أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عطا درغام - مع الكاتبة التونسية سلوى الراشدي















المزيد.....



مع الكاتبة التونسية سلوى الراشدي


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 15:26
المحور: مقابلات و حوارات
    


سلوى الراشدي شاعرة وأديبة ومترجمة تونسية ،من مواليد مدينة تالة بولاية القصرين...حازت على جائزة زبيدة بشير للإبداع الأدبي النسائي عن مجموعتها القصصية "باب الذاكرة" ،و نشرت مجموعة شعرية بعنوان "مفاتيح القلب" و كتابا بالفرنسية عنوانه "أقلام بلادي" ، اقتحمت تجربة الترجمة إلي الفرنسية من خلال رواية الكاتب الروائي الكبير عبد القادر بن الحاج نصر "حديقة لكسمبورغ " ،كما نظمت الشعر الملحون و أتقنته ،و عُرفت بظهورها الأنيق في الفعاليات الثقافية الوطنية .فهي ليست من الشاعرات اللاتي يتكررن دون نص و يقترحن مشاركتهن على المنظمين إذ ظلت عزيزة الظهور متجددة .
1- في البداية, هل لك أن تعرّفي القارئ بسلوى الراشدي, الإنسانة و الشاعرة ؟
سلوى الراشدي, كاتبة تونسية باللّسانين العربي و الفرنسي، أعشق كل الأجناس الأدبية و من أهمّها الشعر الذي كانت لي فيه تجربة بالفصحى و الدارجة وكذلك بالفرنسية.
أمتهنت التدريس، فأنا أستاذة تعليم ثانوي في اللّغة الفرنسية. اشتغلت بجهات مختلفة من البلاد التونسية من جنوبها إلى شمالها و أنا الآن متقاعدة عن العمل.
أحترم كثيرا مهنتي فهي مساهمتي الأساسية في بناء مجتمعي و هي مورد رزقي وضامن كرامتي. و أعتبر بأني كوّنت أجيالا من التلاميذ. سائرة على درب أساتذة أجلاء كوّنوني في صغري و شبابي و لكنني لا أكتفي بالتدريس بل أمارس هواياتي و أنشط في مجالات الثقافة إلى جانب التعليم. في محيطي المدرسي كنت دائما أحرص على على تأسيس خلية انصات لمتابعة تلاميذي نفسيًا بمجرد الاستماع إلى همومهم واهتماماتهم, إذ كانوا من شريحة عمرية تستدعي الإحاطة. كانت علاقتي بهم تربوية أكثر نتها تعليمية أو هكذا كنت أحاول أن تكون بقدر المستطاع. ودائما في نطاق الإعدادية أو المعهد, واستكمالًا لتكوين تلاميذي المراهقين, نشّطت نوادي أدبية ونوادي للسينما تعرض أشرطة للنقاش و أخرى لإنتاج أشرطة فيديو موجّهة تربويا، و بالطبع تلقيت تكوينا في ذلك.
خارج أسوار المعهد أسست مع ثلّة من الكتّاب ناديا للكهول : نادي أدبي ثقافي نلتقي فيه أسبوعيًا في دار الثقافة لنعرّف بالكتّاب المغمورين و المعروفين و الطلبة الرّاغبين في الكتابة و محتاجين إلى مثل هكذا محكّا لتطوير تجاربهم. كما كنا نقيم لقاءات لباقي الفنون من رسم ومسرح وسينما، وندوات فكرية.
مارست النشاط الصحفي لمدّة سنوات فكانت لي بطاقة صحفية قارّة في التسعينات تصدر أسبوعيا بعنوان "تأمّلات" . كما قمت بتغطيات صحفية لأنشطة ثقافية و حوارات بجريدة الصحافة التونسية و في نفس الوقت كنت أنشر بعض النصوص الأدبية من شعر وقصّة في الملاحق الثقافية والمجلاتً وقد نشرت مقالات نقديّة عديدة بالفرنسية في جريدة "لابراس" La Presse de Tunisie انتقيت منها نصوصا لكتابي بالفرنسية Plumes de mon pays الذي صدر في 2011.
2 – كيف كانت البدايات ؟ لماذا اختارت سلوى الراشدي الشعر مختبرا؟
لديّ اعتقاد بأن جنين الكتابة ينبثق من رحم المطالعة وينمو في الذهن متغذّيا منها بالأساس ًومن الحياة والمحيط الذي نعيش فيه إلى أن يتجسّد على الورق ًويبدأ في التشكّل في حدود ضيقة إلى أن يكتسب الكاتب المبتدئ ثقة لمواجهة الجمهور المتلقّي بما يكتب.
مهمّ جدّا ذلك المسار الذي تتخذه الكتابة ليقوى عودها ًوتترسّخ في تربة الإبداع من البداية وتتجذّر و تنمو.
