رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 20:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتبر الماء موردًا أساسيًا لا غنى عنه لجميع الكائنات الحية. حضارة وادي الرافدين واستمرارها وتطورها وبقائها لم يكن ممكناً إلا إذا كان لدى الناس إمكانية الوصول إلى موارد المياه بشكل صحي وموثوق، لاستخداماتهم المختلفة، وضمان توفر المياه بالكمية الكافية وبالجودة المطلوبة، وإذا كان من المفهوم تمامًا أن المياه هي مورد طبيعي "استراتيجي" يمكن استنفاده لأسباب مختلفة.
إن التحكم في استخدام المياه وجهود إدارة المياه تعود إلى زمن استقرار الإنسان وبداية الأنشطة الزراعية. في المجتمعات المبكرة، كان التعاون الاجتماعي ضروريًا في شكل عمل جماعي إلزامي لحماية إمدادات المياه. ورغم أن الأبحاث الأولى حول إدارة المياه ركزت على الأنشطة الزراعية، إلا أن التصنيع والأنشطة في هذا المجال أصبحت أيضًا جزءًا لا يتجزأ من إدارة المياه. تواجه البلدان التي تشهد نمواً حضرياً وتصنيعاً سريعاً تحديات كبيرة في تطوير وحماية وإدارة موارد المياه لتلبية ومواكبة الطلب المتزايد مع مكافحة آثار تغير المناخ.
بهدف إرساء إدارة فعالة للمياه اللازمة للقضاء على التحديات التي تهدد موارد المياه، وتنفيذ الاستثمارات لحماية الوضع الحالي لمواردنا المائية وزيادة جودتها بنموذج إدارة متناغم وفعال دون تضارب في الصلاحيات بين المؤسسات والمنظمات العامة. وفي هذا السياق، يتطلب وضع المبادئ والبرامج المستهدفة لخطط التنمية في البلاد بما يتوافق مع الوضع الحالي لموارد العراق المائية من حيث نقص الواردات المائية من دول المنبع وتغير المناخ وسوء إدارة الموارد المائية المتاحة. ويأتي مسألة التكيف مع تغير المناخ وكيفية ادارة الجفاف وفيضانات السيول مع التركيز على الوقاية من الظواهر المناخية المتطرفة (الجفاف، والفيضانات، وموجات الحر)، وتقليل توافر المياه، وزيادة الطلب عليها، وإجهاد النظم البيئية الطبيعية على حد سواء ومن خلال التخطيط طويل الأمد بدلاً من الاستجابة للطوارئ.
يُعد دمج البيانات الهيدرولوجية والتنبؤات المناخية أمرًا ضروريًا لمواكبة أنماط فيضانات السيول المتغيرة. وحاجة العراق الى أنظمة الإنذار المبكر للحفاظ على المرونة الوطنية للتعامل مع نقص الموارد المائية، في حوضي نهري دجلة والفرات، وتحديد محرمات السهول الفيضية لمنع التمدد العمراني على السهول الفيضية وتقويم مجاري الأنهار مع تحسين جودة المياه والتنوع البيولوجي.
أن الحوافز المالية والحوار أكثر فعالية من الإكراه القانوني للوصول إلى ما هو أبعد من مجرد الاستجابة للأزمات، لأن تتطلب إدارة الموارد المائية رؤية طويلة المدى، ومسؤولية مشتركة، وتمويلًا مستدامًا. حيث فيضانات الأنهار والسيول والجفاف ليست مجرد حالات طوارئ يجب السيطرة عليها، بل هي جزء من طبيعة الدورة المائية. يجب أن ندرك ذلك في كيفية تخطيطنا وإدارة أنظمتنا المائية.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