أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - تطوير كفاءات التنظيمات اليسارية لمواجهة الهيمنة الرقمية من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس المقدسة-، مع الرفيق رزكار عقراوي – بؤرة ضوء – الحلقة الثامنة















المزيد.....

تطوير كفاءات التنظيمات اليسارية لمواجهة الهيمنة الرقمية من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس المقدسة-، مع الرفيق رزكار عقراوي – بؤرة ضوء – الحلقة الثامنة


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 19:24
المحور: مقابلات و حوارات
    


- إن الهيمنة الرقمية ظاهرة متعددة الجوانب تعمل على تغيير العالم تكنولوجيًا. تفتح طرقًا جديدة للاكتشاف والتواصل، فتشكل تحديات وتهديدات كبيرة للمجتمعات.
- فبقدر نشأة الثورة الرقمية واتساع رقعتها والحلول التي وفرتها والآفاق التي فتحتها محل ترحيب لدى الكثيرين، بقدر ما كان لهذا الواقع الجديد تأثيرات جانبية عميقة عانت وتعاني منها البلدان التي لم تساهم في التغيير.
- إن التحديات المرتبطة بقضية الهيمنة الرقمية عديدة منها التحديات المطروحة في المجالات الثقافية والاجتماعية والإعلامية وكذلك في مجال الاقتصاد الرقمي والضريبة الرقمية وأيضا في مجال حماية المعطيات الشخصية والأمن السيبراني.

ماذا لو كانت تلك التنظيمات تفتقر إلى :

1. الفجوة الرقمية
2. الأمية الرقمية
3. التطبيقات الرقمية
4. الأنظمة الرقمية

التي قد تناولتموها في كتابكم الذكاء الاصطناعي الرأسمالي.. فكيف ستكون المعالجة وتطوير الكفاءات بنظركم، كي تتمكن التنظيمات اليسارية التي تفتقر لهذه الأدوات التقنية من مواجهة الهيمنة الرقمية؟

يجيبنا الرفيق رزكار عقراوي:

الهيمنة الرقمية للرأسمالية تعبير عن فجوة سياسية وأيديولوجية لم تعالج بعد بما يكفي من الجدية حتى الان من قبل القوى اليسارية والتقدمية وتعكس تأخرها الكبير في امتلاك الأدوات الرقمية. فالرأسمالية، لم تترك وسيلة تقنية إلا وسخرتها لتعميق السيطرة الطبقية، بينما بقي معظم اليسار متأخرا رقميا في الرؤية والأدوات والسياسات والكوادر واليات التنظيم أيضا.
وهنا، لا تكفي الإشارة إلى الفجوة الرقمية أو الأمية الرقمية أو ضعف استخدام التطبيقات والأنظمة الحديثة من قِبل قوى اليسار، وانما يجب إدراك أن تجاوز هذا الواقع السلبي شرط وجودي اليوم لاستمرار وتطور أي مشروع يساري تحرري. إن هذه القضايا هي مسائل سياسية مركزية تتعلق ببنية السيطرة والمعرفة والإنتاج، وليست "تقنية" أو "مهنية" فقط.
من هذا المنطلق، يمكن القول إن المعالجة تبدأ من:
1- تبني استراتيجية يسارية رقمية شاملة
اليسار في عصر الهيمنة الرقمية لا يمكنه أن يكتفي بردود فعل متفرقة، أو استخدام التكنولوجيا كأداة تكميلية لنشاطه السياسي، لذلك عليه أن يعيد صياغة مشروعه السياسي والتنظيمي والإعلامي والتثقيفي والتقني بناء على فهم جدلي لطبيعة الصراع داخل الفضاء الرقمي. حيث ان الفضاء الرقمي اليوم لم يعد هامشا للنشاط البشري، بل أصبح أحد أهم ميادين إعادة إنتاج الهيمنة الطبقية والفكرية. المطلوب هنا ليس فقط بناء مواقع إلكترونية أو إدارة صفحات تواصل، وانما تطوير منصات يسارية وتقدمية بديلة تتحول إلى فضاءات نضال فاعلة، تستخدم لتطوير الخطاب، وبناء شبكات تضامن، وتحليل المزاج الجماهيري عبر أدوات الذكاء الاصطناعي نفسها، وهذا لايعني مجاراة الرأسمالية وادواتها، وانما اختراق سردياتها وتفكيك خطابها باستخدام اسلحتها المتطورة.
بدون هذا التحول، تبقى التنظيمات اليسارية مثل نملة تحاول أن ترد على فيل إلكتروني. الرأسمالية تملك الخوارزميات والبنية التحتية والبيانات، واليسار لا يزال ينشر بياناته على الفيسبوك والتويتر وغيرتها وينتظر أن يسمح له النظام الرقمي بنيل شرعية الوجود، والتوسع وهو مهدد في كل لحظة بالقيود والحجب والمنع.

