|
سعيد بيران وتوجهاته الدينية
صباح كنجي
الحوار المتمدن-العدد: 8391 - 2025 / 7 / 2 - 16:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ـ ليس ردا بل توضيحاً أولا.. شكراً للدكتور صلاح.. لأنه أقر في رده على تعليقي الاول (اما انني اتحمل المسؤولية نعم بكل تأكيد اصبت وأخطأت في تاريخي النضالي من اجل قضايا الشعب والوطن لأكثر من ستة عقود ودمت بخير).. هذه شجاعة منه.. أتمنى ان يصل الى ما وصل اليه بقية القادة الكرد.. ممن ناضلوا وكافحوا وانجزوا الكثير.. لكنهم ارتكبوا أيضا الأخطاء الفادحة في مسيرتهم النضالية.. تحمل تبعتها بحق شعبهم الذي ضاق الويلات والمحن المتعددة.. ثانياً.. ما قاله عن تعليقي القصير والمختصر (من المامول ان تكون المداخلات ذات فائدة ولكن للأسف ما كتبته مجرد تكرار ممل خال من اي محتوى فكري ثقافي فموضوعنا الذي كان عليك التركيز عليه هو انتفاضة ١٩٢٥ في كردستان تركيا والتي تعرضت للتشويه).
هذا تقييمك.. ورد فعلك ولا يشكل بالنسبة لي رداً مقنعاً او حتى توضيحاً.. في الوقت الذي كنت واضحاً.. وعددت ثلاث أسباب لفشل الحركات والانتفاضات الكردية التي عجزت من تحقيق أهدافها.. وهذا ينطبق بدرجة كبيرة على انتفاضة سعيد بيران.. التي لم تكن خالية من توجهات دينية ـ إسلامية.. التي ما زال الاختلاف عليها كبيراً.. بين من يعتبرها حركة كردية ذات افق تحرري.. وينفخ فيها ويعظم هذا المفهوم.. وبين من يبرز طابعها واتجاهها الديني.. وما له علاقة بإحياء الدور الإسلامي في المجتمع الكردي.. بعد زوال الدولة العثمانية.. خاصة وان الشيخ سعيد كان بعيداً عن النشاطات السياسية قبل الانتفاضة.. ورجل دين معروف برز دوره لاحقاً.. بعد اعتقال قريبه (خالد بك جبران ـ جبري) الذي كان قد أسس جمعية أزادي عام 1921.. وتمكن من تحويلها لقوة تنظيمية فعالة تحت قيادته عام 1924 وكان لها الدور الكبير في الانتفاضة لاحقاً. بعد ان تمكنت من دمج جميع المنظمات السياسية الكردية الأخرى.. مثل جمعية تعالي كردستان، جمعية هيفي ـ الامل وجمعية استقلال كردستان التي أسسها يوسف ضياء وغيرها من الجمعيات الناشئة في وقتها، وشاركت في تمرد ما يعرف بـ بيت الشباب عام 1924، ودعمها وشارك فيها ما يقارب الـ 500 ضابط وجندي.. وساعد على خلق هذا التحول التوجهات الأرمينية.. التي برزت في الأفق كحركة تحرر اجتماعية.. عكست تأثيرها المباشر على الكرد ودفعتهم باتجاهين متناقضين: ـ الأول نشوء وتقوية الميول التحررية بين الكرد ـ والثانية كانت تميل لمواجهة الأرمن واندمجت مع التيارات الإسلامية والقومية التركية التي قمعت الأرمن.. بحجة الدفاع عن الدين الإسلامي والدولة الإسلامية.. وظل هذا الهاجس يراود