أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام بن الشاوي - روتانا سينما... وهلوسات أخرى !














المزيد.....


روتانا سينما... وهلوسات أخرى !


هشام بن الشاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1811 - 2007 / 1 / 30 - 09:42
المحور: كتابات ساخرة
    



إلى : نسرين .

تخيلوا كاتبا مغمورا في ورطة.. يود أن يكتب قصة قصيرة لا تفوح منها أية رائحة، ولو رائحة جواربه ، بعد أن يندس في فراشه دون أن يخلع حذاءه ، ويهاتف خراب دواخله صوت صديقه الخمسيني : تزوج .. ستموت كالبغل الذي لا يخلف سوى حبل مشدود إلى وتد صدئ .
***
صديقنا الكاتب لا يريد أن يكتب عن صراخ صامت في نظرات ناعسة ،وهو يداعب حلمة ثدي عاهرة أربعيينة ، وبصوت منكسر تهمس : " لا تعض" ! ولا أن يكتب عن تلك الفتاة التي تبصق على الأرض مزدرية محاولاته التودد إليها ... ولا أن يغرق سطوره في دموع طفله اليتيم : قلبه !!

***
هل تكتب عن استيقاظك المبكر ، والشارع الخالي إلا من قطط تعبث بأكياس القمامة؟! هل تكتب عن ذهابك إلى العمل - صباحا - تحت جنح الظلام ، وعودتك إلى البيت مساء متلفعا بعباءة الظلام بوجه متجهم، ولا تستعيد مرحك إلا بعد أن تسطع الشمس في كبد السماء ؟!
ألا يكفي أنك تكتب لأن علاقتك بالحياة – وبالنحو أيضا – ليست على ما يرام ...؟!

***
يناير ...
موحشة لياليه ، قارس بردها ، وأمي تردد دوما أني على شفا الحمق ، لأني أهمل – بسبب البرد ربما - حلاقة شوك لحيتي ، و كالأطفال لا أبالي باتساخ ثيابي ، وتنهرني بنبرة رثاء مضمر:
- انقص من ذاك الموسطاج .. هو بحال ديال الستاتي*

في ظلمة زقاق ألمح قططا تتبادل وشوشات صامتة . وأهتف لنفسي:" طوبى لك أيتها القطط الضالة موسم تزاوجك ، كل يناير وأنت في شبق " . يقترب ظلي من القطة ، تبتعد ماشية أمامي ، وهي تلتفت إلى عشاقها ، فيتمطط جرحي النازف في أعماقي الهشة .

***
أجدني أمياً في فن مص رحيق الشفاه ...
- أين تعلمت .. ؟!
- من أفلام روتانا سينما .. !!
أعرف أنها قناة فضائية محظور مشاهدتها بالبيت إلا في غياب رب البيت المتدين في العمل . أفطن إلى أمر، فيجن جنوني ، ألعن ذاكرتي البائسة : كيف لم أنتبه إلى أن (ع) الذي تحدثني عنه كثيرا باعتباره زميلها في العمل ، هو من تقدم لخطبتها ، فرفضه أخوها ، لأنه سكير وحشاش ، كما علم من أولاد الحلال .

" ياه ..! كل هذه المدة ولازالت ... ؟ !ألا يمكن أن تكون قد أغرمت به ، لا سيما، وأن حبنا لم يكن وليد النظرة الأولى .. كما في الأفلام الرومانسية ؟ !" .

***
أية تعاسة أن تطلب منك من تحب أن تنساها ؟ ! وقد ضاقت بنبشك المتواصل في قبر ماضيها .. !!

عزيز... قريبك الوحيد الذي تثق فيه ، ويعرف بعض تفاصيل علاقتكما الغرامية يؤكد لك أنه يستحيل أن تجد امرأة لم يضاجعها أحد : كلنا نضاجع نساء بعضنا بعضاً قبل الزواج !!
هي تقسم بالملح والطعام أن (ع) لم يلمسها ، ونزعتي الشرقية جدا ترفض الارتباط الشرعي بامرأة لمسها رجل آخر !
و الأب الحاج الذي لا تفوته صلاة الفجر ذبح قلبك، وهو يقسم ألا تدخل بيتكم أية (خانزة)**


