أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان جواد الطعمة - لقاء مع الشاعرة العراقية الملهمة بلقيس حميد حسن















المزيد.....



لقاء مع الشاعرة العراقية الملهمة بلقيس حميد حسن


عدنان جواد الطعمة

الحوار المتمدن-العدد: 1812 - 2007 / 1 / 31 - 11:24
المحور: مقابلات و حوارات
    


تشرفت شخصيا بالتعرف على الشاعرة المبدعة السيدة بلقيس حميد جسن في إحدى الحفلات الجميلة التي أقامتها الجالية العراقية بمدينة فرانكفورت بمناسبة مرور عام واحد على سقوط النظام البائد ، حيث كان برنامج الحفلة غنيا بالفعاليات و النشاطات الأدبية و الفنية و الموسيقية و المحاضرات المختلفة حول تأسيس مؤسسات المجتمع المدني في العراق . و قد قامت شاعرتنا بإلقاء قصائدها المتنوعة على أسماع جمهور الحاضرين التي نالت إستحسان الجميع . وقبل ذلك التاريخ تعرفت عليها من خلال المقابلات التلفزيونية التي أجرتها معها الفضائيات و الصحف العراقية و العربية و من خلال قصائدها و مقالاتها السياسية و الأدبية و الإجتماعية التي نشرت في الصحف و المواقع العربية و العراقية . و مما زاد في سروري و إعجابي بملكة و قابلية إبداعها ، هو طريقة التعبير و الإداء و إلقاء القصائد باسلوب و إيقاع و لحن جميل ، فكأنما كنا نستمع إلى سيمفونية موسيقية رائعة لأشهر العازفين .
و عندما بحثت عن قصائد و مقالات الشاعرة بلقيس في ماكنة البحث غوغل Google , فوجئت بعشرات ، بل مئات المقالات و القصائد ، قمت بتحميل و تخزين عشرات القصائد و المقالات التي اكتفيت بها لغرض نشر مقالة موجزة و ليست دراسة عن شاعرتنا العراقية ، لكي يطلع كل من الأخوات و الإخوان من الدول العربية على الكنوز الأدبية العراقية .
لما كان حجم المقالات في المنتديات العربية محدودا ، قررت إختيار القصائد التالية :

لسوق الشيوخ ،آه ... عراق ، بلادي ، إلى الأم العراقية ،للأهل في العراق ، إلى المناضلات في سجون الدكتاتور ، بشيء من أقواسك ، قمري ، تعاليت عن وحشتي يا حبيب ، رحيق الورد ، الحب بانتظار ، و أعشق ، حنين ، عمر اغترابي ، لمن القصائد و الكلام ؟ , رسالة , ألف ياء : طغت الرداءة ، يا نار كوني البرد , فراديس مؤجلة .

ولدت الشاعرة بلقيس حميد حسن من الرحم الطاهر العربي الأصيل في مدينة سوق الشيوخ . و بطبيعة الحال يعتز كل إنسان بمسقط رأسه أينما ولد . وفي قصيدة لسوق الشيوخ تعبر الشاعرة عن شوقها و حنينها قائلة : :
قد باعدتنا رياح الظلم فاحتشدت في القلب حسرة أشواق و فيض نبي
ألا سمحتم لبنت هدها زمن من المنافي و ما زال الفؤاد أبي "

ثم تطوف شاعرتنا و يدفعها الحنين إلى العراق بقصيدتها العمودية الرائعة ، آه ... عراق ،
مخاطبة :

" أهل العراق و أنتم أهلي و ما أخشاه ذلا للبلاد و داءا
لا أمسنا يبقى ولا يأتي غد نهواه لو لم نتحد أجزاءا "

وفي قصيدة بلادي تتأمل الشاعرة بلقيس الطيران على بساط الريح للعودة إلى الوطن :

" سألت الريح عن لقياك و الطيرا
سألت الكون و الدهرا
بدت صمتا و لم تحك
و كالمفجوع صاحت :
آه فلنبك
فدى أرضي أنا
للنخل من روحي "

و في رثائيتها لأمها " إلى الأم العراقية " ، قالت بلقيس : " رحلت أمي قهرا ، و بصمت دون أن أودعها و أنا في منفاي ، فصرت أرى جميع الأمهات أمي ..."
مطلعها : " تهزين الضفائر
يهطل المطر
نخيلا صار حبك للملايين
فمرحى للذي يغرف من نهرك
خيرا
أو عناقيدا من الرطب "

يظهر لنا من سيرتها الذاتية و من خلال مقالاتها السياسية و من كونها مدافعة عن حقوق المرأة في العراق و عالمنا العربي و كل العالم ، نظمت قصيدة :
" إلى المناضلات في سجون الدكتاتور " :
"عراقية من خيوط الظلام تحوك النجوم و تدعو القمر
عراقية فيك أبهى الغصون و أنقى الجذور و حلو الثمر "
أما قصائدها عن الغزل و العشق و الجمال و الهيام فقد اخترت منها : بشيء من أقواسك ، قمري ، تعاليت عن وحشتي يا حبيب ، رحيق الورد ، الحب بانتظار ، و أعشق ، حنين .
و قصيدتها "عمر اغترابي " تعبر الشاعرة عن آهات و عذابات الغربة و الإغتراب و الإبتعاد عن الوطن كباقي المغتربين ، قائلة :

" حين عانقت نشيد الوطن المرهق فقرا
طفلة كنت
وكان الحلم عندي
بدلة بيضاء أصباغ و كحلة ....
حين بادلت الفرات
قبلة وقت الغروب
كان وجه النهر عطرا
و فراشات و فله
زاحمتني حيرة العشق
فأغمضت عيوني
واستبحت القلب للآمال
في أحضان دجلة "

ناضلت الشاعرة بلقيس حميد حسن في حياتها السياسية بجانب الإخوة الفلسطينيين و السوريين و العراق ضد أعداء العروبة من القوى الإمبريالية ، و وجهت جام غضبها و انتقادها إلى سياسات و حكام العرب منذ اغتصاب فلسطين ، في قصيدتها : ألف ياء : طغت الرداءة



مطلعها :
" طغت الرداءة يا عرب
طغت الرداءة في السياسة
والتجارة
و الفنون
وفي الأدب ..."

