أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شمخي جبر - رجل لكل العصور














المزيد.....

رجل لكل العصور


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1812 - 2007 / 1 / 31 - 11:20
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا كان قد قيل أن لكل مقام مقال ،فان هذا الرجل هو المقال الذي يصلح لكل مقام وإذا قيل ان الرجل المناسب في المكان المناسب فأنة يناسب كل الأمكنة ،لأنة يستطيع تحويل شخصيتة ويحور من سلوكه حسب مقتضى الحال ومتطلبات المرحلة كما يقولون ،وإذا قيل أن لكل عصر رجالة فهو رجل لكل العصور ،فهو يتلون كالحرباء حسب مقتضى البيئة ..مع أن هذا النموذج موجود في كل مكان وزمان ، إلا أنة نتاج بعض الظروف الاستثناية أو يعيد أنتاج نفسه لمواجه هكذا ظروف فإذا كان( الفهلوي )المصري ابن الانفتاح الاقتصادي في عهد السادات في نهاية السبعينات ، عهد ( القطط السمان ) يبدو ان عصرنا قد انتج ( فهلوي المرحلة ) وقد يكون هو ما أصطلح علية تسمية (الحواسم)هو ليس ابن هذه المرحلة بل هو نتاج فترة الحصار بعد عام 1991الذي كان اخطر نتائجه (بث التضخم في جميع مناحي الحياة وبسبب استمراره لمدة طويلة كانت له أثار في بنيوية في المجتمع العراقي ،بمعنى أن الكثير من الممارسات والأفعال قد تماسست وترسخت في عمق الممارسة اليومية الاجتماعية ،بحيث حازت آلياتها على الاعترف الاجتماعي وتغلغلت في الحس الجمعي للناس، وبنيوية الظاهرة ،هو مكمن خطورتها ،لان زوالها أمر مستحيل ،وإذا زالت فأنها تظهر بكيفيات مختلفة ،ومن نتائجه تدهور القيم ) وكم من القيم فرضت نفسها فاصبحت مقبولة بعد ان كانت تلاقي كل الاستهجان والرفض ، فالفاسد والمرتشي والمختلس واللص وفي غفلة من الزمن وفي ظل الانهيار القيمي الذي رافق التحولات ،رجل المرحلة وفهلويها هو ( الزلمة الذي يضع في السلة عنب ) والقاتل والمجرم قد يصبح ابن القبيلة الذي تتباها بافعاله لتهدد او تردع الاخرين .
وهذا التخلخل القيمي يجد ظروفا معينه يسود فيها ، اذ يصبح المشهد الموبوء بالعنف بحاجة الى ( الزلمة ) وليس لأنسان ، فارتفعت قيم الاستزلام ( واهتزت الشوارب ) وصرخت الانسانية الثكلى المستباحة كرامتها ( صارت علينه الشوارب يمه فزعة ) ، واختفت القيم الانسانية .
ومؤسسات النظام المنهار كانت مدارس بهذا الاتجاه ،وبعد سقوط النظام بقي أيتامه لا يدرون ماذا يفعلون حتى أنهم اقفلوا عليهم أبواب بيوتهم ،فتحولوا إلى سجناء باراداتهم خوفا من قصاص المظلومين أو نظرات السخرية والازدراء ،وبما أنهم أهل النعمة والسلطة والأضواء ، ما لبثو أن خرجوا علينا عادين أنفسهم ضحايا للنظام ،فاستطاعوا أن يتسللوا إلى هذا الحزب أو تلك الحركة أو تجمع بعضهم لتأسيس جمعية للدفاع عن .............فتحول بعضهم بين ليلة وضحاها إلى وطنيين مخلصين حين يقتربون من الوطنيين، والمدافعين عن الدين حين يختلطون بالأوساط الإسلامية ،فهم سريعوا التكيف لمختلف المواقف وأدراك ما تتطلبة من استجابات مرغوبة ،والتصرف على وفق مقتضياتها ، إلى الحد الذي يرونه مناسبا حتى أن بعضهم سجن لأنة لص أو مرتشي ،استطاع بموهبته وزئبقيته أن يحولها إلى صولات وجولات في ساحات النضال والجهاد في مقارعة الاستبداد و الدكتاتورية فهو يستطيع اللعب على الحبال ،يلعب كل الأدوار كأبدع بهلوان وبكفاءة لا تجارى فيتحول ومع لمح البصر إلى الوطني الوحيد والآخرين عملاء فهو لا يرضى أن يسيء للآخرين فحسب ،ولان (الأعمى في مملكة العميان ملك )فلا بد ان يسمل عيون الآخرين لأنة لايؤمن بقاعدة (لسنا الوحيدين ولكننا الأفضل )بل يعمل على وفق الية (أنا واشطبوا أسمائكم ).فهو المؤمن الوحيد وغيرة كفرة وملاحده ومرتدين ،يتفنن في إيذاء الآخرين ،فمن لم يستطع أن يوذية في عهد النظام السابق بتقاريره التي كان يكتبها ،فلابد ان يترصده ليغلق عليه كل الابواب . لان .يجيد عقد التحالفات حتى ولو مع الشيطان ،لأنة يعرف من أين تؤكل الكتف .يجيد التضليل والمخاتلة والمغازلة والاصطياد في المياة العكرة ودغدغة العواطف وتهيج الغرائز ،ويكره الاحتكام للعقل لان العقل حين يسلط أنواره على نموذج بهذا المستوى يفضحه ويعريه ويظهره على حقيقية البغيضة ، وأخيرا نردد مع احد متصوفة بغداد مقولته (من تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله غزة وجل )



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سيرة وطن اسمه العراق
- هكذا تكلمت مدينة الصدر.. حين يلقي الصابرون الدرس الديمقراطي ...
- الفيدرالية بين جدلية الرفض والقبول
- دور منظمات المجتمع المدني في المصالحة الوطنية
- امريكا ليست هبلة
- الثقافة العراقية جدل الوطنية والهويات الفرعية
- من يشكل الراي العام في العراق؟
- قراءة أولية في ثقافة العنف ومرجعياته
- صباح العزاوي آخر العنقود
- حول اغلاق مركز اوجلان للبحوث والدراسات
- هل تطيرالديمقراطية العراقية بأجنحة أمريكية؟
- الإسلام والغرب ....الصدام والحوار
- المصالحة الوطنية ... المشروع الوطني العراقي ؟
- السياسيون يقلدون عبد الملك بن مروان ،فمن يقلد عمر بن الخطاب؟
- الطوائف المنصورة والوطن المذبوح
- أنا فرح أيها الإخوة ........... الساسة يقرأون
- الهوية القتيلة... الهوية القاتلة
- حكومة المالكي بين الاستحقاقات الوطنية والتجاذبات الفئوية
- الطفل والتسلط التربوي - الجزء الثاني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شمخي جبر - رجل لكل العصور