|
المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والدعم المسرحي
جميل حمداوي
الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 02:48
المحور:
الادب والفن
يساهم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب بشكل إيجابي في تنشيط الحركة المسرحية الأمازيغية وتفعيلها في جميع المناطق التي يتكلم أهلها تاريفيت وتاشلحيت وتامازيغت. وقد تأسس هذا المعهد بمبادرة ملكية منذ خطاب أجدير- خنيفرة سنة 2001م لخدمة الثقافة الأمازيغية ولغتها قصد النهوض بالهوية والكينونة والوجود الأمازيغي بالمغرب وخارجه. ومن، هنا فالمعهد مستعد لتقديم مجموعة من الإعانات وكافة أنواع الدعم لكل من يخدم الثقافة الأمازيغية على مستوى الآداب والعلوم والفنون والإعلام والسياسة والاقتصاد. إذاً، ماهي شروط الدعم المسرحي التي يستوجبها المعهد من الناحية القانونية ؟ وماهي الإجراءات التقنية التي يستلزمها المعهد لتكوين الملف المسرحي؟ وماهي الإجراءات التنظيمية التي ينبغي أن يلتجئ إليها المعهد لتحقيق المصداقية والشفافية في مجال الدعم المسرحي بصفة خاصة والثقافي بصفة عامة؟
1- الإطار القانــــــوني والتنظيــــمي:
نثمن كثيرا سياسة المعهد الملكي في دعم الأنشطة اللغوية والثقافية المتعلقة بتنمية الإرث والإبداع الأمازيغيين. لأن هذه السياسة ناجحة بكل المقاييس الموضوعية، مادام الهدف هو الإسراع في النهوض بالإنسان الأمازيغي الذي أصبح مهمشا ومقصيا ومستلبا من حيث لغته وهويته الوجودية. ونشكر المعهد كذلك عندما أرسى أبجدية تيفيناغ نظاما رمزيا وسيميائيا للكتابة والتدوين؛ لأن هذه الكتابة هي الأداة الحقيقية التي تساعدنا على قراءة النقوش التاريخية والشفرة الأركيولوجية والتواصل مع كل الأجيال الأمازيغية. ولكن لاينبغي أن تعتمد هذه الأبجدية الأمازيغية على سياسة الحذف والإضمار وتغييب بعض الحروف التي تتلفظ بها فئات أمازيغية أخرى بشكل عفوي وسليقي وطبيعي كحرف الثاء في اللغة الريفية ( ثروح- ثرايماس- ثمزيذا...). فهذا الحرف لايمكن أن يحذف من ذاكرة ولسان الريفيين ولا شعورهم مهما درست الأبجدية الأمازيغية بدون ثاء في المدارس الحكومية، وذلك لسببين: أولهما أن تدريس الأمازيغية في المدارس الحكومية فاشل ولم ينجح بتاتا لذلك لايؤثرهذا التدريس لا من قريب ولا من بعيد على ناشئتنا الريفية، وثانيهما لا يمكن تغيير اللسان الريفي لأنه مرتبط بالكفاءة اللغوية والحدس اللغوي وارتباط اللاحق بالسابق وتجذر الحرف في السليقة اللغوية. ونعود الآن إلى الجانب التنظيمي فنقول بأن المعهد وضع مجموعة من الشروط للشراكة والتعاقد بين المعهد والجمعيات. ويعني هذا أن الأفراد لايحق لهم المشاركة إلا في إطار جمعيات قانونية. وهذه الجمعية لابد أن تكون جمعية وطنية أمازيغية تخدم الإنسان الأمازيغي ثقافيا ولغويا. ومن شروط هذه الجمعية الوطنية الأمازيغية أن تكون مبنية على أسس قانونية سليمة في مكوناتها الداخلية وأنظمتها الأساسية وتعمل في توافق تام مع أحكام القانون المنظم للجمعيات. ويعني هذا أن الجمعية لابد أن تدلي أثناء طلب الدعم بكل الوثائق الإدارية والتنظيمية التي تسمح للجمعية بالتنشيط والتفعيل على المستوى المدني. كما ينبغي أن يكون للجمعية مقر رسمي وعنوان ثابت وحساب بنكي الذي من خلاله تتوصل الجمعية بالدعم المادي والمالي. وعلى الجمعية المتقدمة لهذا الدعم أن تدلي أيضا للمعهد بكل التقارير الأدبية والمالية المتعلقة بالسنتين الماضيتين من تاريخ إنشائها؛ وأن تثبت أنها في وضعية مالية سليمة، وأن توظف الدعم المالي لصالح الأنشطة الثقافية واللغوية المرتبطة بالهوية الأمازيغية، ولابد من تفصيل واضح وشفاف لمكونات الميزانية للتأكد من مصداقية الملف ومشروعيته الإجرائية.
