باسم عبدالله
كاتب، صحفي ومترجم
(Basim Abdulla)
الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 15:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عاش القديس يوحنا الدمشقي في القرن السابع الميلادي في دمشق، خلال حكم الدولة الأموية في الشام، وقد اعتنق الديانة المسيحية وهو آخر الآباء في الكنيسة الشرقية اذ اعتبر آخر المؤسسين للكنائس في شرق العالم المسيحي، تعرضت المسيحية خلال خلافة يزيد الثاني لقسوة التعامل الديني والتضييق على اظهار محتواها اللاهوتي، ناظر في العديد من المناقشات العقائدية مع علماء المسلمين ففي كتابه الهراطقة اعتبر الإسلام زندقة فلسفية وتغيير في عقيدة منظومات ومعتقدات مستقرة، اي لم ير في الإسلام ديناً سماوياً فالإسلام معتقد جسّد انكار اساسيات المعتقد الألوهي حتى صاغ من اساسيات جدله مع المسلمين كتابه الشهير فأصل الكلمة ” هرطقة ” αἵρεσις ” ايرسيس ” بمعنى يختار، اي اختيار مغاير في العقيدة. فلم تكن الكلمة وصفاً علمياً دقيقاً انما ايمان شخصي لموقف يراه المتشكك والناقد التزامه بالاصول، ويرى غيره خارجاً عنها، لذا يرى اي ناقد اصولي المدافع عن العقيدة ان المقابل الذي خرج عن العقيدة الاساسية مهرطقاً، اي شاذاً ولا يمثل حقيقة انتمائه الى لاهوت حقيقي.
جادل يوحنا الدمشقي علماء المسلمين في اثبات إلوهية المسيح من القرآن والانجيل وهذا كان جوهر توجهه الديني وفي بلاط الخليفة سأل علماء المسلمين ” هل القرآن كلمة الله، وهل المسيح كلمة الله وهل القرآن كلمة الله وهل هو مخلوق ام غير مخلوق؟ ” اجابوا ان القرآن كلمة الله وان المسيح كلمة الله وان القرآن ازلي وغير مخلوق. اجاب ” بما ان الله غير مخلوق فان المسيح كلمة الله فهو غير مخلوق فهو الله الظاهر في الجسد ” وكانت هذه العقيدة الركيزة الاساسية في عقيدة يوحنا الدمشقي اذ استحدث عقيدة التداخل بين الطبيعة الإلهية والبشرية للمسيح جاعلاً اقانيم الثالوث اصلا لعقيدته الدينية (1) وكان من الطبيعي ان يجد في النص القرآني في معنى الاستدلال اللاهوتي كما ورد في عقائد لاهوتية سابقة تلك التي قدمها مؤتمر نيقية عام 325 ميلادي حول الطبيعة الشخصية ليسوع المسيح التي اسسها اثناسيوس الذي تولى الدفاع عن لاهوت المسيح، فهذا الموروث العقائدي استند عليه يوحنا الدمشقي في تبرير ايمانه بألوهية يسوع المسيح. ان التجريدات اللاهوتية التي ظهرت في الفلسفة اليونانية في الفكر الأفلاطوني وفيلون الاسكندري مثلت الفقرات الأساسية في اقحام انبثاق منتوج العقل ” الكلمة ” كي تكون الوجهة اللاهوتية للتعريف بماهية الإله فهي جزء من كيانه لا تنفصل عنه رغم ان عقيدة الثالوث مثلت بوضوح انفصال اللاهوت الإلهي عن الذات الشخصية للأقنوم الثاني في شخص يسوع المسيح.
