكيان الصهيونيّ أنموجًا.
- خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.
- مِن جريمةٍ إلى أُخرى.
- صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ
- الشهادات العلميّة للمُجتمع، والعلم لمن أراد.
- -الفزعات العشائرية والمناطقية داخل الجامعات.-


المزيد.....




- -ستعيشان حبًا عظيمًا-..بريطاني وأمريكية يجمعهما القدر على طا ...
- روسيا تعلن السيطرة على قريتين في دونيتسك.. وزخم الوساطة يترا ...
- نهاية الحرائق المدمرة في إسبانيا -أصبحت وشيكة-
- معاريف: نتنياهو مُصر على المضي في العملية العسكرية
- تأجيل الانتخابات البرلمانية في 3 محافظات سورية
- وزير الخارجية النرويجي: الوضع بغزة كارثة من صنع الإنسان
- ناج من الهولوكوست: وسائل الإعلام الغربية شريكة في إبادة غزة ...
- -تأثير أحمر الشفاه-.. لماذا لا نتخلى عن الرفاهية رغم ضيق الح ...
- شريكة جيفري إبستين عن ترامب: لم أر أي شيء غير لائق منه.. وكا ...
- كارثة جوية كادت تقع.. كاميرا توثّق انكسار جناح طائرة دلتا


المزيد.....

- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - إسرائيل الكُبرى: المشروع الأخطر على وجود دول الطوق.