|
حرب الاستقلال الفلسطينية وفن ادارة الصراع
مدحت الزاهد
الحوار المتمدن-العدد: 54 - 2002 / 2 / 4 - 20:57
المحور:
القضية الفلسطينية
جنود الاحتلال والمستوطنون فى الضفة والقطاع اولا.. لماذا؟
أنهت الانتفاضة وهم انتظار تحرير فلسطين بحرب عربية ظافرة تخوضها جيوش نظامية وحناجر "ميكروفونات" تلقي بإسرائيل في البحر، وتجعل هدفها اليهود، وليس هزيمة الصهيونية، ليقطف الفلسطينيون ثمرة وطنهم السليب جاهزة. وعلى العكس فإن انتفاضات الشعب الفلسطيني تمثل شكلا من أشكال التحررمن هذا الوهم، فقد أعدت المسرح لتحول استراتيجي أخذ فيه الشعب الفلسطينى قضيته بيده، وكف عن انتظار المهمة المؤجلة في الوضع العربي والدولي، وأثبت أنه من الممكن هزيمة إسرائيل بمعركة ـ من الداخل ـ باكثر مما يمكن هزيمتها بحرب نظامية من الخارج.
هذا التحول أوقف القضية على أقدامها ووفر لها ساحة المواجهة الحقيقية، كما وفر في هذه الساحة قوى المعركة( الشعب الفلسطينى) الذي لا يمكن هزيمته في حرب خاطفة ! وبالتالي فقد حرر هذا التحول معركة الاستقلال الفلسطيني من العناصر السلبية للمواجهات السابقة، بأن إنطلق من عمق جذورها في الأرض، أي الشعب الذي يعيد إنتاج المقاومة وتجديد قواها من الأجنة في بطون الأمهات. وهذا هو الشرط الضرورى لأي نصر.
لكن هذا الشرط لا يقرر تلقائيا اشكال الكفاح الرئيسية الملائمة لكل مرحلة، في ارتباطها باهداف النضال الفلسطيني وعلاقات القوى المتغيرة.
ومن بين هذه الاشكال يبرز، الآن، تكتيك القنابل البشرية، والضربات ضد اهداف مدنية داخل الخط الاخضر(إسرائيل) كموضوع لخلاف سياسى وفكرى بين المنظمات الفلسطينيية، قد يتحول الى مادة للصراع بين القوى الفلسطينية، تهدد اغلى اسلحتها في النضال ضد إسرائيل(الوحدة الوطنية) الامر الذي يطرح ضرورة الانتقال من التنسيق الميداني في مواجهة الاحتلال إلى بناء وحدة سياسية برنامجية تقوم على تحديد خطوط الإجماع الوطني الفلسطيني ، حتى لا يختلف الفلسطينيون حول السؤال نحن نقاوم الاحتلال بأي وسيلة؟ ومن أجل الحصول على ماذا؟ بما يوجب وقفة امام اشكال الكفاح واهدافه المباشرة.
اشكال الكفاح الرئيسية
وقد تميزت الانتفاضة الثانية بستة أشكال رئيسية لممارسة الكفاح :
1- المظاهرات السياسية و مواكب الشهداء: كانت جنازات الشهداء هي الشكل الرئيسي للمشاركة السياسية الشعبية الواسعة فى الانتفاضة، حيث تحولت الجنازات إلى مظاهرات ترددت فيها الهتافات والشعارات وارتفعت فيها أعلام فلسطين، وتآخت في صفوفها مختلف الفصائل الفلسطينية، و أطلقت فيها البنادق طلقاتها تحية للشهيد.
2- قذف جنود الاحتلال بالحجارة. مظهر مختلف عن أستخدام الحجارة في الانتفاضة الأولى. ففي الانتفاضة الأولى كان يتم رشق جنود الاحتلال بالحجارة داخل المدن، وفي الانتفاضة الثانية كانت قوات الاحتلال خارج المدن، بعد إعادة الانتشار. فكان الأطفال والشباب يخرجون إلى الحواجز الأمنية على مشارف المدن لقذفهم تعبيراً عن عمق كراهية الاحتلال، والرغبة الأكيدة في طرد المحتلين.
وتفيد بيانات الشرطة الإسرائيلية أن المستوطنين فى الضفة الغربية وحدها قد تعرضوا، في الفترة من يناير إلى أبريل 2001 ، أي خلال أربعة شهور فقط لـ 2227 حادث قذف بالحجارة(1) .
وكانت الحجارة، في البدء، هي الشكل الرئيسي للانتفاضة الفلسطينية، غير أنها قد تطورت إلى حرب عصابات امتزجت فيها الحجارة بالرصاص.