2- إطلاق برامج جماعية لمحو الأمية الرقمية داخل التنظيمات اليسارية
إن الأمية الرقمية داخل صفوف اليسار هي شكل من أشكال الإقصاء السياسي الذاتي وليست فقط مجرد مشكلة "معرفية أو تقنية". في عالم تدار فيه المعارك الإعلامية والتحريضية والتحليلية عبر الشبكات والمنصات، لا يمكن لقيادات وتنظيمات سياسية يسارية أن تجهل آليات الخوارزميات، وأن تدار التنظيمات والاجتماعات والقرارات التنظيمية بمنطق القرن العشرين، بل وحتى التاسع عشر!!
إن محو الأمية الرقمية يجب أن يتحول الان إلى "اساس ومعيار ثوري" داخل التنظيمات اليسارية، أي شرطا من شروط النضال نفسه. يجب تدريب القيادات والاعضاء وعلى كافة المستويات على الاستخدام الفاعل للمنصات الرقمية، أدوات التحليل الرقمي، الأمن السيبراني، النشر المؤثر، البرمجة الأولية، وفهم قواعد العمل في الفضاءات الرقمية وغيرها. هذه المعرفة المهمة هي وسيلة مهمة للبقاء والصمود والتأثير في العصر الراهن.

3- جذب الكفاءات التقنية إلى الفكر اليساري
في عالم تهيمن عليه شركات التقنية الكبرى، يتحول المهندسون والمبرمجون والتقنيون إلى "قوة إنتاج رقمي" تستغلها الرأسمالية في بناء أدوات السيطرة. وهنا أرى أن من الضروري جذب هذه الفئة إلى صفوف اليسار، لدورهم المعرفي، ولأنهم يحملون مفاتيح إعادة تشكيل البنية الرقمية نفسها. اليسار بحاجة إلى احتضان هذه الطاقات ضمن مشروع سياسي تحرري وبأليات تنظيمية مرنة، يتيح لهم الاشتراك في إنتاج أدوات رقمية بديلة: برمجيات يسارية، تطبيقات تنظيمية آمنة، أنظمة تحليل بيانات مفتوحة المصدر، وبدائل للخدمات الاحتكارية مثل غوغل وفيسبوك وغيرها. بدون ذلك، سنظل نطالب بالعدالة والمساواة والشفافية!! عبر أدوات صنعتها الشركات الرأسمالية والدول الكبرى التي تستعبد البشرية.

4- تأسيس مؤسسات ومدارس رقمية يسارية
بناء "المدارس الرقمية اليسارية" ضرورة نضالية الان. لا بد من إنشاء منصات تعليمية يسارية مفتوحة ودورات وورش عمل، تدمج المهارات التقنية بالتحليل السياسي اليساري، وتطرح مقررات تجمع التطور التكنولوجي من جهة، والنقد الطبقي والرؤية الاشتراكية من جهة أخرى، ولابد من دمج الطرح النظري بالتطبيق العملي في هذا المجال. هذه المدارس يمكن أن تكون محلية أو عابرة للحدود، وتضم ورش عمل، دورات مفتوحة، وأدوات تعليمية باللغات مختلفة. إن بناء هذه المدارس من الممكن ان يعيد التوازن تدريجيا، ويفتح الطريق أمام "أمميات رقمية يسارية" يكون لها دور مؤثر في بناء والسيطرة على أدوات الإنتاج الرقمي.