لو ندري قيمة تلك الخطوط الأولى الخجولة في رسالة إلى صديقة أو في دفتر حميمي ًنودعه فيض أحاسيسنا البكر ومشاعرنا و خوفنا وفرحنا وحزننا وحيرتنا أمام عالم لا نفتأ نكتشفه ونتحسّسه ! حتى تلد الجمل التي نسرقها من الكهول ونغبطهم عليها ًونحاول تقليدها إلى أن نهتدي إلى تعبيراتنا الخاصّة بنا ًفنهلل فرحًا وكأننا كسبنا كلمة السر إلى كنز الوجود !
تلك الكتابة الأولى في الصغر و التي أسميها جنينية ًو التي تتغذى من المطالعة و من تشجيع المقرّبين من الأصدقاء و من الأساتذة المربين هامّة جدا لاكتمال المشوار، حتى ولو ظلت في مكتبتنا السرّية لأنها حيية تخشى العيون الغريبة. وعندما تتخمّر في الذهن فكرة مواجهة العالم بسلاح الحرف بوثوق وإيمان لا يتزعزعان، عندها فقط تولد الكتابة الإبداعية ًويمكن لها أن تشق طريقها, يمكن لها أن تكبر وتتهذّب وتنمو وتتطور.
الكتابات الأولى تبدأ خواطر وبوحًا، لصيقا بذواتنا ثم نعمل فيها الخيالً فتأتي قصصًا تدغدغ حلمنا، ونوعًا ما غرورنا, عندما نقرأ الإعجاب في عيني سامعنا ثم نكتشف في الانزياح والمجاز وفنون البلاغة حرّية كبرى في التعبير عن اختلاجاتنا بمجالات لغوية ترقى عن العيون الرقيبة المحبطة ،فكأنها تكسبنا أجنحة ترفعنا عن العادي من البشر... هكذا ينتشي المبدع بتعابيره قبل غيره ،ويعرف أنّه إن لم يصل إلى ذلك الإحساس الفريد، فلا فائدة من نشر إنتاجه ،لأنّه لن يعجب غيره إن لم يعجبه هو !
هذا الإحساس يشترك فيه كلّ مبدع سواء كان رسّاما أمام لوحته، أو مغنيًا في أدائه، إن لم يطرب هو أوّلا فلن يطرب. وكذلك الممثل على المسرح وغيرهم...
هذا النوع من النرجسية لازم للفنان ،لكن لا يجب أن يستفحل فيصمّ الأذن المتيقظة للنقد والمهجة المتعطشة للفن والتميّز والارتقاء، إذ أن من يظن نفسه قد وصل يكون غالبا قد انتهى وتوقف عن التقدّم وعن الخلق والإبداع ،فلا بأس من التواضع.
3 – في حياة أي شاعر أو أديب تعدّ الطفولة محورًا أساسيّا ومركزيا. ماذا عن طفولة سلوى الراشدي ؟
لا عجب أن تكون الطفولة محورًا أساسيًا ومركزيًا في حياة أي شاعر أو أديب .فهي منجم للحكايا وتتعدد فيها مصادر الإلهام من الطبيعة والموطن والأهل والرفقة والخلان والجيران. الطفولة هي زمن اللّعب واللامبالاة ،وكذلك زمن الاكتشاف وتحسس العالم من حولنا وزمن الانطباعات الأولى التي ترسخ في الذاكرة وتطبع الوجدان، ثم تخرج في كتابات الحنين. الطفولة تطبع الكتابات مهما تأخرت بما تصيغه من مشاعر فرح أو حزن أو خوف أو طمأنينة.
الطفولة هي زمن الدّهشة أمام مظاهر الحياة وتقلّباتها ،والتي تهادن أحيانا ،وأحيانًا أخرى تصفع وتؤلم الكائن الحسّاس الذي هو الشاعر أو الروائي أو القاصّ، وتنتج أدبًا إنسانيًا مفعمًا بالأحاسيس والمعاني.
الطفولة ألهمت جبران خليل جبران وأبا القاسم الشابي ،وطه حسين في "الأيام"، ومحمد شكري في "الخبز الحافي" ،وألفونس دودي Alphonce Daudet في رسائله من طاحونة الريح ،ومارسيل بانيول Marcel Pagnol في "زمن الأسرار" و "قصر أمّي"... ولا زالت تلهم معاصرينا مثل الأديب عبد القادر بن الحاج نصر في "غيمات بيضاء ما أجملها !"... و غيرهم كثير من الذين صوّروها في أشعارهم أو في الروايات السيرية أو دسّوها في ثنايا قصصهم وطعّموا بها حكاياهم و نحتوا شخصياتهم منها، وأنا لست أستثني نفسي من كلّ هؤلاء.
كتابي الأوّل مثلا، جلّ شخصياته وجدت وعاشت في محيط عائلتي، وبعض الأحداث وقعت فعلا، لكن طبعا لم أوردها بطريقة تسجيلية توثيقية بل خلّدتها في بعض مظاهرها بما انطبع في ذاكرتي منها ،وبدا لي صالحًا للتوظيف في كتاباتي الأدبية. ومن أجمل الشخصيات التي طبعت أشعاري شخصيّة الجدّة المستلهمة من شخص جدّتي رحمها الله بحكمتها وحكاياتها الساحرة ،وشخصيّة أمّي رحمها الله في أشعاري بالفرنسيّة.