أكتفي بهذا القدر من التعليق على قصائدها البديعة ، آملا أن تنال هذه القصائد إستحسان الإخوة و الأخوات ، متمنيا لشاعرتنا و أخواتها الشاعرات العراقيات و العربيات المزيد من الإبداع في رياض الأدب و الشعر ، مع أطيب تمنياتي للشاعرة بلقيس حميد حسن و ولديها مهند و كفاح بالتوفيق وطول العمر .

د . عدنان جواد الطعمة
ألمانيا في 26 / 1 / 2007




ا لشاعرة والكاتبة العراقية

بلقيس حميد حسن




محطات من السيرة الذاتية

- ولدت بلقيس من رحم طاهر في مدينة سوق الشيوخ- محافظة الناصرية- العراق
- نشأت وسط عائلة شعرية حيث كان والدها عبد الحميد السنيد شاعرا يلقـنها وأخوتها ألفية بن مالك وبعض عيون الشعر العربي

- منذ صغرها تكتب الشعر حتى حازت على جوائز عدة وهي لما تزل طالبة في الثانوية
صدر لها حتى الآن :

- اغتراب الطائر باللغة العربية في عام 1996 ( دار السندباد سوريا ) والذي ترجم إلى اللغة الهولندية كأول مجموعة شعرية لامرأة عربية حيث صدر باللغتين العربية والهولندية عام 1998 وقد نفذت الطبعة من الأسواق في العام الأول لصدورها
-
- مخاض مريم باللغة العربية في عام 1997 ( دار الطليعة الجديدة سوريا) وترجم من قبل ك.نايلاند وهو بروفيسور مستشرق في جامعة لايدن
-
- المجموعة الثالثة بعنوان (أجمل المخلوقات, رجل) لازالت لم تطبع بعد بسبب ظروف حياتية معينة
-
- منهمكة بلقيس الآن بكتابة روايتها الأولى ولديها ديوان شعر جديد تهيئه للطبع.
-
- تتميز بلقيس بحافظتها الشعرية النادرة وبطريقة إلقائها الخاصة والمعبرة.
- ارتحلت من بلدها العراق عام 1979 بسبب الظروف السياسية ودموية النظام العراقي, وكان لبنان محطتها الأولى حيث عملت بصفوف المقاومة الفلسطينية كباحثة اجتماعية حتى عام 1982 وذلك إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان ومن ثم استقرت في سوريا

- درست في كلية الحقوق جامعة دمشق

- عام 1994 رحلت إلى هولندا ..

- كتبت بلقيس ما يقارب مائتي مقالة نشرت بأغلب الصحف والمجلات العربية, التي تناولت بها حقوق الإنسان ,قضايا الشعوب المضطهدة ووضع المرأة في العالم العربي, إضافة إلى المقالات السياسية والمحاضرات والكثير من القصائد .
- عملت في هيئة تحرير صحف المرأة وأدب وشعر لمواقع إلكترونية عديدة .
- قدمت وحاورت العديد من المبدعين العرب في الأمسيات التي دعتهم إليها مكتبة لاهاي المركزية مثل الكاتب واسيني الأعرج , الكاتبة أحلام مستغانمي , الكاتب فؤاد التكرلي , الباحث علي الشوك, الشاعر والمفكر اللبناني الدكتور عيسى مخلوف والناشط بحقوق الإنسان الدكتور هيثم مناع وغيرهم.

أبرز نشاطاتها:

- شاركت في العديد من الأمسيات والمهرجانات الشعرية التي دعيت لها في سوريا, مصر, المغرب, فرنسا ,الدانمارك, السويد, ألمانيا, بلجيكا, إنكلترا , النمسا , الكويت , الإمارات العربية المتحدة إضافة إلى حضورها الكبير في العديد من المناسبات والفعاليات الهولندية, كما أجريت لبلقيس العديد من المقابلات الإذاعية والتلفزيونية في هولندا , سوريا , مصر المغرب و لندن بلجيكا والكويت والإمارات وغيرها.
- أجريت لبلقيس العديد من المقابلات الإذاعية و التلفزيونية في هولندا ، سوريا ، مصر ، المغرب ، و لندن و غيرها

- ُكتب عن شعرها العديد من المقالات في الصحف والمجلات العربية التي أشادت بموهبتها الشعرية كما أجريت معها اللقاءات الصحفية من قبل صحف عربية وهولندية.
-
- اختيرت بلقيس من قبل منظمة العفو الدولية مع 150 شاعرة عالمية ضمن خمسة شاعرات عربيات هن نازك الملائكة ,فدوى طوقان, ,سعاد الصباح وظبية خميس, وذلك كأهم شاعرات بالعالم, واللواتي تمتاز أشعارهن -كما جاء في الكتاب-بالكفاح من أجل الحرية والتوق لعالم خال من الاضطهاد والحروب والظلم , بل والرغبة في توضيح العلاقة الملتبسة بين المرأة والرجل وذلك بكتاب صدر عام 2000 باللغة الهولندية تحت عنوان(أفضل للحب أن لا يسمى) حيث كتبت دار النشر( دي خوس) التي تعد أكبر وأشهر دار للنشر في هولندا : إن النصوص الشعرية لأهم شاعرات العالم, و قد اختيرت النصوص من لجنة مؤلفة من شاعرات عالميات ثلاث منهن كن قد حزن على جائزة نوبل العالمية للشعر.