العديد من الإسلاميين الكرد الداعيين لمعاضدة الاتراك وساهموا للأسف في مذابح الأرمن وانغمسوا في تلك الجرائم البشعة بلا حدود.. ولمن يرغب في المزيد من المعلومات.. ادعوه لقراءة كتاب البروفيسور كمال سليماني (بروفيسور باحث في جامعة مكسيكو)، الترجمة هي الفصل الثامن من اطروحته للدكتوراه والصادرة على شكل كتاب تحت عنوان (الإسلام والقوميات المتنافسة في الشرق الأوسط، 1876-1926/ Islam and Competing Nationalisms in the Middle East,) ـ ترجمة: محمد شمدين، ماستر في العلاقات الدولية وبكالوريوس لغة إنكليزية https://link.springer.com/book/10.1057/978-1-137-59940-7
والذي يؤكد فيه: وهذه اقتباسات من الفصل الثامن من الكتاب.. لم يكن الإسلام عائقاً أمام ظهور الوعي الذاتي والنزعة اثنو- قومية عند كل من الكرد والترك. في الواقع، في الحالة الكردية، كان الإسلام بمثابة علامة على الهوية الكردية. استمر هذا الوضع لغاية منتصف القرن العشرين. في هذا الفصل، الذي سيركز بشكل خاص على الاندماج بين الدين والقومية، استمرارا للموضوع العام لهذا الكتاب، ولكن مع تخصيص وتوسع إضافي. ويتم ذلك من خلال مناقشة ثورة الشيخ سعيد بيران ووضعها في السياق العام أثناء أوج سياسات الخلافة. ـ لقد جسدت حركة الشيخ سعيد، وهي الحركة الكردية الوحيدة التي أناقشها هنا، عدم فصل الكردية عن الإسلاموية. ـ كان الشيخ سعيد، كما ورد في الفصل السابق، زعيم ثورة 1925 وأيقونة معاداة الكرد للكمالية. كان أيضا تجسيداً للقومية الدينية الكردية. لا يُعرف الكثير عن أنشطة الشيخ سعيد السياسية قبل الثورة. لكن من المهم الإشارة إلى أن المسؤولين والصحافة التركية والبريطانية والإيرانية والروسية قد خلطت في البداية بين الشيخ سعيد بيران وبديع الزمان سعيد النورسي. ـ وفقا لحفيد الشيخ سعيد، عبد الملك فرات، كان الشيخ ضليعاً في السياسة الإسلامية والإقليمية. ـ علمنا أن “الشيخ سعيد كان لديه ستين ألف تابع (مريد) وقام بإرشاد اثني عشر من العلماء الكرد البارزين”. يقال إن الشيخ كان يفضل البقاء خارج السياسة لو أن النخبة القومية والمثقفين فعلوا ما يكفي للكرد. ـ يشير شاويس إلى حدثين رئيسيين في أوائل العشرينيات من القرن الماضي “هزت الوعي القومي الكردي” وجعلا أمثال الشيخ سعيد في طليعة الكفاح الكردي المعادي للكمالية الأول، في عام 1921 شارك كاظم قره بكر قائد الجبهة الشرقية في مؤتمر شعوب الشرق في باكو كقائد للوفد الكردي ومن أجل التشويش على الهوية الكردية، ادعى الوفد أنه يمثل الكرد دون أن يكون بين أعضائه أي كردي وفقاً ل شاويس، كان إعلان الجمهورية التركية عام 1923 هو الحدث المحفز الثاني. فقد اعتبر الكرد أن تأسيس