كما أن الأماكن التي عشت فيها في طفولتي حاضرة بقوّة في قصصي ،سواء كانت مدنًا أو قرى أو ريفًا وبادية.
4 – ما الجوائز الأدبية التي حصلت عليها ؟
الجائزة الوطنية التي نلتها هي جائزة "زبيدة بشير" للآداب الناطقة باللغة العربية. وهي من الكريديف : مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة. وحزتها عن إصداري الأوّل : "باب الذاكرة" ،وهو مجموعة قصصية صدرت سنة 2004.
5 – لماذا أنت مقلّة في نشر إبداعاتك ؟
صحيح، أنا أبدو مقلّة في النشر ،نظرا لأني لا أراكم الإصدارات وأباعد بينها ،ولست حريصة على الكمّ رغم تقدّمي في السنّ نسبيّا، ولكنّي في المقابل أنوّع في الأجناس وفي اللّغة من كتاب إلى آخر : فمن القصّة انتقلت إلى الشعر بالفصحى، ثم إلى النقد بالفرنسية، ثم إلى الملحمة باللهجة الدارجة ثم إلى الترجمة نقلا من العربية إلى الفرنسية ،ولديّ مخطوطات على قيد المراجعة في انتظار الطبع منها رواية بالعربية وأخرى بالفرنسية ومجموعة في القصّة القصيرة واثنتان على قيد التشكّل والمراجعة في القصّة القصيرة جدّا وشعر الومضة، وأشعار أخرى لم أجمّعها. قد أبدو جرّاء هذا التنويع غير راسية على برّ ،وفي بحث عن ذاتي وعن التعبيرة التي تناسبني ولم أجدها بعد ربّما، وهذا لا يعيبني شريطة أن لا يكون على حساب المتلقي، فأنا أتهيب كثيرا من الشعر و الأدب احتراما للقارئ وأنا متطلّبة جدّا مع نفسي إلى حد القسوة أحيانا، ولا أتردد في التخلّي عن بعض نصوصي بمجرّد أن ينتابني شكّ في متانتها أو أحسّ بعض الخلل أو الضعف فيها... وهذا ربّما في طبعي الميال إلى الجودة ورغم ذلك لا أبلغ الرّضا التّام على نصوصي حتى على تلك التي أودعتها الكتب و تركت مصيرها للمتلقي.
أنا أكتب من سنّ الرابعة عشر وأشارك في النوادي الأدبية ،وأحرزت على أوّل مكافأة لي في سن مبكّرة : جائزة رمزية في ناد أدبي بجهتي. صحيح أنها حفزتني لكنها لم تحصرني في نوع واحد من الكتابة نشرت بعد ذلك نصوصي بالجرائد بعد انقطاع دام لسنوات انصرفت فيها إلى الزواج والأمومة وأمور الحياة ولم أعد إلى النوادي إلا بعد أن كبرت بنتاي، فنشرت أوّل كتاب لي في الأربعينات من عمري ونلت به جائزة وطنية تعتبر هامّة لكنّها لم تحصرني في القصّة بل واصلت التجريب وظلّ عشقي للإبداع أكبر من تجربتي لأني بداخلي أبقيت على روح الهاوية العاشقة للغة الباحثة دوما عن دروب الفتنة فيها وأجد متعتي في الكتابة في حدّ ذاتها بقطع النظر عمّا يمكن أن تجرّه من منفعة سواء كانت من البيع أو الجوائز أو التكريمات.
متعتي حاصلة بمجرّد أن تنطّ في ذهني فكرة جريئة أو صورة جميلة أو كلمة موحية تعبّر عن إحساس صادق أو عن موقف أو عن رعشة يتجاوب فيها النبض مع الحسّ، فتنشد حرفا يعتقها من قفص الصّدر لتتنفّس في رحاب اللّغة… أما الباقي فليست لي فيه دائما يد, فكم من الكتّاب لم يعرفوا إلا بعد رحيلهم ! ... كم من الكتّاب الجيّدين مغمورين ! ... كم من الفقاقيع تنمو في حقل الثقافة والأدب ! ,,, كم من كاتب جيّد لا يقدر على تكاليف النشر ! وخاصّة... خاصّة... كم من كتاب لا يغادر الرّفّ لينعم بيدي قارئ ؟ ! وهل نحن حقّا "أمّة اقرأ ؟ !
6 – الشعر هو الفرصة الوحيدة للكائن المبدع لينصت لعزلته وطفولته ومكائده وانتصاراته وخساراته وأحلامه وآلامه. هل أعطتك القصيدة فعلا هذه الفرصة للتأمّل؟
مبهر هذا التعريف للشعر في قالب سؤال ! ...
فعلا. الشعر هو كلّ هذا ! حين تتملّى به مهجة الكاتب وتتحلّى به لغته وتتجلى فيه ذاته بعد تمكّن وانتصار للموهبة.