- أختيرت بلقيس كواحدة من أشهر شعراء لاهاي بكتاب صدر عام 2001

- اختيرت مع عشرة من شعراء لاهاي لتكتب أشعارهم على أعلى مباني مدينة لاهاي وان تلتزم بلدية لاهاي بإحياء ذكراهم بعد خمسين عاما وبعد مائة عام وسيصبح مبنى البلدية توأما مع قصيدتها (اعتراف) وهي إحدى قصائد ديوانها( اغتراب الطائر)

- ساهمت بديوان شعر مع شعراء هولنديين بعنوان (شعر , لا قنابل) وذلك عام 2003
- ساهمت بديوان شعر مع شعراء عراقيين صدر باللغة الهولندية بعنوان ضوء المتاهة صدر عام 2006
-
- كُرمت بلقيس عام 2004 كشاعرة ومناضلة في حقوق الإنسان من قبل منظمة الفلسطينيين والتي تمثل الجالية الفلسطينية في هولندا, وذلك لمواقفها المبدئية في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني.
-
- كُرمت عام 2004 من قبل منظمة حلبجة الكردية في هولندا وستة أحزاب كردية في هولندا كشاعرة ومناضلة لها مواقف إنسانية جريئة بخصوص حقوق الشعب الكردي
- عملت بلقيس في العديد من المنظمات الديمقراطية والإنسانية .وهي:
-
- رئيسة المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان في هولندا.
- عضو الأمانة العامة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في هولندا.
- عضو الهيئة الإدارية لرابطة بابل للكتاب والصحفيين والفنانين العراقيين في هولندا.
- عضو اللجنة الاستشارية للجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان.
- عضو لجنة إعلام الخارج لرابطة المرأة العراقية
- عضو الهيئة الإدارية لرابطة بابل للكتاب و الصحفيين و الفنانين العراقيين في هولندا


الوظائف :

عملت كباحثة اجتماعية في لبنان من عام 1979 حتى 1982
عملت إدارية في المسرح البلدي في لاهاي منذ عام 1999حتى عام 2003
عملت كمكتبية في مكتبة لاهاي المركزية منذ عام 1997 حتى عام 2006
حررت لمدة أربع سنوات مجلة طلابية عراقية في سوريا بعنوان مسار الطلبة لسنوات 1984 حتى 1987. لمعرفة المزيد عن بلقيس حميد حسن ابحث عنها في : http://www.google.com










نماذج من روائع قصائدها المختارة


لسوق الشيوخ*

شم ّ ُ العرانينِ في سوق الشيوخ
وقد علمتموني حروف َ الخط ِ
بالكتب ِ
ألا سمحتم لبنت ٍ قلبها تـَعب ٌ
أن تركع َ اليوم فوق الطين ِ
والعتب ِ
قد باعدتنا رياح ِ الظلم ِفاحتشدت
في القلب ِ حسرة أشواق ٍ
وفيض نبي
ألا سمحتم لبنت ٍ هدها زمن ٌ
من المنافي وما زال الفؤاد
أبي ّ,
أن تنحني عند شط السوق ِ باكية
وتذكر الأهل َ والأخوان َ
بالتـُرب ِ
يا بلدة الشعر والحب ِ القديم ألا
سقيا لأيام ماضينا
على تعب ِ
روحي تهاوت على سعفات ِ نخلكم ُ
وهزّت القلب أعذ أق ٌ
من الرطب ِ
اليوم, اليوم , حلّ القلب عقدته
وهام َ من فرح ِ اللقيا
على طرب ِ
اليوم يقرب لقياكم وها أنا ذي
اعد للدمع إحداقي بأرض أبي

لاهاي
15-4-2004

* سوق الشيوخ مدينتي, المدينة الجنوبية التابعة لمحافظة الناصرية والتي ولدت بها وترعرعت وكنت أردت قبل أيام زيارتها, أعددت القصيدة للعودة والبكاء الفعلي على شطها , لكن استوقفني ما حل بها من رعب على يد المخربين الجدد .



آه ٍ..عراق

يا قبلة الأزمان يا أرض الألى من روحهم تربٌ تـنزّ وفاءا
هذي جراحات الشهيد على المدى تستلهم الآباء والأ بناءا
وتمدنا بالنــــــــــــور يصعد لاهثا ً في كبده ظمأ يلح نداءا
أو نخجل التأريخ من أيامـنا ؟ ونسيـر بطء ً تارة ً وعناءا؟
كنـّا إذا ما مـــُدّ عودٌ في الســـــما ألفيتـنـا فيها نمـدّ ُ لواءا
وتعجّزُ الأقوام شرعة قومنا ونحيّر الحكّام والفقهاءا
واليوم نغفو لا كأمس وبعضنا يخشى كلاما أو يخاف بلاءا
ويمسنا عري الزمان ِ فلم نجد من بعضنا بعضا يمد ّ ُ كساءا
نرخي الدموع إذا الضحايا حولنا تنداف مع تـُرب الفلاة فداءا
ونصعّد الآهات كالصب ِ الذي طيف الحبيب ِ بحلمه ِ يتراءى
البعض ُ في لهو لحياة ومالها والبعض يغلي عزّة ً وإباءا
والبعض يرجو عزّهُ من أجنبي وكأنما النيران أعطت ماءا
أو هل نسينا أننا أبناء من صنعوا الحضارة سادة ً نجباءا
كم قد رسمنا للشعوب ِ تجاربا ً كالحب ِ أهدى المقلة العمياءا
لكننا بتـنـا نـنـاطح ظلــّنـا ونعملق الأقزام والضعفاءا
وننطـّق الخرساء إن همنا بها ونخّرس البلغاء والشعراءا
ونقيـّد الشجعان في وصف التهـــــوّر تارة ونتوّج الجبناءا
وكأنـنـا من خطبة نبني عُلا ونعبّ ُ من أحجارنا أنداءا
هيهات تولدُ من شتات ٍ ثورة أو قد تكون خديجة شوهاءا
أهل العراق وأنتمُ أهلي وما أخشاه ذلا ً للبلاد وداءا
لا أمسنا يبقى ولا يأتي غدٌ نهواه لو لم نتـّحدْ أجزاءا
مثل القوافل ِ قطـّعت أشطانها وقت الغروب ِ وضيّعت حدّاءا
فكأنـنـا للجـــاهلية - فجأة- عـدنا وصار خطيبنا هجــّاءا
أهل العراق ونبض عرقي منكمُ أرجو عراقا ً سيدا ً مكّاءا

بلادي

سألت الريح عن لقياك والطيرا
سالت الكون والدهرا
بدت صمتا ولم تحكِ
وكالمفجوع صاحت:
آه فلنبكِ
فدى أرضي أنا
- للنخل من روحي
سحابات بماء القلب اسقيها
وأنـّات حزينات
أغنـّيها
كما النايات نا ئحة
غروب الشمس في وطني

تنفس ياهوى قلبي
لعلـّي من شذا الورد
ألامس نفحة عذبه
يغذيها ترا ب ٌ منك يابلدي
أيا جمرا ضممناه فروّانا
بلادي أومأت للروح نادتني:
أزيحوا الصخر والإسفلت عن قلبي

ألا سُقيا لأهلينا
وسقيا للسويعات على شط الفرات
الصابر الحيران في نزق ٍ وفي ثوره
زوارقه,
غدت أحلامنا في التيه والغربة
خيالي كلـّه ُ وطني
مناي َ الحلو, في ساحات بغداد

ألا يا زا ئر الأوطان حدثنا
عن ا لزوراء عن دجلة
عن السَمر الشتائيّ
عن الفقر
عن الحلم الذي يـُطوى
عن البلوى
عن الزنزانة الكبرى
عن الشعر ِ
يموت الحب في أرضي
يموت العرس مصلوبا
ويـُرجم ُ ضوئه ُ القمرُ

هناك هناك في أرضي
خطايا عالم أول
ودنيا عالم عاشر
وأمّ تختزن دمعا
رغيفا من حشا القلب
رغيفا للذي يبقى
وفي السر ِ
تـُصلي له
في السر ِ
تناجيهِ
وتدفن ُ عاشقا آخر

بلادي ليلك الوردي ماعادا
وقيس ٌ ماتغنى في هوى ليلى
وعشتارٌ غدت حيرى
فلا تموز وافاها *
ولا أمل ولا ذ كرى

بلادي والهوى سيف ٌوأشوا ك ُ
وطعنات من الأخبار
نسمعها فتوجعنا
ومازلنا
بعشقك سنبلا ً أخضرَ مزهوّا
سنورق ُ أينما كنا
ونهفو نحتسي ماءك بعد الظمأ الأكبر
ونحيا في أراضينا....

*تموز: أو دوموزي وهو اله بابلي
لاهاي /هولندا
28-12-2001

إلى الأم العراقية

رحلت أمي قهرا, وبصمت, دون أن أودعها وأنا في منفاي , فصرت أرى جميع الأمهات أمي....

تهزين الضفائر
يهطل المطرُ
نخيلا ً صارَ حبك ِ للملايين ِ
فمرحى للذي يغرف ُ من نهرك ِ
خيرا ً
أو عناقيدا ً من الرطب ِ

ويصرخ ُ في سوادِ عباءة ٍ أزلية ِ الحزن ِ
ملايين العبيد لتورق َ الثورات
تبا ً للذي يصمت ُ للعتمة ِ ,
طوبى للذي يصرخ

تعدين الرغيف بروحك التعبى
تنادين الفراش فيأتك ِ الأفعى
ليقلب َ خبزك ِ سمأ
تقوين العزائم تسفحين َ الدمع بالسر ِ
وينزف ُ حبك ِ المذبوح
في النهرين ألوانا ً من الموت ِ

تهيأت ِ
ليوم الأرض
يوم النشر ِ
حيث قبور أحبابك ِ مشرعة
بأشلاء ٍ
وأفواه ٍ
وقبلاتٍ مِؤجلة بلا عودة

سنينا تبلعين الضيم والبلوى
سنينا تحتسين الشاي با لقهر المعتـّق ِ,
في دروب اليأس والشوق ِ,
لمقتول ٍ ومسجون ٍ
ومنفي ّ ومفقودِ

عراق ٌ أقدس الأوطان
مقبرة ٌ من الأنوار ِ
والأقداس ِ
والشهداء ِ
والطهر ِ
وللحرية الكبرى
فتحنا الباب أشرعناه فوق عظام أحباب ٍ
وعشاق ِ

اسجري التنور يا أماه
هانحن ُ
نجوع ُ نجوع ُ بالمنفى
ونبرد ُ نبردُ
لن يدفئـنا سوى دفء ِ العراق ِ
وشمسه ِ الأجمل
أعدي السمك َ المشويّ َ والحلوى
فأيام الضياع ِ رحيلها آت ٍ
وأيام اللقاء بأرضنا أقرب....

20-7-2003

للأهل في العراق *

يا أهلنا
يا ابعد المعذبين عن ذاكرة البشر
في زمن الدمار والإرهاب
عام ٌ جديد
نطويه بانتظار
نرجوه أن يمر في سلام
في الوطن الـمُضنى وفي البعاد
يا أهلنا
مرحى لكم
لأرضنا
لنخلنا العتيق..
يا ابعد المعذبين عن ذاكرة البشر
يا اقرب المعذبين للقلب وللعيون
يا اجمل المعذبين
ماذا تصنعون؟
ليأكل الصغار
ليهدأ الصغار والنساء تستريح؟

يا أفقر المعذبين ماذا تصنعون؟
والرعب في دياركم يصيح
سياطه الحجـّاج والسفـّاح
لهاثه ُ من نار
وكيف ترقدون؟
نحن هنا
الكذب ُصارَ درعنا
والبرد كالسيوف في العظام
فالشمس في المنفى بلا حنان
بل شيء لا يـُعطي ولا يزيد..
أرتد ّ أرتدّ إلى الوراء
أعاند العمر
أعاند السنين
لبيتنا أعود
إليكم ُ أعود
للشمس روحا تغمر السطوح,
تغمر الحيطان
أعود للشتاء في العراق
للفرح الأول كالرذاذ
يبهجنا,
إذ نبصر الجليدَ
كالزلال
وإذ نسير
نكـّسر الرقائق البيضاء في كانون
في برك ٍ ضحلة قرب الدور والساحات
وعندما يذوب
يذوب بالدفء مع القصص
.....
ألوذ بالذكرى من الجنون
ألوذ بالصمت وبا لأحلام
فهاهنا
البرد زمهرير
الحب ُ زمهرير
النارُ زمهرير
يا بلدي
مدّي خيوط الشمس من بعيد
لأ قهرَ الغربة
أهزم َ الجليد ...
لاهاي / هولندا

* قصيدة كتبتها عام 1998 ولم انشرها خوفا من حزنها الذي اجتاحني ساعة كتابتها , واليوم يضطرني حزننا العراقي المهول إلى نشرها


الى المناضلات في سجون الدكتاتور


عراقية ٌ من خيوط الظلام تحوك النجوم َ وتدعو القمرْ
عراقية ٌ فيك أبهى الغصون وأنقى الجذور وحلو الثمرْ
ورغم الزنازين كل النساء عداك قفار ٌ وأنت ِ المطرْ
شموخ الجبين انحنت كم له ُ كواكب كثر ٌ ومنها إنتحرْ
عراقية ٌ فيك دفء الجنوب وعطر الشمال وروح الشجرْ
خذيني اليك حنين العراق بروحي أمضى وعيشي ضجرْ
ومدي عباءتك لي شراع فبحري ركود ٌ وماءي حجرْ
وهاتي المناشير بين الضلوع فأما الحياة وأما الخطرْ
حنانك في القلب لم ينته ِ وجمرك يكوي ويذري شررْ
فأنت الجبال بيوم عصوف وفي هوج ِ البحر أنت الجزرْ
ورغم قـتـام السنين العجاف صنعت ِ الحياة بأحلى الصورْ
ورغم العتاة وطغيانهم سقيت ِ الصغارَ نقيّ الفكرْ
وفيت ِ كليلى وصنت ِ الهوى وحبك ِ كان لشعب ٍ أغرْ
أضئت ِ كفينوس بين النجوم وسدت ِ كزبـّاء بين الحضرْ
سآتيك ِ رغم الأسى والحدود فليلي طويل خليّ السمرْ
سآتيك كي نسترد َ الشموس بورد ٍ وآس ٍ وحب ٍ نضرْ
وعذرا اذا ما التقينا هناك وبان المشيب ولون الكـِبرْ
فأنـّا ليقـتـل َ منـّا الشباب ضياع المنافي وضيم السفرْ
بك ِ الحب ُ إسطورة ٌ لن تموت وإغرودة المجد ِ يوم الظفرْ

لاهاي/هولندا


بشيء من أقواسك


متى ألتـف ّ بحنانك فأمسك الزمن؟
ها أنت ذا محيط دائرة
وأنا المركز
تحيطني ولا تلمس
أراك والطريق عسير
أكاد استظل بشيء من أقواسك
يلكزني اسمك
تآلفت الليالي ورنينك
تزاوج الأثنان وبقيت وحدي
تعثر أنت على أحرفك... وأفقدها
تقولني
تشطر أفراحي, بساعات لا زالت بـِكرا
تباركت الينابيع
وتبارك جبل الشوق
أسألك أن ترجم خوفي
لنعزف الألحان...

قمري

أبحث في الوجوه
عن قمر ٍ
ما صد ّعته ُ جبهة الرياح والأقوال
ولا اشتراه ُ مشتر ٍ بمال
عن قمر ٍ
يُسحرني ويوقد النيران
عن قمر ٍ
لا يكتفي بضوئهِ
يعاند ُ النهار
عن قمر ٍ
معشوشب الخريف
غناؤه ُ دموع
ودمعه ُ قـُبل
عن قمر ٍ
قلبه عين الشمس
وبين كفيهِ اهتدت قوافل النجوم
أبحث في الوجوه
في العيون
في الفراغ
عن أمل ٍ
يوقظ ليل الصمت
يمزق السياق َ والمعتاد
في واحة النارنج
ويعبد ُ الحياة....


تعاليتَ عن وحشتي يا حبـيـب


إليك اتجهتُ وأشعلتُ شمعة
تعرّى انتظاري فكان المساء فراشات ضوء تريد اللقاء ،
أريدك ، ناديت ملء الفضاء
سجدتُ طويلا منحتـك ذاتي
وعنك بحثت دهورا
تمنيتُ أن الطريق إليك طقوس
وقلب غرير
وعيناً قد اغرورقت بالدموع
تساميتَ أنت وأنكرتني
فسبحتُ لك
تداعيتُ أكوام روح ببابك
قرابين جاهزة للعطاء
تكبرتَ أنت وجرّحتـنـي
انتظرتُ ، سهرتُ
بكيتُ وصليتُ حتى الصباح
لماذا تـعاليتَ وهماً مهيـبـاً؟
فجنّ جنوني
وصرت التفرد
صرت التمرد
صرت الحبيب الوحيد
تباكى لرحمتـك العشق والعاشقون
فكم حطموا في هواك النفوس
وأنت جمالي
أنت فنوني
فكيف أكون تـراني
وكيف احلق طيفا أراك
فاطفح بالحب حدّ البكاء
فيا من تنحى وبان
ويا من تعالى يـُرى
خذ النور من شمعتي في ظلام
وهاتِ أراك بحلمٍ
هاتِ أراك بلمحةِ عينٍ وأعمى
وهاتِ التـنعّم بين يديك لأهدأ
ظمأتُ للقياك يا غايتي
ويا صانع الجسد البضّ باللمسات
خذني إليـك تشظـّى المدى
حنينا وزهدا
وهاتي رضابك شربة ماء لأروى
فأطرح شهد الهوى والحياة......

رحيق الورد

أغثـني يا رحيق الورد
زدني فتـنـة َ الجوري ّ كي أقوى
فأجنحتي تهاوت عند دفء الشط, ِ
والقصب ِ....
سماوات ٌ وأفلاك ٌ من الحرمان ِ
توجعني
وتوقض ُ شهقة الروح ِ
إلى وطن ٍ
إلى حضن ٍ
يطير الشوق ُ ملهوفا ً
وأصرخ ُ
أيها الساري إلى أي المدائن ِ
نحن ُ نتجهُ ؟
إلى أي اللغات ِ وأي عصفور ٍ
ترانا سوف نلقى في انبلاج الصبح ِ
والحناء بعضا من شذا أمي
أ أستنشقها يوما ؟
وتـُرقص روحي الظمأى؟
أعود إلى شوارعنا
إلى النخل ِ
إلى العذق ِ
أبعد الموت والمنفى سنـُبعث من جديد ٍ ؟
وردُنا يزهو بلا خوف ٍ
يعود الفجر ُ فيروزا وقرآنا
أغثني يا رحيق الحب ِ
فالآهات جنيـّات تأكلني
وتعقد شعري المسدول
في خيط من الثلج ِ
لتغزلها بشمع ِ السهد ِ والتعبِ
هو المنفى
هو الدمع ُ الذي لا يعرف الهدنة
هو الحرف ُ الأصم ولعنة اللعنة
هو الدنيا تضيق
فأفتح الذكرى لروحي
يا حكايا جدّتي كوني
خليلا في ليالينا
ندور ندور في غربال
رملا ً صار يسقي جمرة الدنيا
شواظ الوطن الدامي
ونحفرُ من بقايانا مقابرَ خلـّفتـنـا
في جحيم الحيرة الكبرى
هنا أحبابنا صرخوا
هنا سقطوا
هنا نهضوا
وقوفا, يا بلاد الموت والشهداء والقهر
وقوفا
ها حدود الشمس نادتنا وذا قمرٌ يراودها
لقد جئنا نشق ّ ُ الحزن والمنفى
ونغرس في الثرى وردا
ليورق في أراضينا......

لاهاي

الحب بانتظار

أن يُصلب النهار في عينيك سيدي وأن تُقاسي نجمة الصباح فذلك اضطهاد ما بعده اضطهاد

أن ترفع الراية فوق صدرك الجميل بيضاء لا ألوانها تصيح أو أشعارها تموج
فذلك انهيار ما بعده انهيار

أن تحمل الحرمان مخلوقات عذبة مثل شفاهنا
فذلك العدوان ما بعده عدوان

يا سيدي
العرش بانتظار
الحب بانتظار
الموت بانتظار
فأيهم تختار؟...
لاهاي/هولندا


وأعشق

دعوني أغني
أفزعتـني أيامكم الرتيبة
عاقلة
مستقيمة
باردة
أتقلقكم برائتي فيصعب عليكم التمييز؟
تلجؤون لقواميس أعرفها منذ دهور
وأعرف رائحة أوراقها الصفر
أعرف حكمة كونفوشيوس
وأقوال بوذا , وآلام فرتر
أطلقوا أجنحتكم السجينة لتفهمني
لتسمع صوتي
فكوا سلاسل سحنتكم,
عودوا لطراوة الأيام,
لفتنة عناد الآباء
هكذا أنا
راقصة أعواد قلبي
محكومة بالعشق مدى الحياة
تتآمرون علي ...وأعشق
تقتـلون أيامي.....وأعشق
تسرقون أفراح طيوري....وأعشق
تجتمعون جميعا لتخيطوا لي عباءة سوداء,
عباءة تلفـّون بها بياضي....وأعشق
تنسجون عني الأقاويل,
تريدون استباحة بهائي....وأعشق
تطرقون بابي لتـُدخلون القلق...وأعشق
تستفزونــنـي
يرتفع صوتي مقاتلا:
الحب فوق كل القوانين...



حنين
(لمن يبقى من الأهل)

وتأتي حاملا عطرا
كبستان ٍ من الزهر ِ
وتوقٌ في محيـّاك
لفجر طال كالدهر ِ
فكم صبوا
من الآلام في الروح ِ
ولم يخبُ
كما الميلاد
دفءٌ راح يمتد ّ ُ
حنينا ً للذي يبقى
وحبا ً للذي يرحل
.....
أحمقى هم؟
ونيرانهمُ صارت
سلاما في أغانينا
فما يصلب ُ تأريخ ٌ
ولاوشم ٌ ولاذكرى

أيا أهلي
أياباقين في الأرض ِ
رضينا بعدكم عنـّا
لتجنو بدل َ الأشواك ِ
قد ّاحا ً وبسمات ِ
ويغفو في ثنايا النخل ِ أحباب ُ

وياأهلي
أياباقين نفديكم
هواكم في الحشا باق ٍ
ولا في البال غيركمُ
حنين الروح ياأهلي
بدا شوقا ً لكم فينا
وعتـّقناهُ في دن ِّ البعاد المر ِ
من عام ٍ الى عام ِ
غدت أسماؤكم جرحا
أناشيدا
وبالأعياد نتلوها
كآيات ٍ من الرب ِ
ويا أهلي
أياباقين في الأرض ِ
على بعد ٍ نلاقيكم
وإياكم
غدا الترحال والمنفى
ولن ننسى
سيبقى صوتنا دوما
نداءا يملأ الدنيا
أيا عشاق َ
قد هُد ّت أماسيكم
ملايينا من المرات
صار غناؤكم نزعا
وياعشاق َ
قد حانت مناياكم
وقد ضاعت قوافيكم
فماذا بعد ننتظرُ
فدنيانا بلا مد ٍ
ودنيانا هي الجزرُ...

1994
لاهاي/هولندا

عُمْرُ اغترابي

حين عانقت نشيد الوطن المرهق فقرا
طفلة ًكنت
وكان الحلم عندي
بدلة ً بيضاء أصباغ وكحلة....
حين بادلت الفرات
قبلة ً وقت الغروب
كان وجه النهر عطرا
وفراشات ٍ وفلـّه
زاحمتني حيرة العشق
فأغمضت عيوني
واستبحت القلب للآمال
في أحضان دجلة
طفلة ً كنت
وها ست ٌ وعشرون جديلة
ظفرتها آهة المنفى وأحزان العراق
قطعتها لغة السكين في جرح الفراق
وأنا الأم أو الأنثى
فسـّيان أكون
طفلة أو قبر أحلام عتيقة
زاوجتـني الريح للغربة ِ دهرا
طحنـتـني
ثم لملمت عظامي وشمخت
ها أنا عاشقة رغم الجليد
فدعوني ارفع الصوت أبوح
ودعوني انثر الورد على كل المقابر
وأغني
قد كفانا منذ عشتار إلى الآن ننوح
دميت كل الحناجر
فلماذا يُسلب التغريد منـّا؟
أي لماذا يمنع النور علينا؟
أي لماذا يُسدل الليل علينا؟
أي لماذا نرتدي الحزن قرونا؟
آه يا عمر ابتعادي
آه يا صوت الأنوثة في بلادي
يختـنق حزنا وخوفا
ويُراق
دمنا مليون مرة
ونـُساق
كالنعاج السود تـُهدى للقبيلة

آه يا صوت النساء الأسود المحجوب عن نور الحياة
آه يا صوت النساء الخافت المذبوح
والقلق الحزين
عُميت كل الأكف البيض
والأسود يغدو لوننا اليومي
هل نبقى
و نير الصمت يطغى ؟
أ فنبقى نحمل القيد المُدمى ؟
أ فنبقى نحمل الحزن ونشقى؟.......
...........


لمن القصائد والكلام ؟


لمن التمني والكتابة والحنين
فالكون نام..
وطني جريح يستغيث
كالطفل يعدو ثم يعثر ثم قام..
وطني يصارع في دماه ليبتني بيت الأمان,
بلا قنابل أو سهام
وطني يعب الموت مجنونا ووحشيا
وتغرق أعين الناجين في رعب ٍ
وكل الكون نام ..
وطني يريد العيش
ساوم َ ألف قاهر في سبيل الحلم
والأحلام في وطني بسيطة
كل أحلام العراقيين
أمنٌ والسلام..
الكون نام ..
فلا مقالة أو قصائد تستفز الصامتين
ولا دماء صغارنا وصلت إلي آذانهم
ولا بلغتهم ُ أوجاعنا
ودماء قتلانا على عدد المقابر
الكون نام ..
فلا قصائد تمسح البلوى
ولا لكزت ضمائرهم دموع آلاف الضحايا
آه يا وطن البكاء
آه يا وطن المقابر والدماء
آه يا وطن الخطايا والمراقد
آه يا وطن المنائر والمعابد
آه يا وطن الصراعات الكبيرة والصغيرة
آه يا وطن العقائد
آه يا تاريخنا المقلوب فوق رؤوسنا
الكون نام
فيا عراق
خبئ دماك إلى تواريخ جديدة
وليحلم العشاق في اللقيا على ضوء الشموع
وليحلم الأطفال باللعب السعيد مع الحمام
قد يأت ذاك اليوم
في عام أو المليون عام
فالكون هذا اليوم نام....
17-7-2006



رســــــالــة

مولاي الأمير
حصاني العربي الأصيل
ما الذي أوجعك و أرخى قدميك الرشيقتين؟
جامحاً كنت
متمرداً، صاخب النبض
أية حيرة أربكت حوافرك؟
أية فاجعة منعتك الجري من حولي؟
حارسي الوسيم
أي سكون اختطف خوفك علي
و أية سحابة أمطرتك برداً و جللتك بالثلج؟
أراك اليوم بعيداً
عائداً بيتك عجلاً
كمرتدٍ أعلن التوبة و أحرق كتب الحياة
تغلق الباب حيث جاءتك الريح
تشذّب عن جسدك عطري
ترمي وريقاتي للنسيان
أية موجة عاتية اجتاحتك
حملت اسمي و مضت؟
أية روح شريرة ضربت صهيلك فخبا؟
ملاكي العزيز
فتشت ذكرياتي
علني أجد كلمة تمنعني الشوق إليك
ما وجدت
فتشت خزانتي
علني أجد وهماً لا يعبدك
ما وجدت
سيدي
أسألك الرأفة
فجروحي أوشكت الأزمان
انزلْ عليَّ قطراتك
و بلّ ظمأي …

( 18/9/1997 )


ألف ياء: طغت الرداءة

طغت الرداءة يا عرب
طغت الرداءة في السياسة
والتجارة
والفنون
وفي الأدبْ
وتفوح رائحة الكراسي والجيوب
وكل قنطار من الزيف المنصّبْ

أطفالنا في القدس تـُقتـلُ
والنساء تموتُ ذلاً
والحمي نـُهبت ودُمـّرت الحقول
فما هو الشرف الذي تتنافخون
هو النفاق أم الذهبْ؟

طغت الرداءة في الشوارع
والبيوت
وفي النفوس نري العجبْ
ألـّفتمُ الكتب الكبيرة في الحجاب وفي العفاف
وفي قواميس الكلام وفي العَـتبْ
وفتحتمُ كل الفضائيات أصواتا بها تتحدثون
عن الصيام وعن مواقيت الصلاة
أو الزكاة أو الطرَبْ
ونسيتمُ شرف القضية
والشجاعة في مواجهة الَلـَهبْ
ونسيتمُ أن الملايين التي تبكي
تـُهدد بالزوال
فأي تاريخ لنا بعد الزوال؟
وأي دكتاتور منكم سوف يبقي
أو ديانة أو تراث
أو مذاهب أو كتبْ؟

طغت الرداءة يا عرب
تستوردون شماغكم
وطعامكم
ونعالكم
وسلاحكم
دون الرجوع إلي الإله
وكل شيء بالحلال بلا تعبْ
حرّفتمُ شرع الإله بما تريد ذنوبكم
ووضعتم الأحكام بالمقلوب
إسرائيل صارت دولة الحق التي تخشون غضبتها
فصارت بين اثياب النساء
وبين أغطية الصغار
تكاثرت وتكابرت
واستوطنت في جسمنا مثل الجَرَبْ
طغت الرداءة يا عرب
طغت الرداءة في علاقات الهوي
والعاشقون
تحَفٌ مزينة ٌ بلاحس ٍ
سوي سوء الأدب
طغت الرداءة يا عرب
حتامَ نبقي كالنعامة
غطـّت الرأس المعفـّر بالوحال وبالرُتبْ؟
حتامَ نبقي نبلع الصمت الجبان مخافة الأقوي
ونهزأ بالعقول
وبالشعوب
ونعصب العينين عما يُرتكبْ
طغت الرداءة يا عرب
والام َ هذا القهر مكتوب علينا والسغبْ؟
والامَ نسألكم ولا نسمع
سوي
صوت الرداءة يا عرب؟

AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1429 --- Date 14-15/2/2003
جريدة (الزمان) - العدد 1429 - التاريخ 2003 - 1 - 14/15



يا نار كوني البرد

إن أنجبتك السماء سحابا ً
والتراب أبا ً
فالنور والنار دنيا
مالها شفقة
مزاجها شعلة الأضواء ما عرفت صمتا ً
وما برحت
في الحب, والألم المعشوق مندفقة
الملم ُ الشوك سيـّان لدي إذا
ما خاب ظني
ونار الشوق مندلقة
يا نار كوني البرد لو صدئت
أحلامنا ومنايانا غدت نز ِقة
تأتي التآويه
طبعا, في الهوى وجعٌ
وفيه تأتي فنون الحزن مرتزقة
لأن داء العراق المرّ في كبدي
وإن جرحي خروقا ترتجي رتقا
ما حيلة الأب لو رملا ً يكون وقد
جفت مدامعه والجفن والحدقة؟
والموت أقسى الماردين وقد
غزا البساتين والأرواح والطرقا
والعاتبون فرادى يهزءون بنا
وقد يمرّون جمعا كيفما اتفقا
ونكهتي من حروف النار أخلطها
ببهجتي ورغاب الروح مؤتلقة
يجيء يومك, والأيام دائرة
هذا سعيد, وهذا قبره خَنقَه
تأتي التآويه
أهلا ً
والحياة هوى
حيث التباريح تلوي القلب َ والعنقا......
لاهاي/هولندا....15-12-2002


فراديس مؤجلة

يا هذا المسبي بحر ِّ الصحراء تلملم حبا ً
فلنا البدر ُ وبسمات الزمن الآتي
يا ا بن النهرين المنسي ّ
على قارعة ِ الأيام ِ وكذب العالم
قلبك َ
عينك َ
جرحك َ,
مزهوا ً معتمراً اشرف تيجان الدنيا
ماذا سأسميك؟
فنار الزمن المقهور
منذ مسافات الأغوار
وأنداء الليل الغجري
بطاحونات الزرع البكر ِ
وأمواه ِ العوسج وتعامة؟
يا من تبكي كركرة الأطفال
وتجثو لصلاة النور
ومسبحة الأيام برمل ٍ أغبر
ماذا سأسميك؟
يا ابن حضارات ٍ أيقظت الدنيا وانتحرت
سر بسيولك َ ,
تدفـّق ..
يا شيخاً تـُسرق عصاه بليل الجشع ِ
ونواميس الأسواق السوداء
اللاهثة وراء الدولار
وأمراض العملات العربية
تدفـّق ْ
َسيولـّي زمن الشوك وذبح النايات
ضم ّ الورد بليف حبالهمُ
وافضح عري كراسيهم
واجترح الحب بطولات ٍ وتدفق
قل سيري
باسم الحق ِ
وباسم الوطن ِ يكون المسرى
قل لمن المُـلك؟
سيهدر صوت الأكوان:
للجوع ِ
ودمع الأطفال
ورفات عصافير ٍ سُجنت
في أقفاص الحقد الأعمى
يا بن النهرين
دق ّ الأجراس
وباسم الحبِ تدفـّق ْ .......





#عدنان_جواد_الطعمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان جواد الطعمة - لقاء مع الشاعرة العراقية الملهمة بلقيس حميد حسن