أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمياي عبد المجيد - الواقعية في معالجة الظواهر الآنية.














المزيد.....

الواقعية في معالجة الظواهر الآنية.


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1820 - 2007 / 2 / 8 - 11:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لعل الحديث عن الواقعية يقودنا تلقائيا إلى استنتاج منظور خصوصي لفهم هذا المصطلح الشائع الاستخدام ، فتخصيص الواقعية بحيز من التحليل، والاهتمام جاء بدون شك كنتاج لدور معين تقوم به في إطار تثبيت خاصية ذات ماهية معينة لدى الإنسان ، ولن نذهب بعيدا في التنظير، والاستنتاج ، فمثلا نقول هذا إنسان واقعي أي نربط مجريات الواقع الذي يتعرض له هذا الشخص بمختلف مكوناته في الزمان والمكان الآنيين بالتكيف التلقائي ، لأنه هو أيضا جزء من هذا الواقع ، وبالتالي كل ما يصدر عن هذا الإنسان يأتي وفقا لمقتضيات هذا الواقع. فإن هو كان حرا يستطيع أن يتخذ موقفه ويعبر عنه بكل تلقائية.
ليس تناولي للواقعية هو خوض في تفسير مذهب من مذاهب الفلسفة ، إنما أنا أحاول أن أقيم بعض الإسقاطات الجزئية التي قد لا تكون لها علاقة بالتحليل الفلسفي ، وهذه إسقاطات الجزئية على التحولات التي يعرفها الإنسان انطلاقا من حياته اليومية .. لأنني أدرك جيدا أن الخوض في التفسير الفلسفي للواقعية يحيلني تلقائيا إلى ذكر المذهب الفلسفي، والاسترسال فيه ، وبالتالي لا يمكن أن ندرك الواقعية من الزاوية الفلسفية البحتة دون الإشارة إلى المذهب المضاد ( المثالية ) لان ذلك سيكون نتاج طبيعي لأي نقاش فلسفي من هذا النوع . لكن ما يهمنا نحن في هذا الصدد هو إمكانية التوفيق في فهم الظواهر الكبرى التي يمر بها الإنسان حاليا من الزاوية الواقعية المبسطة ، أو بالا حرى المشاكل التي لا يمكن حلها إلا بالواقعية المتعارف عليها لدى عامة الجمهور بعيدا عن التنظير المثالي الغير المجدي في كثير من الحالات كهذه ، والذي لا يفهمه عامة الناس فالنسيج الاجتماعي مختلف ، ولا يمكن أن نعالج المشاكل الكبرى التي يتخبط فيها أكثر شعوب العالم من الزاوية النخبوية ، ولان العامي دائما في حاجة إلى تبسيط يدركه المنطق الذي يستخدمه في التفاعل مع المحيط . فمثلا عندما نقول لشخص من هذا النوع أن ظاهرة كظاهرة الفقر بتشعيباتها المعقدة وبالحاجة القصوى التي تتطلبها في تقنين وسائل العمل للقضاء عليها ، والدراسات ، والأبحاث المستمرة الملزمة لرسم سياسة مناسبة، وخطط ممنهجة ، فإذا ذكرنا هذه المستلزمات لهذا الإنسان قد يرتاب ، ويسخر منا في نفسه ،لأنه في اعتقاده ما دام الفقير بحاجة إلى المال فعلى المسئولين أن يوزعوا المال على الفقراء وينتهي الأمر ، لكن ما لا يدركه بحكم ما سبق ذكره أن هذه الدراسات والأبحاث هي بالدرجة الأولى تحدد لنا الفقير من غيره ،لان التقصي يكوّن لدينا استراتيجية .. قد يكون هناك أغنياء لكن يتظاهرون بالفقر ويريدون الاستفادة من مخصوصات الآخرين . طبعا هذا على مستوى التعميم مع إدراكنا أن معظم شعوب العالم الثالث الذين نتوجه إليهم بهذا المقال هم شعوب يعشون تحت مستويات الفقر .
ويمكن أن ندرك الواقعية في التعامل مع الظواهر الاجتماعية ، والاقتصادية ، والأخلاقية بمعايير محددة تكون ميسورة الفهم وقادرة على بلوغ أذهان العامة . فمن الناحية الاجتماعية من المنطقي والمحبذ أن نسن قوانين تتيح للفرد أن يكون ذو تقبل لفكرة التنوع ، وعلى وعي تام بحرية المبادرة دون إغفال روح الجماعة حتى يكون عنصرا فعالا في المجتمع يسير وفقا لمقتضيات هذا الأخير، ومنتجا وفقا للمطالب . بعيدا عن اصطناع الخيال الذي لا ينسجم مع الواقع .
ومن الناحية الأخلاقية الحتمية بالتسليم أن أعضاء المجتمع الواحد هم بالضرورة نسيج متكامل قادر على التواصل ، والانفتاح فيما بينه وفقا لضوابط الاحترام المتبادل . أما من الناحية الاقتصادية فلعل الالتزام بقانون ينظم العلاقة بين الدولة ، والفاعلين الاقتصاديين من شركات ومؤسسات .. تحفظ هذه الأخيرة حقوق المجتمع في الاستفادة من حقوقها الطبيعية المشروعة كالعمل مثلا ..ولا يمكن للدولة التغاضي وأخذ زمام المبادرة دون الرجوع إلى مصدر تشريعها لقوانين الاحتياج أي الرجوع إلى الشعب لمعرفة ما يناسبه وبالتالي تعالج الأمور بالواقعية المطلوبة . وخلاصة القول أننا بحاجة إلى تعبير واقعي يمكننا من معالجة كل القضايا المطروحة وكلما اقتربنا من هذا المعيار نكون قد حققنا نوعا خصا من التطور.



