أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صادق الازرقي - بين استنكار جلال الطالباني ووعيد فلاديمير بوتين ...ضياع الدم العراقي














المزيد.....

بين استنكار جلال الطالباني ووعيد فلاديمير بوتين ...ضياع الدم العراقي


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 1819 - 2007 / 2 / 7 - 11:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


خبر غريب طالعتنا به الصحف وبثته وسائل الاعلام المرئي والمسموع .. الخبر يقول: استنكر فخامة الرئيس جلال الطالباني جريمة الصدرية التي ....الخ .. وعلى الفور حضرت في اذهاننا تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثر العمل الارهابي الذي استهدف مدرسة بيسلان بجمهورية أوسيتيا الشمالية والذي نفذه ارهابيون شيشان عام 2004 و راح ضحيته 335 قتيلا ً نصفهم من الاطفال فقد قال الرئيس الروسي حينها انه يتوعد الارهابيين بالرد وأن بلاده تستعد بجدية للقيام بإجراءات وقائية ضد الإرهابيين. ومن المعروف ان التوعد في اللغة يعني التهديد.
من هنا نرى الفارق الواضح والفاضح بين التعبيرين؛ اذ ما معنى ان يستنكر رئيس يتمتع بكافة الصلاحيات المطلوبة ويحكم اكثر من 25 مليون انسان عملية ارهابية تقتل وتجرح المئات من أبناء شعبه في حين انه وحكومته يتمتعان بكامل الصلاحيات التنفيذية اللازمة للرد على العمليات الاجرامية. ان رجل الشارع العراقي العادي يخجل ان يقول انني استنكر بل انه يطالب بالضرب بيد من حديد كافة الارهابيين الذين يقتلون الناس والمضحك المبكي انه وبمجرد ان يقع حادث جلل يقتل فيه الابرياء من العراقيين يسارع ويتسابق المسؤولون والوزراء واعضاء مجلس النواب الى ارسال برقيات الاستنكار متناسين مسؤولياتهم والتي تتركز في مكافحة الارهاب ودحره والقضاء عليه وليس استنكاره ولكنه المبكي المضحك في الزمن العراقي التعيس, وذات الامر حدث حين هدد رئيس الوزراء الاستاذ المالكي احد النواب في احدى جلسات المجلس بانه سيكشف علاقته باختطاف 150 مواطنا ً عندها تساءل المواطنون اذا ً كيف سكت المالكي طيلة المدة الماضية عن هذا الامر الخطير وكيف يستهان بمشاعر هذا العدد الكبير من أسر هؤلاء المخطوفين والمقتولين.
لو كان الرئيس الروسي قال في وقتها انه يستنكر العمل الاجرامي ضد مدرسة الاطفال في بلاده لغدا محطا لاستغراب الناس واندهاشهم ولكنه قال ووفى حين توعد الارهابيين وهددهم وضربهم بقسوة واغتال ولم يزل مسؤوليهم والمحرضين على الارهاب مما ادى الى انحسار العمليات الارهابية في الشيشان وفي عموم روسيا حيث اصبحنا من النادر ان نشهد علمية كبرى في ذلك الجزء من العالم منذ ان هددهم وتوعدهم عام 2004ومثل ذلك قاله ونفذه المسؤولون الروس الآخرون ومن بينهم وزير الدفاع سيرغي إيفانوف الذي اشار حينها الى إمكانية شن روسيا لضربات وقائية على المتمردين في إقليم الشيشان.
ان ما يبعث على الدهشة في الوضع العراقي ان يستهان بالدم العراقي المسفوح الى اقصى الدرجات فتمتلئ شاشة الفضائية العراقية بأخبار الاستنكار المقيتة والمستهجنة من قبل معظم المسؤولين والوزراء ومنهم وزير الداخلية الذي يفترض به اتخاذ الاجراءات الرادعة لحقن دم الابرياء ومتابعة المجرمين وملاحقتهم والاقتصاص منهم لا استنكار اعمالهم؛ فما فائدة الاستنكار امام تلك الوحوش البشرية وهل يكفي ذلك للجمهم والحد من خطورتهم. ان من حق الرئيس الاميركي مثلا ان يستنكر جريمة الصدرية لأن القتلى ليسوا من مواطنيه واهله وطبعا فان الرئيس الاميركي لا يستطيع ولا يمكنه القول بانه يستنكر قتل الجنود الاميركان في العراق او انه يستنكر تفجيرات نيويورك بل انه يعرف ان عليه فقط ان يرد ولقد فعل ذلك حقا ً.
تلك معادلة تبعث الاسى والحزن وتشعر العراقي الأبي بأقصى مشاعرالمهانة حين ينظر اليه بدونية وبغيرما اهتمام فيتم الاكتفاء بالاستنكار دون تنفيذ المطلوب من اجهزة الدولة والحكومة. المفروض بقادة دولتنا الحاليين ان يتصرفوا بمنطق السياسة وتحمل المسؤولية الفعلية عن البلد والشعب لأنه هو الذي انتخبهم كما ان عليهم ان لا يفكروا بان دورتهم الانتخابية محدودة وعليهم فقط ان يغتنموا الفرصة للكسب الشخصي ولفائدة مجموعاتهم وطوائفهم في حين يهملون التفكير بالناس واغلبيتهم المسحوقة ان المسؤولية والأمانة تلزمهم بمطاردة قاتلي هذا الشعب وملاحقتهم قبل ان ينفذوا عملياتهم المسلحة بل وحتى قبل ان يفكروا في تنفيذها او التخطيط لها من خلال تفعيل اجهزة الامن والاستخبارات واستخدام الوسائل الحديثة في كشف السيارات والاشخاص ومداهمة البيوت وغيرها من الاجراءات الضرورية وبدون ذلك لن يستقيم الامر للعراق ولن يكتب لمسيرته النجاح وسيقرأ الجميع على بلد الحضارات السلام.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقال لماني فمتى يستقيل الفاشلون في دولتنا؟ رأي متواضع في ا ...
- فلنحجب أخبار الارهاب!
- شرف الثوار وأنحطاط الأشرار
- 99 طفلا عراقيا ً يولد كل ساعة!!
- خرافة الـ 42 % !!!
- 20 % شرعية 65 % غير شرعية !!
- تفجيرات الحلة تتحمل مسؤوليتها الجهات الادارية والامنية في ال ...
- فجرّوا حبايبنا
- بشار الاسد والحدود الاميركية المكسيكية .. (القشش) التي ستقصم ...
- أيام نفير السودان!
- القتلة لن يدحروا العراق
- فضائيات العهر السلفي والدم العراقي الرخيص ! لم يسكت مجلس الح ...
- خطف المدنيين الاجانب والمراهنة على إعاقة الإعمار
- ألم يتعظ العرب؟!
- الأوصياء على العراق
- سعدي يوسف .. من التغني بالناس الى السخرية منهم! عفوا سيدي ال ...


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صادق الازرقي - بين استنكار جلال الطالباني ووعيد فلاديمير بوتين ...ضياع الدم العراقي