أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل عبد العاطي - ياسر عرمان كما عرفته















المزيد.....

ياسر عرمان كما عرفته


عادل عبد العاطي

الحوار المتمدن-العدد: 1814 - 2007 / 2 / 2 - 11:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


(1)
الصديق والأخ ياسر سعيد عرمان؛ يقف على مفترق طرق هذه الأيام؛ وتنهال عليه السكاكين والضربات من الرفاق والأصدقاء قبل الأعداء؛ ويكاد يترجل هذا الفارس؛ او يجبر على الترجل؛ وهو في أوج الرجولة والقدرة على العطاء؛ فحق لنا في هذه اللحظات الفارقة من تاريخه؛ أن نسجل شهادة الحق عنه؛ علها تمسح بعض الجروح عن كاهل هذا المناضل العتيد؛ وتسهم في ان يرجع لذاته لا للآخرين؛ ويحدد ويجدد اختياراته بشكل أكثر مضاءأُ ومبدئية؛ كما عودنا داتما؛ وأن تقيل –مع غيرها من الشهادات الصادقات- عثرته لو كانت هناك عثرة؛ أو أن تكون على الأقل مجرد شهادة للتاريخ؛ هي بعض من واجب علينا في حق الأجيال الشابة؛ عسى الا ترميها قوى الشر بحديث الباطل عن المواقف والرجال ؛ ونحن نكتم الشهادة ونأثم قلبنا.

(2)
وقد تعرفت على الصديق والأخ ياسر عرمان؛ لأكثر من عقدين مضيا؛ وذلك حينما دخلت جامعة القاهرة فرع الخرطوم في عام 1985؛ لدراسة القانون؛ وكان ياسر عرمان في السنين الآخيرة لدراسته الجامعية؛ وكانت لي الفرصة أن أعمل مع ياسر عرمان في صفوف الجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي الذي كنا ننتمى لها كلانا؛ فكان ان رشحتنا الجبهة الديمقرؤاطية معا لانتخابات الاتحاد لدورة 1985-1986؛ وعملنا معا في الكثير من جبهات والمعارك؛ وتوطدت علاقاتنا الخاصة؛ حيث بتّ في منزل ياسر عرمان ببانت وقتها عدة مرات؛ وتحاورنا كثيرا واتفقنا كثيرا واختلفنا كثيرا حول هموم الخاص والعام؛ ولا زالت بعضاً من تلك الحوارات عالقة بذهني الى اليوم؛ رغم مرور السنين الطوال.

(3)
وحق لي هنا؛ أن أجيب مرة واحدة والى الأبد؛ على كل التساؤلات عن دور ياسر عرمان في احداث العنف بجامعة القاهرة الفرع؛ في فبراير 1986؛ والتي قُتل فيها المرحومين بلل والأقرع؛ وخصوصا أن أعداء ياسر عرمان ما فتؤا يتهموا الرجل بكونه ذو ضلع في مقتلهما؛ وهو إرجاف قلنا ان المقصود منه ارهاب ياسر عرمان وابتزازه؛ كلما دعى الداعي. واشهد الآن - كما شهدت مراراً من قبل- ان ياسر عرمان لم يكن متواجدا ساعة الحدث بالجامعة؛ بل كان في مكان آخر تماما؛ وان يداه برئيتان من دم هذين الضحيتين؛ وأن كل محاولة لالصاق دم بلل او الأقرع به؛ آنما هي كذب حقير وتزييف عضير؛ لا يقوى عليه إلا الوالغون في السقوط؛ الخائضون في الانحطاط؛ والصغار في نفوسهم وعقولهم؛ ممن لا يمكن ان يصلوا الى أمانة عرمان ومبدئيته وخلقه ولو عاشوا مئات السنين.