ان الدليل على وثنية ”الكلمة” من مصدرها اللاهوتي لتمثل ” الله الكلمة ” انما تعود الى كلمة لوغوس λόγος اليونانية في اصلها الوثني التجريدي، والتي تعني النطق والعقل معاً، والتي اشير اليها في ثالوث العالم المسيحي للأقنوم الثاني في الذات الإلهية ليسوع المسيح، وبما ان العقل لا ينفصل عن الله فعقله ومنطقه يتصلان بذاته في كيانه اللاهوتي لهذا تم تأسيسها من اصلها الوثني فمادام المسيح الناطق اذاً فهو الله الكائن منذ الأزل، وقد تم تأسيس الثالوث في مؤتمر نيقية من الجذور الوثنية لعقائد سابقة، اي اننا امام موروث وثني قام بتأسيس العقيدة اللاهوتية فمبدأ يوحنا الدمشقي استند على اصل وثني لعقيدته، فما هو الجديد الذي جاء به يوحنا الدمشي؟ وما هو الموروث الاستدلالي من استنباط روحانية يسوع المسيح من النص القرآني؟ تقدم لنا القرينة في القرآن في سورة الفتح ما يثبت رمزية المعنى ” إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ” فهل كانت هناك حقاً يد الله فوق ايديهم؟ كذلك نستشف المعاني المجردة الخالية من الصيغ المادية اذ تعبر عن اوصاف ورمزيات للمعنى المادي وليس بشكله الواقعي العياني، والقرآن استعمل صلة الوصل بين تلك الرموز المادية والمعنوية فالرمز يغطي دلالة الترابط بين امرين محسوس ومجرد ومن اجل ان تتماسك العقيدة الروحانية لابد من ارتباطها بمعنى عقلي تصوري تخيلي وليس بما يقصده النص ان المسيح هو حقاً الله الكلمة وروح منه ” إنَّمَا الْمَسِيحُ ... رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ... وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ، انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ” (2) فلو صح كما ادعى يوحنا الدمشقي ان القرآن ثبت إلوهية المسيح لكان قد اقر الثالوث الذي مثل اساس العقيدة المسيحية في إلوهية المسيح، ذلك ان نفي الوهية المسيح في النص برهن ان كلمة الله وروح منه لم يستدل منها المعنى الحرفي للنص انما الشكل الرمزي بما يماثل عمل يسوع المسيح كرسول يقوم بمهام إلهية كبقية انبياء بني اسرائيل كما فعل ايليا وموسى، وليس بما يستدل ان يكون هو الإله نفسه. بل ركز النص القرآني في ذات الفقرة ” إنما الله إله واحد ” كيف تنسجم ذاتية الله والواحد مع إله ثلاثي الاقانيم؟ فان كان يسوع المسيح هو الإله الحقيقي الذي اقره القرآن كما زعم يوحنا الدمشقي لماذا اقر بطبيعة المسيح البشرية وليس الإلهية ” إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ” (3) فكيف سيكون الله من تراب اذا كان قد اقر ان المسيح هو الله الكلمه وان روح الله الشكل التكويني للذات الإلهية في شخص يسوع المسيح؟
ان معظم الالفاظ القرآنية في حقيقة شكلها اللغوي عبارة عن شفرات رمزية لا مجرد الفاظ تستنتج معنى الشكل الحرفي، فجوهر كلام الله ليس في الدلالة المادية لان الله بذاته ليس دلالة مادية، فلا يؤخذ النص على المحمل الظاهر له لذا يكون التأويل حجز الاساس لعالم الرموز، الدلالات حتى ان الـتأويلات في النص القرآني قد تعددت، تأويل باطني، تأويل رمزي، فالدلالة الرمزية موجودة في كل المعتقدات والآداب، والتراث الفلسفي الحافل بالمعاني المجردة، فأشارة الرؤيا الرمزية قديمة قدم التاريخ حتى ان لغتنا قاصرة عن الاحاطة بالمعنى الباطني للنص، ذلك ان النهج الإسلامي ينفي بشكل قاطع إلوهية المسيح وان تاريخ حياة المسيح نفت عنه الشكل الواقعي للألوهية، فلقد تعرض للجوع اربعين يوما في البرية وقد اختبره ابليس، مات 3 ايام حتى وضع في قبر رخامي فكيف يموت الله ان كان المسيح هو كلمة الله وروح منه؟ ان المعنى الإيماني لا يستقيم على محمل النص ذلك ان الكثير من معاني الكلمات تؤخذ على محمل الظن، فمعاني كلمة ” روح ” مختلفة لا تقف عند حصر معنى بذاته لا يستوفي الدلالة اذ تعني الوحي، النفس، القوة، الحياة، الايمان، الرحمة، فماذا قصد النص القرآني بعبارة ” وكذلك اوحينا روحا ام امرنا ” (4) اذ اشارت الى القرآن بصفته كلام الله، وقد وردت كلمة روح في النص القرآني: ” وايدهم بروح منه ” بمعنى القوة والقدرة. فما علاقة القوة والقدرة بروح الله في المسيح؟ بحسب الطبري ان المسيح ”كلمة الله” انه خلق بكلمة منه و ”روح منه” تعني رحمة منه. بهذا التفسير يستقيم النص في المعنى الذي قصده الله.