3- إطلاق النار على جنود الاحتلال والمستوطنين في الضفة والقطاع، فيما يشبه الاشتباكات اليومية، حتى تعذر على المستوطنين، الآن، استخدام الطرقات. وتكشف أرقام وزارة الدفاع الإسرائيلى أن إسرائيل قد تعرضت لـ 5289 حادث إطلاق نار، من 29 سبتمبر 2000 وحتى 31مايو 2001 .(2)
4- إطلاق النار على المستوطنات بالمدافع الرشاشة وقذائف الهاون لساعات طويلة طوال الليل فيما يعرف بالاشتباكات الليلية.
5- عمليات ضد مواقع وأهداف عسكرية في الضفة والقطاع وداخل المدن الاسرائيلية أبرزها اقتحام موقع عسكري ومستوطنة في غزة، وفتح النار على جنود إسرائيليين أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلي في تل ابيب.
6- عمليات التفجير داخل الخط الاخضر في مواقف الأتوبيسات وسيارات ومطاعم ومقاهى .
هذا الشكل الاخير بالذات ، المتعلق بتفجيرات الخط الاخضر، يطرح إشكاليات هامة في صفوف المنظمات الفلسطينية حول مبادئ واهداف وفنون ادارة الصراع.
هذه الاشكالية طرحها مجددا إندفاع آلة الحرب العدوانية إلاسرائيلية لتمارس عمليات القتل والتدمير فى الاراضى الفلسطينية، بعد ثلاثة انفجارات في القدس الغربية وحيفا، ردا على اغتيال القيادات الفلسطينية وآخرهم ابو هنود، احد قادة حركة حماس.
مناورات شارون
ومناقشة هذه الاشكالية تظل ضرورية، رغم انه من الواضح تماما ان شارون تعمد إستفزاز حماس والجهاد بإغتيال قادتها، قبل جولة الجنرال زيني في المنطقة، و زيارة شارون الى واشنطون، لكي تلجأ حماس الى تكتيكها الأثير: التفجيرات داخل الخط الاخضر(اسرائيل) بإستخدام (القنابل البشرية) وإستغلال إسرائيل لتداعيات الرد المحتمل لتصعيد الضربات الاسرائيلية ضد مناطق الحكم الذاتي والسلطة الفلسطينيية، وتحويل جدول اعمال التحركات الدبلوماسية، من مناقشة مبادرة باول، الى مناقشة "الارهاب" الفلسطيني.
كما ان الاجابة على هذا السؤال تظل ضرورية، بصرف النظر عن الاهداف الحقيقية والحصاد المحتمل للمبادرات الدبلوماسية، فهي تتعلق، اولا، بقدرة الانتفاضة على التواصل وعلى تحقيق جدول اعمالها، هي، قبل أي طرف اخر، وعلى قدرتها على إحباط تكتيكات شارون.
وتكتيكات شارون ليست غريبة، فهي وثيقة الارتباط بالاهداف السياسية التي اعلنها منذ توليه رئاسة الحكومة الاسرائيلية، بعد إنتخابات 6 فبراير الماضى : إستخدام القوة العسكرية لقمع الانتفاضة الفلسطينيية، وإجبار الفلسطينيين على حل مرحلي طويل المدى، يؤجل القضايا النهائية (الحدود والسيادة والقدس واللاجئون والمياه والمستوطنات) لاجيال قادمة، وإجبار السلطة الفلسطينية على القيام بدور الوكيل الأمني لاسرائيل، عبر اتفاقيات أمنية ودون تنازل سياسي.
كما ان هذه التكتيكات ليست غريبة عن السياسات التي انتهجها باراك لمواجهة إنتفاضة الحجارة بحصار الخنق والتجويع، وقصف مناطق الحكم الذاتي من البر والبحر والجو. وقد اسهمت سياسات باراك وشارون في عسكرة الانتفاضة، التي بدأت في الاصل كحركة احتجاج بالحجارة في مواجهة جنود الاحتلال.) 3)
وبصرف النظر عما يمكن ان تحرزه جولة زيني، او مبادرة باول بشأن إمكانية قيام دولة فلسطينية، منزوعة السلاح، منقوصة السيادة، الى جانب دولة إسرائيل، فإن سياسات شارون تطرح تحديات حقيقية على الشعب الفلسطيني وإنتفاضته، تتعلق بفن إدارة الصراع، وأشكال ومجالات استخدام القوة، بما يحقق أهداف النضال الفلسطينى في طرد جنود الاحتلال والمستوطنين بمستوطناتهم من الضفة والقطاع، وتطوير الاشتباك ضد الصهيونية في اضعف حلقاتها (إسرائيل الكاملة) وإنتزاع دولة فلسطينية كاملة السيادة، في الاراضي المحررة، في جولة حاسمة من جولات حرب الاستقلال الفلسطينية ضد الاستعمار الاستيطاني، والصهيونية كشكل من اشكال الاستعمار والعنصرية.