(4)
وكان شخصي الضعيف؛ هو المتهم الوحيد في تلك الاحداث؛ حيث اتهمني الإتجاه الإسلامي بقتل كل من بلل والأقرع؛ وقد سلمت نفسي طائعا مختارا للشرطة؛ وكان ياسر عرمان في معيتي عندما ذهبت لقسم الشرطة؛ وقد قضيت عامين ونيف محتجزا في سجن كوبر على ذمة التحقيق والمحاكمة؛ وقد برأتنى المحكمة من كلا التهمتين؛ وأوضحت بما لا يقبل الجدل؛ كذب شهود الإتهام وطابع القضية التلفيقي؛ وخرجت ولم يستؤنف حكم المحكمة بعدها؛ ولم يتطرق أحد الى سيرة ياسر عرمان؛ طوال ذلك الوقت؛ ولم توجه له اصابع الإتهام الكاذب الا في اوائل التسعينات؛ عندما أرتفع نجمه في الحركة الشعبية؛ ثم كانت الإتهامات له تظهر وتختفي؛ حسب الحاجة السياسية؛ ورغبة في ارهاب الرجل والضغط عليه؛ بعد أن قال القضاء كلمته؛ وحين كان المتهم غيره؛ وقد شهدت القيادية بالحركة الاسلامية لبابة الفضل ان كل الاتهامات ضد ياسر انما كانت نوعا من الكذب والتزوير؛ ومحاولات للابتزاز لا غير.

(5)
وخلافا لما يشيعه البعض؛ فان ياسر عرمان لم يوجه اليه اى اتهام في تلك الأحداث؛ ولم يُحقق معه ؛ ولم بكن مطلوبا من قبل الشرطة او النيابة؛ كما هو قد قضى اكثر من العام بعد تلك الأحداث في الخرطوم؛ يتنقل في عرصاتها حرا طليقا؛ حتى خرج بعدها للانضمام للحركة الشعبية. ولم يكن الرجل في خروجه هاربا او مُطاردا؛ بل خرج من مطار الخرطوم وكان يعلم بقرار خروجه الكثيرون. وقد أرسل لي ياسر عرمان وقتها خطابا – لم يصل اليّ لظروف كثيرة- يشرح فيها حيثيات استقالته من الحزب الشيوعي؛ وقراره بالانضمام للحركة الشعبية؛ وهو موقف اعلم انه قد أوضحه للكثير من اصدقائه ورفاقه في ذلك الوقت؛ مما يوضح معدن الرجل وانه واضح في خياراته؛ مهتم برأى اصدقائه؛ حريص على تنويرهم واعلامهم على رؤاه وقراراته على الأقل؛ اذا تعذر الاقناع.

(6)
اقول اليوم وانا على قناعة راسخة؛ أن ياسر عرمان قد استقال بصورة نهائية من الحزب الشيوعي؛ عندما قرر الانضمام للحركة الشعبية؛ بل ان قرار انضمامه للحركة الشعبية؛ كان محصلة ليأسه من الحزب الشيوعي. في هذا الصدد لا أصدق الروايات القديمة التي تقول ان ياسر عرمان قد كان مرسلا من طرف الحزب لاختراق الحركة الشعبية؛ أو الروايات الحديثة التي تقول ان ياسر عرمان قد نظًم قطاع الشمال في الحركة الشعبية من عناصر موالية للحزب الشيوعي. هذه كلها ترهات تنطلق من عقل مريض؛ لا يعرف مبدئية ياسر عرمان ولا صدقه؛ وان الرجل واضح في خياراته؛ ولا يحب لعب العصاية القائمة والصعاية النائمة؛ رغم انه قطعا لا يزال يساري في توجهاته؛ ورغم ان تجربته في الحزب الشيوعي بلا شك قد أثرت على الكثير من مواقفه ونمط شخصيته.

(7)
لا أستطيع أن اقول الكثير عن تجربة ياسر عرمان في الحركة الشعبية؛ فهو قد دخلها في فترة كنت فيها رهين المحبس؛ ثم سافرت الى اوروبا للدراسة وكان هو في الغابة او مكاتب الحركة الخارجية؛ ولم تتوفر لنا امكانيات اللقاء؛ وان كنت ككل السودانيين اتابع مسيرة ياسر عرمان في تلك الحركة؛ ووقوفه مع جون قرنق في انقسام الناصر؛ ثم تابعت نشاطه في اطار التجمع؛ وعمله من أجل تسويق الحركة شماليا وعربيا؛ وعودته الأولى للخرطوم؛ ثم عودته الثانية ونشاطه العارم في الخرطوم في صفوف الحركة للعام والنصف السابقان؛ وكيف قد أصبح أحد الأرقام الصعبة في الحركة الشعبية وفي السياسة السودانية؛ كما تابعت قراره اللاحق لوفاة قرنق بالانسحاب؛ ثم عودته عنه؛ كما تابعت كل الهجوم عليه آخيرا؛ وجزاء سنمار الذي لاقاه من قيادة الحركة؛ بابعاده عن قيادة قطاع الشمال ورئاسة الكتلة البرلمانية للحركة؛ وغيرها من التطورات التي تعكس مدى الصراعات في دهاليز الحركة وبين شريكي نيفاشا.