2- الوثائق المطلوبة قصد الحصول على الدعم المالي:
لا يقدم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية دعمه المالي لأي جمعية مسرحية إلا باستجماع مجموعة من الوثائق الموقعة قانونيا لتكوين ملف الترشيح والانتقاء والتباري . ومن هذه الوثائق طلب مرفوع إلى عميد المعهد يدلي فيه صاحبه رغبته في الحصول على دعم مادي ومالي لمسرحيته، ثم تقديم نسخة من القانون الأساسي للجمعية مصادق عليه من قبل السلطات المحلية، ونسخة من محضر آخر جمع عام للجمعية مصادق عليه أيضا. ويستوجب كذلك استحضار نسخة من البطاقة الوطنية للمسؤولين عن الجمعية مصادق عليها، وتهيئ مذكرة مفصلة عن المشروع موضوع الشراكة مع بطاقة تقنية لأوجه صرف الميزانية المرصودة . ويرسل الملف إلى عنوان المعهد أو يودع مقابل وصل لدى كتابة الضبط بالمعهد. ولاستجلاب النص الكامل للإطار المرجعي لتحديد شروط ومبادئ الشراكة بين المعهد الملكي والثقافة الأمازيغية والجمعيات الوطنية الأمازيغية يمكن الرجوع إما إلى الموقع الإلكتروني للمعهد وهو: www.ircam.ma، وإما الاتصال بالمعهد مباشرة في مدينة الرباط.
3- نموذج تقني من مشروع ملف الدعم المسرحي :
أ- رسالة طلب الدعم إلى عميد المعد الملكي للثقافة الأمازيغية:
بسم الله الرحمن الرحيم
حرر بالناظور في 30/01/2007م
إلى عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
الرباط
الموضوع: طلب الدعم المادي والمالي لإعداد مسرحية أمازيغية.
سلام تام بوجود مولانا الإمام دام له النصر والتأييد، أما بعد:
ألتمس من سيادتكم الموقرة دعما ماديا وماليا في إطار التعاقد والمشاركة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لإعداد مسرحية جادة وجديدة ألا وهي مسرحية " رماس" لأحمد زاهد وهي مكتوبة بأمازيغية الريف، والهدف من هذا العمل الفني هو الإسهام في النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين. وفي انتظار جوابكم، تقبلوا سيدي المحترم جزيل شكري وكثير ثنائي. والسلام.