ضربات الخط الاخضر
وفي الحقيقة فان جدلا قد دار في أوساط فلسطينية وعربية، حتى قبل هذا التطور الأخير المرتبط بتفجيرات القدس الغربية وحيفا ، حول تكتيكات الصراع واساليب إستخدام القوة، وهو جدل لم يرتبط، على الاغلب، بمشروعية حق الشعب الفلسطيني كشعب تحت الاحتلال، في المقاومة المسلحة، الامر الذي تقرّه كل المواثيق والمعاهدات الدولية، بل ارتبط هذا الجدل بتقديرات متباينة لمواءمة هذا الشكل، أو ذاك من أشكال الصراع، لعلاقات القوى ولضرورات التعبئة السياسية الشاملة لطاقات الشعب الفلسطيني ولقدراته على حشد التأييد الدولي لقضيته، وعزل اشد التيارات فاشية داخل إسرائيل، مع الاستفادة القصوى من التناقضات التي تعتمل في المجتمع الصهيوني. ( 4)
من هذه االزاوية بدا الحجر، عند بعض الأطراف، وسيلة ملائمة لممارسة القوى وللتعبئة السياسية الشاملة لقوى الشعب الفلسطيني وكسب التأييد الدولي وقطع الطريق على صعود أشد التيارت فاشية داخل المجتمع الإسرائيلي .
لكن مدافع باراك وشارون في مواجهة الحجر، وحصار الخنق والتجويع، أدت، كما سبقت الاشارة، الى عسكرة الانتفاضة، بعد ان انتهت في عام 98 سنوات الحكم الذاتى الانتقالي الخمس، وفقا لاتفاق اوسلو، دون الوصول الى حل نهائي يقر حق الشعب الفلسطينى في تقرير المصير، واعلان الدولة، ودون ان تستكمل إسرائيل المرحلة الثالثة، من عمليات إعادة الانتشار.(5) وقد انهت الانتفاضة وهم إنتظار الدولة وحق تقرير المصير عن طريق مسيرة اوسلو، او اي مفاوضات اخرى لاتساندها القوة. وعلى العكس فإن انتفاضات الشعب الفلسطيني تمثل شكلا من أشكال التحررمن هذا الوهم ،حيث أعدت المسرح لتحول استراتيجي أخذ فيه الشعب الفلسطيني قضيته بيده، وكف عن انتظار المهمة المؤجلة في الوضع العربي والدولي، بأن نقل المعركة الى مسرح عملياتها الحقيقى، وأثبت أنه من الممكن هزيمة إسرائيل بمعركة ـ من الداخل ـ باكثر مما يمكن هزيمتها بحرب نظامية من الخارج، او إجبارها على حل لاتسانده القوة.
وقد اعتبر الاتجاه الغالب، في صفوف الانتفاضة، الذي تتبناه حركة فتح وحزب الشعب والجبهتان الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين ـ رغم اختلافات اخرى بينها ـ ان الجمع بين الحجر والرصاص ضد جنود الاحتلال والمستوطنات في الضفة والقطاع، هو الوسيلة الكفاحية الأكثر فاعلية ومواءمة لشروط وأهداف النضال الفلسطيني في المرحلة الراهنة، لأن البولدوزر الذي يعمل في إقامة مستوطنة حكمه كحكم الرصاصة والقذيفة.( 6) كما أن المجتمع الدولي يعارض المستوطنات والاحتلال الاسرائيلي للضفة و القطاع، الامر الذي لا يستبعد ـ عند بعض أطراف هذا الخط ـ توجيه ضربات ضد أهداف ذات طابع عسكري واستراتيجي داخل العمق الاسرائيلي.
و يلاحظ أنصار هذا الإتجاه أنه رغم الآثار الموجعة للتفجيرات العشوائية، فإنها يمكن أن تؤدي إلى عمليات وحشية إنتقامية بالغة القسوة لا تحظى بنفس الاستنكار، على المستوى الدولي، بسبب الضجة التي تحيط بها إسرائيل مقتل أطفال ومسنين في عمليات التفجير العشوائي ، وبسبب ان شارون يجد ظروفا اكثر مواتاة للقيام بعمليات عنف وحشي تشمل إجتياح المناطق الفلسطينية وقصفها من الجو، بينما لاتملك قوى المقاومة دروعاً فعالة مضادة للدبابات او وسائل دفاع جوي.
