أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عطا درغام - مع الأديب الكردي السوري بير رستم















المزيد.....



مع الأديب الكردي السوري بير رستم


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 15:23
المحور: مقابلات و حوارات
    


ولد بير رستم عام 1963 م في قرية شيخ جقللي ( عفرين )، ويقيم حالياً في سويسرا، وذلك بعد أن قضى معظم حياته بين بلدتي جندريسة وحلب . .
ومن مؤلفاته باللغة الكوردية:- العصافير المجهضة ( Civikên Beravêtî ) - العنكبوت ( Pilin-dir- ) ، والمجموعة القصصية (النحات) ( Patvan ) ، والمجموعة القصصية (الماء الثقيل) ( Tîrav ) ، ورواية (طفولة مرآت وأشياء أخرى )" zarotiya neinekekê û tiştin din - ثقافة الخوف و إمبراطورية الدم وهو كتاب يتناول العنف في الإسلام عام 2006" anda tirsê imperetoriya xwinê- دوائر وكلمات ( GERG GOTIN ) ، مقالات فكرية وأدبية عام 2007 . - محمد حنيفي وباقة من التراث الشفهي بعفرين 2008 "mihemed henîfî û dîtir ji zarogotina afrînê
ومن مؤلفاته بالعربية :القضية الكوردية في الخطاب العربي ، مجموعة مقالات سياسية 2009 - هفبرات HEVBERAT ،مجموعة مقابلات وحوارات 2009 - الحركة الكوردية . . أفاق وأزمات 2018 .- الكورد في المعادلة السياسية ؛ 2018 - المجتمع المدني . . بين المخاض والولادات القسرية ؛ 2018 - سيرة جدار . . يومياتي على الفيسبوك ؛ 2018 - كردستان مستعبدة دولية ؛ 2018 .- سجالات فكرية ؛ 2018 - سقوط الوهم ( نهاية حقبة الديكتاتوريات ) ؛ 2018 - أراء وقضايا ( تصاريح - حوارات - مقابلات ) ؛ 2018 . - كلمات . . في الدين والدولة ( صلاح الدين والدولة الأيوبية أم الكردية ) ؛ 2018 - المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية ؛ مقالات ونصوص عن تجربة الإدارة الذاتية ومشروع الأمة الديمقراطية والمسألة الكردية عموماً 2018 - الأحزاب الكردية والصراعات القبلية ؛ نصوص ومقالات 2018 - الكرد وخارط الصراعات الإقليمية ؛ نصوص ومقالات 2018 -عفرين نجمة في سماء كوردستان
1- في البداية ..من هو بير رستم..؟
ربما هو أكثر شخص يحاول أن يتعرف على نفسه ويعرفه بالآخرين، لكن عموماً إنه شخص عصبي، عاصف، مزاجي ومتقلب في عواطفه كثيراً، بالرغم من لبسه لبوس الاتزان والهدوء كقشرة خارجية هشة تغلف تلك الحمم البركانية المشتعلة في الداخل.. طبعاً ذاك لا يعني أبداً؛ بأن الجانب النفسي والعاطفي لا يعرف الاستقرار أو التعاطف الانساني مع الغريب ربما قبل القريب، بل تلك هي نقطة ضعفي عموماً حيث حب الناس والتعاطف مع قضاياهم، وبالأخص في لحظات ضعفهم الانساني، تجبرني أحياناً للتعاطف حتى مع القتلة والمجرمين مع رفضي المطلق لفكرة القتل أو عقوبة الاعدام بحق الكائن البشري عموماً!
ما سبق كان تعريفي البسيط لنفسي وإليك التعريف المجتمعي وبحسب التسلسل الزمني للأحداث والتي يمكن سياقتها كالتالي: أنا من مواليد 4/3/1963 عفرين، بقرية اسمها جقلا - "شيخ جقلي"، وفق التسمية الحكومية - وقد أمضيت سنواتي الأولى فيها وذلك لغاية عام 1970م حيث انتقلت العائلة بعدها لبلدة جندريسة (جنديرس) لأجل تحسين ظروف المعيشة وكذلك للبحث عن مستقبل أفضل للأبناء.. وهكذا مضت الأيام والسنوات ولغاية انهائي المرحلة الثانوية عام 1982م حيث انتقلت للإقامة في حلب لاستكمال تعليمي في كلية الهندسة الميكانية.
لكن اهتماماتي السياسية والأدبية جعلتني أترك الجامعة في السنة الرابعة حيث شغلتني، وكما أسلفت قضايا الأدب والسياسة، ويمكنني القول في هذا الجانب؛ بأنني كنت أحد النشطاء في الوسط الطلابي بمرحلة الدراسة الجامعية وأتذكر بأن في مرحلة ما، وأنا طالب جامعي، كان لدي أكثر من عشرة اجتماعات في الشهر الواحد، بين اجتماع هيئتي الحزبية السياسية والثقافية؛ يعني اجتماعان ومثلهما للهيئة التي أقودها وهناك أيضاً هئية الثقافة واللغة، وكذلك هيئة تحرير المجلة الثقافية باللغة الكردية للحزب؛ "حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا"، يضاف إليها اجتماع هيئة الطلبة الخاصة بشؤون الطلبة الكرد بجامعة حلب حيث كنت في قيادتها، وكذلك الاجتماعات الخاصة بتنسيق العلاقات مع بعض القوى والأحزاب الكردية والفلسطينية؛ وبالأخص الجبهتين الشعبية والديمقراطية.. نعم كنا نرهق أنفسنا بتلك الاجتماعات واللقاءات الحزبية وعلى حساب الدراسة طبعاً!
واستمرت الحالة كذلك لغاية التسعينيات حيث تأخرت بالدراسة كثيراً ومن ثم تركها في السنة الرابعة والتحاقي بالخدمة العسكرية، وذلك بعد أن أمضيت عدد من السنوات متسكعاً لا منتمياً، بعد أن تركت الحزب والدراسة معاً! وكانت تلك السنوات الأربعة، أو الخمس، هي نوع من التمرد ورد الفعل على سنوات الالتزام الحزبي الصارمة حيث عشت، كأي "فنان ثوري"، حالة الفوضى والعدمية أو اللاانتماء والتي كانت عبارة عن "عناوين ثورية" تجذب جيلنا بشعاراتها وأخلاقياتها، كتمرد فكري وأخلاقي سلوكي على القيم الاجتماعية في بيئاتنا الصلبة المتزمتة، والتي شكلت صدمة للكثيرين، وخاصةً أنت جاي من بيئة حزبية عقائدية أيديولوجية متزمتة لحد كبير!!