الجمهورية هو انتهاك صارخ لشروط مؤتمري سيواس وأرضروم لعام 1919 وجميع الاتفاقيات الأخرى التي اعترفت بالإمبراطورية العثمانية كدولة متعددة القوميات ـ يجب أن يكون التركيز على العلاقة بين الخطابات الدينية والاثنو- قومية ـ كان لدى الشيخ منذ فترة طويلة شكوك حول نيات مصطفى كمال. ومع ذلك، لم يستطع إيجاد طريقة “لكشف القناع الحقيقي عن مصطفى كمال”. على حد تعبير فرات، جعل دستور عام 1924 “مصطفى كمال الحقيقي” مكشوفا للكرد فقد أتاح الدستور الجديد للشيخ فرصة جديدة من خلال إعطائه ذريعة لدعوة جميع القادة الدينيين وقادة المجتمع الكردي إلى الاتحاد. وهكذا أعلن الشيخ أنه “بما أن الأتراك (بالفعل) قد تخلوا عن دينهم ووجهوا اتجاههم نحو الغرب أي نحو أوروبا، يجب علينا إنشاء دولة خاصة بنا على أساس الإسلام. ـ في بيانه، يشير الشيخ، بدرجة متساوية من الاحترام، إلى الرموز القومية والدينية، التي كان يعتقد أنها تحت تهديد التركية. حيث يُنظر إلى أن الرموز الكردية والإسلامية لا يمكن الفصل بينهما. ومع ذلك، فإنه يعتبرها معرضة للخطر بسبب ما يسمى بالمؤامرة والخداع التاريخي التركي الطويل. بطريقة ما، هذا الإحساس بعدم انفصال القومي عن الديني يؤكد صحة ادعاء بوزرسلان أنه بحلول عشرينيات القرن الماضي، “في أذهان القبائل والأخويات الدينية، كان الدفاع عن الكردية يعني الدفاع عن الإسلام” ـ تلازم الكردية مع “كرامة دينهم” تبدو بديهية إلى حد ما من منظور القادة الكرد التقليديين. مثل هذا الشعور بعدم الانفصال بين الاثنين واضح بجلاء في بعض تصريحات الشيخ سعيد. على سبيل المثال، في محاولة لتحفيز شيخ نقشبندي آخر ضد الدولة، يرد الشيخ سعيد قائلاً: “ألا يجب أن نكون مسؤولين عن هذه الأمة وحقوقها؟ عندما لا تكون الأمة مستقلة قانونا، فمن يستطيع الدفاع عن كرامتها ودينها؟ ـ اشك أن بعض الكرد حاولوا استخدام إلغاء الخلافة لتصوير الكماليين على أنهم أعداء للإسلام. على سبيل المثال، يتضح هذا الاستخدام التكتيكي لزوال الخلافة في بيان عام 1924 الذي كتبه زعيم كردي قبلي يُدعى شاهين بك. يستخدم شاهين بك هذا الحدث كأداة دعائية عندما يعلن أن “حركة الشباب الكردي ـ التي ستحرر الدين المقدس جنبا إلى جنب مع الخلافة المقدسة من أولئك الذين تحولوا إلى يهود في أنقرة ـ آخذة في الازدياد” ومع ذلك، كانت “حملة تحرير الإسلام” التي يقودها شاهين بك كردية فقط. ـ فإن الدولة الكردية المتخيلة للشيخ كانت، إلى حد ما، دولة تقليدية ـ مع أساس الفقه الإسلامي. وأوضح الشيخ هذه النقطة في إجابته على السؤال اثناء التحقيق معه: لماذا «حاولت السيطرة على ديار بك؟ قطع … يد السارق … عمل الصالحات وفق تعاليم الإسلام..
