أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صابرين ستار جبار - الموساد في ايران واغتيالاته















المزيد.....



الموساد في ايران واغتيالاته


صابرين ستار جبار

الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 04:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولاً:-الحاجة إلى التأسيس:
في العقد الأول من تأسيس الكيان الصهيوني كانت الحاجة ملحة إلى معلومات استخباراتية عن الدول المعادية التي تحيط بالكيان الوليد من كل حدوده. فكان لابد من وجود جهاز عرف بهيئة الاستخبارات والمهمات الخاصة"، والمعروفة اختصاراً باسم "الموساد".
وهو وكالة استخبارات اسرائيلية مركزية ومجال عملها خارج حدود إسرائيل. يتركز نشاط هذه الوكالة في ثلاثة محاور مركزية هي: أولاً: جمع المعلومات في المجالات السياسية، الاجتماعية، العسكرية والأمنية في شتى أنحاء العالم، ثانيا: تنفيذ "عمليات خاصة" خارج حدود إسرائيل، وفي هذا السياق ارتكب الموساد عدداً كبيراً جداً من جرائم الاغتيال، ثالثاً: إجراء بحوث وتقييمات لكل المواد والمعطيات التي يجري تجميعها لاستخلاص النتائج وتقديم التوصيات إلى الجهات السياسية والأمنية الرسمية في إسرائيل، ويخضع "الموساد" لمسؤولية رئيس الحكومة الإسرائيلية مباشرة.
تأسس "الموساد" في كانون الأول من العام 1949، ضمن برنامج تنظيم جديد للعمليات والأجهزة الاستخبارية بعد إقامة إسرائيل، وهو واحد من أجهزة الاستخبارات الثلاثة الأساسية في إسرائيل، إضافة إلى: جهاز الأمن العام الداخلي (الشاباك) وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمام). والواقع أن الموساد هو الهيئة الوريثة للقسم السياسي في وزارة الخارجية. وأول من تولى رئاسة الموساد كان رؤوبين شيلواح، ثم جاء من بعده إيسار هرئيل الذي أحدث نقلة نوعية كبيرة ومهمة جداً في هذا الجهاز الإستخباري. وفي الخمسينيات اتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً بأن يتولى "الموساد" دورا في تنظيم عمليات هجرة / جلب اليهود إلى إسرائيل. وقد نال شهرة عالمية واسعة النطاق عندما نجح في اختطاف النازي أدولف آيخمان وإحضاره إلى إسرائيل ومحاكمته كمجرم حرب والحكم عليه بالإعدام.
ومنذ تأسيسه، كان اسم رئيس "الموساد" سراً لا يسمح القانون بالكشف عنه، إلى أن جرى تعيين داني يتوم رئيساً لهذا الجهاز العام 1996. وقد تولى رئاسة "الموساد"، بعد إيسار هرئيل، كل من: مئير عميت (1963 - 1968)، وتسفي زمير (1968 - 1974)، ويتسحاق حوفي (1974 - 1982)، وناحوم ادموني (1982 - 1989)، وشبتاي شافيت (1989-1996) وداني يتوم (1996 - 1998)،وافرايم هليفي (1998-2002)،ومئير داغان (2002- 2011)، تمير باردو (2011 - 2016) ويوسي كوهين (2016-2021) ودافيد (2021- حتى الآن).
بميزانية سنوية تقدر بـ3 مليارات دولار، وحوالي 7000 موظف موزعين بين المكتب الرئيسي في تل أبيب وبقية المقار الخارجية، فضلاً عن قرابة نصف مليون آخرون من عملاء وضباط ومندوبين ينتشرون في كافة أنحاء العالم من جميع الجنسيات، يعتبر الموساد من أكبر وكالات التجسس العالمية التي تتكفل بالمهام الاستخباراتية والعمليات الخاصة خارج حدود بلادها.
عمل الموساد في البدء عام 1937، كمنظمة هجرة غير شرعية هدفها ترحيل اليهود إلى فلسطين، حيث إن أصل كلمة موساد يعود لعبارة "موساد لعالياه بت" العبرية التي تعني منظمة الهجرة غير الشرعية التي كانت تعتبر وقتها إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي والجهاز التقليدي للمكتب المركزي للاستخبارات والأمن.
‎باشر الموساد أعماله الأولى من خلال مجموعة لا يتجاوز عددها 40 شخصاً من الضباط والإداريين ووكلاء الميدان في قسم الاستعلام في أحد أجهزة المخابرات التابعة لعصابات الهاجاناه، أما الموساد بمعناه الحالي فهو اختصار "هاموساد لموديعين أولتافكديم ميوحادي" أو الاستخبارات والمهمات الخاصة، والذي أُنشئ أواخر عام 1949.
ابرز مهام وأهداف جهاز الموساد
1- جمع المعلومات والبيانات في المجالات السياسية والاجتماعية والعسكرية والأمنية من مصادر متعددة في مختلف الأنحاء في العالم.
2- تنفيذ عمليات أمنية ودبلوماسية خاصة بشكل سري لحماية المصالح الإسرائيلية.
3- استهداف وإحباط أهداف من الممكن أن تشكل تهديدا لإسرائيل سواء كانت مدنية أو عسكرية، داخل أو خارج أراضيها.