وبعد هذه المرحلة التحقت بالجيش، كما قلت، وعند انهائي للخدمة عدت وأستقريت في جندريسة وتزوجت مع الفتاة التي كنت قد تعرفت عليها قبل سنوات، ولكوني أكره العمل لدى الآخرين فقد عملت في الزراعة حيث لدينا حقول الزيتون، ومن ثم عملت بالتجارة؛ تجارة زيت الزيتون وكذلك الصابون والأسمدة حيث كان لدي المستودعات لها، طبعاً مع عودتي للكتابة مجدداً، لكن هذه المرة باللغة العربية والمواضيع السياسية وذلك مع بداية الألفية الجديدة حيث قبلها كانت اهتماماتي فقط أدبية، وأقصد كتابياً، وكنت قد كتبت ونشرت عدد من الأعمال الأدبية القصصية إلى حين التحاقي بالخدمة العسكرية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي.. وهكذا ومع بداية القرن الحالي كان التغيير الجذري حيث الانتقال لكتابة المقالة السياسية و باللغة العربية.
طبعاً هذه الكتابات السياسية، باللغة العربية، جعلت القوى الأمنية وأجهزنها القمعية تضعني تحت المراقبة، ومن ثم المتابعة والملاحقة والاستدعاءات الأمنية المتكررة، ولكل فروعها وبالأخص بعد أن التحقت بصفوف البارتي عام 2005م، وأقصد الحزب الديمقراطي الكردي -حالياً الكردستاني- في سوريا وترشيحي من قبل الحزب لأمثله في "إعلان دمشق" و"المجلس الوطني" والذي انعقد في نهاية 2007م بدمشق حيث كنت أحد الحاضرين والمشاركين فيه، واعتقلنا على أثره وكنت المعتقل رقم (14)، أو هكذا كان التسلسل الرقمي، لكن قسم منا أخلي سبيله بعد أسبوعين مع التهديد بالاعتقال مجدداً، مما أجبرت على مغادرة البلد والاقامة في إقليم كردستان، ومن ثم العودة إلى سوريا لاعتقل مرة أخرى وأدخل السجن، وقد خرجت منها عام 2010 ومع تدهور الأوضاع في البلد، بعد "ثورات الربيع العربي"، أضطررت لمغادرة سوريا إلى سويسرا مع العائلة نهاية عام 2013م حيث ما زلت أقيم بها كاتباً وناشطاً سياسياً دون الالتزام بأي عمل حزبي من بعد أن قدمت استقالتي من قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني هنا في سويسرا!
2- متي بدأت النشاط الأدبي..؟ وما أول عمل كتبته..؟
بداياتي مع الأدب يمكن تجزأته لقسمين؛ الشق الأول خاص باهتماماتي الأدبية وقراءاتي، وهذه تعود لسنين مبكرة حيث كنت منذ السنوات الأولى لالتحاقي بالمدرسة شغوفاً بالقراءة، وأتذكر بأنني في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية بدأت بقراءة القصص الأدبية، بل ما زلت أحتفظ برواية إنكليزية مترجمة للعربية باسم "بيكيت" في مكتبتي بمنزلي بجندريسة، وأنا ما زلت طالب في الصف الرابع الابتدائي؛ أي عمري بحدود عشر سنوات، لكن وبالرغم من هذه القراءات المبكرة إلا إنني لم أكتب وأنشط في هذا الجانب نتاجاً فكرياً وأدبياً إلا بعد سنوات طويلة، وتحديداً بعد التحاقي بالجامعة في مدينة حلب، وكان بتشجيع من فتاة عرفتها حينذاك حيث كنت معجب بها، بالرغم من إنها كانت صديقة أحد رفاقنا الحزبيين وهي التي شجعتني على الكتابة وذلك بعد أن وجدت لدي مخزوناً أدبياً واسعاً وقدرة على التعبير عنها، فكانت الشرارة التي ولدت الكثير من النار التي أحرقت كل البيادر! وبخصوص أولى كتاباتي وأعمالي فقد كانت مع "مجلة إستر" والتي كانت تصدرها حزبنا؛ حزب الاتحاد الشعبي، حينذاك كمجلة أدبية كردية حيث نشرت فيها باكورة أعمالي، كما يقال، وكذلك في عدد من المجلات الكردية التي بدأت تصدر في الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي، أما أول عمل نشرته فقد كانت مجموعتي القصصية الأولى بعنوان؛ Çivîken Beravêtî عام 1991م
3- ما تأثير مجموعة "كوما خاني" التي انضممت إليها في بداية مسيرتك الأدبية على إبداعك..؟
سؤال حلو وجميل حيث سيتيح المجال لأعبر عن شكري وتقديري لمجموعة ومؤسسة ثقافية كردية، نشطت في مرحلة مهمة على صعيدي الشخصي؛ كأحد المهتمين بالثقافة والأدب عموماً، وبالأخص فيما يتعلق بالكرد وأدبهم وثقافتهم وقضاياهم الوطنية عموماً، وكذلك على الصعيد الكردي حيث كانت "كوما خاني" بحق واحدة من أهم المؤسسات الثقافية التي نشطت في تلك المرحلة المبكرة، وذلك بعد جفاف أدبي ومحل ثقافي كردي طغت عليها العمل والنشاط الحزبي الكردي، وذلك بعد أن توقفت بعض الجمعيات والنوادي الأدبية الكردية التي كانت قد أقيمت في بدايات تأسيس الدولة السورية على يد بعض النشطاء والمثقفين الكرد الأفاضل؛ أمثال: الأخوين جلادت وكاميران بدرخان وكذلك كل من أوصمان صبري وقدري جان وجيكرخوين وآخرين كثر لا يسعنا ذكرهم جميعاً!
لكن بعد الانتداب الفرنسي، ووصول نخب عربية قوموية للسلطة، منع النشاط الأدبي والثقافي في البلد، وتقزم لصالح الأيديولوجيا والأحزاب، وللأسف حتى الأحزاب الكردية والتي تشكلت في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي هي الأخرى لم تولي الاهتمام الضروري للجانب الثقافي والأدبي لغاية الثمانينات من القرن الماضي حيث بدأ مع دخول عدد لا بأس به من الطلبة الكرد لجامعات البلاد، فكان بداية حراك أدبي جديد في الأوساط الكردية وكانت "كوما خاني" ثمرة ذاك النشاط والتي بدورها أثمرت عن الكثيرين ممن عملوا لاحقاً في حقل الأدب والثقافة الكردية اليوم في الساحة الكردية السورية حيث يمكنني هنا الاستعارة بالمثل الروسي القائل؛ "كلنا خرجنا من معطف غوغول"، لنقولها كردياً سورياً؛ بأننا "كلنا خرجنا من كوما خاني".
4- هل الملاحقات الأمنية والمضايقات السياسية كانت سببا في مغادرة سوريا..؟
بكل تأكيد، وقد سبق وذكرت ذلك في تعريفي عن شخصيتي.. وللعلم أنا من الذين لا يحبون التغيير كثيراً في حياتهم، بل يمكنك القول؛ بأنني من الذين لهم ارتباط روحي وعاطفي مع المكان والجغرافيا التي عرفت شغفي بالحياة والحب ورائحة ترابها عند سقوط حبات المطر الأولى بعد حرارة الصيف والتي أشتاق إليها بشكل جنوني لهذه اللحظة، رغم مرور السنوات على مغادرتي البلد، لكن تبقى أمنيتي أن أعود إليها بأقرب وقت وخاصةً بعد سقوط نظام الاستبداد!
