أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - العمر والقيادة السياسية: دراسة تحليلية حول صلاحيات القادة الكبار في السن وإشكالية التمييز الاجتماعي















المزيد.....

العمر والقيادة السياسية: دراسة تحليلية حول صلاحيات القادة الكبار في السن وإشكالية التمييز الاجتماعي


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتناول هذه الدراسة قضية العمر في القيادة السياسية، مع التركيز على الفجوة بين المعاملة الاجتماعية للموظف العادي والقائد السياسي المتقدم في السن. تهدف الدراسة إلى فهم مدى تأثير العمر على الكفاءة القيادية، واستعراض أمثلة حقيقية من دول العالم، وتقييم مدى عدالة السياسات المتعلقة بتقاعد الموظفين العاديين في مقابل استمرار القادة السياسيين في الحكم حتى الثمانينات. كما تهدف إلى تقديم توصيات لضمان شروط موضوعية لتقييم اللياقة الذهنية والجسدية للقادة قبل توليهم المناصب العليا.
استخدمت الدراسة منهجية بحث نوعية تحليلية، تعتمد على جمع بيانات من مصادر ثانوية (تقارير سياسية، دراسات طبية، وتحليلات إعلامية)، بالإضافة إلى مقارنة حالة عدد من الزعماء العالميين الكبار في السن مع القادة الشباب. أظهرت النتائج وجود فجوة واضحة في المعايير المجتمعية والسياسية، حيث يُطلب من الموظف العادي التقاعد عند سن الـ65، بينما يُسمح لرئيس دولة أن يستمر في الحكم وهو في الثمانين من عمره دون اختبارات صحية واضحة.
1. المقدمة
في عصر أصبحت فيه المعلومات سريعة التغير والقرارات أكثر تعقيدًا، فإن قدرة القائد على اتخاذ قرارات دقيقة وسريعة تصبح عنصرًا حاسمًا. ومع ذلك، لا تزال العديد من الدول تعيّن أو تنتخب زعماء متقدمين في العمر، دون وضع آليات واضحة لتقييم كفاءتهم الجسدية والعقلية.
من ناحية أخرى، يُنظر إلى الموظف العادي الذي يبلغ سن الـ65 باعتباره غير قادر على العمل ويُجبر على التقاعد، مما يخلق تناقضًا مجتمعيًا وأخلاقيًا كبيرًا . تسلط هذه الدراسة الضوء على هذه الإشكالية، وتسعى إلى الإجابة على سؤال جوهري:
هل يمكن اعتبار القادة السياسيين الذين يزيد عمرهم على الثمانين عامًا مؤهلين فعليًا لإدارة دولة بكاملها بينما المواطن العادي غير مؤهل بعد ال65 للقيام بعمل بسيط في دائرة من الدوائر؟ وهل هناك ضرورة لإعادة النظر في معايير اختيار القادة بناءً على العمر؟
2. أهداف البحث
تحليل العلاقة بين العمر والكفاءة في القيادة السياسية.
دراسة حالات عدد من الزعماء العالميين المسنين والشباب.
تقييم مدى عدالة السياسات المتعلقة بالتقاعد بين الموظف العادي والقادة السياسيين.
تقديم توصيات لتحسين معايير اختيار القادة السياسيين.
3. منهجية البحث
اعتمدت الدراسة منهجية بحث تحليلية نوعية ، باستخدام البيانات الثانوية من المصادر التالية:
تقارير صادرة عن منظمات مثل الأمم المتحدة، البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية.
دراسات طبية حول الشيخوخة والوظائف الإدراكية.
تحليلات سياسية من وسائل الإعلام الدولية.
بيانات رسمية حول أعمار القادة وفترات حكمهم.
