أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناضل حسنين - سيناريوهات الرد على الضربة الأميركية














المزيد.....

سيناريوهات الرد على الضربة الأميركية


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 09:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إن الضربة الأميركية التي دمّرت منشآت نووية إيرانية الليلة الفائتة لم تكن مجرد عمل عسكري عابر، بل تحولت في ساعات قليلة إلى مفترق طرق استراتيجي لطهران، وإلى اختبار غير مسبوق لقدرة النظام الإيراني على الموازنة بين الكبرياء الوطني وحسابات البقاء.
جدير بالذكر أن إيران اليوم في وضع لا تُحسد عليه. فقد تلقت صفعة علنية، وخسرت مواقع تعتبرها شريانًا رئيسيًا لمشروعها النووي، وأمامها خيارات محدودة للرد، كلها مكلفة، وكلها محفوفة بالأسئلة.
في هذا السياق، يعتبر الاحتمال الأقرب للواقع أن تختار إيران الرد عبر حلفائها ووكلائها المنتشرين في المنطقة. ذلك ليس فقط لأن هذا الأسلوب يمنحها مرونة في الإنكار، بل لأنه نهج مألوف أتاح لها سابقًا إرسال رسائل نارية دون أن تدخل في مواجهة مباشرة.
وعلى سبيل المثال، فإن عمليات استهداف قواعد أميركية في العراق أو سوريا، أو شن هجمات مسيّرة في البحر الأحمر، أو حتى إطلاق صواريخ من لبنان أو اليمن... كلها خيارات مطروحة على الطاولة، وكلها قد تحمل بصمات إيرانية دون اعتراف رسمي.
وفي المقابل، لا يمكن إغفال الخيار السيبراني، الذي بات واردًا بقوة. فإيران تمتلك قدرات متقدمة في هذا المجال، وقد استخدمتها سابقًا ضد منشآت مالية ونفطية في دول مختلفة. ضربة إلكترونية ناجحة قد تُرضي الداخل الإيراني المتعطش للرد، وتربك الخصوم دون الحاجة لصاروخ أو طلقة واحدة.
أما خيار الصمت الكامل، فهو أمر وارد ولكن لفترة زمنية محدودة، الغرض منها استثمار هذه الضربة في حشد التأييد الدولي لإيران، الدول العضو في الأمم المتحدة التي تتعرض لضربة خارجية، ولكن أدبيات النظام الإيراني، تستوجب بعد ذلك تنفيذ ضربة محسوبة، موضعية، وفي توقيت مدروس. هجوم صغير على هدف أميركي، أو تفجير رمزي في نقطة رخوة، قد يكون كافيًا لاستعادة شيء من الهيبة، من دون أن يُعتبر إعلان حرب.
ومن المهم الإشارة إلى أن هذا الخيار أشبه بلكمة على الطاولة، لا بهدف فتح المعركة، بل لإثبات أن إيران لم تُكسر.
ورغم كل ذلك، يبقى احتمال الانتظار قائمًا؛ فقد تختار طهران أن تخبئ الرد في درجٍ مغلق، وتخرجه بعد شهر أو عام، في توقيت يكون فيه الطرف الآخر غافلًا أو منشغلًا. رد بارد، عابر للحدود، من النوع الذي لا يُنسى بسهولة.
وقد يتمثل هذا الرد في اغتيال هادئ، أو تفجير مفاجئ، أو حتى تسريب وثيقة تثير البلبلة في العالم. فإيران، في أعماق عقيدتها الأمنية، لا تنسى، لكنها تتقن الصبر.
وفي الختام، لا بد من التأكيد على أن كل الخيارات أمام إيران تحمل ثمنًا، وكل تأخر في الرد يضغط على صورة النظام داخليًا وخارجيًا. لكن طهران تدرك جيدًا أن الخطأ في الرد أخطر من الضربة ذاتها، وأن المعركة الحقيقية لم تعد فقط حول فوردو ونتنز، بل حول من يملك توقيت اللعبة القادمة.
خلاصة القول: إيران الآن لا تبحث فقط عن صاروخ تطلقه، بل عن لحظة توازن بين الغضب والعقل.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قافلة الصمود: بالعبرية .. لا تقتربوا من غزة
- ترامب ونتنياهو: مَن يستخدم مَن؟
- هل صارت إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة؟
- الجريمة تنهش عرب الداخل
- صرخة..
- يوم -القيامة- ..
- المواطن في إسرائيل يدخل كتاب غينيس
- المسيحي الفلسطيني...
- إيران تستعرض... وإسرائيل تنفّذ
- من المسجد الى الكنيست..
- حل الدولتين.. الميت الذي نرفض دفنه
- نشيد الكوفية والشخير الوطني
- ما أشبه اليوم بالأمس..
- إضاءة على التطهير العرقي لعرب الداخل
- إيلون ماسك: عبقري أم مهووس؟
- ترانيم العصائر..
- حين تكون -اللي- أكثر فصاحة من -الذي-
- مفتاح الشرف تحت الخاصرة
- حكايتي مع المجرمين..
- لا تأكلوا -صديقها-!


المزيد.....




- حب من النظرة الأولى عند نافورة تريفي.. وثلاث أمنيات لأمريكية ...
- بعد تعليق واشنطن إرسال أسلحة لأوكرانيا.. زيلينسكي يؤكد الحاج ...
- استمرار التفوق الجوي فوق إيران.. وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد ...
- تأثير ضربة إيران على دول أخرى.. زعيم كاثوليكي أمريكي يعبّر ل ...
- كيف تؤثر الميكروبات التي تعيش في السُحب على حياتنا
- ترامب يترقّب ردّ حماس خلال 24 ساعة.. وغوتيريش -مصدوم- من تفا ...
- موسكو -تكسر العزلة-: روسيا أول دولة تعترف رسمياً بحكومة طالب ...
- ما خلفيات حملة التوقيفات في بلدية إزمير التركية؟
- محمود خليل بعد الإفراج عنه بأميركا: لست نادما على وقوفي ضد ا ...
- كارثة إنسانية تترصّد غزة و-مصائد الموت- تواصل حصد الأرواح


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناضل حسنين - سيناريوهات الرد على الضربة الأميركية