أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد جليل البياتي - مذبحة التاريخ في المناهج الدراسية العراقية: وثيقة النجف مثلا














المزيد.....

مذبحة التاريخ في المناهج الدراسية العراقية: وثيقة النجف مثلا


احمد جليل البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 8391 - 2025 / 7 / 2 - 19:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تقف وثيقة النجف عام ١٩٣٥ شاهدًا على مطالب الإصلاح والعدالة التي أصدرتها النخب الشيعية بالتعاون مع مرجعية النجف ممثلة بحجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد كاشف الغطاء والتي وُجهت إلى الملك غازي. لم تكن الوثيقة مجرد ورقة مطالب، بل كانت صوت الشيعة في العراق وهم يطالبون بحقوقهم السياسية والاجتماعية سعيًا لبناء دولة عادلة تعكس التعدد الاثني والمذهبي والقومي العراقي. وقد جرى طمس معالم هذه الوثيقة في المنهج الدراسي العراقي للصف السادس الأدبي بطبعته الثامنة لعام ٢٠٢٤، حيث تم حذف ثلاث مطالب أساسية وإخفاء المطالب الحقيقة في البنود التي ادراجها في المنهج. الحذف رفيق دائم لكل رؤية إيدلوجية والتاريخ المؤدلج هو تاريخ بلا حقيقة. وهنا من حقي وحق أولياء امور التساؤل عن الأيدولوجية التي يحاول مؤلفو المنهج تبريرها من خلال تسطيح أسباب واهداف وثيقة النجف بهذا الشكل وخصوصا أنهم يبرون بشكل مريب تدخل الجيش وقمع مطالب الجماهير المطالبة بحقوقها المشروعة والمؤيدة من قبل المرجعية كما سيتم توضيحه لاحقا. ذُكرت الوثيقة النقاط الجوهرية الآتية والتي تم حذفها من المنهج او تفريغها من محتواها:
● يجب مساهمة الجميع (المقصود الشيعة) في مجلس الوزراء، مجلس الامة، وسائر وظائف الدولة
● ضمان ان يمثل مجلس النواب الشعب تمثيلا صحيحا
● تعيين القضاة الشرعيين من مذهب أكثرية السكان
● لزوم تدريس احكام الفقه الجعفري في كلية الحقوق العراقية
● ضرورة ان يكون في كل فرع من فروع محكمة التمييز عضو شيعي لتطمئن النفوس بأحكام المحكمة
● تعيين شيعي في كل محكمة وفي هيئات المحكمة العليا
● تنمية قطاعات الصحة والتعليم والعمران في مناطق الجنوب
جاءت هذه الوثيقة لتأسيس عراق متعدد حاضن لأبنائه بعيدا عن الاقصاء والتهميش. ولم تكن الوثيقة طائفية لتُختزل أو تُبتر، بل كانت على العكس صرخة ضد الدولة الأحادية الهوية. إن فشل الدولة في أن تكون أداة توحيد بهوية وطنية مركبة يفتح المجال أمام الهويات الفرعية المذهبية والقومية للتنازع والتقاتل من أجل الحصول على حقوقها المشروعة، وهو ما حدث وما يزال يحدث نتيجة لعدم تلبية مطالب النجف في تلكم الفترة. إن بتر هذه التفاصيل لم يكن مجرد سهو، بل يعكس مشكلة اصيلة يعاني منها الشعب العراقي في نقاش خلافته المذهبية والقومية والتي هي بالأصل خلافات سياسية حول تمثيل هذه المذاهب والقوميات في مؤسسات الدولة وليست مشاكل خاصة بأدبيات المذاهب ومواقفها الفكرية. التمثيل العادل لمكونات الشعب من اهم المواضيع التي يجب أن تخضع لنقاش وفهم مكثف من قِبل العراقيين جميعًا، لما لها من أثر كبير على تاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم. إن هذا البتر يحرم الجيل الناشئ من معرفة جذور التمييز والظلم الذي عانى منه العراقيون، ويمنعهم من إدراك أن الدولة القوية لا تُبنى إلا بالعدالة والمساواة بين جميع مكوناتها. إن دراسة وثيقة النجف بصدق، بعيدًا عن البتر، تعلمنا أن الإصلاح الحقيقي لا يتحقق إلا عندما نعترف بجميع المكونات، حتى يشعر الجميع بالانتماء إلى وطن يتسع لهم دون تمييز أو إقصاء.
الأمر الأغرب هو ان الموضوع الخاص بهذه الوثيقة في المنهج ينتهي بعبارة: "أُعلنت الأحكام العرفية، الأمر الذي دفع الجيش إلى التدخل في الشؤون السياسية." في الحقيقة، كان إعلان الأحكام العرفية نتيجة لثورة أهالي مدينة الرميثة بعد رفض الملك وحكومته المطالب الشيعة المشروعة والواضحة واعتقال احمد أسد الله وهو عالم شيعي من أتباع كاشف الغطاء. امتدت الثورة إلى مختلف مناطق الفرات الأوسط. قام الجيش بقصف العشائر الثائرة بالطائرات في لواء الديوانية وقمع الثورة ذات المطالب الواضحة والمشروعة بقوة السلاح. لم يكن هناك أي مبرر لهذا الرد الوحشي من قبل الجيش، كما لم يكن هناك أي دافع سياسي يجعل من الجيش طرفًا في لعبة السياسة الداخلية. ان يكون الجيش أداة طيعة بيد حكومة اقصائية بالضد من مطالب عادلة هو خيانة للشعب من قبل جيشه. لذا ينبغي توضيح هذه الحقائق لطلبتنا بموضوعية وصدق، بعيدًا عن البتر والتضليل والايدولوجيات لضمان فهمهم الصادق لتاريخهم بما يخدم العراق ومستقبله.
وانا هنا ادعوا صادقا واضعوا المنهج وهم السادة المدرجة اسمائهم ادناه لتبيان أيدولوجيتهم والأجندة التي يحاولون تمريرها. كذلك ادعوا لأعمال معاول البحث والتدقيق في مناهج التاريخ والأدب لاحتمال وجود الحذف والتهميش والتسطيح في مواقع اخرى. السادة المؤلفون:
• د. جعفر عباس حميدي
• د. نوري عبد الحميد خليل
• د. أسامه عبد الرحمن الدوري
• د. زينب منعم كريم
• السيد علي ضياء حسين