5- لماذا اخترت العمل السياسي أثناء إقامتك في سورية..؟
الكائن عموماً، وبالأخص الكائن الانساني، يأخذ ثقافته وسلوكه وشخصيته وكارزميته من البيئة التي يعيش محاطاً فيها! وأنا ولدت في بيئة اجتماعية ثقافية كردية، يضاف إليها بيئة نشطة سياسياً منذ الأيام الأولى من طفولتي حيث الوالد كان قد أنتسب للحزب الديمقراطي الكردي منذ بداية الستينيات من القرن الماضي، أي يمكن اعتباره من الجيل والرعيل الأول في صفوف البارتي. وهكذا عرفت السياسة مبكراً وعرفت رائحة "دنكى كرد"؛ الجريدة التي كانت تصدرها الحزب الديمقراطي، وعمري لم يتجاوز ربما العاشرة حيث كان الوالد أحياناً يعطينا أعداد منها لأضعها في كيس نايلون وأطمرها تحت التراب لاخفائها وخوفاً من المداهمات الأمنية طبعاً، فكنت أشم رائحتها كأي زاهد متعبد حينما يدخل محرابه وتلك الرائحة عرفتها مرة أخرى مع سجاد الجوامع وذلك حينما دخلت لأول مرة وأنا طفل وعند السجود شممت رائحة جديدة، مثل الرائحة التي نفذت للحواس مع "دنكى كرد"، فمثل هذه الروائح والتي تشمها للمرة الأولى، تستقر في قاع الوجدان ولا تغادرها أبداً.. بالمناسبة؛ "دنكى كرد" ترجمتها للعربية تعني "صوت الكرد".
وهكذا يمكنك القول؛ بأن السياسة أو البيئة السياسية التي تربيت ونشأت فيها هي التي أختارتني ولم أخترها أنا، ثم جاء الوعي السياسي لاحقاً لأجد نفسي مضطراً للدفاع عن شعب وقضية أنتمي لهما، ولكنهما يتعرضان للغبن والاجحاف والانكار، فكان من المرارة والألم أن تكون كردياً وتجبرك السياسة؛ بأن تعرّف نفسك كعربي أو تركي وفارسي، ولذلك كان لا بد من اختيار السياسة، وهذه المرة بإرادة ووعي كبيرين للدفاع عن قضية شعب أنت جزء منها وتمسُّك وجدانياً وأخلاقياً، قبل أن تكون قضية سياسية وطنية وفكرية.
6- ما أبرز المحطات التي أثرت في مشوارك الإبداعي..؟
أعتقد بأن الحياة لا تتوقف عن التأثير والاضافة والعمل على تكويننا الروحي والنفسي حيث كل يوم نمر بتجربة ربما جديدة تماماً ولو في بعض التفاصيل الدقيقة منها، لكن كل يوم يحمل تجربة مضافة لنا بقناعتي وبالرغم من ذلك يمكننا القول؛ بأن هناك فعلاً محطات قد تكون لها دورها وتأثيرها المتميز على حيواتنا وأنا لن أكون الاستثناء بالتأكيد حيث عشت ومررت ببعض تلك المحطات وأولها كانت في طفولتي الغنية بعناصر البيئة الريفية من حكايات نرويها نحن الأطفال لبعضنا والتي نسمعها من الجدات والأمهات في مرحلة لم تكن هناك وسائل للترفيه، كما في عصرنا، فكانت ليالي السمر وبالأخص مع الشتاء تمر من خلال بعض تلك الحكايات والأساطير التي تروى سرداً أو غناءً، وأتذكر تلك الليالي مع أكثر من شخص من العائلة حيث كانوا يحضرون لدار جدي، ومنهم خال الوالد ومن ثم ابنه، أيام الشتاء، ويتم امضاء الوقت بسرد بعض تلك الحكايات الشعبية، مما ترسخت في قاعدة النفس وشكلت اللبنات الأولى في شخصيتي الأدبية.. ومن ثم جاءت مرحلة القراءة والمتابعة الأدبية المبكرة، كما أسلفت، حيث سنوات المدرسة الأولى شهدت شغفي بالقراءات الأدبية إلى أن دخلت الجامعة وكانت الشرارة من تلك الفتاة ومن ثم جاءت مرحلة "كوما خاني"، وبعدها كانت مرحلة الطلاق مع الكتابة الأدبية مع بدايات القرن الحالي والاهتمام بالسياسة؛ كتابةً ونشاطاً سياسياً، وذلك بعد أن جنيت على عدد من النتاجات الأدبي ونة كمجموعات قصصية أربع ورواية وحيدة للآن مع عدد من الكتب الفكرية والبحثية في الدين والفكر والسياسة، وكلها باللغة الكردية، ولتأتي بعدها مرحلة النتاج الفكري والسياسي والكتابة العربية.
7- لماذا اخترت سويسرا للإقامة..؟ وهل أتاحت لك الإقامة هناك قدرا من الحرية والإبداع..؟
مرة أخرى لم أكن أنا الذي أختارها، بل هي من اختارتني حيث وبعد ما يقارب السنتين من الهجرة والغربة في كل من تركيا ولبنان وثم إقليم كردستان (العراق)، بين عامي 2008 و2009 ،وعودتي لسوريا، ودخولي السجن ثم خروجي منها عام 2010م، كنت قد أخذت على نفسي وعداً؛ بأنني لن أغادر البلد مرة أخرى، لكن ظروف الحرب السورية والتهديدات والبيئة الخطرة عليّ وعلى عائلتي أجبرتني مرة أخرى للخروج والمغادرة للأسف، وكانت سويسرا قد سمحت لمن يقيم على أرضها بدعوة الأهل، فجاءتني الدعوة من أختي والتي كانت تقيم بسويسرا مع عائلتها منذ 2005م. وهكذا غادرت سوريا تهريباً، كوني كنت ممنوع من السفر بعد خروجي من السجن ولا يحق لي تجديد جواز السفر، وقد دخلت الأراضي السويسرية ب Pass Ausweis والتي هي عبارة عن ورقة تحصل عليها من سفارة البلد التي تهاجر إليها، وتعتبر جواز سفر لمرة واحدة، وقد حصلت عليها في استانبول حيث غادرتها مع العائلة؛ زوجتي وابنتي، ووصلنا إلى سويسرا في 14/10/2013 حيث كانت بداية مرحلة جديدة مختلفة تماماً بحيث أتاحت لي الوقت، ناهيك عن أجواء الحرية والتي هي مترسخة في الثقافة الاجتماعية، قبل أن تكون إحدى السمات السياسية في سويسرا، بحيث يمكن للمرء أن يفكر دون أن يكون هناك شرطي يقبع في دماغه، قبل أن يكون في الشارع وأجهزة الدولة القمعية، بحيث تمنع عليه الأكسجين ليتنفس ويبوح لمكنونات النفس وما يدور في الفكر والخلد من قضايا إنسانية وطنية، وبالتالي ما منحتني سويسرا من مساحة للحرية، ما كنت يمكن ولا بيوم من الأيام؛ بأن أقدر أحقق جزء من النتاج الفكري والسياسي الذي كتبته في هذا البلد حتى لو كنت عشت عشرات الأضعاف من سنوات في ظل أنظمة القمع والاستبداد في بلادنا!