الملحقات: التوقيع:
ملف مشروع المسرحية توقيع رئيس الجمعية
ب- إعداد مضمون المسرحية:
مضمون مسرحية "رمّارس" لأحمد زاهد:
تصور مسرحية "رمارس" لأحمد زاهد حياة الأمازيغيين داخل فضاء شعبي مفتوح يتجمع فيه الناس من مختلف الأجيال و الطبقات الاجتماعية لمناقشة أمور القبيلة والمدينة وقضايا الوطن والأمة في قالب تراجيكوميدي مبني على الجد والهزل، والمأساة والملهاة، وطرح المشاكل لمعالجتها، واستخدام السخرية والمحاكاة الساخرة والباروديا في تلك المعالجة. وتتناول المسرحية أفراح الناس وأتراحهم بطريقة درامية قائمة على التمسرح والاسترسال وتفجير الذاكرة والتاريخ واللاشعور الاجتماعي الأمازيغي. كما تجسد حياتهم الواقعية والفنية وعاداتهم الاجتماعية وطقوسهم الثقافية والطبيعية. وتحضر المسرحية في أربعة فصول متكاملة سينوغرافيا لترسم لوحات مشهدية درامية لفضاء إنساني لعبي ذاتي وموضوعي. وترتبط كل لوحة بجيل خاص، جيل الأطفال وجيل الشباب وجيل النساء وجيل الشيوخ. وينسق بين هذه الأجيال مبدع "أمارس" الذي لامسكن له ، يستغل فضاء رمارس لإعداد أغنية العام المقبل، وهو مهووس بالفن والإيزري والغناء الأمازيغي. يترجم أحاسيس الناس ومشاعرهم الدفينة الواعية واللاواعية. ويتناوب الناس على فضاء رمارس بعد طرد " مايسترو" الفضاء الذي أراد أن يقيم فيه دون أن يغادره ولو لحظة واحدة. إن فضاء رمارس هو فضاء احتفالي لعبي وفني يشبه فضاء الحلقة، إنه فضاء مفتوح ودائري يستند إلى استقراء الذاكرة الشعبية واستعراض المواهب الفنية و الأدبية. كما أنه فضاء النقد والجدال والحوار البناء. وتشكل هذه المسرحية انعطافا حقيقيا في مسار المسرح الأمازيغي بمنطقة الريف. لأنها تتناول موضوعا جديدا يتمثل في مسرحة الفضاء الاحتفالي الشعبي الأمازيغي في عفويته وطبيعته الإنسانية الصادقة.
ج- ورقة أهداف الشراكة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أهداف الشراكة والتعاقد
نحن جمعية" منتدى الفعل الإبداعي" بالناظور نروم من خلال تعاقدنا وتشاركنا مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عبر عرض مسرحية" رمارس" لأحمد زاهد نشر الثقافة الأمازيغية في وسط المجتمع المغربي وتوعية السكان بهويتهم وتنويرهم بضرورة الحفاظ على كينونتهم. كما يهدف هذا العمل الفني إلى القضاء على الأمية والجهل وتنمية التربية السكانية، وإثراء الساحة الأمازيغية بالأنشطة الأدبية والفنية، وتفعيل الفعل الإبداعي وتحفيز الشباب الأمازيغي على التمسرح والإقبال على الثقافة من خلال الانفتاح على المسرح والفن الركحي؛نظرا لما للمسرح من أهمية تثقيفية، ولما له من أدوار تربوية وتعليمية. كما أن الهدف الأساسي هو نشر اللغة الأمازيغية وتطويعها لتكون لغة الآداب والفنون من خلال تجريبها في مجال المسرح وتفعيلها على مستوى التواصل مع الجمهور.
توقيع رئيس الجمعية:
رئيس الجمعية يوقع على هذه الورقة
د- توضيح الرؤية الإخراجية للمسرحية:
الرؤية الإخراجية في تقديم عرض" رمّارس"