4- إدارة شبكات التجسس والعمل على تجنيد عملاء للحصول على المعلومات.
5- رصد مصادر المعلومات العلنية مثل وسائل الإعلام والدراسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم.
6- تقييم الموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية، وتقديم توصيات بناء على المعلومات المتاحة.
ونفذ "الموساد" جرائم اغتيال عديدة بحق قياديين فلسطينيين وعرب في عدد من الدول العربية وخاصة في لبنان وتونس، وكذلك في بعض العواصم الأوروبية، دون اعتراف رسمي من قبل السلطات الحكومية الإسرائيلية بذلك.
‎وينفذ الموساد عمليات سرية واسعة النطاق في الشرق الأوسط، ويركز جهداً خاصاً في إيران، التي تطور برنامجا نووياً، وينسب للموساد تنفيذ عمليات اغتيال العديد من علمائه وتنفيذ عمليات تفجيرية وزرع فايروس الكتروني في حواسيب البرنامج. كذلك دانت محاكم لبنانية العديد من المواطنين اللبنانيين بتهمة التخابر مع "الموساد" والتجسس لصالح إسرائيل. كما ألقت السلطات المصرية القبض على عدد من الأشخاص، إسرائيليين ومصريين، ودانتهم بالتجسس لصالح "الموساد".
ثانياً:- تهيئة الموساد من أجل اختراق ايران
أصبح مئير داغان رئيسا للموساد في عام 2002، بعد أن عينه رئيس الوزراء أرييل شارون لإعادة تنشيط الوكالة، رأى أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل، فأعاد تنظيم الموساد لمعالجة هدفين رئيسيين: أولاً: لمواجهة الدول المعادية التي تحاول الحصول على أسلحة نووية (مع التركيز بشكل خاص على إيران)، وثانيا: لمواجهة الفصائل المسلحة القادرة على مواجهة تل أبيب مثل حزب الله وحماس وفصائل أخرى.
وتم منح داغان موارد ودعماً كبيراً لتنفيذ هذه المهمة، لذا بتفكيك هيكل الموساد السابق وإعاد تجميعه للتركيز بشكل مؤثر على المعلومات الاستخباراتية القابلة للتنفيذ والتي يمكن أن تؤدي إلى عمليات استباقية ووقائية مثل التخريب والكمائن والقتل المستهدف والاغتيالات، وكان هدفه تحويل الموساد إلى وكالة محاربة قادرة على اتخاذ إجراءات حاسمة ضد أعدائها خارج الحدود.
ولتنفيذ المهمة ولقيادة العمليات ضد البرنامج النووي الإيراني عين داغان الضابط السابق في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية تامير باردو نائبا لمئير داغان.
قدم باردو في عام 2003، خطة شاملة وسرية للغاية إلى القيادة العليا للموساد، موضحاً أن الإستراتيجية لوقف طموحات إيران النووية تكون من خلال مجموعة من التدابير المباشرة وغير المباشرة، وشملت الآتي:-
1- ضغوط دبلوماسية قوية.
2- عقوبات اقتصادية.
3- دعم الأقليات وجماعات المعارضة ومساعدتها على التخريب داخل إيران.
4- تعطيل نقل المعدات والمواد الخام للبرنامج النووي.
5- العمليات السرية بما في ذلك تخريب المنشآت النووية واغتيال شخصيات مهمة في البرنامج النووي الإيراني.
وبناءً على هذه الخطة أعد الموساد قائمة بأسماء (15) باحثاً مهما كأهداف للاغتيالات، معظم هذه الأسماء كانت مسؤولة عن تطوير البرنامج النووي والبرنامج الصاروخي الإيراني.
ومن ضمن قائمة الاسماء المعدة للاغتيال كان مسعود علي محمدي استاذ الفيزياء الذي اغتيل في 12 يناير/كانون الثاني 2010، وقد شارك في تطوير البرنامج النووي الإيراني بقنبلة تم التحكم فيها عن بعد زرعت على دراجة نارية بالقرب من منزله في طهران، انفجرت القنبلة أثناء مغادرته منزله، مما أدى إلى مقتله على الفور.
كما اغتيل في تشرين الثاني 2010، مؤسس الجمعية النووية الإيرانية مجيد شهرياري بقنبلة مغناطيسية مثبتة بسيارته بواسطة راكبي دراجات نارية في طهران.
ويعد شهرياري، عالم نووي كلف بأحد أكبر المشاريع في المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، على الفور عندما انفجرت القنبلة أثناء قيادته لسيارته.
واغتيال طالب الدكتوراه في الهندسة الكهربائية داريوش رضائي نجاد، في تموز 2011، حيث أطلق عليه مسلحون يستقلون دراجات نارية النار عدة مرات خارج منزله في طهران.
واقدم الموساد في كانون الثاني 2012، على اغتيال المهندس الكيميائي والمشرف في منشأة تخصيب اليورانيوم مصطفى أحمدي روشان، ومعه سائقه في انفجار قنبلة مغناطيسية وضعها راكبو دراجات نارية على سيارته في شمال طهران.
هذا ولم تكتفي إسرائيل باغتيال العلماء النوويين، بل استهدفت شخصيات عسكرية مرموقة في الأراضي الإيرانية، بهدف إضعاف القدرات الإستراتيجية والدفاعية لإيران، ومن أبرزها كانت عملية اغتيال حسن طهراني مقدم.