(8)
هنا لا بد من وقفة؛ لأقول انني لم أكن راضيا عن انضمام ياسر عرمان للحركة في البدء؛ وأعتقدت انه يربط مصيره بحركة مجهولة الأهداف والبرامج؛ ويضع طاقاته تحت تصرف حركة عسكرية ومركزية الى اقصى حد؛ تنعدم فيها الديمقراطية وحقوق العضوية؛ وكنت اظن ان ياسر عرمان الذي تمرد على الحزب الشيوعي؛ لوجود بعض تلك الأمراض فيه؛ قد ذهب الى حركة هي أكثر تأخرا فيما يتعلق ببنيتها التنظيمية والسياسية؛ من الحزب الشيوعي؛ فتعجبت. ولكني احترمت خياراته؛ واكبرت فيه الإخلاص لتلك الخيارات؛ وحين استقلت انا نفسي في منتصف التسعينات من الحزب الشيوعي؛ لم أذهب لباب الحركة التي كان فيها الكثير من اصدقائي؛ وفي اولهم ياسر؛ بل ذهبت في اتجاه تنظيم لم أكن أعرف فيه شخصا – قوات التحالف-؛ وفق حسابات سياسية اثبتت خطلها؛ كان من بينها اعتقادي انه يمكن ان يشكل بؤرة لتجميع العمل الثوري في الشمال؛ ويمكن ان يبني حلفا مع الحركة الشعبية اذا ما طورت من آلياتها الديمقراطية وحددت خياراتها الاستراتيجية؛ وهيهات.

(9)
في هذا الصدد فانا وان اختلفت مع الحركة الشعبية؛ أمس واليوم؛ فانني احترمت خيارات كل من أنضم لها؛ ورأى فيها الخيار الصالح له؛ وقد كنت نفسي من أنصار التعاون مع الحركة في التسعينات؛ بل لقد دعوت الى اختيار رئيس جنوبي لجمهورية السودان؛ ولكن لما تبين لي كمية الأزمات والامراض التي تعاني منها الحركة الشعبية؛ ومن ضمنها المواقف غير المحددة؛ والعمومية والغموض في الشعارات؛ والتبدل في المواقف؛ وانتهاك حقوق الانسان فيها؛ والبنية المركزية والقيادة الفردية لها؛ فان مواقفي النقدية لها قد زادت؛ وكالعادة عبرت عنها علنيا؛ وذلك اثناء عضويتي بقوات التحالف – والتي كان لها مشروع للوحدة مع الحركة- او بعد استقالتي من قوات التحالف؛ في مواقفي اللاحقة والآنية؛ ممن يعلم بها المتابعون للشأن السياسي في السودان.

(10)
كانت انتقاداتي للحركة الشعبية؛ مثار عتاب من ياسر عرمان؛ عندما التقيته في زيارتي للسودان في سبتمبر 2007؛ في حفل عشاء نظمته مشكورة الاستاذة هالة محمد عبد الحليم؛ حيث قال ياسر انني لا اعرف الكثير عن الحركة الشعبية لانقدها؛ وانه احرى بي – كصديق له- ان اتصل به لاعرف عنها؛ من أن انقد دون علم. وقد كان ردي حينها ااني اعرف ما هو معلن وما هو جماهيري من مواقف الحركة؛ واعلق عليه؛ وان العمل العام لا يمكن أن يدار بصورة شخصية؛ وكررت له جملة من انتقاداتي للحركة؛ وعتابي عليه شخصيا؛ في دوره داخل الحركة.