8- ماذا يعني وصف" كالي أوصمان" الذي أطلقه عليك والدك..؟
هي حكاية طريفة مع إنني كنت أنزعج منها كثيراً في سنوات شبابي المبكر حيث كنت أعتبرها كنوع من النعت والتوصيف المشين والسلبي لشخص غير اجتماعي يقضي كل وقته في البيت وهو يمسك بكتاب بين يديه، لكن وحينما مرت السنوات عرفت؛ بأن تلك الشخصية العفرينية، كانت تصف بالحكمة والثقافة الكبيرتين، وأن تلك الثقافة جاءت لسنواته الطويلة وهو يقبع في غرفته "كهفه"، كأي عابد زاهد بالحياة حيث كان يقضي كل وقته متعبداً قارئاً للكتب الدينية والفقهية، والتي أكسبته شخصية عالم ديني، ولذلك جاء توصيف الوالد لي بهذه الشخصية الرائعة بعد أن وجدني أقبع في البيت وبين الكتب وليس كالأولاد الآخرين الذين يمضون أوقاتهم في اللعب بالشارع.
9- ماذا أضاف لك الشبكة العنكبوتية والمواقع الإليكترونية ..؟وما مدي تأثرها علي إبداعاتك..؟
بقناعتي جيلنا عاش المرحلتين؛ مرحلة الاعلام الورقي والصحافة والمجلات والجرائد التي كانت هي الوسيلة الأهم لايصال الكلمة للقارئ في المرحلة العمرية الشبابية من نشاطنا الثقافي والفكري، وذلك إلى بدايات القرن الحالي وما قبلها بقليل حيث مواقع وصفحات عدد من المراكز التي بدأت مع عصر الشبكة العنكبوتية وصولاً للمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي قي وقتنا الحالي والتي فتحت المجال أمام الجميع، وعندما نقول الجميع نقصد ليس فقط الفئات العمرية، بل أيضاً بغثها وسمينها (أو ثمينها) حيث بات بإمكان أي أحد أن يصبح "مؤثراً" ولو بعاهات أخلاقية على غرار ما نجده على تلك المواقع، لكن بنفس الوقت هي حققت مساحة واسعة من الحرية بحيث تخلصنا من "الرقيب الفكري" وهذا يعتبر أهم انجاز انساني في العصر الحديث بحيث باتت مساحة الحرية على مدى أفق شبكات التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية والتي تمتد في كل الفضاء الافتراضي، وكذلك الواقعي. وأعتقد جميعنا تأثر بها وباتت المعيارية والابداعية نادراً ما تكون المقياس على جودة المنتج الفكري والثقافي، بل الانتشار والجماهيرية، وهي ربما سببت بدمار ما، لعدد لا بأس من مراكز الفكر ومن يعمل بها وللأسف حيث السوق؛ سوف السوشيال ميديا اليوم، هو للغث في أغلبه وليس للفكر والابداع الحقيقي.
10- كيف توفق بين بين الاهتمامات السياسية والإبداع الكتابي ..؟
بعد انتقالي من حقل الأدب والكتابة الأدبية لحقل المقالة السياسية، لا أعتقد بأن من الصعوبة التوافق بينهما، طبعاً قد يقول قائل؛ بأن السياسة حقل جاف، بينما الابداع الكتابي هو حقل وبستان متعدد الألوان، لكن بقناعتي أن الكاتب المبدع، أو لنقل المتمكن من أدواته المعرفية والكتابية، هو قادر أن يجعل من حقل السياسة هو الآخر مرجاً من مروج الفكر والابداع بحيث يوصل رسالته للمتلقي والقارئ بطريقة جميلة سلسة ابداعية، يجذبه لهذا الحقل الجاف والقاسي بفعل السياسات الحمقاء للكثيرين الذين يعملون بها كقادة أحزاب أو رجال ثقافة وفكر سياسي وللأسف.
11- أيهما أقرب لبير رستم ..العمل السياسي أم الإبداع الأدبي..؟ ولماذا ..؟
تأكد ليس الاثنان معاً! حيث اعتبرهما ابتلاءً؛ ففي المرة الأولى ابتلاء "غرور وحب الذات" في مرحلة الشباب ولاكتساب كاريزما النجومية والشهرة هي أكثر ما كانت قد دفعتني لهذا الحقل؛ وأقصد كتابة الأدب، طبعاً مع وجود شغف جم لحد الجنون والهلوسة بقراءة الكتب وبالأخص الأدبية، وكذلك امتلاك القدرة على التعبير الأدبي، كلها مجتمعةً دفعتني لخوض التجربة الكتابية الابداعية الأدبية. أما المرحلة التالية؛ وأقصد العمل والكتابة في حقل السياسة والمقالة السياسية، فجاءت هي الأخرى ابتلاءً وهذه المرة كانت بدواعي مجتمعية، وطنية وقومية حيث وبعد نضوج في الوعي والفكر السياسي، من جهة ومن الجهة الأخرى؛ تضخم وبروز فكر عنصري معادي للقضية الكردية من خلال موجة كبيرة من الكتابات العنصرية ضد قضايانا الوطنية، وبالأخص بعد نهوض فكري قومي كردي وتشكل إقليم كردستان (العراق)، والتي باتت في مرمى هؤلاء الكتاب العنصريين وهم يتناولونها بالكثير من المقلات والأفكار المشوهة والخاطئة، وجدت بأن من الواجب الأخلاقي والوطني والانساني، التصدي لتلك المقولات السياسية الخاطئة عن القضية الكردية، وكانت باكورة كتاباتي السياسية هي مجموعة مقالات، وقد جاءت كردود على ما كتبها الآخرين بصدد القضية الكردية، ولاحفاً جمعتها معاً ونشرته في كتاب الكتروني تحت عنوان؛ "القضية الكردية في الخطاب العربي المعاصر". وهكذا يمكنك القول؛ بأنني قد جأت بطريق الخطأ لحقلي الكتابة الأدبية والسياسية، وكان الابتلاء لي أولاً وللقارئ والكتابة عموماً!
12- هل نجح بير رستم في نقل هموم شعبه وآلامه في إبداعاته..؟
ربما من الأجدر أن أترك إجابة هذا السؤال للقارئ، فهو الأقدر على الحكم على هذه المسألة، لكن أقدر أن أقول وباختصار جد شديد؛ نعم ربما نجحت لحد ما وذلك اعتماداً على ما يأتيني من رسائل وتعليقات من الأخوات والإخوة المتابعين.. أو على الأقل لنأمل بأننا حققنا بعض مما كنا وما زلنا نطمح له؛ ألا وهو ايصال صوت وهموم وقضايا وآلام شعبنا للآخرين.
