أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد هجرس - جلال الغزالى














المزيد.....

جلال الغزالى


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1814 - 2007 / 2 / 2 - 11:38
المحور: الادب والفن
    


أستأذن القارئ فى أن أدير ظهرى اليوم لقضايا الساعة الساخنة وأن أرجئ الحديث عنها إجلالاً واحتراماً لـ "جلال الغزالى" والوقوف حداداً عليه ووضع باقة ورد على قبره.
ويشجعنى على ذلك أن الغالبية العظمى من القراء ستسأل باستغراب : .. ومن يكون جلال الغزالى؟!
والسؤال مشروع والاجابة عليه محزنة، على الأقل من زاوية أن الذاكرة الجمعية أصبحت مثقوبة، بحيث أن كثيراً من أفضل أبناء هذه الأمة يسقطون فى بئر النسيان أمام زحف الغثاثة والسطحية والفهلوة والجهل النشيط.
وجلال الغزالى أحد هؤلاء المنسيين منذ سنين رغم أنه – لمن لا يعرف – واحد من أهم رواد الدراما التليفزيونية فى الستينات، نذكر منهم فتحى زكى ودنيا البابا ومحفوظ عبدالرحمن ورأفت الميهى ومصطفى محرم وفيصل ندا.
وقدم أكثر من مائتى عمل درامى من أشهرها المسلسل الشهير "العصابة" إخراج إبراهيم الصحن، و"الرجل ذو الخمسة وجوه"، والفيلم التليفزيونى "الكتاب ذو الغلاف الجميل" اخراج ابراهيم الشقنقيرى ، ومجموعة من السهرات أبيض وأسود إخراج اسماعيل عبدالحافظ من بينها "الناس والوحش" ، و"يوم الحادث" و"ربما" ، وسهرة "ناس مش للبيع" إخراج محمد فاضل، و"ليلة زواج آخر الأبناء" إخراج محمد الشال، وكان من الاعمال التجريبية الرائدة فى ذلك الحين حيث لم يكن به سوى شخصيتين لا ثالث لهما. وسباعية "العمر سبعة أيام" إخراج مجيدة نجم وغيرها الكثير والكثير.
ثم جاءت الكارثة مع مسلسل "رأس القط" اخراج اسماعيل عبدالحافظ. وهو عمل درامى بالغ الأهمية سواء من الناحية الفنية أو من الناحية الفكرية لأنه كان بمثابة تشريح لبدايات "الانفتاح" وتنبأ فيه جلال الغزالى بكثير مما حدث فى مصر بعد ذلك.
هذا العمل المهم تعرض لوشاية وتحريض لجهات الأمن وصلت إلى وزير الداخلية وقتها اللواء النبوى اسماعيل، وبدون الدخول فى تفاصيل فان هذا العمل قد اختفى فى ظروف غامضة ولم ير النور أبداً.
والأدهى والأمر أن جلال الغزالى تعرض للاعتقال بعدها عام 1978.
وبعد خروجه من المعتقل توقف عن الكتابة تماماً، لسبب بسيط هو أنه قد قيل له من بعض كبار المسئولين عن الدراما التليفزيونية وقتها أنه حتى لو كتب "بسم الله الرحمن الرحيم" فان الرقابة لن تسمح بعرضه!
وبالفعل استمر الخظر على أى عمل عليه اسم جلال الغزالى وإسماعيل عبدالحافظ سنوات طويلة. وحتى بعد رفع هذا الحظر نتيجة جهود ومساعى قيادات مستنيرة مثل تماضر توفيق ويوسف عثمان توقف قلم هذا السيناريست الاستثنائى عن الكتابة رغم إلحاح يوسف عثمان نائب رئيس التليفزيون السابق الذى لم يكل أو يمل من تكرار المحاولة إلى أن اتفق معه منذ ستة أشهر فقط على كتابة عمل درامى كبير عن "إخوان الصفا".. لكن هذا المشروع الفنى لم يتم .. فقد سبق السيف العذل .. ورحل جلال الغزالى فى صمت ولم يحضر جنازته وعزاءه سوى الرجل المحترم يوسف عثمان، ونقيب السينمائيين ممدوح الليثى ونقيب الممثلين أشرف زكى، وسوى اثنين من كتاب السيناريو الكبار أسامة أنور عكاشة وكرم النجار، وسوى شيخ المخرجين اسماعيل عبدالحافظ، وعدد من أصدقائه وزملائه ومحبيه!
وهكذا .. وورى التراب جلال الغزالى الذى مات فى صمت بعد أن ملأ الدنيا فنا جميلا فى الستينيات والسبعينيات وشق – مع كوكبة تعد على الأصابع – طريقاً فسيحا للدراما التليفزيونية الجميلة.
وهى لم تكن مجرد دراما تليفزيونية جميلة وإنما كانت دراما تليفزيونية "معجونة" فى الفكر النقدى المستنير والرؤية السياسية الوطنية ومجدولة بعشق الحرية والديموقراطية واحترام آدمية الانسان والوقوف بالمرصاد للاستبداد والاستغلال والفساد والجهل والظلامية ومحاولات تكميم الأفواه وتكبيل العقول.
وهذا ينقلنا إلى البعد الآخر لجلال الغزالى، ونعنى به انشغاله بالسياسة بالتوازى مع انغماسه فى الدراما والفن.
وكانت السياسة هى السبب فى التعارف المباشر بينى وبين "جلال" الذى لعب دوراً مهماً فى مكافحة التطبيع وفى عرقلة محاولات بيع استوديوهات التليفزيون المصرى لمستثمر خليجى فى السبعينات، فضلاً عن معارك سياسية اكثر من أن تعد أو تحصى.
هذه التجربة السياسية العريضة لها مالها وعليها ما عليها، لكنها تبقى حلقة فى سلسلة الكفاح الوطنى والديموقراطى والاجتماعى والتنويرى، التى لم تنقطع أبداً حتى فى أحلك الأوقات وأكثرها سواداً.
بيد أن علاقة جلال الغزالى بالسياسة تبقى موضوعاً غنياً ومليئاً بالتفاصيل والتشابكات والتقاطعات التى تحتاج إلى معالجة مستقلة .. اذا كان فى العمر بقية.
ويكفينى اليوم .. بهذه الكلمات المختصرة جداً .. أن أنعى للمصريين هذا الكاتب المناضل المحترم الرائد وأن أضع على قبره باقة ورد .. وأن أطلب من السيدة الفاضلة سوزان حسن أن يخصص التليفزيون المصرى حلقة أو أكثر من حلقات برامجه للاحتفاء بذكراه وتكريمه بالصورة التى تليق به وإعادة إذاعة بعض اعماله الدرامية المهمة .. إذا لم تكن قد مسحت شرائطها وتم تسجيل مباريات كرة القدم عليها مثلما حدث مع كثير من الاعمال الابداعية.
وطبت حياً .. وميتاً يا جلال.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذيول جريمة بنى مزار
- التعذيب.. يا حفيظ 3
- راحت السكرة وجاءت الفكرة
- لبنان .. فى مفترق الطرق
- -الحمار- يهزم -البروفيسور- .. في جامعة المنصورة!
- التعذيب .. يا حفيظ 2
- الرابحون والخاسرون فى اضراب لبنان
- رجاء النقاش .. مكتشف المواهب
- رؤية بديلة للتعامل مع الجماعة »المحظورة«
- اعتذار عمارة وعذر الأوقاف
- 6 + 2 + 1 لا تساوي تسعة!
- حوار الطرشان
- خطة بوش الجديدة : كثير من اللغو المفخخ
- استراتيجية بوش المسمومة
- الملابسات حول التعديل الدستوري بين »التهويل« و »التهوين
- إنفتاح دستورى وانغلاق حزبى
- خليل كلفت
- بداية .. ونهاية
- سبحان مغير الأحوال: علاوى ومبادرته المثيرة 2-2
- سبحان مغير الأحوال: علاوى ومبادرته المثيرة!


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد هجرس - جلال الغزالى