و تبعا لذلك فإنه من الضروري ـ وفقا لهذه التقديرات ـ العمل على تخفيض وضبط العمليات الانتحارية داخل إسرائيل، و ترشيدها وقصرها على أهداف عسكرية، وهو أمر يساعد في تنمية القدرة الفلسطينية على اختراق وضرب أهداف منتقاة مؤثرة، دون تمكين شارون من كسر عزلة اسرائيل الدولية. والرد الإسرائيلي على هذه العمليات ، قدلا يكون أقل قسوة، لكنه يظل معزولا، ويمكن حصاره، خلافا للعمليات التي تعقب التفجيرات العشوائية.
ومعنى هذا ان تركيز الضربات في الضفة والقطاع، بعمليات صبورة ومثابرة، يمكن أن يحقق نتائج اكثر ايجابية لصالح النضال الفلسطيني، من تفجيرات كبرى مدوية، تشفي الغليل الفلسطيني والعربي الذي تصنعه وحشية شارون.
وهناك وجه آخر لمحاذير عمليات التفجير داخل المدن الاسرائيلية يتعلق بقدرة النضال الفلسطينى على إحداث انقسام في المجتمع الاسرائيلي، لصالح تفكيك المستوطنات واجلاء المستوطنين عن الضفة والقطاع، و هي الثمرة الاكثر نضجا الآن. والمتابع للصحف الإسرائيلية سوف يجد أنه بقدر تركيز الضربات الفلسطينية على المستوطنين وجنود الاحتلال يتفجر الجدل بين الإسرائيليين حول العبء الأمني للمستوطنات والمستوطنين، وضرورة المواجهة الحازمة لهوس المستوطنين، الذي قد يدفع إسرائيل إلى كارثة ، الى حد وصف المستوطنات بحمولة زائدة داخل مركب إسرائيل، ينبغي التخلص منها لضمان سلامة الركاب، بما في ذلك المستوطنين انفسهم.(7) وبقدر ما تتجه الضربات الفلسطينية إلى التفجيرات في المطاعم والملاهي الليلية ومحطات السيارات، فإن الصوت الغالب فى اسرائيل يصبح: "إن القضية ليست قضية المستوطنات بل كل وجود إسرائيل" (اذبح يا شارون)!
وبالتالي فان ترشيد استخدام السلاح الفلسطيني يمكن أن يفيد الأهداف المباشرة والبعيدة لنضال الشعب الفلسطيني لهزيمة الصهيونية، عبر نضال مترابط الحلقات لانتزاع دولة كاملة السيادة في الضفة والقطاع، ومن أجل حق العودة، وحقوق المواطنة الكاملة للفلسطينيين أصحاب الأرض، داخل دولة إسرائيل، الذين يتعرضون لحصار أشد بعد انفجارات الخط الأخضر، بأكثر كثيرا مما يتعرضون له مع تصاعد النضال ضد المستوطنين وقوات الاحتلال.
وهذا الضبط في استخدام بعض أشكال الصراع، بتوقف المنظمات الفلسطينية عن ممارسة أساليب معينة في القتال، لا يمثل بالضرورة انتصارا لشارون، بل قد يساعد، على العكس، في حصاره وعزله. فشارون يريد ان يفرض اسلوبه في المواجهة، حتى لو كان الثمن اشلاء قتلى في المطاعم والباصات والملاهي الاسرائيلية، حتى ينجح في تعبئة المجتمع الاسرائيلى والرأي العام وراء خطته لذبح الانتفاضة، ونقل الانقسام الى صفوفها.(8)
كما يتيح ترشيد السلاح دفع الاتهامات بالعنصرية عن نضال حركة التحرير الفلسطينية بإدعاء ان لجوء بعض فصائلها الى التفجيرات العشوائية، في اى مكان داخل اسرائيل، يخفي نزعة عنصرية ضد اليهود، ، بإعتبار ان هذه التفجيرات سوف تاخذ في طريقها اليهود، وبالتالي تصبح امرا مبررا ومشروعا.
ويعزز من فاعلية هذه الحملة أن بعض الشعارات السياسية لتنظيمات الاسلام السياسي كثيراً ما تركز على تصفية اليهود، وليس الصهيونية واهدافها العنصرية والاستعمارية.