كما تم استخدام المنهج المقارن لتحليل حالات قادة سياسيين من دول مختلفة، ومقارنة أدائهم السياسي وظروف توليهم الحكم.
4. تحليل الظاهرة
4.1 قائمة بأبرز القادة الكبار في السن
الدولة الرئيس العمر عند تولي الرئاسة العمر حاليا
الولايات المتحدة الأمريكية - جو بايدن - 78 - 82
الولايات المتحدة الأمريكية- دونالد ترامب -70 - 78
روسيا فلاديمير بوتين -60 -73
الصين شي جين بينغ - 59 -62
الهند ناريندرا مودي -63 - 74
4.2 تحليل الكفاءة العقلية والجسدية
تشير الدراسات الطبية إلى أن:
الوظائف الإدراكية قد تنخفض بعد سن السبعين، لكنها تختلف من شخص لآخر.
الذاكرة قصيرة المدى والقدرة على اتخاذ قرارات سريعة تحت الضغوط قد تتأثر بشكل واضح.
الخبرة السياسية الطويلة قد تُعوِّض بعض هذه الانخفاضات، لكنها لا تمنعها تمامًا.
ومع ذلك، لا توجد آلية قانونية أو طبية واضحة لتقييم اللياقة العقلية للقادة السياسيين الكبار ، مما يفتح الباب أمام اتخاذ قرارات خاطئة أو متأخرة تؤثر على مصير الشعوب.
4.3 القادة الشباب: هل هم أكثر كفاءة؟
نيوزيلندا - جاسيندا أرديرن - 37 - رئيسة وزراء
أوكرانيا- فولوديمير زيلينسكي- 41- الرئيس خلال الحرب
كندا- جاستن ترودو- 43 - رئيس الوزراء
الإيجابيات:
طاقة عالية وقدرة على التكيف مع التكنولوجيا.
تقديم رؤى جديدة ومرونة في التعامل مع الأزمات.
السلبيات:
نقص الخبرة السياسية والدبلوماسية.
قد يؤدي الحماس إلى اتخاذ قرارات متهورة.
5. التمييز المجتمعي والسياسي
5.1 سياسة التقاعد للموظف العادي
في معظم الدول، يتم تقسيم الحياة العملية إلى مرحلتين: "العمل" و"التقاعد".
يُطلب من الموظف العام أو الخاص التقاعد عند سن 65، بدعوى أنه لم يعد قادرًا على الأداء الفعال.
5.2 سياسة القادة السياسيين
بينما يُجبر الموظف العادي على التقاعد، يُسمح للرئيس أو الزعيم بالبقاء في السلطة حتى الثمانينات أو أكثر.
لا توجد لوائح صحية إلزامية أو اختبارات ذكاء أو تقييمات نفسية تُفرض على القادة قبل توليهم المنصب أو خلاله.
5.3 التناقض الأخلاقي
هذا التناقض يخلق فراغًا أخلاقيًا واجتماعيًا ، إذ يبدو أن هناك تمييزًا ضد الموظف البسيط لمجرد أنه ليس سياسيًا .
كما أنه يُضعِف الثقة في فكرة المساواة أمام القانون، عندما تُطبَّق معايير مختلفة على طبقات المجتمع المختلفة.
6. النتائج والتوصيات
النتائج الرئيسية:
العمر وحده لا يحدد الكفاءة :
سواء كان القائد شابًا أو مسنًا، فإن النجاح يعتمد على الشخصية، الخبرة، والدعم المؤسسي.
الحاجة إلى نظام تقييم محايد :
يجب وضع نظام طبي وعقلي لتقييم اللياقة العقلية للقادة فوق سن الـ70، خاصة في المناصب التنفيذية العليا.
الشباب يقدمون طاقة ورؤية جديدة :
لكنهم يحتاجون إلى بنية استشارية قوية تضم خبراء من الأجيال السابقة.
التوازن هو الحل الأمثل :
أفضل نموذج قيادي يجمع بين الجيلين، بحيث يكون الفريق الاستشاري متنوعًا عمريًا ومعرفيًا.
الديمقراطية تحتاج إلى تجديد وليس تجمّد :
يجب وضع حدود عمرية أو فترة رئاسية معقولة لمنع تركز السلطة في أيدي قلة مسنة أو غير قادرة.
7. الخاتمة
