أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - إدريس جنداري - هل الدارجة المغرببة أمازيغية ؟! في كشف التزييف الإيديولوجي العرقجي














المزيد.....

هل الدارجة المغرببة أمازيغية ؟! في كشف التزييف الإيديولوجي العرقجي


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 20:24
المحور: قضايا ثقافية
    


الباحث العلمي الموضوعي لا يمكنه أن ينفي التأثير الصوتي phonétique الذي مارسته اللهجات الأمازيغية على اللغة العرببة، في المغرب، و هذا ما يجعل نطق المغربي لحروف اللغة العربية مختلفا عن نطق المشرقي، و هذا ما ينعكس على مستوى العامية المغربية التي تمتلك خصوصيتها الصوتية.
لكن، هذا التأثير الصوتي المفترض يحتاج إلى تحليل سوسيو-لساني، كي لا يوظف إيديولوجيا بمنطق التعميم الإيديولوجي الذي يخلط الحابل بالنابل دون تمييز.
التأثير الصوتي وارد، لكن ذلك يخضع لمعايير مختلفة:
– ترتبط بطبيعة اللهجات الأمازيغية، فتأثير تاريفيت يختلف عن تأثير تمازيغت و تأثير تاشلحيت يختلف عنهما معا.
بمعنى أن نطق الريفي للغة العربية و للعامية المغربية يختلف عن نطق السوسي، و نطقهما معا يختلف عن نطق الورايني و السغروشني و الزياني.
– ترتبط بطبيعة مناطق المغرب و قبائله حيث توجد مناطق، داخل المغرب، لا تأثير صوتي فيها لأي لهجة أمازيغية، و يمكن تفسير ذلك بالأصل العربي المشرقي حيث وفدت على بعض هذه المناطق قبائل عرببة من بني معقل و بني هلال.
كما يمكن تفسيره بالوافد اللغوي الأندلسي حيث وفدت على المغرب ساكنة أندلسية. و هذا يظهر جليا في مناطق جبالة و الشاوية و الرحامنة، و قبائل بني حسان في الصحراء المغربية، بل و في منطقة سوس نفسها مع قبيلة هوارة..
لكن، هل يمتد هذا التأثير إلى المستويين التركيبي و الدلالي، كما يروج رموز التزييف الإيديولوجي العرقجي ؟!
هذا مستبعد علميا، و إليكم تفسير ذلك من منظور لساني:
لا يمكن للهجة أن تؤثر في اللغة بينما تؤثر اللغة في اللهجة، و كمثال على ذلك فاللغة العربية أثرت في اللهجات الأمازيغية، بينما لم تؤثر اللهجات الأمازيغية في اللغة العربية.
اللهجة تتأثر باللغة الأصل التي تمتد منها، لكنها لا تتأثر بلهجة منفصلة عنها، تركيبا و دلاليا، فالعامية المغربية لهجة عربية Moroccan Arabic و ليست لهجة أمازيغية، لذلك فهي تتأثر ببناء الجملة العربية، تركيبا و دلاليا، و لا يمكنها أن تتأثر ببناء الجملة في اللهجات الأمازيغية.
وهذا لا يمكن استيعابه إلا من خلال البحث السوسيو-لساني، حيث يتواصل المغربي، من غير المتحدثين بلهجة أمازيغية، مع المصري و الشامي و العراقي و الخليجي، رغم بعد المسافة و قلة الاحتكاك، بينما لا يمكنه أن يتواصل مع مواطنه السوسي و الريفي و الزياني رغم تعايشهما و احتكاكهما اليومي.
هذا المنطق العلمي السوسيو-لساني، يدحض توارد محمد شفيق- شيخ الإيديولوجيين العرقجيين الذي روج، عن سيق تزييف، في منشوره الإيديولوجي المعنون “الدارجة المغربية مجال توارد بين الأمازيغية و العربية”، لخرافة تأثير اللهجات الأمازيغية على المغربية العربية Moroccan Arabic !!! ضاربا عرض الحائط ثوابت التحليل العلمي.
وإذا كان الأصل مزيفا فلا يمكن للفرع إلا أن يكون مزيفا مثله ! أي إن ما يروج في وسائل الإعلام و في منصات التواصل الاجتماعي، حول خرافة تأثير اللهجات الأمازيغية على العربية المغربية، عار من الصحة و لا يستند إلى دليل علمي، و مروجوه يحترفون التزييف على نهج شيخهم.



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العقلية المغرببة أمازيغية ؟! في نقد التزييف الإيديولوجي ا ...
- أحداث غزة الفلسطينية.. محاولة فلسفية لفهم ما يجري
- قراءة نيتشوية لفكر نيتشه.. من المرض السقراطي إلى الخطيئة الم ...
- الإرهاب صناعة استخباراتية غربية.. ردا على وزير داخلية ماكرون
- العلمانوية الفرنسية تفرض المثلية.. في الحاجة إلى حماية الأصو ...
- مشروع المفكر محمد عابد الجابري.. توجيه منهجي من أجل تلق معرف ...
- سعيد يقطين و السرديات القرآنية.. في الحاجة إلى التلقي العلمي
- بين المنهج العلمي و التخصص العلمي.. في كشف تهافت روتيني (الع ...
- بين النخبة و رواد روتيني اليومي
- بين السيولة و روتيني اليومي.. ضرورة الفرز المعرفي
- الهوية الوطنية بين الثابت المعرفي و المتغير الإيديولوجي
- المغاربة مسلمون لا إسلامويين.. بين الحابل المعرفي و النابل ا ...
- حرب ناعمة في زمن الحرب الخشنة
- الماركوتينغ الديني
- أركون المزدوج.. وجهان لعملة فكرية واحدة
- مولد الإسلام.. تأملات نيتشوية
- هل دخل عبد الله العروي مرحلة النقد الذاتي ؟
- أنبوب الغاز نيجيريا-أوربا.. المغرب يحسم الصراع لصالحه
- المعرض الدولي للكتاب.. سوء تنظيم و تواصل مع الترويج للمثلية
- مقاربة عبد الله العروي لظاهرة الفولكلور .. بين التاربخانية و ...


المزيد.....




- مقطورات مغمورة ومركبات عالقة.. شاهد نتائج الفيضانات الخطيرة ...
- بايدن يُحذر: أمريكا تواجه -أياما مظلمة- في عهد ترامب
- مصر.. تداول فيديو لشخص يدعي أنه ضابط شرطة -مختف قسريا- والدا ...
- -هذا موت وليس مساعدة أو طعامًا-.. شاهد ردود فعل سكان غزة على ...
- -مصالح مشتركة-.. أيّ دور لعبته حرب غزة في تقارب السيسي وأردو ...
- البرلمان السلفادوري يمنح الرئيس بوكيلي قابلية الترشح إلى ما ...
- قوافل المساعدات تدخل السويداء وسط هدوء حذر
- خطة سحب سلاح المخيمات.. حسابات ما بعد -دبور-
- دمشق تشكل لجنة تحقيق في أحداث السويداء
- بعد وفاة شاب وإصابة 6 بحفلة محمد رمضان يزعم: كانت محاولة اغت ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - إدريس جنداري - هل الدارجة المغرببة أمازيغية ؟! في كشف التزييف الإيديولوجي العرقجي