وهذا الوجه للمسألة المتعلق بإحباط الدعايات الصهيونية، وإبراز وجها انسانيا تقدميا للنضال التحرري الفلسطيني، لا ينبغي ان يغيب بسبب الطابع الاستعماري لدولة اسرائيل. فالنضال ضد الصهيونية يمكن ان يحرز نجاحات اكبر، بتأكيد احترام الاديان وحرية العبادة، وتمييز هذا المجال عن النضال ضد الصهيونية، كمشروع عنصري إستعماري. وكان هذا الادراك هو خلفية شعار الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، الذي اكد عليه مبكرا الميثاق الوطني الفلسطيني.
ولا شك في ان مثل هذه الرؤية لا يقتصر تأثيرها فقط، على النضال السياسي، بل يمتد ايضا الى المجال العسكري، مع انه يظل مفهوما، ان امتداد العمليات العسكرية ضد اهداف اسرائيلية، منتقاة بعناية فائقة، لا يعد خروجا عن النطاق الدفاعي لمعركة الاستقلال الفلسطيني، لأن مايميز الحرب الدفاعية العادلة المشروعة عن الحرب العدوانية لا يتعلق بإلاجابة على سؤال: من بدأ العمليات؟ بل من بدأ العدوان؟ وبالتالي فإن الامر هنا يتعلق ـ كما سبقت الاشارة ـ بإلاهداف المرحلية للنضال الفلسطيني والبيئة الدولية التي يدور فيها الصراع، من جهة، وعلاقات القوى من جهة اخرى.
ارهاب دولة الاحتلال
وفي الحقيقة فإن اسرائيل تتحمل المسؤولية عن استخدام حماس والجهاد لهذا التكتيك بأكثر مما يمكن ان يتحملها طرف فلسطيني، حيث ان المنظمات الفلسطينية كانت قد تراجعت عن إستخدام تكتيك القنابل البشرية والضربات داخل الخط الاخضر، بعد إعلان منفرد من كل من شارون و عرفات، في شهر يونيو الماضي، عن وقف إطلاق النار، والذي كان في جوهره تعديلا متبادلا لادوات استخدام القوة، اشبه بتفاهمات ابريل 96 في لبنان، بإمتناع اسرائيل عن قصف المدن، مقابل امتناع المنظمات الفلسطينية عن ضربها في العمق.
وقد تراجعت المنظمات الفلسطينيية عن التزاماتها، بعد ارهاب الدولة الذى مارسته اسرائيل باستخدام ما يمكن أن نسميه (حرب عصابات الصواريخ) بالاعتماد على شبكة اتصالات لاسلكية، تربط عملاء في الضفة والقطاع بمراكز قيادة ترتبط بدورها بطائرات أباتشى جوالة يمكنها ضرب أهداف متحركة، بالاعتماد على المساعدة المخابراتية الأرضية وأجهزة الرصد والصواريخ.(9) ومعنى هذا ان شارون، الذي فشل في إنهاء الانتفاضة باستخدام طاقة تدمير عالية خلال جدول زمني سريع، نجح في المقابل في تطوير نوع من حرب العصابات يعتمدعلى التفوق التكنولوجي العالي لإسرائيل، باستخدام الطائرات والصواريخ وأشعة الليزر وذبذبات المحمول لضرب أهداف دقيقة (بشرية) ثابتة أومتحركة بالاعتماد على شبكة عملاء أتاحها القهر الاستعماري لسنوات الاحتلال الطويلة، كما اتاحها القهر الاقتصادي وسياسة إلحاق الاقتصادالفلسطيني بالاقتصاد الاسرائيلي.
وفي واقع الامر فإن شارون، الذي اشتبك مع الانتفاضة فى معركة تكسير عظام، كان يحاول قطع الطريق على خسارة اسرائيل لمعركة المستوطنات،اعتمادا على عناصر التفوق الاسرائيلي في مجال الضرب عن بعد. كما طور تكتيك" الضرب عن قرب" بالزج بسكان المستعمرات في المعارك الدائرة والقيام بحرب عصابات بواسطة المستعمرين، تؤيدهم وحدات الجيش بدباباتها وحواماتها، بتوفير سيارات مدرعة وقمصان واقية من الرصاص لبعض عصابات المستوطنين وغطاء حماية من قوات الاحتلال. وكان هدف شارون من إشراك فصائل المستعمرين القضاء على أي اتجاهات تنمو بينهم للبحث عن حل سلمي، بعد أن أصبحوا طرفا في القتال وتخفيف العبء عن الجيش وإظهار السكان على أنهم يدافعون عن بقائهم .(10)
وقد ادت النجاحات الاسرائيلية في هذا المجال الدموي الى عودة المنظمات الفلسطينية الى تكتيك التفجيرات داخل اسرائيل، كوسيلة ردع، ولسد فجوة القوة، ثم حدثت هدنة ثانية تلاها تصعيد جديد.
