|
حوارت إلكترونية عربية(2) مع الكاتب والفنان السوري بشار العيسى
محمد الصدوقي
الحوار المتمدن-العدد: 1811 - 2007 / 1 / 30 - 11:00
المحور:
الادب والفن
حوارت إلكترونية عربية(2) مع الكاتب والفنان السوري بشار العيسى
من ألوان غربية الإشراقات ، ومن أحلام شرقية الشرفات، يأتينا فنانا وكاتبا من عيار الضوء الساطع ، ليحل علينا ضيفا عزيزا.. بكل ألوان الطيف نرحب بالفنان والكاتب السوري الأخ بشار العيسى، ونرجو أن ننير معه بعض العتمات من وجودنا العربي ، ونلون ظلاله المحترقة والمهمشة بألوان الفكر والإبداع الصادق... *ماهو تقييمك وتشخيصك للحركة التشكيلية العربية؟وهل يمكن الحديث عن خصوصية تشكيلية عربية بالمقارنة مع المدارس التشكيلية العالمية؟ - يحق لنا مجازا ـ بغير كبير دقة ـ استخدام تعبير الحركة التشكيلية العربية إذا أردنا الحديث عن ما ينتج من فن تشكيلي في البلاد العربية. أما الحديث عن خصوصية تشكيلية عربية بالتخصيص كأن نقول الانطباعية الفرنسية أو التعبيرية الألمانية سيكون فيه نوع من الاستسهال في تحديد هذه الخصوصية. إجمالا، فن لوحة الحامل، حديثة العهد بالمجتمعات العربية وأغلب المحترفات العربية الخاصة أو المدرسية/ الأكاديمية تكونت في حاضناتها الأوربية وتعود الى فترة الحرب الكونية الأولى، وما تلاها من تداخل البلاد والحضور الاستعماري بهذا الشكل أو ذاك. لذا أخذت كل حركة تشكيلية في بلد عربي ما خصوصية تاثرها بالحاضنة الأوربية لها فبلدان الشمال الأفريقي تأثرت بالدرجة الأولى وتداخلت مع التجارب الفنية الفرنسية ويطيب لي أجمالا، عوضا عن الحديث عن خصوصيات حركة تشكيلية وطنية او قومية الحديث عن تجارب تتشكل في مناخ محلي زائد غنى يتأتى بالتفاعل بصريا وتجارب أخرى وتراكم خبرات أكاديمية قريبة او بعيدة. لذا يمكننا القول بهذا المستوى حضورا ما للمدارس العالمية في تجارب ولوحات فنية وفناني البلاد العربية وتختلف من بلد لآخر حسب شدة وحجم حضور هذه المدارس من بلد لآخر ومن تجربة لأخرى دون أن نغيب بالقسر الإرث البصري المحلي للجغرافيا وللثقافات التي تتشكل منها هذه البلاد ومجتمعاتها إذ من الطبيعي أن تختلف لوحة فنان المدينة عن تلك التي لفنان الريف والجبل عن تلك التي تنتجها الشواطىء حسب التأثيرات البصرية للفضاءات التي تساهم في صياغة المشهد تشكيليا. منذ منتصف الستينات حضرت بشخصية واضحة التجربة التشكيلية العراقية كما يمكننا تلمس المناخ المصري في لوحات وتجارب مصرية واضحة الملامح الملحية في غيرها شخصيا لا أرى سوى تجارب مستقلة لها حضورها الخاص ونكهتها المحلية ومشهديتها الجغرافية وربما كان لتميزهما ارتباطهما بحاضنة إيطالية وبولونية وإنكليزية أكثر من غيرها الفرنسية كما الحال السورية اللبنانية والشمال أفريقية . لكن اجتهادات بعص المرجعيات العربية التي تشكلت بتأثير الفورة النفطية ومناخات العولمة التي تحاول ان تستوعب وتستولد لوحة متصالحة مع العالمية ما بعد الاستقطاب اللعقائدي هي لوحة لم يعد من السهل القبض على لون بشرتها سواء تلك الحروفية البلاستيكية أو التجريدية الناسخة عن سقك بعض المحترفات وصالات العرض سريعة الاستهلاك. * بحكم اهتماماتكم التاريخية والسياسية الثقافية، هل العقل العربي(وخصوصا العقل السياسي) هو عقل تاريخاني؟ و ماهو استشرافك لتوجه حركة التاريخ السياسي للأمة العربية على المدى المتوسط والبعيد؟ للأسف لم يثبت العقل السياسي العربي خلال مرحلة النضال الوطني وما بعده أنه عقل يرقى الى المحاكمة العقلانية، أولا، ولإشكالية علاقته بالتاريخ كعلم مستفل عن رغباتنا لجهة درسه وتعلمه من جهة أخرى فالنتائج التي أفرزتها والمآلات التي أودت اليه بمجتمعاتها يدل بقوة على أن العقل السياسي العربي يفتقد المحاكمة وأخذ العبرة بالدراسة النقدية فهو عقل انفعالي يقوم على ردات الفعل وهيجانات طوباوية تستولد الحلم واقعا و هو عقل حرود فهو، إما رافضي بالمطلق أوقابل بالمطلق والعالم ينقسم فيه الى فئتين واحدة ناجية وأخرى مارقة والآخر أما عبد أو خصم فهو عقل لا يقبل بالمصالح والتسويات.والعقل السياسي العربي تكون على كتاب التاريخ المدرسي وهو كتاب مزور لصالح الحاكم في كل الأزمان، يجانب الحقيقة بالتزوير، بالتالي ليس بمقدوره أن يصبح عقلا ناقدا بالعلم وهو يفتقد فسحة الحرية والحياد اذ بدون نقد تاريخي لا تقوم رؤية حقائق الحياة وتطورها، وبدون التاريخ لا يمكن فهم السياسة كعلم يدخل في فلسفة الحدث المستقل عن مشاعرنا ولا يمكن استيعاب سيرورة تكون و خصوصية المجتمعات المعقدة.