العالم اليوم يواجه تحديات معقدة تتطلب الحكمة والجرأة، والخبرة والمعرفة . وليس من المنطقي أن نُقصي أحدًا بسبب سنه، ولكن من الضروري أيضًا أن لا نسمح بأن يتحول الحكم إلى ملكية شخصية لفئة معينة ، مهما كان عمرها.
إن الصيغة المثلى للقيادة هي الجمع بين الجيلين، واعتماد نموذج قيادي تشاركي يضم الخبرة والشباب ، لأن المستقبل لا يُبنى إلا بدمج الماضي بالحاضر، وبإعطاء الفرصة لكل الأجيال لتشارك في صنع القرار.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التصالح التركي – الكوردي: فرصة تاريخية لإنهاء الانقسام الكو ...
- -التطبيع السوري مع اسرائيل... هل نشهد ولادة -أوسلو الشرق الأ ...
- تحليل: الحرب إلاسرائيلة ألأمريكية ضد إيران  –إيران صارت الند ...
- هل تتحمل سوريا والعراق والأردن مسؤولية استخدام أجوائها في ال ...
- - مقارنة بين حياة اليهود في إسرائيل و حياتهم في الدول الاخرى ...
- -الكورد في إيران كما في سوريا.. بين وهم التحرر الأمريكي – ال ...
- أسرائيل و أمريكا نجحتا في أخضاع-التطرف السني- و تحويلهم الى ...
- “الكورد ضحية سياسات الحلفاء والأعداء على حد سواء” فلماذا يدع ...
- ترامب وكورباتشوف.. تشابه في التفكير؟ أم أن التاريخ يعيد نفسه ...
- -الدستور العراقي و بالدلائل يمنع وقف رواتب موظفي كوردستان.. ...
- هل كان الشرع عميلا مخفيا للاستخبارات.. كيف تحول من أبو محمد ...
- “الكورد أسرى الماضي و لا زالوا في القرن العشرين.. بينما العا ...
- حماس وإسرائيل.. المنشار الذي يقطع رؤوس الفلسطينيين من الجهتي ...
- إيران والصراع مع إسرائيل: ماذا جنت إيران والشيعة من هذا التو ...
- تم حل حزب العمال الكوردستاني و ليس فقط القاء السلاح: محاولات ...
- أقوال قادة العالم حول شجاعة الكورد. تحليل الوضع الحالي: حزب ...
- تحركات الجولاني العسكرية نحو سد تشرين: هل يُجهض الجولاني الا ...
- احتمالات نشوب حرب أو اتفاق بين إيران وأمريكا و تأثيراتها على ...
- مستقبل سوريا وإقليمياً في حال انسحاب أمريكا دون ترتيب الوضع ...
- ترامب والرسوم الجمركية: لعبة الأطفال التي هزّت العالم!


المزيد.....




- سوريا .. حرائق الغابات تلتهم مساحة أكبر من دمشق وتشكل اختبار ...
- رسائل -تلغرام- وعروض مالية.. وثائق تكشف كيف جنّدت إيران جواس ...
- -إمارة الخليل- مقترح تقدم به شيوخ فلسطينيون للسلام مع إسرائي ...
- بين تغيّر المناخ والتوترات الجيوسياسية: كندا تدخل معركة -كاس ...
- فيديو دعائي جديد منسوب لـ-حسم-.. وتكهنات بمحاولة لإحياء نشاط ...
- بعد خلافه مع ترامب إيلون ماسك يعلن تأسيس حزب جدبد
- غزة: جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في الدو ...
- 4 أسئلة عن آخر تطورات مقترح الاتفاق بين حماس وإسرائيل
- اتهامات للصين بالسعي لتقويض مبيعات طائرة رافال الفرنسية
- محللان: المقاومة قدمت مرونة كبيرة ونتنياهو لن يوقف حرب غزة


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - العمر والقيادة السياسية: دراسة تحليلية حول صلاحيات القادة الكبار في السن وإشكالية التمييز الاجتماعي