تداعيات احداث 11 سبتمبر
وقد فرضت احداث 11 سبتمبر، وما ارتبط بها من عواصف، ضرورات اشد لادخال تعديلات على اشكال الصراع، بسبب الاستثمار الشارونى المتوقع للحملة الامريكية ضد الارهاب في تصعيد الارهاب الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وارتبطت المحطة الجديدة للتصعيد الاسرائيلى، غير المسبوق، فى إجتياح مناطق الحكم الذاتى الفلسطيني، وقصف اهداف فلسطينية من البر والبحر والجو، وتدمير مؤسسات الحكم الذاتي، وإغتيال قيادات الانتفاضة .. ارتبطت هذه المحطة بالهجوم الانتحارى بالطائرات الذي تعرضت له نيويورك وواشنطون، والذي استهدف أعصاب أمريكا ومصادر قوتها وثروتها.
فقداستغل الاعلام الصهيوني المشابهة بين تكتيك"القنابل البشرية" وتكتيك"الهجمات الانتحارية. بالطائرات " لكي يحيط المنظمات الفلسطينية بالشبهات ويقدم عريضة اتهام للأجواء التي خلقتها الانتفاضة، وتكتيكات التفجيرات التي تستهدف المدنيين.
واستثمر شارون الحملة المعادية للعرب والمسلمين بسبب هذا التشابه (رغم عناصر الاختلافات الكبيرة الأخرى بين "القنابل البشرية" و"الطائرات الانتحارية" على المستوى السياسي، حيث يرتبط تكتيك القنابل البشرية بنضال شعب تحت الاحتلال، او على المستوى الفني والتكنولوجي والمعلوماتي والتنظيمي) لكي ينظم مذبحة سريعة عاجلة في وقت ترتفع فيه في عواصم العالم صيحات مكافحة الإرهاب وتسود فيه موجة معادية للعرب والمسلمين، في وقت كانت فيه أعصاب العالم مشدودة على مشهد إنفجار مركز التجارة العالمي وتناثر أشلاء الضحايا، وتم فيه اعلان حالة التأهب القصوى لقوات بعض الدول، وتحركت فيه اساطيل وطائرات، رغم أن سلطات التحقيق لم تكن قد فرغت من إعداد قرار الاتهام!
وعلى العموم فإن إسرائيل حاولت استثمار الأجواء الحربية المرتبطة بالمسعى الامريكي لتشكيل ما تسميه بتحالف دولي ضد الارهاب، وتجهيز قواتها الضاربة البرية والبحرية والجوية لتوجيه موجات من الهجمات تستهدف تصفية أسامة بن لادن وتنظيمه ( القاعدة ) وحركة طالبان المساندة له في أفغانستان لكي تمد نطاق الضربة إلى أهداف في دول عربية، وعلى الاخص حزب الله وحماس والجهاد وعرفات الذي اعتبرته يمثل غطاء من طرف خفي لبعض هذه المنظمات.
و دخل شارون في سباق مع الزمن لكي ينجز بسرعة، وقبل حدوث تطورات معاكسة محتملة، مذبحة عاجلة. وبالفعل صدرت الأوامر لقوات الاحتلال لكي تقوم بعمليات اقتحام وقمع دموى بالدبابات والمدافع لمعظم المدن الفلسطينية، حتى سقط يوم الأربعاء (12سبتمبر) وحده 17 شهيداً، فضلا عن عشرات الجرحى. وشمل الهجوم الوحشي بالدبابات وطائرات الأباتشي والمدرعات مدن أريحا وجنين وقليقلة وسلفيت وطوباس والخليل وغزة. كما توغلت الدبابات الإسرائيلية في مدينة جنين للمرة الثانية خلال 24ساعة. وقد استخدم وزير الدفاع الإسرائيلي لغة القتلة وهو يتباهى بنتائج هذه المذبحة التي لم يدينها أحد.
ورغم أن بعض مخاوف شارون ـ التي تبدت بعد تصريحات بوش حول إحتمال قيام دولة فلسطينية ـ تنطلق من نفسية الجيتو وأطماع التوسع الصهيوني، إلا أن الحاح شارون على أن إسرائيل لن تقبل أن تكون تشيكوسلوفاكيا أخرى يضحّي بها الغرب لتهدئة النازي! ينطوي على دلالة بالغة.