#احمد_جليل_البياتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستتجرع ايران السم مرة ثانية؟
- التيار الصدري و النيران الصديقة
- حرية التعبير - واقع لا يمكن تجاوزه
- حرية التعبير - واقع لا يمكن الفرار منه
- سردية تصنع في مكان آخر — افلاس السلطة ومعارضيها
- احتكار الوطنية أم عقلنة الخلاف
- خسرنا العلمانية وربحنا جدل المصطلحات
- ما بين الديوانية أيام العهد الملكي والعراق اليوم - فرق بالتو ...
- الكاظمي وبوادر صناعة صنم
- التطرف الإسلامي: هل هو نتاج عبد الناصر وأشباهه أم سيد قطب وأ ...
- غدير خم وأثرها المعاصر
- دراسة الاداء الحكومي (6) : الدين و الدولة
- دراسة الاداء الحكومي (5) : الأبتعاث الخارجي لطلبة الدكتوراه ...
- دراسة الاداء الحكومي (4) : ماذا فعل عبد الكريم قاسم بالعراق؟
- دراسة الاداء الحكومي (3) : الوطنية العراقية
- دراسة الاداء الحكومي (2) : التعليم والتعيين
- دراسة الاداء الحكومي: سقوط عبد المهدي: سقوط الشعارات ومانيفس ...
- أنطولوجيا الباحث وتأثيرها على نتائج البحوث: ريتشارد داوكنز م ...
- حكومة الامام علي: بماذا ولماذا اخفقت
- اللاوسطية في منتج سعيد ناشيد -الحداثة والقرآن-


المزيد.....




- -انتصارٌ للديمقراطية-.. شاهد ترامب من شرفة البيت الأبيض يُشي ...
- بين مطالب حماس وإسرائيل وأبرز العقبات.. إليكم ما نعرفه عن مق ...
- متعاقد أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية: زملائي فتحوا النار ...
- عاشوراء: لماذا يحيي الشيعة ذكرى مقتل الحسين وكيف تُقام طقوسه ...
- في خان يونس.. -منظمة غزة الإنسانية- تؤكد إصابة موظفَين أميرك ...
- -ندعم وحدة أراضيها-.. أردوغان: لن نقبل بأي خطة لتشريع التنظي ...
- بيانات تكشف ما -أخفته- تل أبيب: خمس قواعد إسرائيلية تحت القص ...
- إسرائيل تتّبع سياسة تدمير جباليا بالكامل
- رئيس الغابون يطلق حزبا سياسيا جديدا تحضيرا للانتخابات البرلم ...
- شاهد.. نيفيز وكانسيلو ثنائي الهلال يبكيان جوتا ويشاركان في ت ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد جليل البياتي - مذبحة التاريخ في المناهج الدراسية العراقية: وثيقة النجف مثلا