13- ماذا عن المكان والزمان في إبداعاتك..؟.. ولماذا التركيز أكثر علي الحياة الاجتماعية في الريف..؟
كوني عشت وترعرعت سنواتي الأولى كطفل في الريف وحقولها وأنا أركض خلف الماعز وهي تقفز من حجر لحجر، أو من رابية لرابية وأطاردها، لكي لا تضيع مني، وذلك عندما كانت الوالدة تربط على خصري بقجة أو صرة طعامي المؤلف من خبر وزبيب أو خبز وبرغل بالزيت "مجدرة"، كزوادة في حربي الضروس مع الماعز ومع الأطفال الآخرين من أبناء القرية، فإن تلك التضاريس الجغرافية وكذلك توقيت مدارات الشمس وظلال الزعفران والزعتر البري، قد ترك آثارها العميقة في التكوين النفسي والسوسيولوجي لذاك الطفل الراكض في البراري خلف الماعز والخرفان.. نعم هي لم تكن طويلة، ست أو سبع سنوات حينما غادرنا القرية باتجاه جندريسة حيث ركض جروي، الذي كان قد ترعرع معي وبات كلباً شرساً تخافه وتهابه كلاب القرية جميعاً، والذي قتل بعد ذلك بسنوات طويلة في معركة شرسة، بعد أن اجتمعت عليه عدد من الكلاب، لتنتقم منه بعد أن نال منه السنين كهلاً هرماً.. نعم صحيح فقدت كل ذلك حينما تركت العائلة ذاك الكلب وهو يلاحقنا من القرية إلى منتصف الطريق الواصل لجندريسة، ونحن في عربة الجرار التي تنقلنا لمسكننا الجديد في "بلدة معادية" بكل شيء حيث تنمر أصدقائه الجدد في المدرسة القاسية بوجه مدير أقرب ما يكون لآمر سجن ومركز اعتقال، وهو الذي حول المدرسة فعلاً لسجن كان يُحبس أحدنا فيه ويحرمه من ساعة الغداء، نتيجة كسله في الدراسة أو قيامه بشغب ما في السلوك والأخلاق، لكن وكما نعلم؛ فإن علم النفس الحديث يقول: بأن السنوات الخمس الأولى من عمر الانسان يرسم ثمانون في المائة من ملامح شخصيتك، وبالتالي أنا الطفل الذي أقضى السنوات السبع الأولى من حياته في فيافي الريف، كان لا بد له من أن يعكسها، ليس فقط في سلوكه الشخصي، وكذلك في كتاباته ونتاجه الفكري والأدبي، وربما حتى السياسي حيث الكرد عموماً أبناء الريف، ولذلك نجد أحزابنا وقادتنا ما زالت تمارس السياسة بعقلية وسلوك ريفي، مما يفقدنا الكثير من المكاسب حيث لا نجيد فن اللعب والمناورة، كما يجيدها أبناء المدن التجارية.. فالسياسة بالأخير هي أيضاً لعبة تجارية وأحياناً، بل أكثر الأحيان لعبة تجارية قذرة، وأسأل أي عفريني وكردي سيقول: بأن ذلك ما يمارس في الواقع وللأسف.
14- ما سبب الجرأة الجنسية في بعض قصصك..؟
المنع والحرمان حيث هناك مقولة تقول؛ "كل شيء ممنوع مرغوب"، ولكوني عشت في بيئة اجتماعية تتصف بالتزمت الأخلاقي، وهي سمة الطبقات الوسطى اجتماعياً، وكذلك بيئة المهجرين والغرباء، وهي السمتان التي تحققت في البيئة الجديدة التي انتقلت إليها في بلدتي الجديدة؛ جندريسة حيث تحسن الوضع الاقتصادي للوالد، وبات يملك بيتاً خاصاً ودكان وبعدها سيارة، وبذلك انتقلنا لما يمكن أن يقال؛ للطبقة الوسطى في الريف وفي مجتمع يغلب عليه طابع الفقر والحرمان، كما أن انتقالنا من جقلا؛ قريتي، لهذه البلدة الجديدة قد حرمتني من مرابعي وساحتي ورفقاء الطفولة، لأجد نفسي وسط بيئة جديدة أقرب لمعادية منها لصديقة، وربما كانت السبب في الانطواء بالبيت والانعزال بها والالتجاء للقراءة والمطالعة، تعويضاً عن الرفقة المفقودة أساساً.. ربما هذه كلها جعلتني محروماً من الحب والحنان والعاطفة، وخاصةً في ظل انشغال الوالدين بالعمل والأطفال العديدين، وكذلك لغياب ذاك الوعي العاطفي والاهتمام النفسي بالطفل. وهكذا نشأت وأنا أجد نفسي محروماً من العاطفة والأصدقاء، ولتأت مرحلة الشباب والمراهقة حيث القيم الاجتماعية والعادات الشعبية وأعرافها للبيئات الاجتماعية للطبقة الوسطى وتزمتها، كلها تحرمك من الجنس والعلاقات الجنسية، وذلك بعكس البيئتين الاجتماعيتين الأخريتين؛ إن كانت الفقيرة حيث العمل في الحقول بالريف، أو المعمل بالمدينة، تحقق الاختلاط بين الجنسين. وبالتالي وجود فرص للاحتكاك وتكوين مثل هذه العلاقات، وكذلك البيئات الاجتماعية الميسورة حيث يمكن تحقيق ذلك بوفرة المال، أما الوسطى فهي الجحيم والحرمان، وبالتالي فإن هذا الحرمان والمنع، كان الدافع الأقوى لتلك الجرأة، طبعاً جاء بعدها التمرد على القيم الاجتماعية وذلك مع امتلاك وعي معرفي؛ لم لهذه العادات والقيم الاجتماعية من آثار سلبية على الانحرافات الأخلاقية، وذلك بعكس الادعاءات المجتمعية عن العفة والطهارة حيث الحرمان عن السلوك الطبيعي، ستدفع بالمجتمعات للانحرافات الأخلاقية.
15- أين موقع المرأة في إبداعات بير رستم..؟ و ما تعليقك علي وضع المرأة الكردية في سوريا..؟
عموماً المرأة كانت تأخذ حيزاً واسعاً من الاهتمام كتابياً، أو على الصعيد الوجداني وكذلك الغريزي، وكما أسلفت ربما البيئة الاجتماعية وأيضاً الجانب الروحي، لعب دوراً كبيراً في انحيازي للمرأة حيث كنت الابن البكر لعائلة تتكون من عدد من الذكور والبنات؛ ثلاث إخوة وأربعة أخوات، وكان الوالد قاسياً بعض الشيء في سلوكه عموماً بحيث شهدت عدد من المرات وهو يقوم بضرب الوالدة، ربما لأسباب تافهة، وأنا عاجز عن منعه من ذلك وخاصةً في سنوات الطفولة المبكرة، مما ولد لدى ذاك الطفل نوع من الانحياز للمرأة وللعاجزين عموماً بحيث بتٌّ أتعاطف حتى مع المجرمين القتلة في لحظة ضعفهم، كما أسلفت سابقاً!