الذي لعب دوراً محورياً في تطوير قدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية، إذ يشار له بـ"أبو البرنامج الصاروخي الإيراني"، فله دور فعال في تصميم أنظمة صواريخ سجيل وشهاب ويعد شخصية رئيسية في قوة الفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني. وعززت جهوده بشكل كبير تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية والردع الإستراتيجي.
في تشرين الثاني 2011، وقع انفجار هائل في قاعدة "بيد غنه" العسكرية بالقرب من طهران، حيث كان هناك مقدم و17 عضوا من الحرس الثوري الإيراني.
وفي البداية، عزت المصادر الإيرانية الرسمية الانفجار إلى حادث وقع أثناء اختبار ذخائر جديدة. ومع ذلك، زعمت العديد من التقارير ومصادر الاستخبارات، بما في ذلك مقال في مجلة تايم نقلا عن مصدر استخباراتي غربي أن الموساد كان وراء الانفجار.
ومن أبرز العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية، التي مثلت اختراقاً لإيران، عملية اختراق البرنامج النووي الإيراني، الذي أعلنه بنيامين نتنياهو شخصياً في نيسان 2018، من خلال سرقة جزء كبير من أرشيف هذا البرنامج، وبحوالي 55 ألف وثيقة وعشرات الأقراص المدمجة. مجموعة ملفات قال إنها جزء من الأرشيف النووي الإيراني، مشيراً إلى أن "جهاز الموساد حصل عليها سابقًا خلال عملية جريئة استهدفت منشأة تخزين تبعد نحو 30 كيلومترًا عن طهران". وقد أكد الرئيس الإيراني آنذاك، حسن روحاني، لاحقا وقوع هذه العملية.
في الوقت نفسه سلط نتنياهو الضوء على الدور المحوري لمحسن فخري زاده وكرر قائلاً: "الدكتور محسن فخري‌ زاده... تذكروا هذا الاسم."
في 2020، تعرضت سيارة محسن فخري‌ زاده، الملقب بـ"عرّاب البرنامج النووي الإيراني"، لهجوم مسلح في منطقة أبسرد، شرقي طهران.
إذ قتل زاده بواسطة رشاش يتم التحكم فيه عن بعد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
و في نهاية 2022 اتهمت إيران تسعة أشخاص بـ"التخابر مع إسرائيل" في عملية الاغتيال هذه.
إذ ان تنفيذ عملية اغتيال بهذه الدقة على هدف متحرك، ودون سقوط أي ضحايا مدنيين، يتطلب توفر معلومات استخباراتية دقيقة وفورية على الأرض.
واغتيل العقيد حسن صياد خدايي، وهو شخصية عسكرية إيرانية بارزة، في أيار 2022. وكان عضوا في فيلق القدس النخبوية، والذراع العملياتي للحرس الثوري الإيراني خارج الحدود الإقليمية.
قُتل خدايي بالرصاص خارج منزله في طهران من قبل مسلحين على دراجات نارية، وهي الطريقة المشابهة لاغتيال العلماء النوويين الإيرانيين.
ولم يكتفي الموساد باستهداف القادة والعلماء الايرانيين داخل الاراضي الايرانية بل عمد على استهدافهم في بلدان أخرى منها سوريا على سبيل المثال.
‎ففي ديسمبر 2023، اغتيل الضابط برتبة عميد في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي بغارة جوية قامت بها إسرائيل على منزله في حي السيدة زينب، على بعد 10 كيلومترات جنوب دمشق.
‎أما القيادي في فيلق القدس محمد رضا زاهدي فقد اغتيل في ابريل 2024، بغارة إسرائيلية على المزة في العاصمة السورية دمشق.
‎قتل الجنرال محمد هادي حاجي رحيمي، يوم 1 أبريل 2024 بغارة إسرائيلية على المزة في العاصمة السورية دمشق، وهو نائب قائد فيلق القدس محمد رضا زاهدي.

ثالثاً:- الموساد في ايران بين الطرق التقليدية والذكاء الاصطناعي
في ظل التنافس الاستراتيجي بين طهران وتل أبيب، تمكّن جهاز الموساد الإسرائيلي من تحقيق اختراق غير مسبوق في قلب الأراضي الإيرانية، مستخدماً أساليب متطورة في التجسس والاختراق والتخطيط العسكري. وتكشف تقارير وتحليلات أمنية دولية عن أن الموساد لم يكتفِ بجمع المعلومات، بل نجح في تنفيذ عمليات استخباراتية وعسكرية داخل إيران، مما أثار دهشة المراقبين وأثار قلق السلطات الإيرانية.
‎إذ قامت استراتيجية الموساد على عدة محاور رئيسية، أولها الاختراق البشري عبر تجنيد عملاء من داخل إيران، سواء كانوا مواطنين عاديين أو عناصر في الأجهزة الأمنية والعسكرية. وقد أكدت تصريحات رسمية إيرانية سابقة، منها تصريحات الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، أن بعض عناصر الأجهزة الأمنية المسؤولة عن مواجهة الموساد كانوا في الواقع عملاء لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، مما أتاح للموساد الوصول إلى معلومات سرية للغاية وشنّ عمليات داخلية.