لقد اشار بولس الى معنى مشابه في العقيدة المسيحية التي اسسها الرسول بولس ” الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ” (5) فالخليقة الشكل المنتج من الإرادة الإلهية، ضمن مخلوقاته، لقد كان هناك زمن لم يكن فيه يسوع المسيح ثم تم خلقه، فهذه العقيدة المسيحية نفسها نفت التصور الإلهي لشخص المسيح، فالمسيح هو الذي ابتدأ به الله خلائقه. ان مصطلح ” الكلمة ” اكتسبت المعنى الشمولي في الفسفة اليونانية حتى صار معناها ” العقل الكلي ” او ” الوسيط بين الله والعالم ” وقد اعتبر هيراقليدس الفيلسوف اليوناني 535 -470 ق م ، معتبرا اللوغوس القانون الكلي للكون، وقد اتبعه افلاطون معتبراً الكلمة ” الوسيط بين العالم الحسي والعالم المعقول ” فهي العقل الذي يدير الكون. لكنها تتخذ اتجاهاً ايديولوجياً مختلفاً اذ يرى العهد القديم انها الحكمة التي تقرب الإنسان من الله. لقد تبدل المعنى الفلسفي في العهد الجديد فصار اللوغوس يستخدم للإشارة الى المسيح، الى الكلمة المتجسدة. امامنا موروث وثني مثل اصل ”الكلمة” وامامنا مؤتمر نيقية الذي اسس لاهوت المسيح من اصول وثنية، وما اشار اليه يوحنا الدمشقي من خلال مناظراته للمسلمين التي استندت على وثنية هيراقليطس في تفسير المعنى الغيبي للكون، وما يجعل الأمر اكثر وضوحاً ماورد في سفر العهد الجديد ” هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ، ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا” (6) فمن نادى المسيح بأسمه عمانوئيل وهو باعتراف الملاك قد امر يوسف ان يدعى يسوع، لا نلاحظ ذلك النسب في يسوع في الاناجيل الاربعة فلقد تفرد متي بنقل هذا النص تدليساً من العهد القديم ” وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَه » عِمَّانُوئِيلَ « ” (7) فالاصحاح كله لم يتنبأ عن مسيح قادم بل هي وعد من الله لأحاز بن يوثان ملك يهوذا على لسان النبي اشعياء بأنه سوف يعطيه علامة لزوال ملك اعدائه وقد اظهرت نبؤة اشعياء ان علامة خراب ملك اعدائه هي ان امرأة شابة تحبل وتلد ابناً يسمى عمانوئيل، فما علاقة هذه النبؤة بميلاد يسوع المسيح؟ من هنا تظهر ان إلوهية المسيح لم تستند حتى على معتقدات العهد القديم ولم تجد لها سبيلاً في امكانية ولادة يسوع بالأصل العبري في العهد الجديد إلا من خلال النصوص المدلسة فصارت ولادة المسيح من امرأة عذراء اصلا مقتبساً من النص التوراتي. على افتراض ان نص اشعياء في الاصحاح 7 قد انطبق على المسيح الموعود وانه دعي عمانوئيل فأنه لا يمكن ان يكون هذا المسيح دليلا على كونه الله، اذ اطلق اسم الله على اشخاص كثيرين ولم يدع احدهم انه الله فمن ذلك على سبيل المثال ” وَإِنْ لَمْ يُوجَدِ السَّارِقُ يُقَدَّمُ صَاحِبُ الْبَيْتِ إِلَى اللهِ لِيَحْكُمَ هَلْ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُلْكِ صَاحِبِهِ ” (8) اي ان يقدّم صاحب البيت ”الى الله ” بمعنى يقدّم ”الى القاضي” فهل بهذا يعني ان القاضي هو الله؟ كلا، ان المعنى يطلق مجازياً ورمزياً على القوة والهيمنة.
