أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام السامعي - مذكرات من زمن الحرب














المزيد.....

مذكرات من زمن الحرب


هشام السامعي

الحوار المتمدن-العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3 - 11:16
المحور: الادب والفن
    


هل كنت مخطئاً حين فقأت عيني لكي لا أبكي كثيراً
وأنا أرى الجثث حولي تموج من الزحام عند باب الموت
هل كنت غير ذي دين عندما عبدت الله وحده وكفرت بالحاكمين
والمدينة هل كانت غير ذي زرع قبل أن يسكنها الحرب والقتل
يارب فدلني على اليقين
ودثر الشك بحيرتي التي تنهش جسمي النحيل
مد لي يديك
طهرني وخلصني من البكاء
زملني بقلب الحبيبة
وأجعل لي سيفين لأحمي داري من الجند والعسكر
أحمي المدينة من الدمار
****
وحين يرسل الله ضوءه للخليقة
تضيء القلوب التي لاترى الجمال بصورة الدم
تمنحها شيئاً من السكينة والصلاة
فيا قلوب الجائعين هذا الخبز
هذا الله
هذا الضوء
هذا الجمال
فأكلوا ماستطعتم وأستضيئوا بالنور في الطريق إلى الله
إلى السكينة الأبدية
و
النهار
***
الحريق لدى الباب
والجماهير تهرع لبلد الجوار
والنساء يحملن أطفالهن في رحلة الهروب
هذا زمان الحرب والخوف والمجاعة
والحريق
الحريق
الحريق
والحصار
الأطفال يتسألون هل خُلقنا لكي نموت في الحرب
أو لـ يقطفوا وردة عمرنا متى شاءو
شجر الأرز يحترق في رحلة الهروب إلى وطنٍ مستعار
***
أحس أن قلبي يتشظى
يغيب عن جسدي يتمزق في الأحشاء
ليتني أخرجه وأصنع منه قنبلة
لاتقتل الأطفال والأبرياء
ليتني أروي بدمه وردة الله في الأرض
أروي الأزهار والثمار
***
لماذا تركتني المدينة وحيداً
ألوك اسرار الخيانة
أدمن قصائد الحرب والنار
كم ظلت قديماً تحبل بهذا الحزن
لماذا يتركني كل الرفاق يموتون
ويرحلون
وتبقى بداخلي المدينة أسيرة للصمت
والحرب .. والإنكسار
***
وأطل بوجهي
لأنظر بيروت الآن متشحة بالسواد
والخطيئة لدى باب المدينة حبلى بالأحاديث عن البطولات
والقصف يأكل
كل شيء
كل شيء
الدماءُ تـ غسل عن الرجال
كل خوفهم
لكنها لا تغسل عن وجوهنا
الخزي والعار
***
كل شيء يجهز نفسه للقصف والموت
المدرسة الإبتدائية
حدائق الأطفال
أزرق السماء
بنفسج الورد
ذاكرة الشيوخ
بطولات العرب القديمة
كراسة الصبي الذي دخل المدرسة عامه هذا
منازل الأسر الفقيرة
فرن الحي
حقول الزيتون
شجر اللوز
بسمة الصغار
كل شيء يموت / يموت / يموت
وينكسر أزرق السماء
يا الله
وتموت الجلنار
***
تبت يد الغازين
والرصاص الغادر
والأقرباء الذين يبتاعون عرضنا
خوفاً على العقالات والنياشين
والكراسي المممدة فوق نعوشنا
تبت يداهم
حين يوكلون أرضنا والنفط للغازي الذي يسلبنا الأرض ويستبيح العرض / ويسرح في بلادي التي تموت لكي لايلطخ شرفها الحاكم والمستشار / أو أن ترى أبنائها طوابير في البلاد الغريبة يمسحون الأحذية في محطات القطار / فيا وجع القصيدة في دمي / ويا حزناً على إبني الذي مات من غير عمرٍ وهو يحضن لعبته الجديدة ويصرخ / أمي / أمي /أمي / هذا هو الموت الذي يفخر به أهل السماء فمديني بقبلتك الأخيرة وشدي علي طِمري لكي أستر الأرض التي أنجبتني / ويرحل /
هل ستذكرني المدينة بعد عامها هذا
هل ستذكر مرور الثائرين أمامنا في الشارع العام
ذكرياتنا القديمة في مقاهي الحارة
هل ستذكر صوت " مرسيل " وهو يصرخ ويغني
" يا أيها الولد المكرّس للندى
قاوم ‍!
يا أيها البلد – المسدّس في دمي
قاوم ‍! "
هل ستزرع في قلوبنا قوةً
لنأخذ لها بالثأر ؟
***
سيقتلون الله في صدورنا
فمن نعبد غير الله إذا مات الحب في قلوبنا
إن غاب وجه بيروت الباسم عن وجوهنا
كل شيءٍ سيتغير
ستنزف دماء الصغار
دموع الأمهات
قهر الرجال
سيكون حزناً / حزنا
حُمرة نار
***

هشام السامعي



#هشام_السامعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوالم مشوهة , مشاريع تحرر , هي نحن بالتحديد !!
- فيروز , الحب في زمن الحرب
- القمع الفكري أصل ثابت أم قاسم مشترك !!
- المرأة اليمنية بوصفها لاعباً إحتياطياً !!
- أزمة الخطاب الديني في فضاء متعولم !!
- بلاد لن تنجب الأنبياء بعد !!
- حول إشكاليات الفكر !! الليبرالية في مواجهة الدين !!
- العقل العربي .. من صراع التسلّط إلى إمكانيات البقاء !!
- أزمة الموروث في الفكر العربي المعاصر !!
- عيناك بلادي وأنا الغريب فيها !!
- ذاكرة الوطن / ذاكرة الموت !!
- حين تغيب الأميرة !!
- البردوني.. حين يرفض الخنوع حد الموت !!
- مع المجتمع المدني ضد سلطة رجال الدين


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام السامعي - مذكرات من زمن الحرب