بؤسا- للعراق وليذهب إلى الجحيم ... ما دام أفشلوا المشروع الأمريكي !!!!

مهند شهيد شمخي

الحوار المتمدن-العدد: 1820 - 2007 / 2 / 8 - 10:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

كثيرا" ما توقفنا أمام المرآة لنتساءل ..
لماذا نحن بالذات من بين شعوب الأرض لنتحمل كل هذا الألم والأذى والتشريد ؟! ...
لماذا شعب ـ كشعب العراق ـ عليه العيش في أنفاق وحفر وخنادق وسراديب مظلمة ؟! ...
أو يتامى في أحضان من تبناه من الأمم ؟! ...
لماذا نحن جياع وبستاننا مزهر مثمر ؟! ، وعطشى في ارض ترتوي صحاريها من نهريها العظيمين ؟!! ...
لماذا دمنا أرخص من ثمن أطلاقة البندقية ؟! وجثثنا لا توارى إلا بالمزابل والنفايات ؟! ...
لماذا لم نهنأ بسقوط أبشع دكتاتورية عرفتها البشرية ؟! لنجد أنفسنا أحرارا" لكن خلف جدران كونكريتية عالية !! ..
لماذا لم نهنأ بالقصاص ممن ذبحنا وشردنا وجعلنا حطبا" لنيران حروب غبية رعناء ؟! لتنصب له التماثيل ، ويرفع له الحداد ، وتقام له مجالس العزاء ؟ ! ...
ما بالكم أيها العرب والمسلمون وقد انقلبتم على أعقابكم ؟! فلبستم ثوب الراعي لنا والباكي على حقوقنا ، وكل يوم تذبحونا ؟!!
متى كنا نكرم السفلة والقتلة والمأجورين وقطاع الطرق ؟!! ، ونعلي من شأنهم ونصفهم بأوصاف لا تمت لهم بصلة ؟! ..
متى كان المقاومون يحرقون أوطانهم ، ويقتلون أبناءه ، ويسرقون أمواله ؟!....
متى كان المقاومون يقتلون عشرة من أبناء جلدتهم ليقتنصوا فردا" من عدوهم ؟! ..
متى كان المقاومون يدمرون ممتلكات الناس ليدمروا آلية من آليات أعدائهم ؟!
لماذا لا تمتلكون الشجاعة لتعترفوا بان المعركة الدائرة رحاها على أرضنا ليست معركتنا ؟! بل هي معركتكم مع أميركا !!
لماذا لا تعترفون بان بركان الدم المتفجر بالعراق من صنعكم ؟!
لماذا لا تعترفون بأنكم لا تقاتلون الاحتلال ، بل إنكم تقاتلون أميركا ، وبين الاثنين فرق كبير ؟!! ...
لأن من يقاتل الاحتلال يهدف إلى إخراجه ، أما أنتم فأدركتم إنكم اكبر الخاسرين بمغادرة قوات ( الاحتلال ) لأرض العراق ، لان ذلك يعني نجاح مشروعها ، وسيصبح العراق قبلة لآمال العرب وتطلعاتهم ، ومنبر للحرية ،
فعمدتم إلى العمل على إبقائها وإشغالها بعمليات تستهدفها ، وتستهدف صميم مشروعها وهو خلق عروس الشرق الأوسط الديمقراطية ، وبدلا" من ذلك أردتم تحويل العراق إلى مستنقع كبير ، تغوص أميركا في وحله ، بل عمدتم إلى خلق عاهة مستديمة في هذا الشعب الواحد ، حينما سعيتم إلى نثر بذور الفرقة بين أطيافه ، ليكون فشل المشروع الأميركي ذو مدى بعيد الأجل .
أنا لا أتكلم هنا لأني أريد أن أصور العراقيين كحمل وديع ، بل على العكس ، إن هناك الكثير منهم ممن التقت مصالحه مع مصالح الشياطين ، وساهموا معا" في إبراز الجانب المظلم واللاإنساني للعصابات والمليشيات المسلحة على اختلاف خلفياتها السياسية والفكرية والدينية ، بعد أن انطوت عليهم اللعبة الاقليمية ، ليقتلوا ببشاعة كل شيء ، وبدلا" من الأمل الذي راود العراقيين بالتخلص من ماسي الماضي ، بعد زوال نظام صدام ، وتطلعهم للعيش بحرية وكرامة ورخاء ، تنحوا جانبا" بانتظار نتيجة معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، سوى دمهم المسفوك بشكل يومي .

#مهند_شهيد_شمخي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات