أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف هريمة - نزول عيسى مسيانية يهودية مسيحية في قالب إسلامي















المزيد.....



نزول عيسى مسيانية يهودية مسيحية في قالب إسلامي


يوسف هريمة

الحوار المتمدن-العدد: 1813 - 2007 / 2 / 1 - 09:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ارتبطت فكرة المسيح المخلص، ارتباطا وثيقا بالفكر الديني عموما، واليهودي منه على وجه الخصوص. وهي فكرة ضاربة في أعماق التاريخ، عبّرت في فترات تاريخية مختلفة عن عجز الكائن الإنساني، على الإحاطة بفكرة الإله المتعالي، عن مدركات الإنسان المادية، والمتجاوز لحدود الطبيعة والتاريخ. كما عبرت بشكل من الأشكال عن مرحلة جنينية في التفكير الإنساني، لم تستوعب بعد فكرة الاختيار والحرية الإنسانية، في ممارسة حركة التاريخ وفق سنن الله التي لا تبديل لها.
هذا الوضع الجنيني في الفكر الإنساني، دفع بالإنسان ليفسر حركة التاريخ وفق سقفه المعرفي الضيق، ليجعل الإله حالاًّ في الطبيعة متحكما في قوانينها، هذا الإله الذي ينهي كل المشاكل، تارة بتدخله المباشر والفوري، وتارة أخرى بإرسال المخلص LE CHRIST في الفكر الغنوصي الوثني.
وبالرغم من أن فكرة انتظار المسيح قديمة قدم التاريخ، إلا أنها عرفت نضجها وكمال نموها مع الفكر الديني خاصة الفكر اليهودي. هذا الفكر - الذي شب وترعرع في أحضان السبي البابلي- وجد فيها تعبيرا عن أمانيه وتطلعاته، نحو عالم تلتئم فيه طموحات الشعب اليهودي بلمِّ الشتات، وتحقيق الوعود الإلهية لشعب الله المختار.
بعد ذلك أخذت الفكرة في التدرج والاكتمال مع المسيحية، التي آمنت بيسوع مسيح الرب مخلصا، والتجأت بذلك إلى تحقيق النبوات التوراتية في شأن المسيح. واكتمل المشروع بالإسلام، الذي نجد فيه فكرة الانتظار حاضرة في الوجدان الإسلامي. هذه العقيدة التي سترسخ جذورها، من خلال روايات نسبت إلى رسول الله، تؤكد مجيء المخلص في آخر الزمان حاملة المفهوم التوراتي والإنجيلي، لهذه العقيدة مع قليل من التحوير.
من أجل ذلك نقوم بهذه الدراسة للبحث عن جوانب التأثير اليهودي المسيحي الذي أخذ قالبا إسلاميا فيما بعد. وستكون مقاربتنا للموضوع على الشكل التالي:


1- مفهوم المسيانية:
الاسم الفرنسي جاء من الاسم العبري MASSIAH ، وتعني الممسوح بالزيت، ومنقذ، والمفدي، الذي سيظهر في نهاية الزمن. وقد استعمل هذا اللفظ أولا في حق الكاهن والملوك، والأشخاص ذووا المهمات الإلهية، حيث كان اليهود يمسحون هؤلاء بالزيت المقدس - على غرار الثقافات السابقة - قبل تنصيبهم من أجل المكانة التي تبوؤوها، وكذلك لأجل المباركة.1
ويمكن أن نقول بأن لفظ المسيح،- كجميع ألفاظ اللغة-، اكتسب بتوالي العصور والثقافات معنى جديدا تجسد بشكل واضح في شخص مرسل من الله، له قدرات خاصة يتمتع بها دون غيره من الناس. إنسان أرضي بطبيعة إلهية، استطاعت طبيعته أن تجمع بين الإلهي والبشري في شخص " ابن الإنسان ". هذا الملك من سلالة داود سيعود ليعيد مجد مملكة إسرائيل، ويقضي على أعدائهم، ويعيد بناء الهيكل، ويحكم بالشريعة، وغيرها من المفاهيم التي لبسها هذا اللفظ من جراء أحداث متوالية مر بها الشعب الإسرائيلي.
من خلال هذه الإطلالة السريعة على بعض معاني لفظ المسيح، وتطوره عبر العصور، نصل إلى أن هذه السلسلة المتوالية في توظيف مصطلح المسيح تستعيد بشكل كبير تاريخ التجسدات المتتابعة للفكرة المسيحانية على مر الحقب التاريخية، منذ المفهوم الديني اليهودي والمسيحي، وصولا إلى المفاهيم المقارنة الأنثروبولوجية- التاريخية، والاجتماعية السياسية المعاصرة مرورا بالمسيحانية العلمانية، الثورية، أو الوطنية التي ولدت مع عصر الحداثة.
إذن فمصطلح المسيحانية يشير إلى الاعتقاد الديني بعودة شخص يفدي الناس مرسل لتأسيس عصر جديد للسلام، والسعادة و العدالة، التي تطبع نهاية النظام الحالي للعالم. هذا المعتقد الذي أصبح يقدم بعناوين مختلفة بدءا بالإيمان اليهودي والمسيحي وصولا إلى الإيمان الإسلامي مع نزول عيسى مثلا.



2- المسيح في الديانة اليهودية:
المسيح في العهد القديم لفظ مشترك كما رأينا سابقا، كان يشير في البداية إلى الملك الممسوح من طرف الله. وبعد ذلك أخذ اللفظ حمولات ثقافية متعددة جعلته يكتسب معنى المخلص المقدس، والمنقذ المرسل من الله ليحمل رسالة السلام إلى العالم.
*- المسيح النبي: MESSIANISME PROPHETIQUE
والنبي في المفهوم العبري تعني الشخص الذي يتحدث و يتكلم باسم الإله وينوب عنه بواسطة الوحي. ففي سفر الخروج يقول الله لموسى:" انظر أنا جعلتك إلهاً لفرعون، وهارون أخوك يكون نبيك" ( خروج 7: 1)، أي المتكلم عنك.
والدارس للعهد القديم يجد فيه نبوءات متعددة عن المسيح النبي أو المسيا، هذه النبوءات التوراتية التي وجد فيها مجموعة من اليهود والنصارى، مطابقة تامة مع المسيح، الذي أكد بنفسه وفي العديد من المواضع بأنه نبي مرسل من طرف الله:" وأما يسوع فقال لهم ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته " متى 13: 57، وبأن ما أخبر به هو من الرب الأب:" إن لي أشياء كثيرة أتكلم وأحكم بها من نحوكم. لكن الذي أرسلني هو حق. وأنا ما سمعته منه فهذا أقوله للعالم. ولم يفهموا أنه كان يقول لهم عن الأب " يوحنا 8: 26، وكانت الجموع ترى فيه نبيا:" فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل. ودخل يسوع إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام" (متى 21: 11).
*- المسيح الكاهن MESSIANISME SACERDOTAL
ارتبط طقس التكهن أو الكهنوتية في العهد القديم بالتقليد اللاوي، اللاويين 8-11:" وللاوي قال تميمك وأوريمك لرجلك الصدّيق الذي جربته في مسّة وخاصمته عند ماء مريبة "، هذا الطقس الذي يعكس ويفسر الوحي الإلهي وتقديس القربان. والعهد القديم تنبأ أيضا بأن المسيح سيكون كاهناً:" أقسم الرب ولن يندم.أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق الرب عن يمينك يحطم في يوم رجزه ملوكا ". ( مزمور 110: 4). ويتضمن عمل الكاهن تقديم الذبائح:" لأن كل رئيس كهنة مأخوذ من الناس يقام لأجل الناس في ما للّه لكي يقدم قرابين وذبائح عن الخطايا قادرا أن يترفق بالجهال والضالين إذ هو أيضا محاط بالضعف ولهذا الضعف يلتزم أنه كما يقدم عن الخطايا لأجل الشعب هكذا أيضا لأجل نفسه ". ( عبرانيين 5: 1-3)، إضافة إلى عمل الفداء الذي سيطهر من خلاله الجنس البشري من الخطيئة الأصلية، ليس بتقديم قرابين من تيوس وعجول، ولكن بتقديم نفسه فداء على الصليب. " وأما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد أي الذي ليس من هذه الخليقة وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبديا. لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلى طهارة الجسد فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه للّه بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي "(عبرانيين 13-9).

*- المسيح الملك: MESSIANISME ROYALE
مثلت السلطة -على مر التاريخ- للشعب الإسرائيلي بعدا دينيا سواء سلبا أو إيجابا. هذا التاريخ الذي ارتبط بشكل كبير بالمملكة الداودية، التي جسدت وعود الآباء، و الوعد الداودي اعتبرت بمثابة الجذور التاريخية للفكرة المسيحانية الملكية.
فالمسيحية ترى أن المسيح يملك الآن على شعبه، على كنيسته، فهو ملك القديسين:" يرتلون ترنيمة موسى عبد الله وترنيمة الخروف قائلين عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شيء عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين" ( رؤيا يوحنا 15: 3). وهو الذي سيملك فيه على كل الخليقة عند مجيئه ثانية:" ويكون الرب ملكا على كل الأرض. في ذلك اليوم يكون الرب وحده واسمه وحده. وتتحول الأرض كلها كالعربة من جبع إلى رمّون جنوب أورشليم. وترتفع وتعمر في مكانها من باب بنيامين إلى مكان الباب الأول إلى باب الزوايا ومن برج حننئيل إلى معاصر الملك ". (زكرياء 10-14
وسيأتي في مجد ليملك في أورشليم:" ويكون في ذلك اليوم أن مياها حيّة تخرج من أورشليم نصفها إلى البحر الشرقي ونصفها إلى البحر الغربي. في الصيف وفي الخريف تكون. ويكون الرب ملكا على كل الأرض. في ذلك اليوم يكون الرب وحده واسمه وحده " زكرياء 14-8. ولن يكون لملكه نهاية:" لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد.غيرة رب الجنود تصنع هذا ". إشعيا 9: 6-7. وهو ملك الملوك ورب الأرباب" الذي سيبيّنه في أوقاته المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك ورب الأرباب الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه الذي لم يره احد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية". ( 1تيموثاوس 6: 15)، وملك الدهور الذي لا يفنى:" وملك الدهور الذي لا يفنى ولا يرى الإله الحكيم وحده له الكرامة والمجد إلى دهر الدهور " ( 1 تيموثاوس 1: 17). 2
*- مفهوم اليهود الإسكاتولوجي: MESSIANISME ESCHATOLOGIQUE
تعني كلمة Eschatologie : مذهب النهايات الأخروية للإنسان، وهو علم يدرس مصير الإنسان بعد الموت، ومحاكمته، وهلاكه، وأحداث نهاية العالم. وبالنسبة للمسيحيين نهاية العالم ليست فناء بل تجديدا، إنه مجيء عالم متجانس مشترك لعودة المسيح، وقيامة الأموات.3
وكان تأثير هذا المذهب على العقل اليهودي قويا، حيث تمت المزاوجة بين فكرة مجيء المسيح المنتظر، وفكرة المخلص الزرادشتية. هذه الفكرة التي كتب لها الانتشار إبان فترة سقوط الإمبراطورية البابلية سنة 539، وتمحورت حول المخلص الزرادشتي، الذي سيقوم بمعركة فاصلة بينه وبين الشيطان تنتهي بانتصار هذا الأخير، على هذه القوة الممثلة للشر في الأرض، حيث سيبتدئ العصر الذهبي الذي سينعم فيه الإنسان بحياة أبدية يملؤها الخير المطلق. وفق صفات أساسية سيحملها مسيح آخر الأزمنة في التصور اليهودي.
- المسيح في الديانة المسيحية:
*- يسوع وشخصية المسيح:
كان لحياة يسوع تأثيرا عميقا على أهل زمانه. ولعل ولادته المعجزة وطفولته الخارقة أحد أكبر الدواعي في هذا التأثير العميق. وبفعل هذه العوامل أخذ الناس يتساءلون ويتطلعون من خلاله إلى المسيح المنتظر:" هلموا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح" يوحنا 4-29. أو متسائلين عن أصل سلالته الداودية باعتبارها منبعا لخروج المسيح:" فبهت كل الجموع وقالوا: أ لعل هذا هو ابن داود ". متى 12-23
وظل مجموعة من الناس يرون في شخصية يسوع مسيحهم المنتظر، بالرغم من الممانعة الصريحة للسلطات اليهودية آنذاك:" قال أبواه هذا لأنهما كانا يخافان من اليهود.لأن اليهود كانوا قد تعاهدوا أنه إن اعترف أحد بأنه المسيح يخرج من المجمع" يوحنا 9-22. فكان الناس يرون فيه ملكهم الموعود:" وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف أيضا إلى الجبل وحده " يوحنا 15-6. كما كان يرفض كل لقب يوحي بأنه مسيح، وفضل تسمية نفسه بابن الإنسان:" الحقَّ الحقَّ أقول لكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان " يوحنا 1-
51. وكانت الشياطين تصرخ قائلة: " أنت المسيح ابن الله "، فكان ينتهرها ولا يدعها تتكلَّم» (لوقا 4: 41). وعندما قال له بطرس: «أنت المسيح ابن الله الحي»، أوصى تلامذته ألا يخبروا أحدًا بأنه المسيح، ثم راح يحدثهم عن ابن الإنسان وعن مهمته في هذا العالم وعن قدومه الثاني في آخر الزمان، قائلاً: «فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذٍ يجازي كلَّ واحد حسب عمله.» (متى 16: 13-28).
وفيما يتعلق بلقب "ابن داود"، فقد أعلن يسوع صراحة أن المسيح ليس من سلالة داود عندما قال لجماعة من الصدوقيين: «كيف يقولون إن المسيح هو ابن داود، وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: "قال الرب لربِّي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك"؟ فإذا كان داود يدعوه ربًّا فكيف يكون ابنه؟» (لوقا 20: 41-44).
*- يسوع ودور ابن الإنسان:
كان يسوع كما رأينا سابقا يرفض وبشكل صريح لقب المسيح نظرا لحساسيته السياسية لدى الجماعات اليهودية الموجودة آنذاك. وآثر أن يكون ابن الإنسان الذي يحمل دلالات عميقة تتجاوز الأفق السياسي الضيق، إلى أفق الرسالة الإلهية العالمية التي تحمل للإنسان الخير والرحمة ففي إنجيل لوقا 4: 18:" وجاء إلى الناصرة حيث نشأ، ودخل المجمع يوم السبت على عادته، وقام ليقرأ. فدُفِعَ إليه سِفْرُ إشعيا النبي. ولما فتح السِّفر وجد الموضع الذي كان مكتوبًا فيه: "روح الربِّ عليَّ لأنه مسحني لأبشِّر المساكين، وأرسلني لأشفي منكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعُمْي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية، وأكرُز بسَنَة الربِّ المقبولة. ثم طوى السفر وسلَّمه للخادم وجلس، وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه، فابتدأ يقول لهم: اليوم قد تمَّ هذا المكتوب في مسامعكم."
وهكذا يفتح يسوع بهذه الكلمات عهدا جديدا لمفهوم المسيح المنتظر. هذا العهد لن يقدم فيه يسوع نفسه ملكا - ترى فيه بعض الجماعات اليهودية مسيحها الذي سيحقق لها مسيانية سياسية، ترى الإطاحة بالرومان غاية بذاتها-. ولكنه كان على العكس من ذلك إذ رأى في نفسه الشخص الممنوح من الله صفة التبليغ رسالة المحبة والإخاء، وتحقيق الوعود الإلهية بشأن شعب الله المختار.
فبهذا الإعلان الذي ميز رسالة المسيح عن سابقتها، استطاع هذا الأخير أن يميز ملكوته الخاص عن ملكوت إله إسرائيل الدموي والعنصري. فملكوت يسوع هو ملكوت روحاني يستجمع كل الأمم والشعوب دون استثناء، وتذوب فيه كل العنصريات والأحقاد لتنصهر في بوتقة المحبة والإخاء بين الإنسانية جمعاء. " ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار". متى 25-31
و بهذا الفتح الجديد يكمل يسوع مهمته التي جاء من أجلها، وهي إصلاح الشعب اليهودي، والخروج به من براثن العصبية والعنصرية المقيتة، وبذلك يهيمن على رسالة موسى من قبله تصحيحا وتقويما. وعند ذلك لن يبقى للهيكل اليهودي مسوغا، ولا للطقوس الشكلية أي معنى في عالم يسوع الرحيب. فعندما ثار الفريسيون لأنهم رأوا تلاميذ يسوع يأكلون بأيدٍ غير نظيفة قال لهم " ليس شيء من خارج الإنسان إذا دخل فيه يقدر أن ينجسه. لكن الأشياء التي تخرج منه هي التي تنجس الإنسان.".
وبمفهوم ابن الإنسان يكون يسوع ملكا، ولكن مملكته ليست أرضية، بل سماوية. ويفتتح بذلك ملكوت الخلاص والغفران، الذي سيظهر مرة أخرى في نهاية الأزمان، لا لتخليص شعب إسرائيل، بل للفصل النهائي بين الخير والشر:" وأما يسوع فكان ساكتا.فأجاب رئيس الكهنة وقال له أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله. قال له يسوع أنت قلت. وأيضا أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء."
- المسيح في الديانة الإسلامية:
عندما نتحدث عن الإسلام سنصل إلى النقطة المفصلية داخل هذه الدراسة، وهي نقطة لطالما استشكلت على فهمي. هل كان الإسلام مجرد ناقل لهذه التصورات والأماني دون أن تكون له وجهة نظر واضحة في الموضوع؟. وإذا كان الفكر المسيحاني بصورته اليهودية أو المسيحية مجرد حياكة لبعض أساطير التوراة القديمة، فهل كتب الإسلام الخلود لمثل هذه الأساطير؟.
هذه الأسئلة وغيرها تجرنا إلى البحث في هذا الموضوع الإشكالي، من أجل رؤية أعمق لطبيعة مثل هذه المواضيع. لكن قبل أن نخوض غمار البحث لا بد من الإشارة إلى نقطة هامة، وهي أن الإسلام لم يكن بمعزل عن حركة التأثير والتأثر الحاصلة بين مختلف الأديان والمذاهب. وانتقلت مفاهيم كثيرة إلى التصورات الإسلامية بشكل عام، لعل أهمها ما نحن بصدد مدارسته الآن. هذه الفكرة اليهودية المسيحية الضاربة في أعماق التاريخ وجدت روايات أثرية نسبت إلى الرسول تحتضنها وتغذيها، كما وجدت قواعد وأصولا تحميها من المساءلة والنقد. لتصبح المفاهيم اليهودية المسيحية المرتبطة بواقع معين تأخذ شكلا إسلاميا يحميه علم الحديث، ويؤطره علم الجرح والتعديل.
ولمعرفة مدى هذا التأثير الخطير على بنية الفكر الديني الإسلامي، نستعرض مجموعة من الروايات الحديثية تحمل المضامين السابقة سواء اليهودية أو المسيحية. ونختم ذلك بموقف القرآن من كل هذه التصورات.
*- المسيح في السنة النبوية:
إن الدارس لكتب الحديث، لا يكاد يجد كتابا إلا وقد تناول مسألة نزول عيسى ومجيئه آخر الزمان، بأوصاف محددة، وتحديدات دقيقة لهذا الرجوع. حتى عدت هذه الأحاديث من الأحاديث المتواترة التي تفيد العلم عند علماء الحديث، ولعل ما كتبه الشوكاني في رسالة له بعنوان:" التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح "، و ما كتبه الألباني في كتاب:" قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام " يؤكد صدق ما ذهبنا إليه.
وإليك بعض هذه الأحاديث التي تجلي الأمر بوضوح:
- ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى اللـه عليه وسلم قال:" والـذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم عيسى بن مريم حكمـاً مقسـطاً فيكسـر الصليـب ويقتل الـخنزيـر ويضع الـجزيـة ويفيـض المال حتى لا يقبله أحد".
- في مسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان وصحح السند الحافظ ابن حجر من حديث أبى هريرة أن رسول اللـه قال: " فيهلك في زمان عيسى الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك اللـه المسيح الدجال، وتنزل الأمنة في الأرض حتى ترعى الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم" .
وفي صحيح مسلم من رواية النواس بن سمعان قال : " فيقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفَخِذَ من الناس.... ".
- وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول:" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - فيقول أميرهم : تعال صل لنا ، فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة " .
- وفي حديث حذيفة بن أسيد الذي يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات ....." ذكر منها نزول عيسى بن مريم .
- وروى الإمام أبو داود عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال :" ليس بيني وبينه نبي ، وإنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ، بين ممصرتين ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل ، فيقاتل الناس على الإسلام ، فيدق الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ، ويهلك المسيح الدجال ، فيمكث في الأرض أربعين سنة ، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون".
لن أخوض في مدارسة هذه الروايات بمنطق علم الحديث نفسه، فهي أوهى من أن تصمد أمام نقد سليم لبنيتها الفكرية. لكن أريد أن ألفت القارئ إلى استحضار المضامين اليهودية والمسيحية للفكر المسيحاني، ومقارنتها بما تحويه هذه الروايات المنسوبة إلى رسول الله. فهي تؤكد على نزول عيسى في آخر الزمان إماما عدلا، يجازي ويدين، ويقلب كل موازين الطبيعة، ويدعو إلى الإسلام بقوة السيف، فهناك كسر للصليب، وفرض للجزية، وقتل للخنزير، وإفاضة للمال. وبقليل من التأمل نجد الفكرة الأساسية هي عودة عيسى بكل المفاهيم السابقة، والمواصفات التي حورت لتلائم العقلية الإسلامية، ووظفت كل الطاقات الفكرية لتمرير هذه الفكرة إلى تربة الإسلام.
فما هو موقف القرآن من نزول عيسى؟
*- المسيح في القرآن:
درج مجموعة من الباحثين على أن القرآن، لم يكن منفصلا تاريخياً ولا لاهوتياً عن باقي الديانات السابقة، بل هو امتداد طبيعي للكتاب المقدس في الكثير من القضايا، ولعل أهمها قضية المسيح. فالقرآن يقر بيسوع / عيسى هو مسيح الله، بل يتعداه إلى الإقرار بطبيعته الإلهية " وروح منه ". كما يقر بموت المسيح، ورفعه إلى السماء، ويجعله " وجيهاً في الدنيا وفي الآخرة و من المقربين"، وهي نفس صورة المسيح الجالس عن يمين الله. ويصر القرآن بنسب المسيح لـ عيسى، ويقابله لقب " ابن مريم"، ويسمو به إلى أقصى الدرجات.4
*- تصحيح المفاهيم بالقرآن:
نتفق كليا مع الباحثين في أن الإسلام قد تعرض كما هو الشأن بالنسبة لباقي الديانات إلى مفاهيم مسيحانية، وذلك من خلال الروايات الحديثية المختلفة التي تحمل التفاصيل نفسها التي رأيناها في اليهودية و المسيحية. غير أننا نختلف معهم في كون القرآن كان مجرد ناقل لهذه المفاهيم دون تمحيص أو غربلة. هذا ما سنتناوله من خلال النقاط التالية:
أ- كلمة المسيح في القرآن:
درج مجموعة من الباحثين على أن القرآن لم يتبن أي مفهوم لكلمة المسيح أثناء توظيفها، مما يوحي بأنه يتبنى الموقف نفسه التي تحمله هذه الكلمة في الثقافات السابقة. وبالتالي يكون القرآن مجرد مردد لأساطير التوراة والإنجيل دونما أي تمحيص لها تصحيحا وتصويبا.
وردت كلمة المسيح في القرآن الكريم إحدى عشرة مرة، وفي سياقات متعددة. وقد وظفت بمعاني شتى كانت تهدف إلى هدم الطرح التوراتي والإنجيلي المؤطر بالرؤية الزرادشتية من خلال فكرة المخلص.
فالمسيح هو عبد لله وليس ابنه، كما اعتقدت اليهود والنصارى في مسيحهم:" لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون " النساء 172. وليس ذو طبيعة خارقة تجعل منه الكائن الوحيد الذي يدين الناس ويجازيهم:" ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات وانظر أنى يؤفكون " المائدة 75. ولن يملك لأحد الخلاص ولا الشفاعة لأن أمرهما بيد الله وحده:" لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ". ولن يرجع آخر الزمان ليعيد مجد إسرائيل أو مجد غيرها لأن الله توفاه إليه، وحدد مراحل حياته في ثلاثة أطوار: ولادة فموت ثم بعث. وهي المراحل التي سيمر منها كل إنسان على وجه هذه الأرض:" والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ".
