أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - فلسطين بين تناحر وانتحار














المزيد.....

فلسطين بين تناحر وانتحار


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 11:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


نفّذ الجهاد الاسلامي العملية الانتحارية الاولى منذ اشهر طويلة في مدينة ايلات السياحية. ولم يكن الاحتلال العنوان الرئيسي للعملية هذه المرة، بل كان القصد توجيه رسالة الى فتح وحماس لوقف الاقتتال الداخلي، وتوجيه البنادق ضد العدو المشترك. كانت هذه محاولة لاعادة رسم خطوط المواجهة، بعد اكثر من ست سنوات على الانتفاضة التي وحّدت كل التنظيمات في المعركة ضد اسرائيل.

والواقع ان هذه الوحدة كانت صورية، ولم تعبر عن حد ادنى من التلاقي السياسي. وكما اكدنا اكثر من مرة على صفحات "الصبّار"، لم تكن هناك وحدة هدف بل منافسة شديدة جدا بين فتح وحماس على احتلال الشارع الفلسطيني من خلال الحرب على اسرائيل. وقد واصلت فتح تمسكها بموقفها المؤيد لاتفاق اوسلو ولوجود السلطة الفلسطينية، اما حماس فوضعت هدفا استراتيجيا لنفسها شطب الكيان الصهيوني من خلال توجيه ضربات انتحارية في "العمق الاسرائيلي".

اليوم تتضح النتيجة بكل دمويتها. السلاح الفلسطيني غير المنظم الذي خدم اولا واخيرا التنظيمات المختلفة، تحول اليوم وسيلةً لتصفية الحسابات بين فتح وحماس المتنافستين على "الكرسي". النقطة المفصلية التي قادت للاحتراب الراهن، جاءت بعد خمس سنوات من الانتفاضة، عندما فازت حماس بالانتخابات التشريعية في كانون ثان (يناير) 2006.

وقد قبلت حماس حينها بالهدنة مع اسرائيل، كي يتسنى اجراء الانتخابات التشريعية بهدوء. وفازت حماس بالحكومة مستفيدة من فساد سلطة عرفات من جهة، ومن تضحياتها الجسيمة في حربها مع اسرائيل من جهة اخرى. وبدا انها رغم فشلها في تحقيق هدفها الاستراتيجي، وهو شطب الكيان الصهيوني، وضعت لنفسها هدفا اكثر واقعية، وهو الاستيلاء على السلطة الفلسطينية بطريق الانتخابات الديمقراطية.

صحيح ان فوز حماس في الانتخابات كان شرعيا، ولكن لا يعني هذا انه كان مشروعا. فحماس عندما كانت في المعارضة، شكّلت قوى مسلحة تصرفت حسب برنامج فئوي ضيق، وهاجمت اسرائيل دون احتساب لقرارات سلطة فتح ورئيسها، وتعمّدت تقييدها واحراجها؛ واليوم عندما اصبحت فتح في المعارضة، فانها تسعى للرد بالمثل، وتشعر ان حماس قد سرقت الحكم منها. ان بذور الحرب الاهلية، او الحرب "التنظيمية"، موجودة في هذا الخلل الاساسي، وهو عدم انصياع الاطراف السياسية للشرعية الدستورية. ان تكاثر السلاح في الشارع والتنافس الشديد على السلطة كان لا بد ان ينفجر عاجلا ام آجلا.

ست سنوات من الانتفاضة خلقت فوضى عارمة في المناطق المحتلة. الاقتصاد الفلسطيني دُمّر تماما. المؤسسات الحكومية تلاشت. الشعب اصبح فقيرا، جائعا، عاطلا عن العمل وفاقدا للثقة بقياداته. اليوم بعد ان احتلت ثقافة الشهادة ولغة السلاح الساحة السياسية، يصعب جدا اعادة الامور لنصابها الصحيح. لقد هبطت قيمة الانسان الفلسطيني الى ادنى المستويات، وما كان يعتبر قبل الانتفاضة خطا احمر تحول اليوم الى واقع مرير لا احد يعرف كيف يمكن ايقافه.

بعد 40 عاما من انتزاعها حق التمثيل الشرعي المستقل والوحيد مع انطلاق الثورة الفلسطينية في 1/1/1965، عادت القضية الفلسطينية اليوم الى حضن الانظمة العربية، وتحولت الى ساحة تتقاسمها صراعات الدول الاخرى. الاولى التي "تبنت" عملية الصلح بين فتح وحماس كانت مصر التي دعت الفريقين للقاهرة. ووجدت سورية الجرأة لاجبار محمود عباس وخالد مشعل على الالتقاء في عقر دارها. ولا تمانع طهران في التنبيش عن عظمة لها ايضا في الوحل الفلسطيني. اما اسرائيل وامريكا واوروبا فتبحث هي الاخرى عن موطئ قدم ثقيل للتأثير على مجرى النزاع خدمة لاغراضها. وكانت آخر المتسابقين للقفز على المركبة الموحلة، السعودية التي تسعى لاحتلال موقعها الاقليمي على حساب ايران، ودعت مشعل وعباس الى لقاء في مكة.

ولكن للاسف، وصلت القضية الفلسطينية الى طريق مسدود، بعد ان جربت كل الخيارات المطروحة امامها. فقد جربت الالتحاق بركب الاستعمار من خلال اوسلو، وكانت النتيجة سلطة هزيلة ارتزقت من الفساد؛ ثم جربت الانتحار كوسيلة لدحر الاحتلال وطمس اسرائيل، وجاءت النتيجة عكسية، وكان نصيب الفلسطينيين عزلةً، دمارا وأخيرا حربا اهلية.

المفتاح ليس بيد فتح وحماس ولا حتى في الوحدة المستحيلة بينهما، بل يكمن في اعادة النظر في التجربة النضالية وشق طريق جديد، صياغة برنامج جديد، ونهج جديد ملائم للظرف العالمي والاقليمي الراهن. ان سقوط الاحتلال امر ممكن وحتمي، ولكن السؤال ماذا سيكون الثمن وهل يكون الشعب جاهز لامتصاصه، والاهم من ذلك ماذا سيكون وجه الدولة الفلسطينية التي ستقوم على انقاض الاحتلال.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الاهلية تسيطر على المنطقة
- بيت حانون: اقلب الصفحة
- اولمرت ضلّ الطريق
- التفاوض في الافق والحل بعيد
- سقوط الخطوط الحمراء
- اولمرت يفقد الدعم السياسي
- قانون الجنسية والعنصرية
- حكومة جديدة حياتها قصيرة
- حزب -دعم- عنوان العمال - للكنيست
- اسرائيل تعاقب.. حماس ترفض.. والشعب يدفع
- زلزال يهز الساحة السياسية
- نسبة الحسم وبناء الحزب العمالي
- وجه جديد نهج قديم
- باب الفرص الضائعة
- ما وراء خطاب شارون
- مستوطنات غير قانونية ولكن ثابتة
- ماذا لو فشل ابو مازن؟
- حملة التضامن مع معًا – ملف خاص
- الفوضى تملأ الفراغ
- اجتياح غزة لخلق شريك جديد


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - فلسطين بين تناحر وانتحار