أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أيوب - أوقفوا هذا الجنون














المزيد.....

أوقفوا هذا الجنون


محمد أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3 - 11:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


جنون ما يجري في غزة ، جنون وأي جنون ، ألهذه الدرجة وصل بنا الحقد والجنون، أين العقل يا أصحاب العقول؟ وأين الدين يا دعاة الدين؟ أين علماء الدين وأين دعاة الإنسانية؟ وهل هذه هي الديمقراطية التي نتشدق بها ؟ لم نعد نحتمل بعضنا ، كل فريق منا يريد أن يشطب الآخرين ويلغيهم مع أن الوطن يتسع للجميع بل يجب أن يتسع للجميع ، يجب أن تتعايش الآراء المختلفة لأن باب الاجتهاد لا يمكن أن يقفل بل يجب أن يظل مفتوحا على مصراعيه ، لقد أصبحنا نتصارع على أتفه الأمور ، في السجون كانوا يتنافسون ويتصارعون على من يكون شاويش الخيمة وشاويش القسم والمردوان ، والآن نتنافس في سجن غزة الكبير على من يتولى الإشراف على هذا السجن تحت سمع وبصر الاحتلال ، أذكر كيف كانت تنشب الصراعات لأتفه الأسباب داخل المعتقل ولكن دون اللجوء إلى استخدام السلاح ، وكانت إدارة السجن ترش المعتقلين بالغاز المسيل للدموع لفض النزاع ، بينما ينشب الصراع داخل سجننا الكبير في غزة والسجان الإسرائيلي يفرك يديه فرحا وينتشي طربا ، أليس من واجبنا أن نخجل وأن يكون لدينا قليل من الحياء ؟ حرمة الأقصى تنتهك وحرمة الوطن تستباح في نابلس وفي كل أنحاء الضفة الغربية بينما يقتل الأخوة بعضهم بعضا في غزة وينفذون ما عجز الاحتلال عن تنفيذه ، ترى هل كفرنا بالوطن وصرنا كالمشركين نخرِّب بيوتنا بأيدينا ونهدم ما أنجزناه لخدمة هذا الشعب .
كفاكم استهتارا بدماء شهدائنا وآلام جرحانا وعذابات أسرانا ، فالوطن ليس ملكا لأي فريق منكم ، الوطن لنا جميعا ، ومن حقنا أن نقول لكم كفى .. كفى .. كفى يكفيكم تهورا وجنونا ، لأننا لم نضح بوظائفنا وبلقمة عيشنا وبفترة من حياتنا في السجون لنصل إلى هذه الحالة المزرية والمخزية، لم يضح شهداؤنا ولم تنزف دماء جرحانا لنصل إلى هذا الوضع غير المرضي ، حرام عليكم ما يحدث ، ارحموا شهداءنا في مثواهم الأخير ، أريحوا أسرانا في سجونهم ، لماذا تقتلون بعضكم ولماذا تدمرون بيوتكم بأيديكم ، كنا نعتز عندما تهاجمنا قوات الاحتلال ، نعتز بصمودنا ، نعتز بجراحنا ونرى فيها أوسمة لنا ، كان السجانون ينظرون إلينا بعين الخوف والحسد على صمودنا ! والآن نهدم كل ما بنيناه من احترام لنا ولشعبنا ، كل ذلك من أجل سراب موهوم يحسبه الظمآن ماءً ، تقتلون بعضكم من أجل سراب زائف ومن أجل سلطة منقوصة لم تكتمل ومن أجل دولة لما تولد بعد ، ستجهضون كل ما أنجزه المناضلون عبر مراحل نضالهم المختلفة .
نسألكم بالله وبالوطن وبالشعب الصابر والمكلوم أن ترحمونا من هذا الحب القاتل وأن تحتكموا إلى العقل ، ليس هناك ما يستحق سفك الدماء من أجله ، ترى : أيهما أفضل : الذهاب إلى حرب أهلية أم الاحتكام إلى العقل والشعب ، ليس أمامنا سوى أحد خيارين لا ثالث لهما : الاتفاق على حكومة وحدة وطنية تنتفي عنها العصبية الحزبية وأن نتعامل بقلوب مفتوحة أو التوافق على التوجه إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة حتى نتخلص من هذه الازدواجية المقيتة ، لنعط الشعب حقه في تجديد ثقته بمن برى أنهم الأقدر على تحقيق طموحاته ، وإذا شعر الناس أنهم أخطئوا فإن من واجبهم أن يصلحوا خطأهم ، أما التمترس خلف مقولة أن الشعب قال كلمته وكفي وأن التوجه يجب أن يكون لانتخابات رئاسية فقط فهذا أمر يبقي الباب مفتوحا أمام الصراعات البغيضة والمخزية ، فقد فقدنا احترام من كانوا ينظرون إلينا بعين التقدير والاحترام ، أما الخشية من تزوير الانتخابات كما يبدي البعض مخاوفهم من ذلك فإن هذا الأمر مردود عليه بما جرى في الانتخابات السابقة في يناير 2006م ، فقد كانت فتح تمسك بزمام الأمور في الرئاسة والسلطة ولم يحدث أي تزوير بشهادة العالم كله ، والمتعارف أن من يستطيع التزوير هو الذي يمسك بزمام الأمور في الحكومة ، ولو توجهنا إلى انتخابات جديدة فلن يحدث تزوير بضمانة العالم كله وفي طليعته دول الجامعة العربية ، أفضل مائة مرة أن نتوافق على التوجه إلى الانتخابات المبكرة من أن نتوجه إلى الاقتتال والتسبب في تدمير قضيتنا وضياع وطننا نهائيا ، من الأفضل أن يخسر البعض الانتخابات من أن نخسر أنفسنا وشعبنا ووطننا ، إن من يثق أن الشعب يقف إلى جانبه لا يخشى التوجه إلى الشعب من جديد .
اتقوا الله في أبنائكم وإخوانكم ونسائكم وأطفالكم ، فكم من الأطفال تيتموا وفقدوا آباءهم وكم من نساء ترملن وكم من بيوت أغلقت وفقدت معيلها ، كم من أشخاص أصيبوا بحالات نفسية بعد اختطافهم من هذا الطرف أو ذاك .
لقد قلت في لقاء لي مع تلفزيون فلسطين بعد فك الارتباط مباشرة إن شارون خرج من غزة وهو يراهن على وقوع حرب أهلية وها نحن نحقق ما خطط له قبل أن يموت ، ماذا لو استيقظ شارون من غيبوبته ، من المؤكد أن قلبه سيرقص طربا وهو يشاهد نزيف الدم الفلسطيني ، أكررها اتقوا الله في أنفسكم وارحموا هذا الشعب الذي عاني بما في الكفاية .