أسوق هنا عبارة "انتصار للموهبة" ،لأن في الشعر جانبا لا يمكن تجاهله وهو جانب الصّنعة والاشتغال على اللّغة بالنّحت والطرق كما يفعل الجواهريّ بالحجارة الكريمة قبل أن يرصّع بها قطعة الحلي الثمينة... وكما أن تلك الحلية الجميلة تنجح في إخفاء صهد النار وضربة المبرد ووقع المطرقة ولا تبدي إلا جمالها، كذلك القصيدة لا تبوح بما يعمله فيها الشاعر من أدواته إلا للناقد ربّما. وإن حدث وظهرت آثار تلك الصّنعة أكثر من المقدار الخفيّ سقطت في التكلّف.
سواء كان الشعر من نوع الخليليّ أو شعر التفعيلة، أو الشعر النثري فإنّ لكلّ نوع منها جمالياته وميزاته ولكلّ منها مناطق زلقة.
إذا تمكّن الشاعر من أدواته كلّ التمكن، يمكنه حينئذ التعبير عن كل حالاته الشعورية واختلاجاته وحتى مواقفه وأفكاره محافظا مع كل ذلك على الجانب الجمالي الفنيّ.
كثيرا ما بزغ الشعر عندي كحالة شعورية قصوى مثل الحب أو الحزن أو الغضب أو الحنين فكتبت في جلّ أغراضه كما استهواني كثيرا الجانب الذهني والحكمة.
7 – ما هي مقاييس القصيدة الناجحة ؟ من برأيك الحكم الحقيقي لنجاح القصيدة ؟
الشعر نتاج أدبيّ لغويّ فنيّ، وهو أرقى التعبيرات وأبلغها حين يحوز الجودة.
وجودة الشعر تعرف بمقاييس ذوقيّة جمالية فنيّة تتعلّق بمدى جمال مفرداته وجمال صوره وانزياحه عن سياق المتداول، وبإيقاعه الداخلي والخارجي وتعرف جودته أيضا بمقاييس فكرية تتعلّق بعمق المعنى واتساع الدّلالة وكلّما اجتمع في القصيدة حسن اللّغة وقيمة المعنى كلّما اقترب أكثر من هدف التأثير في المتلقي و من الرسوخ في ذهنه ووجدانه.
8 – الشعر الحقيقي انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لإنتاج ما تصبو إليه من إبداع. فما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة ؟
من المؤكد أن أجمل الشعر ما ينتج عن موهبة حقيقية، والموهبة لا تفسّر كثيرا ولكنها تنمو و تتأثر بمحيطها. لذلك يحدث أن تعرف جهة كاملة بكثرة شعرائها أو عائلة ما بعدد شعرائها وكأنما الأمر متوارث في الجينات. لكن الموهبة لا تكفي، فلا بد من تطويرها بالممارسة والمنافسة و بالمطالعات واللّقاءات كي لا نقع في تكرار لغة القدامى بنسخ رديئة لا يستسيغها المتلقى المعاصر ،وكأنما الشاعر باق في جلباب جدّه.
وخطر التقليد على القصيدة وارد في الإتجاهين : تقليد القديم أو تقليد ما هو حديث خاصّة في الشعر النثري. فيقع أحيانا الشعر العمودي في فخ النظم الرتيب المتكلّف، ويقع الشعر النثري في فخ الاستسهال وإنتاج اللّا معنى بعنوان الانزياح.
الشاعر المجيد والموهوب يكتسب ذكاء وفطنة في تقدير ما هو مستساغ و بليغ.
9 – بشكل عام، هل الكتابة الأدبية قادرة على التغيير ؟
من أهم وظائف الأدب التحسيس و التوعية خاصّة ،و أنه يمتلك أدوات البلاغة التي تؤثر على المتلقي وهي مستساغة أكثر من الحديث المتداول وتفتّح الذهن بالحجج وأساليب الإقناع والاستمالة. وهل أكثر من الإقناع و الوعي قدحا لارادة الفعل والتغيير !
منذ القدم استعمل الناس الخطابة والأشعار في استنفار الجموع في الحروب والثورات ،كما أن الأدب يعمل على نقل الثقافة و القيم والتراث الاجتماعي من جيل إلى جيل ،وهذا يساهم في الحفاظ على الهويّة الثقافية و الأخلاق التي تبني أسس المجتمع وتحميه من التصدّعات، فنرى أن الشعوب التي بها أكبر نسبة من الجهل أقرب إلى القهر والاندثار.
للأدب والفنون وظيفة أخرى ،وهي الترفيه والترويح عن النفس .وهذه بالذات يمكن استعمالها إيجابيًا أو سلبيًا وذلك بإلهاء الناس عن قضاياهم الأساسية وصرفهم عنها فيسهل بذلك حكمهم والسيطرة عليهم.