أما بخصوص سؤالك عن وضع المرأة الكردية، فدعني أختصر الاجابة بالرد التالي؛ إن المرأة الكردية استطاعت أن توصل القضية الكردية إلى المنابر الدولية، وذلك من خلال مشاركتها جنباً إلى جنب مع الرجل، طبعاً ذاك يعود بقناعتي لطبيعة المجتمع الكردي حيث يغلب عليه الطابع الريفي، وعموماً تكون المرأة في الريف تملك مساحة أكبر من الحرية، وذلك بعكس المدينة التي تغلق أبوابها عليها.. طبعاً حديثنا عن المجتمعات التي ما زالت محكومة بقيم اجتماعية دينية متشددة، وليس عن المدينة الأوربية بقيمها المدنية المعاصرة.
16- رغم وجود بعض الكتب الإليكترونية لك علي الشبكة العنكبوتية إلا أن الكتاب المطبوع له رونقه وطابعه الخاص.. هل تؤيد ذلك..؟ وأيهما تفضل النشر الإليكتروني أم الورقي..؟
جيلنا الذي نشأ على الكتابة الورقية بالتأكيد سيفضل الكتاب الورقي على الالكتروني حيث رائحة الورق وأنت تتصفح كتاباً بين يديك قد ترسخ في الأعماق، لكن مع تطور الحياة وأساليبها في مختلف المجالات فأنت مجبر على السير معها وخاصةً أنت ككاتب تمثل النخبة الواعية والتي عليها أن تكون قدوة في تبني الحداثة، ولذلك أنا أحد الذين تخلوا عن الكتابة الورقية منذ فترة طويلة وانحزت للكتابة الالكترونية؛ تدويناً ونشراً، لكن لا أخفيك بأنني ما زلت أفرح بطباعة أي كتاب لي ورقياً، كطفل يفرح بلباس جديد في العيد.. ثم علينا أن لا ننسى سهولة النشر الالكتروني والتوزيع وكذلك قضية التكلفة المالية لنشر كتاب ورقي هو الآخر يلعب دوراً كبيراً في انتشار الكتاب الالكتروني على حساب الورقي.
17- كلمة صدق لوطنك.. وماذا يجب على أدباء المهجر تجاه وطنهم في الظروف الحالية..؟
الكلمة الصادقة؛ بما إننا نعمل في حقل الكلمات والتعابير ككتاب، فعلينا أن نكون صادقين في نتاجنا الكلامي، وأقصد هنا صدق الانتماء والوفاء للوطن والأهم لناسها حيث الأوطان دون ساكنيها لا يعتبر وطناً، فهناك جغرافيات كثر وبالملايين من المجرات دون أن تكون وطناً لأحد حيث أقربها إلينا من تلك الكواكب والأقمار والنجوم هو القمر الذي زاره الانسان، لكن ليس وطناً لأحد، كونها دون ناس وبشر ومواطنين لنشعر بتلك الهوية الوطنية وقضية الانتماء لتلك الجغرافيا الوطنية ولذلك الأهم هو الاهتمام بالناس وحياتهم وقضاياهم إن كان مادياً أو معنوياً روحياً، ونأمل فعلاً أن يستفيد كتاب المهجر، الذين تعرفوا على تجارب هذه الدول في الديمقراطية والعيش المشترك بين مختلف مكونات البلد الواحد، بأن ينقلوا تلك التجارب والخبرات لبلادنا، لنضع اللبنات الأولى في قيام سوريا دولة حرو ديمقراطية تعددية، تكفل حقوق كل مكوناتها الوطنية.
18- شهادتك للتاريخ عن الأدب الكردي المعاصر. .وماذا يحتاج للوصول إلي العالمية..؟
للأسف الأدب الكردي تعرض للكثير من الغبن والإجحاف والقمع، وذلك نتيجة ظروف كردستان والشعب الكردي تحت الاحتلال، وبالتالي الحرمان من الحقوق والتعبير عن الهوية الوطنية بلغته، مما أفقد شعبنا المؤسسات التي توفر الظروف والامكانيات المادية والروحية للإبداع والمساهمة في إنتاج ثقافة وطنية غنية، فكان البديل هو اللجوء إلى المتوفر والأسهل؛ ألا وهو الأدب الشفاهي ولذلك نجد بأن هذا الجانب يتميز بالغنى والوفرة لدى الشعوب التي تعيش ظروف مشابهة لواقع شعبنا تحت الاحتلال حيث تلجأ نخبها إلى الملحمة الغنائية لتدون كل شيء فيها من التاريخ وحكاياته وأساطيره إلى أدق تفاصيل الحياة اليومية، وذلك لسهولة حفظ الملحمة الغنائية، مما يمكن القول؛ بأن الملحمة الغنائية هي ديوان الكرد، كما الشعر ديوان العرب!
أما بخصوص العالمية فأعتقد هذه هي دور المؤسسات الثقافية العالمية والتي تروج لنتاج وسلعة على حساب نتاجات أخرى، وأعتذر عن استخدامي لمثل هكذا تعابير، لكن هذه هي الحقيقة حيث ثقافة المرحلة هي "ثقافة التسويق" وتلعب مراكز التسويق؛ تسويق كل شيء، نجوم الفن والأدب لنجوم الرياضة إلى البضائع الكاسدة، الدور الأول وربما الوحيد أحياناً في تسويق "بضاعة" ما على حساب الآخر، طبعاً تبقى للإبداع والنتاج الأدبي والكاتب الفنان دوره في تخليد عمل أدبي والارتقاء به لمستوى العالمية، لكن هذه قلة حيث وكما سبق وقلنا؛ بأن الدور الأهم هي للمؤسسات والكرد ما زالوا لا يملكون تلك المراكز التي هي قادرة على التسويق والتوزيع والوصول إلى النجومية والعالمية.
19- كيف تري المستقبل السوري..؟ وكيف يمكن جمع كل الطوائف و الفرقاء تحت مظلة سورية واحدة؟
أعتقد سبق وتطرقنا لم يشبه هذا السؤال ،وذلك عندما تناولنا قضية؛ كيف يمكن أن يساهم أدباء المهجر في تقديم الدعم للبلد وأبنائها، لكن يمكن أن نضيف هنا ونقول: بأن مستقبل بلدنا يقف على كيفية النظر لموضوع الهوية والانتماء، هل نحن مواطنين سوريين بهويات فرعية متعددة قومية ودينية ومذهبية، لكن بالأخير كلنا سوريين ذات الفسيفساء المتعدد الألوان والأطياف والتي تشكل بالأخير الطيف واللون السوري، أم أن الانتماء سيكون للتعصب والعرق والدين والمذهب بحيث كل منا يأتي ويقول؛ "ملتي هي الناجية والبقية في النار" بحيث ندخل في صراعات جديدة تحرق وتدمر ما تبقى من البلد المدمر أصلاً فوق رؤوسنا جميعاً! وهكذا فنحن السوريين ورؤيتنا لهويتنا سوف يحدد مستقبل بلدنا، طبعاً وبنفس الوقت لا ننسى دور ومصالح الدول ذات النفوذ في سوريا، وما تشكل من أهمية في رسم مستقبل البلاد، ولذلك نأمل أن تصل كل القوى والأطراف المحلية والدولية لصيغة تفاهم وطني سوري يضمن ويكفل حقوق الجميع على أسس ديمقراطية تعددية لامركزية، وأعتقد بأن هناك تجارب عديدة في العالم يمكن الاستفادة منها، مثلاً التجربة السويسرية حيث تجد هناك عددًا من المكونات والثقافات واللغات في سويسرا؛ أربع لغات رسمية في البلاد وديمقراطية وحياة كريمة تعتبر من أرقى الديمقراطيات في العالم، بالرغم من التعدد الثقافي العرقي وكذلك المذهبي الديني.