من أجل تقديم مسرحية" رمارس" كعمل متكامل ومنسجم في مكوناته وكفرجة سينوغرافية ناجحة استفدنا من مجموعة من النظريات المسرحية والإخراجية والتقنيات الآلية المعاصرة. إذ وظفنا تقنية الراوي في بداية الفصل لإضاءة الأحداث وتفسيرها وتحديد الفضاء الدرامي والشخصيات الرئيسية. وبعد ذلك ركزنا على الفضاء الدرامي من خلال التبئير والإرصاد السينوغرافي والضوئي . وبعد ذلك استعملنا تقنية التقطيع والمونتاج عبر مجموعة من الطرائق مثل التوازي والتماثل بين اللوحات علاوة على تقنية التقاطع والتداخل. والتجأنا كذلك إلى طريقة التناوب المتقطع سرديا وحدثيا، و استعملنا أيضا تقنية فلاش باك واستقراء الذاكرة. هذا، ولقد اخترنا في عرضنا هذا قالب النظرية الاحتفالية الجماعية وأسلوب الحلقة والبساط والاستعانة بالرقص الأحيدوسي وتوظيف إمذيازن وشعر الإيزري. واستعنا كذلك بالفلكلور الشعبي، ولكن بطريقة تخدم المسرح والقضية المستهدفة. ولم ننس الاستفادة من تقنية المسرح في المسرح اقتداء ببراندللو وتكسير الجدار الرابع على غرار نظرية بريخت وفضح اللعبة المسرحية مستعملين اللااندماج والتغريب ونبذ فكرة التطهير الأرسطي. واستوحينا الديكور من " رمارس" الريفي في عفويته وطبيعته الحقيقية والواقعية للتقرب أكثر إلى حقيقة المكان والزمان والإنسان الأمازيغي في مشاكله اليومية ورصد معاناته و أتراحه وأفراحه. واستعملنا بصريا وأيقونيا العلامات الموحية لإبراز خصائص فضاء"رمارس" في أبعاده المرجعية والسيميائية قصد التأشير على ماهو حياتي واقعي وماهو لعبي وفني. ولقد اخترنا على مستوى الشخصيات أجيالا مختلفة حسب طبيعة اللوحات والمشاهد الدرامية ، إذ ركزنا على الأطفال الصغار والشباب والشيوخ والعنصر النسوي. كما ابتعدنا قدر الإمكان عن Play back وعوضناه بمواهب الممثلين الحركية والموسيقية والغنائية. وركزنا بشكل كبير على تشغيل الكوريغرافيا واستخدام الرقص و استثمارالبانتوميم فنيا بطريقة منسجمة ومتآلفة مع الإيقاع الموسيقي والضوئي. تلكم – إذاً- هي أهم العناصر السينوغرافية والمكونات الفنية والجمالية الضرورية التي اشتغلنا عليها قصد الوصول إلى عرض مسرحي متكامل في جميع أبعاده وعناصره ومنسجم في تمسرحه ورؤيته الإبداعية والإخراجية. وبهذا الإخراج الفني الناضج سيكون هذا العمل المسرحي الجاد إضافة نوعية في مسار المسرح الأمازيغي في منطقة الريف بصفة خاصة والمغرب الأمازيغي بصفة عامة.
هــــ- تفصيل ميزانية المسرحية:
جمعية منتـــــدى الفعـــــــل الإبــــــداعي بالناظــــــــــــــور
التقييـــــم الإجمـــــالي لميزانيــــة مسرحيــــــة (" رمارس" لأحمد زاهد)
مكونات المسرحية تصنيف المكونات المصاريف
المكونات التقنية والآلية الديكور الزي المسرحي الإنارة الإكسسوارات الموسيقا- الصوتيات
التعويضات التدريب التنقلات
الطاقم التقني والفني المؤلف المخرج السينوغراف الممثلون المحافظة العامة المجموع 12 مكونا
التوقيع على صحة البيانات
يوقع رئيس الجمعية وأمينها المال والمخرج على ميزانية المسرحية
4- تقويم تجربة المعهد في مجال الدعم الثقافي والفني:
لا أحد يجادل في أهمية سياسة الدعم المادي والمالي والمعنوي من أجل تحقيق التنمية السكانية في العالم الأمازيغي وتنشيط الساكنة والنهوض بها ثقافيا وفنيا وأدبيا، وهذا ما يقوم به المعهد مشكورا وهذا هو الدور الذي أنيط به حسب خطاب أجدير- خنيفرة لسنة 2001م. ولا أحد ينكر على المعهد ماقام به من جهود جبارة في تمزيغ إدارة المعهد ولغة الإعلام والمسرح والسينما والإشهار بله عن تفعيل قرار تدريس الأمازيغية في المدارس الحكومية والجامعات العليا. ولا ننسى ما وفره المعهد أيضا من إمكانيات مالية من أجل دعم الأنشطة الفنية والثقافية والعلمية ونشر الكتب لصالح المواطن