10 – ما رأيك في الكتابات النسوية في تونس وفي العالم الغربي ؟ وأين يمكننا ترتيبها وقد ارتفعت في كل المجالات الإبداعية مقارنة بالسنوات الماضية ؟
الكتابات النسوية في تونس وفي بلدان المغرب العربي والمشرق العربي في ارتفاع ظاهر وفي كل المجالات الإبداعية من شعر وقصّة ورواية ونقد، وذلك راجع لارتفاع نسبة تعليم الإناث. وقد باتت هذه المجتمعات تسمح بهذا الأمر نسبيا وتشجعه سلطاتها بوزاراتها المعنية ترسيخا لوجودها هي ولإعطاء صورة للعالم عن مدى تحضرها وعنايتها بمواطنيها ضمانا لاستقرارها.
يمكن القول بأن العناية بالثقافة عامّة (والأدب وجه من وجوهها) ،هو ورقة في يد بعض الحكومات لتظهر اهتمامها برعاياها، أو لضمان نخبتها في صفّها بمحاولة احتوائها.
وهناك عوامل ساعدت على ارتفاع نسبة الكتابات النسوية ،وأهمّها تطوّر وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة كبيرة ومواكبتها للنشاطات الثقافية التي وجدت فيها شريحة هامّة من المجتمع وهي النساء نسبة من الحرّية في الخروج إلى دور الثقافة والنوادي والمنتديات للتعبير عن ذواتها وإيصال صوتها و فرصة للاختلاط ،واكتشفت أن في الأدب تثمينًا ممكنًا لوجودها ولإنتاجها ولأفكارها هي والرجل على السواء. أما الجودة فهي تأتي بعد الكمّ.
لست مع الأصوات المقلّة لقيمة الإنتاج الأدبي النسوي ،لمجرّد أن هذا المجال ظلّ طويلا حكرا على الرجال، وقلّة هنّ النساء اللاتي برزن ككاتبات في العالم العربي.
الوضع تطوّر .وها نحن نشهد أصواتا نسائية هامّة تعلو وتفكّر وتصل إلى الجوائز عن جدارة.
11 – من موقعك كشاعرة، كيف يتراءى لك واقع النصّ الشعري التونسي في ظل شلال الأسماء وطوفان الكتب الذي يملأ المشهد الثقافي في تونس.
أعتقد أن هناك نوعًا ما من المبالغة في توصيف المشهد الثقافي "بالشلال من الأسماء" و"الطوفان من الكتب". صحيح هناك نوع من الحراك الملحوظ في النشر وفي تداول الكتاب في دور الثقافة والنوادي والملتقيات والمنتديات. وهناك متابعة في وسائل التواصل الاجتماعي ،وربّما بعض المرونة في النشر والمغامرة أكثر من ذي قبل وهناك تركيز إعلامي على الجوائز التحفيزية من الداخل ومن الخارج وهناك معارض تقام ومحاولة لترسيخ تقليد فيها رغم تدهور القدرة الشرائية للمواطن... كل ذلك ساهم في ارتفاع نسبي لصناعة الكتاب. لكن إثبات الجودة يتطلّب وقتا للتقييم في صورة مواكبة النقد لهذه الإصدارات وإعمال الغربال فيها.
من المؤكد أن الكمّ لا بدّ أن يظهر الجودة ولو بعد حين, أن تكون هنالك مادة للتصنيف والتحكيم خير من شحّتها.
الأمر الملحوظ والمؤكّد في تونس هو أن التجارب متعدّدة ومتنوعة ولكل شاعر أو شاعرة بارزة خصوصياتها وهذه ظاهرة جميلة ومثرية, أما بعض التجارب الضعيفة فستتآكل بالوقت، فلا دوام للرداءة وستكشف وتهجر ولو بعد حين.
12 – برأيك، هل أنصف الإعلام المثقف التونسي ؟
لا ننكر أن الإعلام بأصنافه المكتوب منه والسمعي والبصري يسعى إلى إنصاف المثقف التونسي بتخصيص ملاحق ثقافية في الصحف وبتخصيص إذاعة متفرغة للأمر ،وهي الإذاعة الثقافية التي لا تعنى بالأدب فقط بل بكل روافد الثقافة من فن ورسم وموسيقى ومسرح وسينما...
كما أن القنوات التلفزية بها برامج ثقافية مختصّة تتابع المهرجانات والمعارض واللقاءات ،وتحاول مواكبة ما يجدّ من تظاهرات ثقافية بالعاصمة وباقي المدن بالداخل.
أمّا بالنسبة للكتاب فالبرامج المختصّة قليلة نذكر من أهمّها "نوافذ" بالقناة الوطنية من إعداد ريم الكافي، أما البرامج الأخرى التي تبث في الصباح مثلا تعطي حيزا زمنيا صغيرًا للكتاب ،وسرعان ما تجري إلى بث الأغاني او إلى موائد الطعام أو برامج التجميل والتزويق، بحثًا عن التنويع وكأن صدرها يضيق بالكتاب، فيبدو الضيف الكاتب في غير موضعه. وهذا الأمر مؤسف في القنوات التلفزية ويؤثر على قيمة ما تبثه سلبيّا.