على مدار سنوات طويلة، كانت غالبية الاستهدافات الإسرائيلية تحدث- على نحو أساسي- عبر الطرق التقليدية، مثل القتل المباشر بيد عملاء استخبارات أو جواسيس، أو من خلال التسميم، ومن خلال وحدات العمليات الخاصة للاغتيالات، مثل “سايرت ماتكال”، أو “شايطيت 13″، أو “دوفدفان”، وهي معروفة بالاغتيالات السرية. إلى جانب ذلك، استخدمت إسرائيل العبوات الناسفة في عمليات الاغتيال، لكنها في السنوات القليلة الماضية ركزت على توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في عمليات الاغتيال ضد أعدائها؛ لتضمن تحقيق أهدافها بدقة، ولتحليل المعلومات، واعتراض الاتصالات، وتتبع تحركات القادة الإيرانيين، ومن خلال الذكاء الاصطناعي أعد الموساد بعد تكليف عدد من الضابط إعداد قائمة للجنرالات والقادة العسكريين الإيرانيين، تتضمن أماكن عملهم وتحركاتهم وأوقات فراغهم، فضلاً عن الاعتماد على الجواسيس لتتبع العلماء النوويين الإيرانيين وكبار المسؤولين في الحرس الثوري، لتسهيل استهدافهم.
استخدم الموساد تقنيات متطورة مثل الطائرات المسيرة (الدرونز) التي تم إدخالها إلى إيران وتم نشرها سراً قرب طهران، حيث استُخدمت في عمليات استطلاع وضربات دقيقة ضد مواقع عسكرية إيرانية. كما تم تهريب أسلحة وأجهزة إلكترونية متقدمة إلى داخل إيران، ساعدت في تنفيذ عمليات استخباراتية وعسكرية دون اكتشافها بسهولة.
‎كما لعبت الحرب السيبرانية دوراً محورياً في استراتيجية الموساد، حيث تم تطوير ونشر فيروسات حاسوبية متقدمة مثل "ستوكس نت"، التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية وأدت إلى تعطيلها
بشكل كبير. وقد شارك الموساد في هذه العمليات بالتنسيق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA)، مما زاد من فعالية الضربات السيبرانية.
الاختراق الأمنى الإسرائيلى الواسع لإيران تمثل في عدة جوانب منها على سبيل المثال اغتيال "إسماعيل هنية" زعيم حماس فى قلب طهران وفى دار الضيافة الرئاسى، واغتيال الرئيس الإيرانى الأسبق "إبراهيم رئيسى" وذلك بتفجير طائراته الهليكوبتر على حدود أذربيجان، وتعتبر حدود إيران الشاسعة مع دول حليفة لإسرائيل مشكلة المشاكل فى الاختراقات الأمنية للموساد الإسرائيلى، فهناك حدود إيرانية طويلة مع أذربيجان وهى دولة حليفة لإسرائيل رغم وجود عدد كبير من الشيعة بها، وكذلك حدودها مع كردستان العراق.
وفيما يخص الصراع الايراني الاسرائيلي الراهن والذي اطلقت عليه اسرائيلي بمسمى (الاسد الصاعد) بينما اطلقت عليه ايران مسمى (عملية الوعد الصادق) فالتحضير والاعداد لإختراق الاراضي الايراني باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي قد استغرق سنوات عدة وان استخدمت اسرائيل تقنيات هذا الذكاء من قبل في عملية اغتيال محسن فخري زاده لكن الاستخدام في ظل الصراع الأخير كان بعد الدراسة والتعمق بصورة كبيرة بتقنية هذا الذكاء.
‎إذ أشارت رئيسة قسم الأبحاث السابقة في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" إن هذا الهجوم هو "تتويج لسنوات من العمل قام به الموساد لاستهداف البرنامج النووي الإيراني".
‎مستند هذا الهجوم إلى معلومات حصلت عليها إسرائيل بعد الغارات الجوية التي استهدفت مناطق من إيران في أكتوبر الماضي، والتي كشفت عن نقاط ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية.
‎وأشار المصدر إلى أن عملاء الموساد هربوا طائرات مسيرة صغيرة داخل مركبات، من أجل ضرب أهداف من مسافة قريبة.
وقد عملت خلايا الموساد على تهريب طائرات مسيّرة انتحارية صغيرة تحمل لاحقاً على سيارات "بيك أب" مفتوحة من الخلف وتغطى، وتنتقل في أرجاء مختلفة من البلاد، وفي لحظة ما يرفع الغطاء لتنفيذ المهام الموكلة إليها، وفق فايز.
‎تنحصر مهام هذه المسيّرات في تنفيذ اغتيالات لعلماء نوويين، وضرب أجهزة الرادار ومعدات لها علاقة بالدفاع الجوي، وكذلك مهاجمة منشآت تابعة للدولة الإيرانية مثل استهداف مبنى وزارة الخارجية، حسب فايز.