المغربي الأمازيغي وغير الأمازيغي. ونشكر عميد المعهد على تضحياته الجسام التي بذلها بكل صدق وإخلاص ليكون المعهد في الوضع اللائق به لمواجهة التحديات المحيطة به. ولكن ثمة ملاحظات موضوعية وعلمية لابد أن ينتبه إليها المعهد للوقوف عندها قصد تقويمها أو تصحيحها أو تغييرها جذريا لكي يحتل المعهد أعلى المراتب المشرفة به بالمقارنة مع المعاهد العلمية والفنية الأخرى. ومن أهم هذه الملاحظات تهميش الثقافة الريفية وأطرها الفاعلة في الساحة الإبداعية والفكرية ميدانيا وتغييب أهم الفاعلين الثقافيين المنتجين وتقريب السياسيين وأصحاب الجمعيات الذين لا يعرفون سوى إنتاج الجدل السياسي وإقصاء إخوانهم من أبناء جلدتهم خوفا على مناصبهم ومصالحهم. وهذه الفعاليات السياسية التي لاتنتج سوى الجدل السياسي العقيم لاعلاقة لها بالفعل الإبداعي الأمازيغي سوى بعض الاستثناءات القليلة جدا وهي تعد على أطراف الأصابع. والدليل على مانقول تغييب كثير من المثقفين الريفيين و إبعادهم قسرا وعمدا وإقصاء عن المعهد بالمقارنة مع الأعداد الكثيرة من المثقفين وغير المثقفين السوسيين والشلحيين. ويتعجب المرء عندما يجد أعدادا من الموظفين والأعوان داخل المعهد في مدينة الرباط ، ولكنهم ليسوا من منطقة الريف كأن الريف لا ينتمي إلى العالم الأمازيغي. والغريب العجيب عندما تجد في المكتبات والمعارض المغربية ترسانة من الكتب المطبوعة من قبل المعهد لكتاب سوس والأطلس المتوسط إلى جانب كتاب واحد لمبدع ريفي لولا الواسطة والامتياز المهني لأخيه لما طبع هذا الديوان الشعري الريفي. فهل يعني هذا أن الريفيين لا ينتجون الكتب والمنشورات والصحف؟! وهل يعني هذا أيضا أن الريفيين خاملون ومقصرون ولا يعرفون إلا بالكسل والتقاعس والتلذذ بالراحة؟ ! وهل يعني هذا أن الساحة الأمازيغية الريفية خالية من الشعراء وكتاب المسرح والمخرجين القادرين الأكفاء؟ وهل يعني هذا أن الريف لايوجد فيه سوى سبعة مبدعين أو عشرة مثقفين وهم فقط من يخول لهم قانون المعهد الحصول على بطاقة التمثيل والتميز والتفويض النيابي دون الاستناد إلى التمثيل الانتخابي من قبل كل أعضاء الجمعيات والمجتمع المدني والاحتكام إلى القدرات العلمية والثقافية والإنتاج الفكري ؟ كيف يعقل أن يضع لوبي الريف سياج الإقصاء والتغييب في وجه المثقفين الريفيين وفنانيهم ومبدعيهم و لايسمح لهم بطبع الكتب و نشرإنتاجاتهم الإبداعية أو تقديم عروضهم المسرحية وأعمالهم السينمائية بينما يسمح لغيرهم من أهل سوس و أبناء الأطلس المتوسط بالطبع والنشر والإنتاج؟ وينبغي أن يعرف الجميع بأن الساحة الريفية أثمرت تسع عشرة ديوانا شعريا وهو العدد الأكبر في الثقافة الأمازيغية بدون أن يعتمد في ذلك على المعهد الملكي في عملية الطبع والنشر والتوزيع باستثناء ديوان واحد كانت له حظوة الوساطة والامتياز. كما أن الساحة الريفية تتميز بغنى النصوص المسرحية وجودة الإخراج كما تتوفر أيضا على أطر متميزة ذات كفاءة عالية في مجال النقد علاوة على أساتذة باحثين في مجال اللغة واللسانيات. ولكننا نعترف بضعفنا وقصورنا ونقصنا وتواضعنا في مجال السينما والنشر والطبع وهذا يعود إلى المتاريس التي يضعها المعهد واللوبي الريفي في وجه أبناء جلدتهم . وعليه، فإننا نستنكر سياسة التهميش والإقصاء والنبذ والجري وراء المصالح الشخصية على حساب الثقافة الأمازيغية بالريف. فكيف يقصى أكبر مخرج أمازيغي في الريف وهو الأستاذ فخر الدين العمراني من الوصول إلى المعهد؟ وكيف يقصى الدكتور عبد الله شريق وحسين القمري وسعيد الجراري والفنان عبد السلام بوكلاطة والفنان حمي زرياب والأستاذ ناصر أمحرف والمخرج عمرو خلوقي و المخرج عبد الواحد الزوكي والسيناريست الأمازيغي الدكتور عبد الله عاصم وسعيد الغربي ورشيدة المراقي وأحمد بوزكو.... كيف يقصى الكثير من الشعراء والمبدعين والفنانين من الصعب ذكرهم وحصرهم. هذا، وأقول لكل من يمثل الثقافة الأمازيغية الريفية في المعهد عليه أن يدافع عن الهوية الريفية وثقافتها وأبنائها العاملين في الساحة؛لأن التاريخ سيحاسبهم وسيؤنبهم على ما يرتكبونه من إقصاء للفعاليات الأمازيغية المثقفة في الريف، وعليهم كذلك التعاون والاتحاد فيما بينهم والابتعاد قدر الإمكان عن الحسد والحقد والمحاسبات الشخصية الضيقة وتجاوز خدمة المصالح الشخصية إلى خدمة الصالح العام. والأخطر في كل هذا هو الإقصاء الممنهج والتهميش المحكم وإقامة الحواجز والعراقيل والمتاريس في وجه المبدعين والمثقفين الأمازيغيين المنحدرين من جهة الريف. ولابد أن يعتمد المعهد في سياسة صرف الدعم المسرحي أو الثقافي على قرار لجنة تحكيم متخصصة في مجال المسرح تكون لجنة عادلة وموضوعية ومسؤولة أمام الله والوطن والتاريخ منتقاة من الريف والأطلس المتوسط وسوس، فلا يعقل أن تعطى الملايين بسخاء لمسرحيات بواسطة التدخلات و صفقات العروض التي تجرى تحت الطاولة لتمرير المشروع والمصادقة عليه ولو كان العرض فاشلا، بينما هناك مسرحيات لاتحظى سوى بالتهميش والقليل من الدريهمات. وقد رأينا مسرحية بدون ذكر اسمها لاتستحق الدعم أصلا وقد عرضت في نيابة التعليم بالناظورالسنة الماضية، و قد كتبنا عليها تعليقا نشر في مجموعة من المواقع الرقمية نقدا للمسرحية التي شارك فيها إذاعيون ورجال الإدارة لا علاقة لهم بالمسرح والتمثيل، إذ كان همهم الوحيد هو صرف الميزانية وتبديدها، ومن أراد أن يطلع على المقال فما عليه سوى أن يزور موقع" منتدى مسرحيون". كما نلاحظ غياب المراقبة القبلية والتكوينية والبعدية والمتابعة الجادة والصارمة للمسرحية أو لكل عمل ثقافي مدعم من قبل المعهد، هل تم إنجازه فعلا أم بقي حبرا على ورق؟ فكم من أنشطة تم تمويلها بالملايين، ولكن لم تفعّل ميدانيا وواقعيا. فأين ذهبت الميزانية بمكوناتها التقنية المفصلة واعتماداتها المبينة والموقعة ؟ ولماذا لم تعد الأموال المصروفة إلى المعهد أثناء توقف العمل لمناسبة خاصة أوعامة أو لغيرها من الأسباب أو تأخيره أو أثناء برمجته ليعد مرة أخرى في مناسبة أخرى؟! هل الغرض هو تضييع أموال المعهد أم الحفاظ عليها للصالح العام؟ لأن أموال المعهد هي أموال الشعب وعرق جبينه، فلابد أن تصرف في ما تنص عليه النصوص المولوية الكريمة وقرارات المعهد الصارمة. ولابد من إرساء المعهد على أساس الكفاءة المعرفية والتقنية، فلا يعقل أن نجد أطرا محسوبة على منطقة الريف وهي لاتتقن الأمازيغية ولا تنتج شيئا مما يفيد ساكنة الريف، بينما لها زمام السلطة والتسيير والتدبير في الشؤون الفنية والأدبية والثقافية الأمازيغية . وهكذا، أصبح المعهد على المستوى الريفي يسير سياسيا وليس ثقافيا ؛ لأن أغلب أطره سياسية ولا علاقة لها بالنشر والثقافة ماعدا القليل من الكوادر التي ناضلت من أجل إرساء الثقافة واللغة الأمازيغيتين.