13 – ما الموقع الذي يتبوّاه الشعر الشعبي في إبداعاتك ؟
عندما أبحث في ذاكرتي أجد أن الشعر بالفصحى كان سباقًا إلى ذائقتي واهتمامي، فأنا لا أذكر أن الشعر الشعبي قد استوقفني أو حاز اهتمامي في الصغر، حتى الأغاني الشعبية المتداولة في أعراسنا القرويّة والريفيّة لم أكن أفهمها كثيرا!
ثم بعد ذلك وفي دراستي لتاريخ تونس الحديث والمعاصر، بدأت أهتمّ بمظاهر التراث اللاماديّ ببلادنا ريفا ومدينة، وبدأت أنتبه إلى الأشعار الشعبية وما تصف من حياة الانتجاع والبادية، وكذلك الأشعار التي تصف حياة الحضر، وبدأت أفتتن بالأغاني القديمة و أتعرّف على الأصوات الشعرية الشعبية التي تزخر بها جهة القصرين حيث ترعرعت وبدأت أتوقف عند كلمات ومعاني الأغاني الشعبية في تالة والكاف وسبيطلة التي تحكي قصص الحب المؤثرة وقصص المقاومة للاستعمار ،وبدأت بعض التعابير تأخذ طريقها إلى لساني وتبلورت في بعض اللقاءات الثقافية ،فكان أوّل قصيد لي بالدارجة تغنّت به فرقة إبراهيم بهلول على المسرح الروماني بسبيطلة ثم بالمسرح البلدي بالعاصمة ،وكان قصيدا يخاطب قوس النصر البيزنطي عن الأحقاب التاريخية التي مرّت به وطبعت الإنسان في ربوعنا...
بعد ذلك بسنوات استقبلني نادي الأدب الشعبي برئاسة الشاعر والباحث في التراث الأستاذ علي سعيدان ،وهناك التقيت شعراء جيدين في الشعر المحكيّ شعر اللهجة، فأضفت إلى ما أمتعني من قبل من أشعار نجيب البناني وأحمد الذيبي أشعار الطيب بوعلاق وضو حدّاد والحلاج الكافي ومروان المدّب وعلي سعيدان و "أبو أمين"...
وانتظرت سنة 2017 لأنشر ملحمة "رأس العين" بالدارجة, وكانت لي بمثابة المصالحة مع الذات.
14 – في رأيك، ما الأصدق في التعبير الشعر الشعبي أم القومي ؟ ولماذا ؟
لا أريد أن أتعسّف على أحدهما على حساب الآخر ،لكني سأسوق بصدق بعض ما لاحظته في المجالس من ردود الفعل على النوعين من الشعر أحيانا نكون في حضرة شعراء متقاربين في المستوى والجودة وفي ظروف استماع متشابهة. ومع ذلك يحظى بالانتباه ذلك الأحسن إلقاء وأقلّ تكلّفا في صنعته وأقرب إلى الفهم دون إسفاف وسقوط في المباشرة الفجّة.
وقد يظلم الشاعر قصيده بإلقاء رديء أو ضعيف مع أن نصّه جيّد. وأكثر الشعراء جلبا للانتباه أولئك الذين يحفظون نصوصهم عن ظهر قلب ويلقونها بطريقة تعبيرية ممسرحة ،ولا يطيلون كثيرا على سامعيهم. بعض النصوص طويلة تقلق السامعين فينصرفون إلى التشويش. تلك تبدو خلقت لتقرأ في كتاب، لا لتسمع وإذا قرئت، فتتطلّب من صاحبها جهدا أكثر في المشافهة، أي أنه يتوجّه إلى السّامع وكأنّه يحدّثه مباشرة دون أن يحمل الانتباه إلى الورقة.
مع أنها أمام نفس الجمهور النخبوي .فيكفي أن يعلن عن قراءة نص بالدارجة حتى ينتبه الحاضرون أكثر إلى الشاعر. على أن لا يطيل كثيرا ،فيقع في الإسراع لربط القافية بسابقتها كي لا ينسى فيشغل السّامع عن المعنى.
خلاصة القول : الشعر الجيّد يمكن أن يكون بالفصحى أو باللهجة الشعبيّة البدوية أو الحضرّية على السواء ،لكن كي يبلّغ ويقنع لا بدّ للشاعر أن يشتغل على الإلقاء.
بصفة عامة الشعر المحكي والشعبي كما يدلّ عليه اسمه أكثر وأوسع جمهورًا .وشعر الفصحى أكثر نخبويّة ،وإن صدق كلاهما في التعبير.
عندما نستمع إلى الأبنودي في الشعر المحكي ،وإلى كريم العراقي في الفصحى يصعب المفاضلة بينهما ،لأن كلاهما مقنع وممتع.