وليس هناك من شك في ان شارون قد استهدف من وراء هذا التصعيد، ليس فقط تجميد المبادرات الدبلوماسية، واستغلال الفرصة لتصفية الانتفاضة، بل ايضا جر المنظمات الفلسطينية الى القيام بتفجيرات داخل اسرائيل. فتوقيت اغتيال ابو هنود تم اختياره بعناية. ورغم ان عرفات اعلن بعد احداث سبتمبر وقفا غير مشروط لاطلاق النار، حتى في حالة الدفاع عن النفس، وادان احداث نيويورك وواشنطون، فإن شارون هو الذي اطاح بالهدنة.
ترشيد السلاح
غير ان المسؤولية الاجرامية لشارون لا تعفي من ضرورة تنظيم الصراع وضبط ادواته، لا بحثا عن الغنائم الامريكية، فما سوف يظفر به الفلسطينيون، هو في نهاية الامر نتاج كفاحهم، ولا تراجعا عن الانتفاضة ومعاركها المشتعلة ضد اضعف حلقة في المشروع الصهيوني الان، أى إسرائيل الكاملة في كل الحدود التاريخية لفلسطين، بل التزاما بالحفاظ على الانتفاضة وتطوير قدراتها على الظفر بهدفها في تحرير الضفة والقطاع، وإجلاء جنود الاحتلال والمستعمرين بمستعمراتهم.
ومن المفهوم ان استخدام السلاح في حروب الاستقلال لا يتم لمجرد القتل، بل لتحقيق اهداف سياسية. فالحرب ـ وفقا للمفكر العسكري الالماني البارز كلاوزفيتزـ إمتداد للسياسة بوسائل اخرى عنيفة. انها صراع بين المصالح الكبرى يسويه الدم، وهدف الحرب اجبار عدوي على الخضوع لارادتي، ونتيجتها ترتبط بالقانون المعدل الذي يصنعه صدام إرادتين، وقدرة كل طرف على تركيز إتجاه الضربة الرئيسي على اضعف نقاط العدو، وحرمان العدو من ضربه في اضعف نقاطه، مع الحفاظ على قواته وقدراته على تجديد هذه القوات.(11)
كما ان للسلاح في كل حرب حدودا ترتبط بالاهداف السياسية، كما ترتبط بعلاقات القوى، والمحيط الدولي والاقليمي الذي تدور فيه المعارك.
وقد ابدى كلاوزفيتز في مؤلفه الشهير" فى الحرب" إعجابا شديدا بتكتيكات فردريك الكبير، لانه كان واعيا جدا بمبدأ إقتصاد القوى، متفاديا بمهارة المعارك الخاسرة، قاطعا الطريق على احتمالات تطويقه، مقبلا بمنتهى الجسارة على المعارك، التي يضمن فيها النصر، ولم يكن يغريه ابدا إيلام العدو بضربات مؤلمة، إذا كانت فرصة العدو في الثأر عالية، بإكثر كثيرا مما لحق به من ألم.
كما ان تاريخ حروب التحرير تحفل بنماذج عديدة من الكر والفر، والانتقال من شكل من اشكال الصراع، يلحق ضررا بحرب التحرير، الى شكل آخر يساعدها على التقدم ، وكسب الحلفاء واشاعة الانقسام فى صفوف العدو. ومن الامثلة البارزة في هذا المجال الانسحاب الكبير للجيش الاحمر الصيني، تحت قيادة ماوتسي تونج، قبل ان يتقدم من جديد. بل ان الزعيم الوطني الصيني، صت يان صن، كان يملك من الدأب والصبر والمثابرة ما جعله يعلق على نتائج معركة خاسرة بالقول: "انه مجرد فشلنا الثالث عشر"! ثم عاود بعدها ـ مستفيدا من دروس ضربات العدو ـ التقدم، في الطريق الى النصر.
وتطرح التطورات الجديدة المرتبطة بالحملة البربرية الاسرائيلية واحتمالات الانقسام الفلسطيني قضايا اهداف الكفاح وادواته بصورة اكثر الحاحا عن أي وقت مضى. فلم يعد تكتيك الضربات ضد اهداف مدنية داخل الخط الاخضر(إسرائيل) موضوعا لخلاف سياسي وفكري بين المنظمات الفلسطينيية، بل قد يتحول الى مادة للصراع بين القوى الفلسطينية، تهدد اغلى اسلحتها في النضال ضد إسرائيل(الوحدة الوطنية) الامر الذي يطرح ضرورة الانتقال من التنسيق الميدانى في مواجهة الاحتلال إلى بناء وحدة سياسية برنامجية تقوم على تحديد خطوط الإجماع الوطني الفلسطيني .
ان هذا الاجماع ممكن وضروري بصرف النظر، حتى، عن الخلافات حول الهدف النهائي لحرب الاستقلال الفلسطينية. بإختصار لان إنتزاع دولة فلسطينيية في الضفة والقطاع يعد خصما من المشروع الصهيوني، لا إضافة له...