#محمد_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الوطن ليس لنا - خاطرة
- عزوف - خاطرة ،
- العراق وفستان مونيكا
- قراءة في قصيدة أفين شكاكي - في يدي أفق ماطرة -
- أمطار غزيرة وآمال كبيرة
- التاسع والعشرون من أكتوبر والذكريات المؤلمة
- طفالنا والعيد - خاطرة
- نداء عاجل موجه إلى السيد مدير عمليات الوكالة بغزة
- توأمان سياميان - خاطرة
- أفين شكاكي والبوح المستمر - قراءة نقدية
- التسلط بين الفرد والدولة
- أبو الكلب - قصة قصيرة ، بقلم : موشي سميلانسكي - ترجمة : د . ...
- الموت الفجائي - قصة قصيرة - موشي سميلانسكي
- الكف تناطح المخرز - رواية
- الإضراب والرواتب وأشياء أخرى - بقلم : د . محمد أيوب
- يوم عادي في حياة غير عادية
- الهم السياسي في آخر قصائد مظفر للنواب - قراءة نقدية
- الكف تناطح المخرز / 11 ، 12
- قرار مجلس الأمن 1701 والحرب القادمة
- قراءة في البيان السياسي للمؤتمر الناصري العام


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أيوب - أوقفوا هذا الجنون