15 – حدّثينا عن تجربتك في ترجمة الأدب التونسي إلى الفرنسية, وما الذي دفعك إلى ذلك ؟
آخر إصدار لي كان سنة 2024 بالفرنسية Le Jandin du Luxembourg عن دار نشر الأدب الوجيز، وهو ترجمتي إلى الفرنسية لرواية الأديب وكاتب السيناريو الدكتور عبد القادر بن الحاج نصر : "حديقة لكسمبور". ولكني في الحقيقة لم أطرق باب الترجمة آن ذاك، فقد كانت لي تجربة مخالفة قبل ما يناهز الخمسة عشر سنة مع جريدة La Presse de Tunisie حيث دعيت لتقديم روايات تونسية صادرة بالعربية تقديما نقديّا في مقالات تصدر بالملحق الثقافي للجريدة Lettres - Arts et Pensée (آداب - فنون وفكر) ،واشتغلت على عدّة عناوين لروائيين تونسيين كبار منهم : حسونة مصباحي، حسن نصر، الناصر التومي، مسعودة بوبكر، آمال مختار، فتحية الهاشمي، عباس سليمان وغيرهم… وبالطبع في تلك المقالات النقديّة كنت ملزمة باستيعاب تلك الروايات بالفرنسية وأحيانا أترجم منها مقاطع لأكتب عنها قراءة نقدية. وهناك تبلورت تجربة الترجمة في ورشة كبيرة تسنّت لي ،فدخلتها بمتعة خاصّة وبجهد متعب ولذيذ في آن، فأنا أعشق اللغتين وأحبّ التحدّي. وأنتجت هذه التجربة كتابي Plumes de mon Pays (أقلام من بلادي) الصادر عن دار آفاق Perspectives للنشر، سنة 2011.
كان الغرض من تلك التجربة التعريف بالرّوايات للشق الفركوفوني والمصالحة بين فئتين من نفس البلد بثقافتين ،أو فلنقل بثقافة مزدوجة. وأنا بنفسي أعترف بأن هذه الازدواجية قد غلّبت في وقت ما من حياتي اللّغة الفرنسية على العربية في مطالعاتي لاحتياجاتي المهنيّة لها، بما أنني أستاذة لغة فرنسية. لكنني في أوّل اصداراتي اخترت اللّغة الأم عن قناعة نوعا ما إنتروبولوجية ونوعًا ما عاطفية، إذ أنني أردت إرضاء والدي الزيتوني التكوين والأحادي اللّسان.
بالطبع تجاوزت تلك الاعتبارات في ما بعد إلى تفكير أعمق في المسألة، إذ كل العالم يأخذ من بعضه والثقافة انسانية قبل كل شيء.
لا يجب كذلك أن ننكر أن الترجمة نقلًا وتعريبًا قد أوصلت لنا أدب أكبر الكتّاب في العالم. فلولاها ما وصلنا الأدب الروسي و الأرجنتيني والمكسيكي والألماني والإنجليزي والفرنسي والباكستاني… و من حقّنا أن نعرّف بأصواتنا وثقافتنا ،ولا أحسن من أن نوصلها بأنفسنا دون تشويه.
الأديب عبد القادر بن الحاج نصر من أكبر الكتاب لدينا، له أكثر من أربعين كتابا بين قصّة ورواية ،وفي حسابه عديد السيناريوهات التلفزية ودرس بجامعة السربون بفرنسا، وقد تشرفت بفتح باب الترجمة له إلى الفرنسية .وأرجو أن تتواصل إلى لغات أخرى، فهو حقيق بالتعريف وتجربته مهمة جدّا. ولدينا من الأدباء الكثير مثله يستحقون أن يترجم لهم.
16 - بما أنك تكتبين باللغتين العربية والفرنسية فأيّهما أصدق تعبيرا؟
الصّدق قيمة أخلاقية مرتبطة بمستعمل اللّغة، لا باللّغة مباشرة، و من المفروض أن أكون صادقة في كليهما : أي في اللّغة العربية كما في الفرنسية، وأنا كذلك.
المفروض أن أكون قادرة على تمرير هذا الإنطباع إلى المتلقّي في كتاباتي باللّغة التي أختارها ،وأسعى إلى ذلك على أن يكون المتلقّي الذي أتوجّه إليه مستوعبا حقّا ومتمكّنا من اللّغة التي يقرأ فيها ،ليتسنى له الحكم عليها بالصّدق أو بعكسه.
النّقد الأدبي يميل أكثر إلى استعمال مصطلح "التبليغ" ،وهو القدرة على إيصال الرسالة : معلومة كانت، أو فكرة أو انطباعا شعوريا، أو حسّا فنّيّا… إيصالها باللّغة المستعملة في النص إلى ذهن المتلقّي.
من هذا الباب، أنا ككاتبة أطمح إلى أن أكون قادرة على التبليغ والإقناع باللغة التي أختارها. أنا أعشق العربية ،ولا أنكر أنّ هناك ميلًا إليها باعتبارها اللّغة الأمّ ،و تظلّ من مقوّمات هويتنا، وأعشق كذلك الفرنسية لكن دون استلاب.
أكثر الأجناس الأدبية التي يطلع علينا فيها مفهوم الصّدق والكذب هو الشعر ،لأنه الألصق بذواتنا و بالتعبير عن خوالجنا وعن تفاعلنا مع قضايانا، وبقدر ما يمسّ المتلقي ويؤثر فيه، نراه يصفه بالصّدق أو بعكسه.