وبإختصار لان المعركة المشتعلة، الان، هي معركة إفشال مخطط ضم وتهويد والحاق الضفة والقطاع بالكيان الاسرائيلى الغاصب، وهذا هو جدول الاعمال الذي طرحته الانتفاضة...
وبإختصار لأن المعركة ضد الصهيونية والعنصرية سوف تتواصل، لأن اسرائيل تعتمل بالتناقضات وابرزها خمس سكانها من الفلسطنيين العرب، الذين فرضت عليهم الجنسية الاسرائيلية قسرا... ومن المحتمل ان يبلغوا ثلث السكان، قبل 20 عاما، ونصف السكان، قبل منتصف القرن، وقد قطعت الانتفاضة الطريق على مشاريع" الأسرلة" ونقلت أصحاب الارض، الذين يتعرضون لصنوف من الحرمان الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، الى خطوط المواجهة.(12)
وبإختصار ايضا... لأن اسرائيل تعيد انتاج الفلسطيني والعربي كعدو، بحكم دورها الوظيفى فى خدمة مشاريع الهيمنة على المنطقة، ولكونها مجتمع مستعمرات يعيد رسم حدوده السياسية وجغرافيته البشرية لخدمة اغراض التوسع الاستعماري.
وبالتالي لايجوز التضحية بالاهداف القريبة، التي تستجيب لمصالح الشعب من اجل الاهداف البعيدة،المتعلقة بهزيمة كاملة ـ ممكنة وضرورية ـ للصهيونية والعنصرية، سواء تمت هذه التضحية لاسباب جمود عقائدي، يفشل في الامساك بالحلقة الرئيسية للنضال في كل مرحلة من مراحل حرب الاستقلال، او لاسباب تتعلق بروابط إقليمية ودولية تحاول استغلال النضال الفلسطيني من اجل تحقيق اهداف أخرى.
وفي غياب رؤية استراتيجية لأهداف النضال الفلسطيني، يصبح مفهوما تركيز بعض المنظمات الفلسطينية على افشال التسوية، بأكثر من تطوير موقف ايجابيا لدعم الانتفاضة وتطوير قدرتها على إحراز انتصار.
وفي حروب الاستقلال لايمكن تحقيق النصر بضربة قاضية، ودون تحمل الألم بالصبر والمثابرة. ومثلما ان بعض اتفاقيات وقف اطلاق النار، قد تكون خاطئة، فإن بعض عمليات إطلاق النار قد تفقد الهدف، وتساعد العدو فى فرض اسلوبه على ميدان المواجهة، وقد تضعف قدرة اطراف المقاومة على ان تنقل الانقسام الى صفوف العدو. وامام الشعب الفلسطيني فرصة تاريخية كبرى لاحراز انتصار، وكسر شارون لو ادار ببسالة وحكمة معركة الاستقلال.
المراجع:
1ـ الجيروساليم بوست، 8 يوليو 2001.
2ـنفس المصدر السابق.
3ـ انظرعصام الدين حسن، محررا يوميات انتفاضة الاقصى، مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان، القاهرة 2000.
4ـ راجع في مسألة العنف الفلسطينى جميل هلال ، مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 44 ، خريف عام2000.
ونعيم ناصر، مجلة صوت الوطن، العدد 72 ، مارس 2001، وحوار كارم يحيى مع نايف حواتمة، الاهرام ، 3اكتوبر 2001 ، وحوار مدحت الزاهد مع ابو على شاهين، الاهالي، 24 اكتوبر 2001 .
hani shukralla :killing debate,al-ahram weekly ,3-5-2001
5ـ اوراق الشرق الاوسط، المركز القومى لدراسات الشرق الاوسط، القاهرة، اكتوبر 93.
6ـمختارات اسرائيلية، العدد 79 (يوليو) 2001
7ــنفس المصدر السابق.
8ـ التجمع، العدد (29) 9 ديسمبر 2001.
9ـ مدحت الزاهد، مدافع شارون، دار الكلمة، القاهرة، 2001.
10ـ نفس المصدر السابق.
11ـ فى الحرب ,كارل فون كلاوزفيتز :دار المعارف، القاهرة، 1964.
12ـ د احمد يوسف، محاضرة تذكارية، في احتفال مركز البحوث والدراسات السياسية (جامعة القاهرة) بالعيد الاول للانتفاضة، القاهرة 27 سبتمبر 2001. ----------------------------------------------------- مجلة صوت الوطن
العدد 82 - 83 شباط 2002
#مدحت_الزاهد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|