لن أجانب الحقيقة إذا قلت أن الأجيال العربية القادمة والمجتمعات ستدفع غاليا ثمن أخطاء واوهام القرن الماضي االذي أستنفذته النخب السياسية في ملهاة التجريب والأحلام والمعارك الوهمية ليوم وصلنا فيه إلى زمن استحقاقات لا تملك النخب الشجاعة على رؤية أو سماع الهدير القادم لطوفان مدمر والمجتمعات تفتقد حتى قدرة الممانعة والتحصن. أن جلُ المجتمعات العربية التي استعلبت في صيغة الدعاوى الاشتراكية واليسار من الجزائر الى ليبيا الى مصر والسودان الى سوريا و العراق واليمن هي أكثر المجتمعات إعاقة واستبدادية، بحكم بالفساد وإثراء الحكام والأشد وإفقارا للشعب والأكثر ملكية بضم الميم وسكون اللام من تلك الملكية. تنام المجتمعات العربية، بخطابها القومي غير العقلاني، خارج التاريخ،على انشراخات طائفية وإقليمية ومناطقية أسوأ من أشد فترات الظلامية الاستعمارية فهي تعيش مناخات القرن السادس عشر: الحروب الطائفية المذهبية في غياب مطلق لأبسط مقومات المدنية الحديثة من قيم ومفاعيل الديمقراطية التي تحقق مشاركة مجتمعية ما، على العكس أنها مجتمعات ذاهبة إلى حروب العائلات والأسر الحاكمة. * حوار محمد الصدوقي(عن" ضيف تحت المجهر" منتديات سحر الشرق) ******************************** * التعريف بالمحاور(بشار العيسى) فنان تشكيلي يقيم ويعمل في فرنسا ــ يعرض منذ العام 1972. ــ مواليد 1950 غنامية .سوريا ـ يحمل اجازة في التاريخ ـ متخصص في التاريخ العثماني. ــ عمل في ادارة تحرير مجلة المنبر الصادرة من باريس ـ الثقافية السياسية مابين عامي 1987 ـ و 1992 . ــ كتب ويكتب في السياسة والبحث التاريخي والنقد الفني التشكيلي. ــ نشر عن أعماله الفنية كتابان بالفرنسية: ـ بشار: طريق الحرير. عن سوسيتيه جنرال ـ باريس. ـ بشار: الفضاءات المحترقة. عن غاليري غي كريتيه ـ باريس .
#محمد_الصدوقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإثني، المذهبي، القبلي...صراع الموتى
-
على أي ديمقراطية تتحدثون؟
-
!عالم مجنون..هل صدام هو الديكتاتوري الوحيد في العالم؟
-
تقييم الإصلاح التعليمي المغربي الجديد
-
دعوة للتأمل من أجل الإنسان
-
وظيفة التلفزيون في المجتمع العربي
-
أي تحديث للمدرسة المغربية؟؟
-
من أجل هيأة وطنية للدفاع عن حقوق المتلقي
-
أي مستقبل للمدرسة العمومية
-
الإعلام وفخ العولمة
-
المدرسة والسلط المجتمعية في المغرب
-
حقوق الأطفال المتمدرسين.. النصوص و الواقع
-
المدرسة والسلطة والمجتمعية في المغرب
المزيد.....
-
خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع
...
-
كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
-
واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با
...
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|