مع أن العرب في بعض أغراض الشعر ميّالون إلى المبالغة حدّ الكذب ويفضلون حسن الكلام على الصّدق فيه، حتى إن بلغ بهم الحدّ إلى القول بأنّ "أجمل الشعر أكذبه!"
أمّا الرّواية فهي بامتياز فنّ التخييل والإيهام بالواقع ،مهما اقتربت من أحداث الواقع، ولا مجال للحكم عليها بالصّدق أو بالكذب.
17 - ما مدى اقتراب سلوى الراشدي من قضايا مجتمعها والتعبير عنها؟ وهل وفّقت في ذلك ؟
الكتابة تعبير عن الذات وعن الآخر ،وبما أنّنا لسنا في معزل عن الآخر فإنّ ما نعيشه وما نحسّه وما نفكّر فيه وما يؤثر فينا وما نؤثر فيه، لا بذّ أن يوافق حياة الآخرين ويعنيهم ويمسّهم لذلك ذهب بعض المفكّرين إلى القول بأنه "سفيه من يظنّ أنّ الآخر ليس أنا".
خلاصة القول، إننا حين نعبّر عن ذواتنا فإننا لا محالة نعبّر عن الآخرين. لأن الإنسان واحد في كلّ المعمورة ،وفي كل الأزمان وإنسانيتنا توحّدنا.
هذا لا يمنع من أن التفاصيل والخصوصيات تميّز بين البشر ،وتفرّق بين التجارب وتثري حقل الأدب بالحكايا والقصص والنصوص المختلفة.
أنا في كتاباتي لست منغلقة على ذاتي، ولا أنا غارقة في خصوصياتي ولا أنا في برجي العاجي ولا أنا سابحة في التهويمات والخيال الصّرف، لأني أومن بأن الانعزال التام يؤدي إلى العبثية واللامعنى. وأن الإنخراط في قضايا مجتمعي واجب. بل وضرب من النضال و المواطنة.
أنا كما كتبت في أشعاري وقصصي عن الحبّ وحالاته وعن الحنين وعن الصّداقة وعن الجدّة والأمّ والأب ،كتبت أيضا عن المهمّشين وعن المنسيين ،وعن قضايا الهجرة الغير شرعية -"الحرقة"- وعن العلاقة مع الغرب ،وعن قضايا المرأة وعن الحرب… امتزجت في كتاباتي ضمائر الأنا والنحن، والهنا والهناك… كتبت عن الموطن والوطن الصغير والكبير، وعن حرب العراق وعن بغداد وقانا وغزة…
فهل لإنسان سويّ وكاتب ذي ضمير أن يتجاهل قضايا مجتمعه ؟!



#عطا_درغام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الأديب الكردي السوري بير رستم
- مختارات للشاعر الأرميني المعاصر هوسيك آرا
- مع المترجم محمد علي ثابت
- قصيدتان للشاعر الأرميني المعاصر نوراد آفي
- أصلي في ظل العشب قصيدة للشاعرة الأرمينية نيللي ساهاكيان
- غرفة فارغة قصيدة للشاعر الأرميني هايك منتاشيان
- مع ابن بطوطة الأدب الكردي الشاعر والرحالة الكردي بدل رفو
- بولا يعقوبيان عضو مجلس النواب اللبناني
- مع فارس القصة القصيرة سمير الفيل
- مع درويش الأسيوطي حارس التراث الشعبي المصري
- مع عاشق أدب الطفل السيد شليل
- مع الروائي سمير زكي
- -بالأمس كنت ميتًا- لرضوي الأسود: صورة الكرد وأخوة روحية مع ا ...
- نقد العقل السياسي التركي
- مع الشاعرة الأرمينية المعاصرة روزان أساتريان
- أربيار أربياريان مؤسس الواقعية في الأدب الأرمني
- السينما المصرية في رمضان
- في صباح بعيد من حياتي للشاعر الأرمني أريفشات أڨاكيان
- الكرد في كتابات الجغرافيين المسلمين
- الحب عند الشاعر الأرمني هامو ساهيان


المزيد.....




- منها مصر والإمارات وروسيا.. ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية جديد ...
- لماذا ينُمّ البشر؟ وماذا يقول خبراء نظريات التطور عن النميمة ...
- فيديو - آلاف الإسبان يحيون مهرجان سان فيرمين لركض الثيران في ...
- تحقيق جديد بحق زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل بتهمة -إها ...
- شاهد.. مياه فيضان مدمر تجرف منزلًا بالكامل في تكساس
- الجيش الإسرائيلي يعلن محاولته اعتراض صاروخين أُطلقا من اليمن ...
- مصر: بعد وفاة العشرات على طريق سريع.. الداخلية تكثف حملاتها ...
- ترامب يتحدث عن -فرصة جيدة- لاتفاق بشأن غزة هذا الأسبوع
- كيف يستخدم ترامب -نظرية الرجل المجنون- لمحاولة تغيير العالم ...
- انتهاء الجلسة الأولى من المفاوضات بين حماس وإسرائيل دون اتفا ...


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عطا درغام - مع الكاتبة التونسية سلوى الراشدي