(11)
كان انتقادي الرئيسي لياسر عرمان ولا يزال؛ انه مخلص للتنظيمات التي ينتمي اليها كثيرا؛ في حين ان الاخلاص الحقيقي ينبغي ان يكون للمواطنين وللبرامج والافكار. لقد كان ياسر عرمان شيوعيا مخلصا؛ حينما كان عضوا في الحزب الشيوعي؛ وكان عضوا – ولا يزال – مخلصا في الحركة الشعبية؛ ولكنه في التنظيمين كان يخضع لقوانين اللعب فيهما؛ وهي قوانين غير ديمقراطية وغير مؤسسية وغير شفافة. وبدلا من نقل صراعه واختلافه مع قيادة التنظيم المعين للعلن وامام المواطنين؛ والاستعانة بهم في ترجيح كفة ما؛ كان يصر على ادارة الصراع وراء الكواليس؛ مع الدفاع العلني عن تنظيمه أمام الناس؛ بل ومحاولة كسب تأييدهم له؛ وهو الأدرى بعيوبه ومسالبه. هذه سلبية اكتسبها ياسر عرمان من تجربته في الحزب الشيوعي؛ والذي تسود فيه عقلية عبادة التنظيم؛ وأرجو ان يتجاوزها في مقبل الأيام.

(12)
كما كان من اعتراضاتي على ياسر عرمان؛ تصديه لامور – من منطلق الاخلاص للتنظيم- ما كان يجب – كثوري وديمقراطي – ان يتصدى لها؛ ومن ذلك دوره في تحالف الحركة الشعبية مع حزب المؤتمر الشعبي – الترابي- وامساكه بملف جبال النوبة في الحركة الشعبية؛ وهو ليس من جبال النوبة؛ وفي علمه ان كثير من ابناء الجبال المؤهلين اعضاء بالحركة ويمكن ان يمسكوا بالملف. وكنت كذلك قد سمعت عن تجاهل ياسر عرمان لبعض اصدقائه القدامى؛ وتصرفه كزعيم؛ وودت لو يكون ذلك محض اشاعات. كما كان اعتراضي على ايمانه المطلق بنيفاشا؛ ويقينه بامكانية اصلاح حزب المؤتمر الوطني والنظام؛ وهو الأمر الذي عزز من مواقع المؤتمر الوطني؛ حيث أتت له الحركة بنية طيبة؛ بينما كانت نية المؤتمر الوطني تجاهم – ولا تزال- سوداء لا تبغي غير تحطيم الآخر وتكسيره والاستئثار بالسلطة طوعا من معارضيها او كرها.

(13)
وكان من مصادر اعتراضي على ياسر عرمان؛ دوره في تنظيم الحركة الشعبية في الشمال؛ وعمله على كسب كل القوى الديمقراطية ؛ من تنظيمات وافراد؛ والحاقها بالحركة الشعبية. وكان تخوفي نابعا من امكانية خذلان الحركة لكل هؤلاء؛ ومن الطابع الانتهازي والاستعلائي الذي تعاملت به مع كل محاولات الوحدة الحقيقية والمخلصة التي قدمت اليها من طرف القوى الديمقراطية في الشمال والوسط؛ ومن قتاعتي ان تلك القوى الديمقراطية ينبغي ان تنتنظم وتتوحد في الوسط والشمال؛ لان هذا هو مجال نضالها الرئيسي؛ وباعتبار ان اضعف حلقات العملية الثورية هي الشمال والوسط؛ ولذا ينبغي ان تتبلور تلك القوى وتتوحد ؛ قبل ان تبني تحالفا نديا مع الحركة الشعبية أو غيرها. وقد قلت لياسر عرمان ان من المبدئية والاخلاقية؛ أن تحسم الحركة الشعبية خياراتها الاستراتيجية؛ ومن بينها خيار الوحدة او الانفصال؛ قبل ان تنظم الناس في الشمال وتوعدهم وعودا خلب؛ وتضمهم اليها لتتخلى عنهم في أول منعرج.

(14)
واذا كنت متخوفا من دور ياسر عرمان هذا؛ واذا لم تكن لي الثقة الكاملة في توجهات الحركة الشعبية؛ وفي مآلات نيفاشا؛ وكنت معارضا لاى وحدة او توحد مع الحركة الشعبية في الحاضر؛ من طرف القوى الديمقراطية في الشمال؛ واذا كنت مهموما بمستقبل آلاف الشماليين الذين انضموا للحركة؛ وراؤا فيها الأمل الكبير؛ واهمال الحركة لهم الآن؛ وامكانية خذلانهم في المستقبل؛ فانني اعتقد ان ياسر عرمان كان من اصدق واجدر الناس لتنظيم وقيادة الحركة في الشمال؛ وانه كان من الممكن العمل المشترك معه؛ والحوار والاخذ والرد؛ وانه حتى اذا قررت الحركة الانفصال؛ فان دور ياسر عرمان في الشمال لن ينتهي. لذا كان حزني عندما أُقيل من قيادة قطاع الشمال؛ لانه رغم الخلافات معه – السابقة والحالية- فانه يبقى إنسانا جديرا بالاحترام؛ وطاقة جديرة بالاستثمار؛ وخسارة كبيرة للحركة الشعبية وللحركة السياسية عامة أن تفقده ونفقده.

