حنين عمر
الحوار المتمدن-العدد: 1818 - 2007 / 2 / 6 - 12:30
المحور:
الادب والفن
وحدها الكتابة بين اصابعي تمنحني القدرة على التحول إلى عطر يعبر شبابيك الرونق بين أصابعكَ ، يسكبني في الموسيقى الخافتة كما تسكب الغيوم دموعها على شوارع مدينتي هذا المساء...
أحاول دائما أن أجد رغبة في الورق أينما مر الحنين إلى متاهات اغترابي، وأحاول أن أجد رغبة في المشي ساعات تحت المطر هذا المساء إلى لا مكان...أغوص في سواد معطفي الحزين اكثر مني لأن الثلج الذي تأخر وعده أن يحمل له البياض الدافيء كايام العشق السبعة.
اسير في الشوارع بلا هدف...أحمل في حقيبة يدي تاريخ الأندلس وحروب العرب وأحزان كربلاء، أحاول أن اتذكر أن اعواد الثقاب الثلاثة الباقية في جيبي كافية لإشعال الحب مرة أخرى بيني وبينكَ وأن الذي يحدث طبيعي جدا كما هو طبيعي ذلك الشعور بالبرد الذي يجتاح اصابعي كل ليلة وانا عائدة بالبيت لاني انسى قفازاتي في البيت..تماما عند المدخل تحت لوحة بيكاسو التي لا تحبها امي...
انا احب تلك اللوحة كثيرا...حصلنا عليها مع بيتنا الجديد حين ابتياعه ولم اسمح لها بالتخلص منها، لا اعرف لم أشعر ان الرجل الواقف فيها يشبه الحزن كثيرا...
الحزن وحده قادر على تحويلنا الى اغنيات...والأغنيات الصاخبة على شفاه أطفال لا أعرفهم تجعلني ابتسم لهم حينما يطلبون مني أن أساعدهم في صنع رجل ثلج بحجم أحلامهم.
أتساءل...
ماذا عن أحلامي أنا ؟؟؟
من سيصنع لي رجل ثلج يشبهكَ - كما وعدتني يوما ان نصنعه معا في لندن- رجل ... أستطيع أن أطبع قبلة على برودة خده وأن اغني لهُ : مشتاقة شوفك
حنين
#حنين_عمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