هذا هو مجمل القول في شأن المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام كما أورده القرآن الكريم. فلم يبق معنى للقول أن القرآن الكريم قد سبب ضررا كبيرا للمسلمين حين تبنى المفاهيم المسيحانية في شأن عيسى ابن مريم. فهذا الكلام كان يمكن أن يجد مسوغا له لو تعاملنا مع القرآن بصيغة تجزيئية لا تنظر إلى البنية القرآنية باعتبارها وحدة موضوعية لا يجب التعامل معها مفصولة عن سياقها العام. ولو اقتصر الأمر على الباحثين الغربيين وحدهم لكان هينا على النفس تقبله. لكن وللأسف الشديد تجاوزه إلى علماء مسلمين سايروا الطرح التوراتي والإنجيلي في شأن المسيح المنتظر وألفوا كتبا في الانتصار إلى ذلك، وهذا أدهى وأمر.
ب- المسيح كلمة الله ":
طرحت ولادة المسيح المعجزة مشاكل عديدة لعل أهمها قضية "الكلمة" التي ابتدأ بها يوحنا إنجيله:" في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله".فهل يتماشى هذا الطرح مع المفهوم القرآني للكلمة؟. ولماذا سمى الله المسيح" كلمة " ؟.
إن كل المخلوقات التي خلقها الله في الواقع هي عين كلمة الله الذي أنشأها بإرادته:" قل لو كان البحر مدادا لكلمات الله لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا"، هذه الكلمات ثابتة لا تعرف التبديل أو التحويل:" لا تبديل لكلمات الله".
وتخصيص السيد المسيح ب" كلمة الله" في قوله تعالى:" إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم"، كان من أجل أن خلق الناس يخضع لنظام معين في التطور، كان لزاما أن يمر الكائن البشري من خلاله ليصل إلى عملية التزاوج الطبيعي، واستمرار النسل البشري.
وولادة المسيح اختلفت عن باقي الولادات البشرية، حيث تمت دون حاجة إلى زوج، الشيء الذي يؤدي بالضرورة إلى تمييزه عن سائر البشر :" إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه الله من تراب ثم قال له كن فيكون".
ج- المسيح روح الله:
إن التتبع لكلمة الروح في القرآن تفضي بنا إلى نتيجة مفادها أن الروح هو ملك كريم كلفه الله برسالاته والقيام بالوساطة الإلهية بين الله ورسله الكرام:" وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ". والملائكة لاتنزل إلا بالروح:" ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ". وهو خارج عن البنية الكونية لدى لا تعلم ماهيته أو خلقته:" يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ". وهو الذي كلفه الله بعملية النفخ في مريم عليها السلام:" وأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ".
*- باحث بوحدة مستقبل الأديان والمذاهب الدينية في حوض البحر الأبيض المتوسط. جامعة الحسن الثاني
1- أنظر المزيد عن هذا اللفظ بالمعجمين التاليين:
DICTIONNAIRE DE LA BIBLE ET DE RELIGIONS ; MATIERE MESSIE , P :291
DICTIONNAIRE DU JUDAISME.MATIERE MESSIE
2- انظر حول وظائف المسيح كتاب:" Jésus de nazarethe، ل Bruno fourte، ص: 65

3- انظر DICTIONNAIRE CULTURELLE DU CHRISTIANISME, MATIERE ESCHATHOLOGIE P :123 ، وللتوسع أكثر راجع نفس المادة ب DICTIONNAIRE DES RELIGIONS P : 527، وراجع أيضا بخصوص هذه المسيانية كتاب: "MESSIANISME ET HISTOIRE JUIVE"، لصاحبه BENJAMIN GROSS
4- راجع مثلا كتاب:"JESUS DANS LA BIBLE ET LE CORAN " لصاحبه FADLALLAH ص:31، ومقالة لفراس السواح بعنوان:" المسيح في التوراة والإنجيل والقرآن "، WWW.MAABER.ORG وغيرهم كثير .



#يوسف_هريمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن الكريم والتسلط باسم الدين
- ثقافة الشيخ والمريد وأزمة الفكر الديني
- العواصم الثقافية ورهانات المستقبل
- النص الديني بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف هريمة - نزول عيسى مسيانية يهودية مسيحية في قالب إسلامي