أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سليم البيك - فيمينسونجي ... feminiswanji














المزيد.....

فيمينسونجي ... feminiswanji


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 03:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في إحدى جلسات الحوار العقيمة مع رفيقة نسوية, Feminist, من بلجيكا, كنت أحاول, هازئاً و مازحاً حتماً, و عابثاً طبعاً, إقناعها بأن المجتمعات العربية أكثر حرصاً على حقوق المرأة من غيرها و ذلك لأنها مجتمعات ذكورية. و قلت في محاولتي الفاشلة بامتياز ما يلي: نحن الذكور العرب نناضل من أجل حقوق المرأة أكثر من غيرنا. نرى بأن الرجل هو من يقع على عاتقه الدفاع عن المرأة أكثر منها هي نفسها. حينها أفغر ثغرها عن هالة نمّت عن بلاهة، واتّسعتا عيناها المندهشتان كأنّما هبطت عليها كلماتي من كوكب آخر. بعد قليل من الصمت تابعت حديثي محاولاً انتشالها مما هي فيه من ضياع مؤكداً: نعم, نحن الرجال العرب العروبيون, و هنا ارتفعت قبضتي فجأةً لتتوسطنا, ثمّ زمجرت هادراً بتلقائلية أُحسد- كعربي- عليها مكشّراً عن رجولتي أمامها تماماً كرجل يتحاور مع "حرمته", و مندمجاً كلياً فيما أقول: نحن الرجال نناضل لحقوقكن أكثر منكن, و نضالنا الحتمي هذا صدر , كما دائماً, عن كامل دراية و دراسة و تمحيص و تحميص و طبخ للفكرة إلى أن اختمرت و ناسبت مجتمعاتنا التي أصبحت- كالنساء يعني- تربة خصبة لإنجاب الأطفال و النهوض بمجتمع فتي....

ضعتُ و ضاعتْ, عند هذا الحد أغلقت بوقي حين شعرت بأن الصورة التي أفرزها لاوعيي لتمر بين الكلمات مشوشة تماماً و عجزتْ عن اخراج الفكرة من دهاليزها المعتمة, ظلت رفيقتنا تائهة و مشتتة ما بين سخريتي و بين تقطيب حاجبي و كز أسناني و شموخ قبضتي و نعاق صوتي أثناء طرح فكرتي محاولاً إغواءها واستدراجها لفكرتي.

بعد أن هدأتُ و هدأتْ نظرتْ إليّ متسائلة عن سبب هذا الموقف الرجولي النخوجي بلهفة متوقِعة مني "عقداً اجتماعياً" جديداً قد يتبنوه كحركة نسوية في البرلمانات و الصبحيات التي تُعقد بشكل دوري. كانت حجتي بأن النساء في مجتمعاتنا لا يملكن الوقت الكافي للمطالبة بحقوقهن, فوقتهن كله يُهدر على الكنس و الطبخ و التربية نهاراً, و على ممارسة حقوقهن في إبلاغ أزواجهن النشوة ليلاً. هن مشغولات لدرجة أنهن ينسين أن يطالبن ببلوغ النشوة الّتي يحج لها أزواجهن, فكثرة المشاغل تلهي فكرهن و بالهن. هذا الرجل الفحل المفعم بالذكورة المفتولة الشوارب ينام كالقتيل, أو كالقاتل, بعد الحج إلى نشوته و هي, المشغولة دائماً, تمسح و ترتب ثم تخلد للنوم محاطة بالوحدة "العربية", كي تصحو بعدها على أعمال شاقة تشغل كل وقتها. فعن أي وقت يتكلم الكافرون؟ لا وقت لها للمطالبة بحقوقها و لا لنا للمماطلة بهذه الحقوق. لذلك قررنا نحن, فحول المجتمعات العربية العريقة الغريقة النزقة, و بالإجماع, في استفتاء ديمقراطي مكلل بنخوة الرجولة و الشهامة التي طالما رفعت عِقالنا أمام القبائل و الأمم الأخرى, قررنا أن نضطلع بالدور الريادي في المطالبة بحقوق المرأة في...

قاطعتني رفيقتنا بعد أن خيمت عليها حالة انشداه, و تلبد رأسها بما قلت, تبحلق بالحائط متمتمة و كأنها تحاول جاهدة قراءة ما فشلتُ في الإفصاح عنه من على الحائط:
Salim… be careful, I’m feminist.

في اليوم التالي, بعد أن تخطت الحالة, أقسمتْ برحمة سيمون دو بوفوار بأنها ستبقى نسوية- فيمينيست- حين أخبرتها, متعمداً استفزازها, بأن "feminist" قد تُترجم, مجازاً, بلهجتنا العامية إلى "نسونجي".

استوعبت سخريتي لاحقاً حين أخبرتها بأن ما كنت ذكرته لا يتعارض أبداً مع تلك الترجمة. و إذّاك علقت مبتسمة, و أظنها مجامِلة :
I know… you could be a feminist even more than me!

مما حفظني سليماً حتى اللحظة.



#سليم_البيك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة الرسالة.. لوحة تروى بالأمكنة
- من قال لم يقرعوا الجدران..؟
- تداخلات يوم واحد
- مضرّج بالأمكنة
- لقطة.. حرية
- هنا.. هناك
- عن الجليل و أيلول
- بيسارك.. على يسارك
- عالبيعة يا خيار
- قصة عاشق اسمه أبو علي مصطفى
- حبّ فلسطيني... في أربع ساعات
- موسيقى الكاتيوشا
- مع حبي.. ترشيحا
- في الجليل.. حياة
- أحمر أبيض
- وطن من اثنين
- غباء بكل الأحوال
- لا مكان للمساومة
- لرؤوس أصابع طاغية
- حرية تكفي.. لجمالها


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سليم البيك - فيمينسونجي ... feminiswanji