وفي 13 حزيران عام 2025، بدأت إسرائيل حربها على إيران بضربات واسعة النطاق، مؤكدة استهدفها لمنشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية ومنظومات الدفاع الإيرانية وقادة عسكريين بارزين، موضحة أنها "بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي". ومن ابرز القادة والعلماء الذين استهدفتهم اسرائيل خلال هذه الحرب هم الآتي:-
1- حسين سلامي(1960-2025): ضابط عسكري إيراني، ولد بضواحي مدينة كلبايكان في محافظة أصفهان، ودرس الهندسة الميكانيكية في العاصمة طهران، انضم إلى الحرس الثوري عقب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وأسس سلامي عام 1992 جامعة القيادة والأركان تحت عنوان "دورة دافوس" بالعاصمة طهران لتأهيل كوادر عسكرية متخصصة، وترأسها بين عامي 1992 و1996، وتقلد بعدها مناصب عدة إلى ان عينه المرشد الأعلى علي خامنئي عام 2019 قائداً عاماً للحرس الثوري بعد منحه رتبة لواء، وأصبح ثامن مسؤول يتولى قيادة المؤسسة العسكرية الموازية للجيش الإيراني، وكان من كبار القادة الذين فرضت الإدارة الأميركية عقوبات.
‎2- محمد حسين باقري (1958-2025): ويعرف أيضا باسم محمد حسين أفشردي- قائد عسكري إيراني وهو أحد أبرز العسكريين المشاركين في الحرب العراقية الإيرانية.
‎انخرط في صفوف الحرس الثوري الإيراني عام 1980 بعد اضطراره إلى مغادرة دراسته في الهندسة الميكانيكية بجامعة البوليتكنيك، عقب إغلاقها في سياق "الثورة الثقافية".
‎تمكن باقري لاحقا من الحصول على درجة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية من جامعة "تربية مدرس"، كما درّس في الجامعة العليا للدفاع الوطني.
‎اكتسب خبرة واسعة في المجالات العسكرية والأمنية والاستخباراتية، شغل باقري مناصب قيادية متعددة، منها رئاسة استخبارات وعمليات القوات البرية، ورئاسة استخبارات مقري "كربلاء" و"خاتم الأنبياء"، الذراع الهندسية للحرس الثوري.
‎عينه خامنئي في حزيران 2016، رئيسا لهيئة أركان القوات المسلحة خلفا للواء حسن فيروز آبادي.
‎تعرض محمد باقري لسلسلة من العقوبات الدولية، بدأت في تشرين الثاني 2019 حين فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات بتهمة التورط في هجمات في لبنان والأرجنتين.
‎وتبعتها عقوبات كندية في تشرين الأول 2022 بتهمة انتهاكات حقوق الإنسان، شملت تجميد أصوله ومنعه من دخول كندا. وفي الشهر ذاته، أدرجه الاتحاد الأوروبي على قائمة العقوبات لدوره في تزويد روسيا بطائرات مسيرة استخدمت في الحرب على أوكرانيا، بينما أدرجته سويسرا على القائمة ذاتها في تشرين الثاني 2022 لدعمه الحرب الروسية على أوكرانيا.
‎3- علي شادماني:ولد شادماني في همدان وانضم إلى الحرس الثوري في الأيام الأولى بعد انتصار الثورة الإيرانية. وفي تلك الفترة قاد "اللواء 32 أنصار الحسين" وأدى دوراً محورياً في جبهات الغرب والجنوب مدة عامين.
‎بعد انتهاء الحرب تولى شادماني مناصب مهمة، منها معاون عمليات القوة البرية للحرس الثوري بين عامي 1988 و1996، وقائد اللواء 3 للقوات الخاصة "حمزة سيد الشهداء" عام 1996، وقائد مقر "النجف" حتى 2003.
‎وترأس شادماني إدارة العمليات في مقر القوات المسلحة عام 2005، كما كان معاون عمليات مقر القوات المسلحة ومعاونا منسقا لمقر خاتم الأنبياء المركزي، وشغل منصب نائب رئيس عمليات هيئة الأركان العامة من 2012 حتى 2016.
‎وعيّن خامنئي اللواء علي شادماني في 13 حزيران 2025 قائدا لمقر خاتم الأنبياء التابع لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية خلفا للواء غلام علي رشيد الذي قُتل في الهجوم الإسرائيلي على مقر القيادة العامة.
‎وأعلن الجيش الإسرائيلي حزيران 2025 استهدافه عقب أيام من تعيينه، قائلا إنه كان القائد العسكري الأعلى والأقرب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، وتولى قيادة خاتم الأنبياء للطوارئ المسؤولة عن إدارة المعارك وخطط إطلاق النار.
‎4- غلام علي رشيد: حاصل على ماجستير في الجغرافيا السياسية من جامعة طهران ودكتوراه في الجغرافيا السياسية من جامعة "تربيت مدرس".
‎انضم إلى الحرس الثوري بعيد تأسيسه، وعُين نائبا لشؤون المعلومات والعمليات في مسقط رأسه، وشارك في عمليات رئيسية إبان الحرب العراقية الإيرانية، ومنها عملية خيبر (1984)، التي شهدت تأسيس مقر خاتم الأنبياء، وهو أعلى هيئة عملياتية تنسق بين الجيش والحرس الثوري..
‎وبعد أن وضعت الحرب أوزارها تولى رشيد مناصب إستراتيجية رفيعة المستوى، إذ كان مساعدا للعمليات في الأركان المشتركة للحرس الثوري (1986-1989)، ومساعدا للمعلومات والعمليات في الأركان العامة للقوات المسلحة (1989-1999).
‎كما تولى منصب نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة 17 عاما (1999-2016)، وقائد مقر خاتم الأنبياء المركزي (2016-2025).
‎5- العميد حاجي زاده: قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري. حاصل على وسام "الفتح من الدرجة الأولى" من المرشد الأعلى علي خامنئي.