(15)
لا شك عندي ان المؤتمر الوطني وكل قوى التسلط والقديم في السودان تكره ياسر عرمان كراهية التحريم؛ وانها ترى فيه عدوا حقيقيا؛ وانها تسعى لابعاده – ليس عن الحركة الشعبية فقط- وانما عن كامل الحياة العامة في السودان؛ وذلك لما للرجل من امكانيات ظاهرة وكامنة؛ ولصلابته وشجاعته التي ليس لها نظير. بسبب من هذا كان الهجوم المكثف على ياسر عرمان من قبل اعلام النظام ومن قبل "شركاء" الحركة في المؤتمر الوطني ومن عتاة الانفصاليين من الجانبين؛ وفي اطار ذلك يمكن النظر الى كل محاولات ارهاب وابتزاز الرجل. ان التهميش الأخير لياسر عرمان وابعاده من بعض المواقع القيادية في الحركة؛ انما هو انتصار كبير لقوى الفساد والتخلف والتسلط في السودان؛ وهزيمة كبيرة لمعسكر التغيير والتجديد في الديمقراطية في السودان؛ ولكن الى حين.

(16)
يقول المثل الصيني ان الضربة التي لا تقتلني تقويني؛ كما يقال ان الخيول الاصيلة تظهر قدراتها في نهاية السباق. انني على يقين ان الضربات الحالية على كاهل ياسر عرمان ستقويه؛ وان ياسر سيكتنز خبرة وحكمة بما توفر له من معطيات الصراع في الحركة ومع المؤتمر الوطني خلال الشهور الآخيرة. اننا نتوقع عودة ياسر عرمان أقوى عزما واشد تصميما واكثر قدرة على رؤية الامور وتحديد الخيارات؛ من اى وقت مضي. إن مكان ياسر عرمان في معسكر القوى الديمقراطية السودانية لن يحتله أحد؛ سواء فضّل العمل في اطار الحركة الشعبية؛ أو اختار موقعا جديدا .. انني اؤمن بقدرة هذا الفارس المثخن بالجراح اليوم؛ على تجاوز ضعف النفس والزمان؛ ومغالبة ضربات الاعداء والاصدقاء؛ والانحياز لنفسه وضميره وللبسطاء من الناس؛ في شمال الوطن وجنوبه وفي كل مكان؛ فهكذا كان ياسر عرمان؛ وهكذا ينبغي له أن يكون.

عادل عبد العاطي
28 يناير 2007



#عادل_عبد_العاطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الليبرالي السوداني حزب الشباب والنساء
- حول مفهوم الدكتاتور العادل وجذور التسلط والشمولية
- الأستاذ عبد الماجد بوب يؤكد المعلومات عن وصية عبد الخالق محج ...
- أرفعوا أياديكم عن حِمّيد
- بين الجعد بن درهم ومحمد طه محمد أحمد
- حول الحرب والسلام ومستقبل السودان: حوار مع الصديق عثمان محمد ...
- زرع الخاتم بذرته ورحل فمن يرعى البذرة؟
- إتفاق نيفاشا بعد مرور عام
- هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني ...
- هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني ...
- هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني ...
- هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني ...
- هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني ...
- هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني ...
- هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني ...
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي: الحالة السودا ...
- رسالة مفتوحة الي عضوات واعضاء الحزب الشيوعي السوداني
- تضامنا مع وليد حسين: لا لارهاب الجبناء والاوباش باسم الدين
- وصية عبد الخالق محجوب المخفية ومسؤولية المؤرخ
- الخاتم عدلان كما عرفته


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل عبد العاطي - ياسر عرمان كما عرفته