20- أردوغان إن كان يحاول إعادة نجاحات أجداده، فإننا نحن الكرد علينا أن لا نكرر إخفاقات أجدادنا!...ماذا يعني ذلك..؟
نعم كررت هذه العبارة في الكثير من مقالاتي وكتاباتي وهي تذكير للنخب السياسية الكردية بتجربتنا مع الدولة التركية الحديثة والتي تأسست بدايات القرن الماضي مع انهيار الدولة العثمانية حيث وبعد أن استطاع فريق أتاتورك؛ نقصد "مصطفى كمال أتاتورك"، والذي قاد مع مجموعة من رفاقه الانقلاب على الدولة العثمانية، وأسسوا الدولة التركية الحديثة عام 1923 على انقاض الخلافة العثمانية ،كما قلنا، بأن من بين المؤسسين والمشاركين مع أتاتورك كان هناك عدد من القادة الكرد، كما أن الدور الكردي كان بارز في التأسيس والتصدي لقوات الحلفاء في معارك هذا الأخير بحيث جعله أن يوعد الكرد؛ بأن تركيا الحديثة ستكون دولة للتآخي الكردي التركي، لكن وبعد ترسيخ قواعد الدولة الناشئة، انقلب أتاتورك على كل تلك الوعود و"قلب لهم ظهر المجن"، كما يقال في المثل، بحيث جعل تركيا للترك وحدهم ثقافةً وسياسة وحقوق وطنية.. وها هو اليوم أردوغان يحاول إعادة تلك المقولات القديمة عن "الأخوة الكردية التركية"، وإقامة دولة تركية جديدة على أساس التشارك والوحدة والأخوة، ولا ضيم، لكن إن كان أردوغان يريد نجاح تجربته السياسية مع فريقه السياسي من حزب العدالة وتأسيس الجمهورية الثالثة، بعد جمهورية أتاتورك القومية وجمهورية أردوغان الاسلامية، ألا وهي إقامة (جمهورية تركيا الوطنية بأخوة الكرد والترك)، كما يدعي، فنأمل أن لا يخدعنا هو الآخر، وتكون فقط لكسب الوقت، مثلما فعلها أتاتورك عندما شعر بوجود التهديد الأوروبي وتقسيم تركيا لعدد من الدول؛ الكردية، الأرمنية والتركية.. نعم جاء التحذير؛ بأن لا نعيد أخطاء الأجداد والوقوع في مصيدة الوعود الكاذبة والكلام المعسول عن الأخوة، وبالتالي لا بد من ضمانات سياسية دستورية، وبرعاية دولية، لحل القضية الكردية في شمال كردستان (تركيا) وعدم الاكتفاء بالوعود المعسولة لأردوغان وحكومته الحالية.
21- شهادة للتاريخ عن رؤيتك للقضية الكردية ..وماذا يجب على الكرد عمله لصالح القضية الكردية..؟
سؤال كبير ومعقد لقضية كبيرة ومعقدة، وبالتالي من الصعب الالمام بكل جوانبها في اجابة مختصرة ضمن حوار واحد في موقع الكتروني، لكن سنوجز قدر الامكان بإعطاء فكرة عن الملامح الأساسية للقضية والتي يمكن تلخيصها بما يلي: إن الكرد يعتبر أحد الشعوب الأساسية، وربما ثاني شعب بعد العرب سكانياً في منطقة الشرق الأوسط؛ أي أكثر من الفرس والترك، وقد تكون هذه الفكرة غريبة على أذهان البعض، لكن تركيا وإيران بتعدادها السكاني الحالي والمشكل من عدد من المكونات العرقية، ضمنهم الكرد، إذا حذف من التعداد السكاني للبلدين نسبة الكرد وأضيف عددهم في البلدين لباقي عدد إخوتهم في كل من سوريا والعراق؛ أي جمع كل الكرد في أقاليم وأجزاء كردستان الأربعة، سنجد بأن عدد الكرد تجاوز عدد الترك والفرس بالمنطقة، وباتوا ثاني مكون بعد العرب في الشرق الأوسط، متوزعين على جغرافيا تفوق (500) الخمسمائة ألف كيلو متر مربع والتي هي حجم جغرافية كردستان، لكنها مقسمة وموزعة داخل جغرافية أربع دول وفق اتفاقيات دولية استعمارية أهمها؛ "سايكس بيكو" و"لوزان" حيث تم تحريم الكرد من دولة مستقلة بهم، ووزعت جغرافيتهم داخل هذه الدول بحيث بات وضع الشعب الكردي، ليس فقط تحت الاستعمار الدولي، كما يقولها العالم الاجتماعي التركي؛ إسماعيل بيشكجي، في كتابه المعنون ب"كردستان مستعمرة دولية"، بل يمكنك القول: بأن وضع كردستان أسوأ من ذلك بكثير حيث للاستعمار جانبه المشرق أيضاً، لكن واقع شعبنا الكردي مع هذه الدول والظروف هي أشبه بالاستعباد، ولذلك أسميت إحدى كتبي باسم؛ "كردستان مستعبدة دولية"، وهو كنوع من التوضيح لواقع كردستان مع الدول الغاصبة لجغرافيتها ولحقوق شعبنا الكردي.
ذاك باختصار واقع الكرد مع تلك الدول الغاصبة، طبعاً مع حدوث تغيير كبير في واقع شعبنا الكردي في جنوب كردستان، أو ما يسمى حالياً ب"إقليم كردستان (العراق)" حيث يتمتع بحكم ذاتي فيدرالي، وكذلك لحد ما مع الإدارة الذاتية في روجآفا، أو ما يسمى بشمال وشرق سوريا، وعلى أمل أن يكون القادم أفضل لنا جميعاً؛ كرداً وباقي شعوب المنطقة، ولكي يكون المستقبل أفضل، علينا البحث عن حلول حقيقية لمشاكلنا وأزماتنا في المنطقة وليس عن أنصاف حلول وترقيعات سياسية؛ يعني القضية الكردية واحدة من أعقد القضايا في الشرق الأوسط، ولحلها يجب أن تكون العملية بترية، وليس تخديرية حيث لا يمكن حل القضية ببعض الحقوق الثقافية اللغوية، بل بحقوق سياسية وطنية كاملة في دولة وطنية حرة مستقلة. وبالتالي على السياسي الكردي؛ أن يعمل وفق هذه الرؤية الاستراتيجية، لكن يمكن أخذ الظروف المرحلية بعين الاعتبار، وبالتالي العمل مرحلياً وفق رؤية سياسية تقوم على أساس دول اتحادية لا مركزية، يحصل الكرد فيه على حكم ذاتي حقيقي في الاجزاء الأربعة، ودون التفريط بقضية المطالبة بدولة وطنية مستقلة حيث دون كردستان حرة مستقلة ستبقى الهوية الكردية ناقصة.