‎وفي تشرين الأول 2009 عين حاجي زاده قائداً للقوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية بأمر مباشر من خامنئي، ومكث في المنصب حتى مقتله.
‎أثارت تصريحاته في أكثر من مناسبة جدلاً واستنكارا من جهات غربية، ومن أبرزها تصريحه بأن حاملة الطائرات الأميركية التي تقل عشرات الطائرات المقاتلة ونحو ستة آلاف جندي أميركي هي "هدف سهل" لإيران، وكذا قوله إن "إغراق حاملة الطائرات الأميركية أو تعطيلها أمر في غاية السهولة".
‎6- اللواء داوود شيخيان: قائد الدفاع الجوي في القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، والتي كان يقودها العميد أمير علي حاجي زاده. تذكر الصحافة الإيرانية أنه كان له دور محوري في تطوير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.
‎كما شارك في تصميم الإستراتيجيات العسكرية لمواجهة التهديدات الجوية، لا سيما عقب اغتيال اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري، والذي قضى في غارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي عام 2020.
‎7- اللواء محمد كاظمي (1957-2025): عُين في تموز 2022 رئيسا لجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني (الصحافة الإيرانية) وهو أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، انضم في ثمانينيات القرن الـ20 إلى اللجان الثورية التي شُكلت لمواجهة ما وُصف بـ"قوة معارضة الثورة الإيرانية"، ثم ألحقت فيما بعد بوزارة المخابرات الإيرانية.
‎8- فريدون عباسي دوائي(1958-2025): عالم نووي ومهندس وأستاذ جامعي برتبة عميد في الحرس الثوري الإيراني، وهو حائز على دكتوراه في الفيزياء النووية، وكان له دور مهم في برنامج تخصيب اليورانيوم.
‎ولد في مدينة عبادان، وحصل على الدكتوراه في الفيزياء من جامعة "الشهيد بهشتي"، وبدأ نشاطه العسكري عام 1978 داخل الحرس الثوري الإيراني.
‎تولى دوائي منصب نائب مدينة كازرون في البرلمان الإيراني في الدورة الـ11، ومنصب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بين عامي 2010 و2014، كما شغل منصب مدير تنفيذي رفيع المستوى ومهندس نووي وقيادي في الحرس الثوري.
‎عُيّن عباسي نائبا لرئيس الجمهورية في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد، ثم تولى رئاسة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ثم انتخب عام 2019 نائبا في البرلمان عن دائرة كازرون وكوهجنار، وحاول الترشح لمنصب رئاسة مجلس الشورى الإسلامي وللانتخابات الرئاسية لكنه لم يفلح.
‎عمل أستاذا جامعيا في كل من جامعة شيراز وجامعة فردوسي في مشهد، والجامعة الصناعية أمير كبير، وكان يعرف بأنه أحد أبرز العلماء النوويين في بلاده.
‎ تعرض لأكثر من محاولة اغتيال إسرائيلية، واحدة منها عام 2010 إلى جانب العالم مجيد شهرياري، وأصيب على إثرها بإعاقة هو وزوجته، وقبل اغتياله شغل منصب رئيس قسم الفيزياء في جامعة الإمام الحسين.

‎8- محمد مهدي طهرانجي(1965-2025): عالم فيزياء نووي ولد في طهران ، ويعتبر أحد أبرز النوويين الإيرانيين ومن القيادات الأكاديمية الهامة في المؤسسات الإيرانية، إذ تولى منصب نائب رئيس جامعة الشهيد بهشتي ورئيسها في الفترة (2012-2016).
‎حصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الفيزياء من جامعة "الشهيد بهشتي"، ثم نال الدكتوراه من معهد الفيزياء والتكنولوجيا في موسكو، وتابع برنامجا بحثيا في المركز الدولي للفيزياء النظرية في إيطاليا.
‎عمل مساعدا للتخطيط والشؤون التنفيذية في كلية العلوم بجامعة الشهيد بهشتي في طهران بين عامي 1998 و1999، كما شغل منصب رئيس قسم الفيزياء في جامعة بيام نور في الفترة نفسها.
‎وبين عامي 1999 و2007، أسهم في تأسيس عدد من الهيئات العلمية بجامعة شهيد بهشتي، من بينها معهد أبحاث الليزر وكلية التقنيات الحديثة. كما أصبح عضوا في مجلس إدارة الجمعية الإيرانية للبصريات والفوتونيك -علم وتكنولوجيا توليد الضوء والتحكم به- بين عامي 2009 و2013.
‎وفي عام 2010، تولى رئاسة اللجنة التخصصية للعلوم الأساسية في المجلس الأعلى للعلوم والبحث والتكنولوجيا في إيران.
‎عيّن طهرانجي أستاذا في كلية الفيزياء بجامعة "الشهيد بهشتي" ثم عضواً في مجلس أمناء جامعة آزاد عام 2018، ثم ترأسها في العام التالي. وعُين كذلك مشرفاً على فرع جامعة آزاد الإسلامية في محافظة طهران.
‎9- أمير حسين فقيهي: عضواً في اللجنة التعليمية بجامعة الشهيد بهشتي ورئيس معهد أبحاث العلوم والتكنولوجيا النووية.