#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران : العتاب قبل العقاب
- دولة الحق والقانون
- الفدرالية كمدخل لتقسيم العراق .
- مستقبل العلاقات الخليجية – الإيرانية
- حلم النجومية ..
- التغيير الدستوري وترسيم الامازيغية.
- القطار
- ثقافة الاختلاف
- نفير الحرب الجديدة
- رويال و ساركوزي والسباق إلى الاليزيه
- الشرق الأوسط : السياق الاستراتيجي الجديد.
- الحرب الأهلية الفلسطينية ..؟؟!
- موسم الموت.. !!
- الحب اللّذي نحب.
- الحداثة وأزمة القبول.
- المغرب وأزمة الانتقال الديموقراطي.
- الاتجار في الأطفال ..تجارة الرقيق الجديدة !!
- الأفعال أرفع صوتا من الأقوال !!
- !!يسألونك.. عن هجرة العقول العربية
- القدّيس..


المزيد.....




- وسائل إعلام: هانتر بايدن حضر اجتماعات والده الأخيرة في البيت ...
- أوربان: بدأنا -مهمة السلام- حول أوكرانيا بزيارات إلى العواصم ...
- مراسلة RT: الرئيس التونسي يحدد تاريخ 6 أكتوبر 2024 موعدا للا ...
- مأساة التدافع المروّع.. أكثر من 100 شخص لقوا حتفهم خلال تجمع ...
- أوربان لزيلينسكي.. وقف النار يسرع السلام
- مقاتلات ترافق طائرة شي جين بينغ أثناء وصوله إلى كازاخستان
- قناة -12- العبرية: رسالة لبنان السرية لإسرائيل.. بيروت مهتمة ...
- شاهد.. حيوانات كابيبارا تستمتع بآيس كريم وسط درجات حرارة قيا ...
- مصرع شخصين في حريق شقة بولاية ماريلاند
- أوربان: ندعو كييف إلى وقف القتال


المزيد.....

- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمياي عبد المجيد - الواقعية في معالجة الظواهر الآنية.