خاتمـــــة:
من أجل تنمية اللغة والثقافة الأمازيغية بكل مصداقية و شفافية وثقة تامة بين جميع الفاعلين الغيورين على كينونة ثامزغا ، لابد أن يعتمد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على المثقفين ذوي الكفاءات العالية في إسناد المناصب داخل المعهد وفي تسيير دواليبه، وأن يبتعد عن سياسة الإقصاء والتهميش والذبح والقتل تجاه الأطر الريفية حتى أصبحنا نحس كلنا في الريف أن المعهد لأهل سوس والأطلس المتوسط فقط، وليس ملكا لجميع المغاربة بدون تمييز عرقي أو شوفيني. ولابد أن يكون للمبدعين والمثقفين الريفيين حضور مماثل ومتواز مع الشلحيين والسوسيين. وبصفة إجمالية نريد أن يكون المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية معهدا للكفاءات العلمية والثقافية وتبني سياسة التوزيع العادل في الاختصاصات والإمكانيات المالية بين الجميع في ما يخدم التنمية المستدامة والنهوض بالتنمية البشرية في العالم الأمازيغي. وأتمنى أيضا أن أرى الأمازيغية في اقرب الآجال تدرس في الجامعات كمسلك من المسالك التعليمية . كما أتمنى أن يفرع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى مكاتب جهوية حسب طبيعة اللغة: فرع أگادير، وفرع الناظور/الحسيمة، وفرع مكناس/خنيفرة لتشكيل فرق البحث العلمي والتنشيط في مجال الثقافة الأمازيغية ولغتها لسانيا وسيميائيا.
#جميل_حمداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دفاعا عن الدكتور محمد قاسمي والدرس البيبليوغرافي
-
قراءة في المسرحية الأمازيغية- تشومعت/الشمعة-
-
رواية التوثيق التاريخي
-
الفرق الغنائية الأمازيغية بمنطقة الريف- مجموعة إسفظاون-
-
جدلية المثقف والسلطة
-
من أجل جامعة عربية رقمية
-
شعرية الفضاء والأبواب في ديوان رتاج المدائن لمحمد البلبال بو
...
-
سفر في ديوان اسماء بحجم الرؤى للشاعر جمال أزراغيد
-
شاعرية التجريد في ديوان فاكهة الغرباء ليحيى عمارة
-
ديوان- نهر الأطلسية- للشاعر المغربي محمد لقاح
-
من أجل إنشاء رابط او اتحاد للمواقع العربية
-
القصة القصيرة جدا جنس أدبي جديد
-
جوزيف كورتيس ومدرسة باريس السيميائية,
-
المنهج النقدي في كتاب الأدب والغرابة لعبد الفتاح كليطو
-
فخرالدين العمراني مخرجا مسرحيا
-
أطياف الظهيرة لبهوش ياسين أكبر رواية مغربية من حيث الحجم
-
رواية مجرد لعبة حظ لغبراهيم درغوثي بين التجريب والتأصيل
-
كيف تكون كاتبا روائيا وقصاصا متميزا؟
-
الرواية العربية الفانطاستيكية
-
السخرية في رواية اللجنة لصنع الله إبراهيم
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|