‎10- أحمد رضا ذو الفقاري: عضو هيئة التدريس في جامعة الشهيد بهشتي والمدير المسؤول عن "المجلة الفصلية للتكنولوجيا والطاقة النووية".كان له حضور نشط في المجلات والمؤتمرات المرموقة في إيران، ويمكن العثور على مقالاته الدولية والمحلية أيضا على موقع "سيفيليكا" (Civilica) العلمي.
‎11- عبد الحميد مينوتشهر: عضواً في الهيئة التدريسية بجامعة الشهيد بهشتي ورئيس تحرير "المجلة الفصلية للتكنولوجيا والطاقة النووية". وفي رصيده العلمي أربع أوراق بحثية قُدمت في مؤتمرات و6 مقالات منشورة في مجلات علمية داخل إيران.
‎تركز مقالاته المنشورة بشكل أساسي على موضوعات غلاف الوقود، والاختبارات غير الإتلافية، والتيارات الدوامية، وقضايا أخرى.
‎12- مطلبي زاده: هو لقب لأحد العلماء النوويين الإيرانيين الذين قتلوا فجر الجمعة 13 حزيران 2025، في هجوم إسرائيلي على طهران.
‎13- محمد رضا صديقي(1974-2025): عالم نووي إيراني بارز وأحد أهم خبراء البرنامج النووي الايراني، تقلد منصب رئيس "مجموعة كريمي" التابعة لمنظمة الابتكار الدفاعية الإيرانية "سبند"، التي تعمل على تطوير التكنولوجيا الدفاعية المتقدمة والتقنيات العسكرية.
‎في أيار 2025 أدرجته وزارة الخارجية الأميركية ضمن القائمة السوداء، ووضعته تحت العقوبات بموجب القرار التنفيذي رقم 13382، إلى جانب مسؤولين اثنين من منظمة "سبند"، بتهمة المشاركة والتورط في إنتاج وتصنيع متفجرات وأجهزة نووية قابلة للتطبيق العسكري.
‎ووفقا للخارجية الأميركية، فإن المدرجين قد أسهموا في تحسين مشروع "آماد" النووي الإيراني، وأجروا أبحاثا متعلقة بانتشار الأسلحة النووية وتحسين البرنامج النووي الإيراني.
‎اغتالته إسرائيل صباح يوم الثلاثاء 24 حزيران 2025 بهجوم استهدف منزل والديه بمدينة أستانة أشرفية بمحافظة جيلان شمالي إيران، علما أنه كان قد نجا من محاولة اغتيال سابقة قبلها بأيام.
‎وجاء اغتيال صديقي بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
هذا وبعد عمليات اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، وصلت إلى مسامع أكثر من 20 جنرالاً إيرانياً عبر مكالمات هاتفية باللغة الفارسية في ذلك الوقت العصيب حملت عبارات مثل: "أنصحكم، أمامكم 12 ساعة للهروب مع زوجتك وأطفالك. وإلا فأنتم على قائمتنا بالفعل.. نحن أقرب إليكم من حبل الوريد.. سنغطيكم وعائلاتكم وأطفالكم بالطين.. كما قلت، لديكم 12 ساعة من لحظة حديثي معكم، لديكم وقت للهرب.. سنرسلكم الواحد تلو الآخر إلى الجحيم.. هل تريدون أن تكونوا واحدا منهم؟ هل تريدون أن تكونوا التاليين في القائمة؟ هل تريد قتل زوجتك وأطفالك أيضا؟".
‎عملية الترهيب استخدم فيها علاوة على مكالمات هاتفية متكررة، قصاصات دست تحت الأبواب، ورسائل بعثت للزوجات، ضمت حتى الموقف الذي يُطلب منهم والمتمثل في إعلانهم "لقد انسحبنا من هذه الحكومة... نحن غير مستعدين للتضحية بأرواحنا من أجل أناس دمروا بلدنا لمدة 46 عاما".
‎ويتضح مما تقدم الحجم الكبير والدور الفعال للموساد في داخل الاراضي الايرانية إذ ان الحرب هذه افصحت عن عمق هذا التوغل سواء كان بالطرق التقليدية أم باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، والهدف من ذلك كله تغيير النظام الايراني وتحجيمه وأيقافه أو منعه من تطوير سلاحه النووي نحو امتلاك قنبلة نووية.
رابعاً:- سياسة ايران ازاء عملاء الموساد
‎ أن إيران ذاهبة للسيطرة على هذه القضية، إذ ستعود قوات التعبئة "الباسيج" إلى المدن الإيرانية وستنصب حواجز داخلها وعلى أبوابها فقط لإيقاف نوع معين من السيارات والتعامل معها.
‎وكانت السلطات الإيرانية قد طلبت من المواطنين الإيرانيين الانتباه إلى نوع معين من السيارات -موديل بيك آب- استخدمها عملاء الموساد في إطلاق المسيرات التي استهدفت مواقع حساسة وشخصيات مهمة بالبلاد.
أعلنت السلطات الإيرانية اعتقال عدد كبير ممن سمتهم "المتعاملين" مع جهاز الموساد الإسرائيلي، في ظل تزايد الهجمات بمسيّرات انقضاضية صغيرة من داخل البلاد على شخصيات علمية بارزة ومنشآت إيرانية.
كما ضبطت ورشة لتصنيع المسيّرات في أطراف المدينة، واعتقلت 4 أشخاص، كما أعلنت السلطات الأمنية الإيرانية اكتشاف مصنع على أطراف طهران لتصنيع المسيرات.