5- الدمج بين النضال الرقمي والميداني
التكنولوجيا، مهما بلغت من التطور، لا يمكن أن تكون بديلا عن النضال السياسي المباشر، هذا لا يعني التقليل من أهمية الفضاء الرقمي، ومن الضروري دمجه ضمن استراتيجية شاملة. المحتوى اليساري في الفضاء الرقمي يجب أن يكون أداة تحشيد وترويج وتنظيم وأن يكون تحريضا سياسيا يؤدي إلى تنظيم ميداني، من احتجاجات واضرابات ومظاهرات وغيرها، وإلى بناء وعي طبقي. علينا أن نتحرر من الفكرة السطحية بأن "التواجد الرقمي هو التأثير"، فالتغيير الحقيقي يحتاج إلى تفاعل بين الماديات والتنظيم، بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي. إن الفضاء الرقمي دون ارتباط عضوي بالميدان يصبح فخ وقيد رقمي انيق وبراق!، تمنحنا شعورا زائفا بالحضور والوجود، بينما تراقبنا الخوارزميات وتوجهنا ببطء نحو العزلة والانكفاء في الفضاء الرقمي، والابتعاد عن النضال الحقيقي على الارض وفي الميادين وبين شغيلات وشغيلة اليد والفكر.
إذا أراد اليسار أن يتخطى حالة "النملة" في مواجهة "الفيل الرقمي الرأسمالي"، عليه أن يتعلم من خصمه. كما تعلمت الرأسمالية من بعض أدوات والافكار الاشتراكية لتجاوز أزماتها، يجب أن يتعلم اليسار من أدوات العدو الرقمي وتفكيكها وإعادة استخدامها وفق منظومة يسارية تقدمية. التكنولوجيا هي ميدان جديد ومهم للصراع الطبقي، إما أن نخوضه بشروطنا، أو ندفن تحت أكوام البيانات والخوارزميات الموجهة والتي تتحكم في كل شيء بما فيها نضالنا اليساري من اجل عالم أفضل.


انتظرونا في الحلقة التاسعة من حوارنا "كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس المقدسة"



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقلال إعلام قوى اليسار من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو ...
- العقبات التي يجابهها شباب العصر الرقمي، من حوارنا -كأن الذكا ...
- انتهاكات الذكاء الاصطناعي لخصوصية البيانات الشخصية والسياسية ...
- ما الذي توفره خوارزميات الذكاء الاصطناعي..؟ من حوارنا -كأن ا ...
- نصوص بنكهة التاكسون والهايبون الياباني
- هل يمارس الذكاء الاصطناعي التحيز وفقًا للأيديولوجيات السياسي ...
- ماذا لو أصبح سلاحًا رقميًا من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي ه ...
- القمع السياسي ومراقبة النشطاء من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناع ...
- هايكو مزامير
- قراءة نقدية في نص -أقف على حافة الجسر-، للكاتب حميد كشكولي
- حرية مشلولة
- دع الليل
- مدمنة على الخسارات
- في حضرة الضوء
- طوق
- الاغتسال بآخر الخطايا
- لعنة صوتك مترفة بالوجع
- إلى كريغ، الذي لم يكذب قط.
- ذاكرة أتلفها النسيان
- الواشون كثر


المزيد.....




- من بينهم حسن شلغومي.. وفد من أئمة أوروبا يلتقي الرئيس الإسرا ...
- طهران وحدها في الأزمات: لماذا غابت روسيا والصين عن نصرة إيرا ...
- غزة بعد هدنة الستين يوما: من يحكم القطاع في -اليوم التالي-؟ ...
- ترامب يهدد بفرض رسوم إضافية على الدول التي ستتبنى سياسات بري ...
- بولندا تبدأ عمليات تفتيش على حدودها مع ألمانيا في خطوة متباد ...
- من هو سيد الشرق الأوسط القادم؟
- ماذا تعني زيارة نتنياهو للقاء ترامب للمرة الثالثة في أقل من ...
- الاتحاد الأوروآسيوي.. موطن المعادن النادرة وصراع القوى الكبر ...
- قصة اللحظة التي جعلت مارلين مونرو أيقونة هوليوودية خالدة بعد ...
- ترامب يتوعد بفرض رسوم جمركية إضافية بدون استثناء على الدول ا ...


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - تطوير كفاءات التنظيمات اليسارية لمواجهة الهيمنة الرقمية من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس المقدسة-، مع الرفيق رزكار عقراوي – بؤرة ضوء – الحلقة الثامنة