انتهت الاقتباسات من الكتاب المذكور.. الذي كنت اتمنى ان يجري ذكره مع مجموعة الكتب التي سطرها الدكتور صلاح بدر الدين.. واعتبره الكتاب الأهم والأكثر موضوعية الذي تناول انتفاضة سعيد بيران.. التي نحن في ذكراها المئوية اليوم.. لذلك من الضروري عدم اغفال طابعها الديني وأسباب فشلها والاستفادة من أخطاء قادها.. ويبقى ان اذكر.. هناك من يكتب ويقول.. ان الشيخ سعيد بيران قد التقى بقادة الكرد في كردستان العراق.. ويجري تسويق هذه العلاقة مثلا من خلال هذا النص التالي.. (إن الشيخ كان على اتصال مع الكرد في كردستان العراق (كرد الجنوب). ويبدو أنه التقى الشاب مصطفى بارزاني في 1916-1917) ويبنون على هذا اللقاء جملة تصورات لا يقبلها العقل لأنها وببساطة غير منطقية.. فالراحل مصطفى البارزاني من مواليد 1903.. هذا يعني ان عمره لم يتجاوز الـ 13 عشر في ذلك اللقاء.. ان كان قد تم وتحقق فعلاً.. فهل من المعقول ان يكون اللقاء في هذا العمر للتداول في شؤون التحرر الكردي؟ والمطلوب.. يا دكتور صلاح.. حوار ومراجعة وتدقيق.. يبتغي الإجابة على الأسئلة الملحة.. التي لا يمكن الهروب منها.. ـ لماذا فشلت انتفاضة سعيد بيران.. ولم تتمكن من تحقيق أهدافها؟ ـ لماذا فشلت كافة الانتفاضات والحركات الكردية ولم تحقق اهدافها لليوم؟ ـ لماذا ومن المسؤول عن حالة التردي والانقسام بين صفوف الشعب الكردي؟ ـ من المسؤول عن ضياع حق الكرد في إقامة دولتهم المستقلة؟ ـ من.. من.. ثمة الكثير من الأسئلة ينبغي طرحها والبحث عن إجابات لها.. وختاماَ أتمنى ان يتقبل الدكتور صلاح هذا الكلام الفارغ والممل الخالي من المحتوى الفكري والثقافي.. لأني لا اجيد الا التكرار والملل فليعذرني.. ــــــــــــــــــــــــ 2 تموز 2025
#صباح_كنجي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين غربتين.. رواية ل سعاد الراعي
-
حول مذكرات كامل كرم
-
منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان في العراق/ألمانيا (أومرك) نداء
...
-
لا تستهينوا بمحاولات إعادة حزب البعث للسلطة من جديد في العرا
...
-
مع رزكار عقراوي والذكاء الاصطناعي من جديد
-
حول الاختراقات الأمنية والاندساس في الحزب الشيوعي العراقي
-
الجبل اليتيم.. لصلاح رفو
-
الحوار الثاني - حوارات مركز الشمس للدراسات والبحوث..
-
حوارات مركز الشمس للدراسات والبحوث..2
-
حوارات مركز الشمس للدراسات والبحوث..
-
الدورة الثانية ليوم للثقافة العراقية في هامبورغ
-
افتتاحية العدد السادس لمجلة الشمس الالكترونية
-
هذا الكتاب المزيف لتاريخ سنجار..
-
الخيار الآخر لمازن الحسوني
-
مقدمة العدد الخامس من مجلة الشمس
-
كردستان العراق الى أين؟ الاحتلال التركي.. 3
-
كردستان العراق الى أين؟ ولادة داعش الكردية.. 2 ثانياً ـ أسس
...
-
كردستان العراق الى أين؟ 1
-
سنجار التاريخ والجغرافية والمجتمع
-
افتتاحية العدد الرابع من مجلة الشمس الالكترونية..
المزيد.....
-
قرار أميركي -بلا أساس- بشأن أوكرانيا.. وهيغسيث في موقف محرج
...
-
رئيس إفريقي يعتذر لمواطنيه عن حربين قتل بهما ربع مليون شخص
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
-
كيتي بيري وأورلاندو بلوم يؤكدان انفصالهما
-
نتنياهو يعلن إرسال وفد إسرائيلي إلى قطر الأحد لإجراء محادثات
...
-
إسرائيل تتجه نحو هدنة في غزة لكنها تتجاهل الحديث عن وقف الحر
...
-
عاجل| 3 شهداء في قصف إسرائيلي على شقة في حي التفاح شرقي مدين
...
-
عادل إمام بين أولاده وأحفاده.. تفاعل مع أحدث صورة لـ-لزعيم-
...
-
بعد حادث تصادم جديد.. السيسي يوجه بدراسة إغلاق الطريق الدائر
...
-
في تحدّ للحزبين الجمهوري والديمقراطي.. ماسك يعلن عن تأسيس حز
...
المزيد.....
-
نقد الحركات الهوياتية
/ رحمان النوضة
-
الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو
/ زهير الخويلدي
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
المزيد.....
|