وان جل هؤلاء العملاء "إيرانيون، وليسوا إسرائيليين"، وانهم ليس بالضرورة أن يكون عددهم كبيراً بالنظر إلى أن إيران دولة يقترب عدد سكانها من 100 مليون نسمة.
ومن أهم الجواسيس الذين أعلنت عنهم إيران مؤخرا "إسماعيل فكرى" الذى ترددت أنباء عن إعدامه، ومجید مسیبی ونُفّذ الإعدام بحقه في 22 حزيران الجاري، بتهم "المحاربة" و"الإفساد في الأرض"، وذكرت وكالة مهر أنه أقرّ بتلقيه تدريبا في إحدى دول الجوار، ونقل معلومات عبر أجهزة تشفير متقدمة.
إلى جانب اعتقال أكثر من 700 من شبكة جواسيس إسرائيليين خلال 12 يوما، وهي الفترة التي استمرت خلالها الحرب المفاجئة التي شنتها إسرائيل على إيران يوم 13 حزيران وتوقفت يوم أمس 23 حزيران بإعلان وقف إطلاق النار من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
‎ويرجع تجنيد اشخاص ايرانيين كعملاء متخابريين مع اسرائيل لعدة اسباب منها:
1- العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران، التي أسهمت في تراجع الوضع الاقتصادي وبالتالي فتحت الباب أمام الأغراء لتجنيد اشخاص قد يكونون ليسوا على دراية كافية بما يفعلون أو أنهم يعملون لمصلحة الموساد.
‎2- المعارضة ورغبتهم في تغيير النظام القائم بأي وسيلة كانت.
3- انعدام المعرفة عن هذا الجهاز أي الموساد، إذ ينبغي على السلطات الايرانية العمل على التثقيف حول الموساد ومدى خطورته.

‎خامساً: لتجنب الاختراق مستقبلاً
ان وضع حد لهذا الخرق الاستخباراتي للاراضي الايرانية يتطلب من ايران العمل على مايلي:-
1- حفظ حدودها وضبطها والسيطرة عليها بصورة دقيقة وتامة.
2- استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات.
3- لضمان عدم تعرض المواطنين للاغراء يجب العمل على تحسين دخل الفرد الايراني.
4- التعاون ما بين المواطنيين والاجهزة الامنية لكشف أي نشاط مشبوه.
5- التعاون الأمني مع الدول ذات الحدود الجغرافية المشتركة أي الاستخدام والتعاون الفعال للجغرافية المكانية.
6- توفير التوعية والتثقيف عن جهاز الموساد ورجاله ومدى خطورته وعمق عملياته وأساليب عمله وما غاياته.
7- التحليل الاستخباراتي المضاد من خلال متابعة كل نشاطاته وتحليله للاوضاع بغية معرفة مكامن الضعف فيه.
8- وضع القوانين والعقوبات الصارمة بغية الردع.
9- مكافحة التجسس الالكتروني وهذه تتداخل وتشترك مع النقطة الثانية.
10- التعاون مع الخبراء.
11- التركيز على الأمن السيبراني لحماية البنية التحتية المعلوماتية والأنظمة الحساسة.
12- الاستخدام الفعال للتقنيات البيومترية لتحديد هوية الأفراد المرتبطين بالموساد.
13- الاستخدام الفعال للروبوتات في العمليات الأمنية والاستخباراتية.





#صابرين_ستار_جبار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مضيق هرمز وتداعيات أغلاقه على العراق
- حمار مقابل ازدهار اقتصاد (هدية ترامب)
- وجهة نظر في حرب ايران
- رؤية في قمة بغداد ال34
- رؤية في قمة بغداد
- دستورية المحكمة الاتحادية العليا أين تكمن
- الحاجة إلى عقلاء
- حركة المقاطعة الفلسطينية بين الماضي والحاضر
- تخبط مجلس النواب العراقي في انتخاب رئيسه
- العراق وأزمة الفراغ السياسي
- لبنان وشبح الحرب الأهليةصابرين ستار
- قراءة في الانتخابات العراقية المبكرة ومخرجاتها
- حي الشيخ جراح والنزاع التاريخي المتجدد
- موقف القوى السياسية من الانتخابات العراقية المبكرة


المزيد.....




- حفل زفاف بيزوس وسانشيز..فعاليات تبلغ كلفتها أكثر من 50 مليون ...
- كشف نسبة صواريخ إيران التي ضربت داخل إسرائيل من العدد الإجما ...
- هل يمهد وقف الحرب بين إيران وإسرائيل الطريق لحل في غزة؟ مصطف ...
- محادثات في الظلّ: عروض -مغرية- لإيران لوقف تخصيب اليورانيوم ...
- هآرتس عن جنود إسرائيليين: مراكز المساعدات في غزة تُعامل كأهد ...
- هل يصمد النظام الإيراني في وجه التصعيد؟
- هآرتس: الدعوة لإلغاء محاكمة نتنياهو ربما تورطه في قضية جديدة ...
- مخاوف أوروبية من انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار النووي
- جون نويل بارو وزير الخارجية الفرنسي
- ملفات ساخنة على طاولة القادة الأوروبيين في بروكسل


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صابرين ستار جبار - الموساد في ايران واغتيالاته