طبعاً استقلال كردستان لا تعني تفتيت وتقسيم جغرافيات الآخرين، كما يدعي أصحاب الفكر القومي الفاشي لدى مختلف المكونات العرقية التي نتعايش معهم في هذه الدول، بل تعني استقلال وطننا وشعبنا وبعد تحقيق الهوية الوطنية الكردستانية، يمكن أن نعيد التوحد والتكامل بين شعوب ومكونات هذه المنطقة في اتحادات تحقق مصالحنا الوطنية، وذلك على غرار التجربة الأوربية مثلاً، وقيام اتحاد فيدرالي أو كونڨيدرالي شرق أوسطي تضم مختلف شعوب ودول منطقة الشرق الأوسط وذلك على أسس التوافق والتكامل والحقوق المتساوية للجميع.. هذه شهادتي وباختصار للقضية الكردية.
22- ما تعليقك علي الوضع العربي الراهن..؟
للأسف وضع بائس مزري حيث الانقسام الطائفي بات في المجتمعات العربية هي سيد المواقف بحيث باتت السنية/الشيعية هي المصيدة والفخ الذي تفتك بالمجتمعات والشعوب العربية، بمعنى بات الولاء للمذهب الطائفي، وليس للعرق والقومية العربية، كما كانت مع بدايات القرن الماضي حيث الثورة العربية الكبرى مع "الشريف حسين" للتخلص من الاحتلالات المتعاقبة؛ العثمانية أولاً ومن ثم الأوربية، فحينها كان الانتماء للعروبة كهوية واحدة للعرب، لكن مع بروز التيارات الدينية وبالأخص بعد انحسار وخيبات التيارات القومية العربية وتجاربهم السياسية الفاشلة والمستبدة مع طغمها العسكرية الديكتاتورية، وكذلك تقزم اليسار العربي الماركسي، فإن التيارات والأحزاب الدينية أخذت من المذهبية قاعدة سياسية وجماهيرية لها بحيث بات العداء بين العربي السني والعربي الشيعي أكثر لد وشراسة من العداوة بين العربي والتركي أو العربي والفارسي، بل تجد العربي السني يجد الإخوة مع التركي، بينما العربي الشيعي يجدها مع الفارسي وعلى حساب الأخوة العربية الواحدة القائمة على الهوية الثقافية اللغوية والتاريخية المتجذرة.. فهل بعد ذاك من داع لأن نقول؛ بأن الواقع العربي وللأسف هو واقع مزري وبائس.
طبعاً لا نطالب بعداوة العرب مع باقي مكونات المنطقة، وبنفس الوقت فإننا لسنا حالمين طوباويين على غرار النخب القومية العربية بقيام وحدة عربية سياسية وإقامة الوطن العربي الواحد حيث نعلم؛ بأن مصالح الدول وكذلك قادة الحكومات العربية، لن تسمح بقيام ذاك الحلم العربي في وطن قومي واحد، لكن على الأقل يمكن انشاء تكتل عربي اقتصادي سياسي على غرار الاتحاد الأوروبي حيث التكامل والوحدة والتشارك بحيث يمكنك الانتقال من بلد أوروبي لآخر دون أن تدرك إنك تجاوزت الحدود إلا من خلال تغير لوحات التعريف على الطرق بتبدل اللغة، بينما في واقع الدول العربية وجامعتها، فحينما تريد الانتقال من بلد لآخر، فأنت تحتاج ربما لشهور للحصول على الفيزا والتحقيقات وربما لن تنالها أبداً! وكلنا يتذكر؛ كيف كان يكتب على الجواز السوري: "يمنع دخول إسرائيل والعراق"، ومن ثم رفعت إسرائيل وبقيت "ما عدا العراق". باختصار؛ ذاك هو الواقع العربي وحال شعوبها ودولها للأسف.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختارات للشاعر الأرميني المعاصر هوسيك آرا
- مع المترجم محمد علي ثابت
- قصيدتان للشاعر الأرميني المعاصر نوراد آفي
- أصلي في ظل العشب قصيدة للشاعرة الأرمينية نيللي ساهاكيان
- غرفة فارغة قصيدة للشاعر الأرميني هايك منتاشيان
- مع ابن بطوطة الأدب الكردي الشاعر والرحالة الكردي بدل رفو
- بولا يعقوبيان عضو مجلس النواب اللبناني
- مع فارس القصة القصيرة سمير الفيل
- مع درويش الأسيوطي حارس التراث الشعبي المصري
- مع عاشق أدب الطفل السيد شليل
- مع الروائي سمير زكي
- -بالأمس كنت ميتًا- لرضوي الأسود: صورة الكرد وأخوة روحية مع ا ...
- نقد العقل السياسي التركي
- مع الشاعرة الأرمينية المعاصرة روزان أساتريان
- أربيار أربياريان مؤسس الواقعية في الأدب الأرمني
- السينما المصرية في رمضان
- في صباح بعيد من حياتي للشاعر الأرمني أريفشات أڨاكيان
- الكرد في كتابات الجغرافيين المسلمين
- الحب عند الشاعر الأرمني هامو ساهيان
- الأب الأخضر .. قصيدة للشاعر الأرمني شانت مكرتشيان-*-


المزيد.....




- ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 78 قتيلا ومواصلة البحث ...
- لبنان: حزب الله يتمسك بسلاحه ويؤكد أن التهديدات الإسرائيلية ...
- قبل لقائه نتنياهو.. ترامب يعلق على اتفاق غزة المحتمل و-نووي ...
- إسرائيل تعلن استهداف موانئ يمنية ومحطة كهرباء ومواقع للحوثيي ...
- ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بأنه -سخيف-
- عاجل| شهيدان ومصابون بقصف على منزل وسط مخيم البريج وسط غزة
- في كهف بالعراق.. غاز الميثان يقتل 5 جنود أتراك
- مصادر: انتهاء جولة مفاوضات بين حماس وإسرائيل -دون نتائج-
- أول تعليق من ترامب على إعلان ماسك تأسيس حزب جديد
- بعد خلاف حاد بينهما.. ترامب ينتقد إعلان إيلون ماسك تأسيس -حز ...


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عطا درغام - مع الأديب الكردي السوري بير رستم