استند يوحنا الدمشقي على اهم دليل في اثبات إلوهية المسيح تلك الفقرة التي وردت في سفر اشعياء ” لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ ” (9) لم يذكر النص اسم المسيح فهذا استدلال برهاني يبين ضعف مرجعية النص الى ما ذهب اليه الدمشقي ثم ان النص ” يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ ” متى كان يسوع ملكاً كي تقوم النبؤة على معتقد الألوهية؟ فلقد رفضه اليهود وبقي متخفياً عنهم حتى انه اهين وتم صلبه ونجا من الصلب ثم هرب وقد نفى عن نفسه كونه ملكاً، كذلك تكذّب عبارة ” لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً ” خطأ لان النص العبري يقول ” لأَنَّهُ ولَدُ لَنَا وَلَدٌ وأعطينا ابنا ” فالنص تحدث بصفة الماضي فلو كان النص الأصلي ماضي لن يكون نبؤة، ففي الترجمة اليسوعية ” لأنه قد ولد لنا ولد وأعطي لنا أبن فصارت الرئاسة على كتفه ودعي أسمه عجيبا مشيرا إلها جبارا، أبا الأبد، رئيس السلام ” كذلك نرى ان نبؤة اشعياء ” وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً “ هل دعي المسيح بأسم عجيب او دعي مشيراً؟ ففي اشعياء بحسب الاصحاح 45 ما يبين ان الاستدلال بقدسية ألوهية المسيح لم تجسد المعتقد اللاهوتي كما فهمه الدمشقي: ” هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ، لِكُورَشَ الَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَ أَمَامَهُ أُمَمًا ... ” فكيف ستكون القرينة التي قدمها الأيمان بألوهية المسيح وهذه نبؤة تتحدث عن كورش الملك الفارسي وتصفه بأنه مسيح الله ؟ فكلمة إله قيلت عن المسيح وغيره، لقد ورد في النص ” قديراً ” فهل المسيح وصف بالقادر؟ تقول القرينة ” أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين، ودينونتي عادلة، لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني ” (10) استنتاجاً ان النص الذي استند عليه الدمشقي لا علاقة له بألوهية المسيح، وقد استند على الكثير من التفسيرات والتأويلات. وقد اثبت المعتزلة في تحديهم لأفكار الدمشقي ان القرآن كتاب محدث، اي مخلوق، فكان خلق القرآن من البراهين التي ابطلت إلوهية المسيح. اكتسب يوحنا الدمشقي الثقافة اليونانية عن طريق الراهب قوزما الاورشليمي فعلمه الفلك والموسيقى واللاهوت، درس فلسفة فيثاغورس واقليدس (11) وقد كان مرجعية فكره فيما بعد فلسفة افلاطون، وقد اطلع على منتجات الفكر اليوناني حتى ادخل المعتقد اللاهوتي في تاريخ اللاهوت المسيحي حتى ان كتابات يوحنا الدمشقي كلها كتبت باللغة اليونانية وقد اشير كذلك الى اتقانه اللغة العربية، ان التراث الفكري اللاهوتي ليوحنا الدمشقي استند على عقيدة اللوغوس Logos اليوناني والتي صاغ منها ايمانه بلاهوت المسيح وكان طبيعياً ان يرجع ايمانه بألوهية المسيح بما يراه في عقله، ايمان ترسخ في طفولته ونشأته اليونانية. ان الوثنية في كل ما قدمته من تراث صيغت من خلاله شخصيات انصاف الآلهة، لا يرى في منابعها حقيقة المسيح كشخصية تاريخية لا علاقة لها بإله الوجود بل يراه بحسب تربيته انه الإله الذي صاغ للكون صيرورة الوجود ولم ير يوماً ان موروثه الفلسفي اليوناني قد صاغ الطبيعة الإلهية ليسوع المسيح. لقد اغفل الدمشقي الاعتراف ببشرية المسيح تلك التي اعلن عنها المسيح تكراراً عن نفسه وقد رسخت معتقد بشريته عند الآباء الاوائل الذين اسسوا المسيحية في العديد من النصوص والقرائن الوافرة فحينما سئل عن نهاية نظام الكون اقر ان ليس له من علم الغيب شيء وهذا امر ينفي الوهيته: ” وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآب ” (12) ان الوهية المسيح اثبتت عدم صلاحيتها عند الآباء الاوائل وعند الفرق المسيحية اذ لم يكن ضمن توقعاتها ان يسوع سيكون الاقنوم الثاني في الذات الإلهية، لقد قرأ الدمشقي رسائل الرسول بولس رغم جنوحه للوثنية ” لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ” (13) فأذا كان الآباء الاوائل قد ميزوا بين الله والمسيح، فما اهمية اقرار الايمان بألوهية المسيح عند الدمشقي؟
مصادر البحث :
1- Cross, F.L (1974). "Cicumincession". The Oxford Dictionary of the Christian Church (2 ed.). Oxford University Press.
سورة النساء، الفقرة 171 -2
3 – سورة آل عمران ، الفقرة 59
4 - سورة الشورى ، فقرة 52
5 – رسالة بولس الى اهل كولوسي 1 : 15
6 – سفر متي 23 : 1
7 – سفر اشعياء 7 الفقرة 14
8 – سفر الخروج، اصحاح 22 الفقرة 8
9 - سفر اشعياء 9 الفقرة 6
10 – سفر يوحنا 5 فقرة 30
11- St. John of Damascus, Catholic website, November 8,2010. Archived July 1. 2017, at the Wayback Machine
12 – سفر مرقس 13 فقرة 32
13 – رسالة بولس الرسول الأولى الى اهل كونثوس 8 الفقرة 6
#باسم_عبدالله (هاشتاغ)
Basim_Abdulla#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