***

أيمكن أن تتخلى عني فقط لأني أنفعل بسرعة ، وأتفوه بكلام نابٍ ؟ !
تبا!! حتى الحبوب المهدئة التي لا يمكن ابتياعها من الصيدلية إلا بعد التأكد من اسم وتوقيع الطبيب النفسي - لأن مثل هذه الأدوية تباع في السوق السوداء كأقراص للهلوسة - ألقيتها في سلة المهملات ، بعد أن صرت شبه مخدر بعد ثلاثة أسابيع وليس ثلاثة أشهر.. مدة العلاج.

***
في ظهيرة ذلك الصيف اللافح الذي لا ينسى ، كنت أغرق في شرودي ، وانطوائي ، وصمتي الحزين مبلل بمطر الذكريات ..
رفاتي تحت صفيح البراكة ، وعقلي وقلبي هناك .. وحده " سعيد ولد الحوات " ينكأ جرحا نازفا بأغنيته: (خلاتني مريض وقاطع لكلام) ، وأصدقائي يضحكون مع مراهقات قرويات يأتين لجلب الماء من الأوراش القريبة . أقف أمام باب البراكة ، تلوح لي عمارات حي النجد الذي لا يفصلنا عنه غير خلاء قائظ لمطار مهجور صار مرعى لقطعان مواشي قاطني الدواوير المجاورة ، بيد أن ديار المحبوبة صارت نائية جدا.. جدا ...
أتوجع وأخبئ دموعي لوحداتي المسائية .

***


القطة تلتفت إلى عشاقها في حنان آسر . تداهم ذاكرتي المتعبة قطة جيران ورش البناء بإحدى الحدائق الخلفية للفيلات المتقابلة بحي الجوهرة ، يأتينا مواء القطط الغزلي ملحناً ، شبيها ببكاء رضيع .. بعيدا عن الأعين .. طبعا .
ونسمع صوت امرأة ، وهي تنهر قطتها بسبب ضجتها الشبقية : " انتي مالكي مصداعانا" ..!!
تلعلع قهقهاتنا.. متخيلين أنها تغار منها .



***

تموء قطة ذلك المواء الشهواني المستغيث حين نتبادل نظرات ذات معنى ..
الباطرون يحث العياشي أن يتحرك ، وهو يحمل قطع الوردي..
- تا تصب ***
- صافي ، بقاوليك غير لمشاش .
ونداري ضحكنا ..

***
يرى مصطفى قط الجار الأبكم ، يمشي بالقرب منا ، يرميه بحجر ، ينهاه أحدنا ألا يضرب القطط :
- أولاد الحرام ! لا يدعوني أنام ليلا .. أحدهم تسلل من تحت باب البراكة و باسني في الليل .
ألقي نظرة أخيرة على القطة ، وأنا أبتعد .. ورغم أنف حزني المغتصب طفولة القلب ، يندفع من أعماقي سيل من الضحكات ممزقة سكون الليل .

الجديدة – 28يناير 2007

--------------------------------------------
هامش :

*: مغني مغربي شعبي معروف بشاربه الكث .
**: كريهة الرائحة . وهذه صفة ذات حمولة أخلاقية .
*** : تقال للقط لكي يبتعد .



#هشام_بن_الشاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشق من زمن الحب
- الضحايا ..جديد هشام بن الشاوي - مع كل الحب
- الخطيئة الأولى
- هذيان رجل وحيد
- الكتابة بدون مساحيق قراءة في مجموعة محمد شكري القصصية - *الخ ...
- شهوات ضوئية
- هذا السبت أكرهه
- عطر نفاذ
- امرأة فوق كل الشبهات
- البكاء الآخر (تمرين قصصي)
- أنين الظلام
- أخاف ان أحبك...!!!
- لوحات ساخرة جدا
- مدخل إلى : “متاهات الشنق” للقاص المغربي شكيب عبد الحميد
- رواية ” الوشم” للربيعي - حين يدخل المثقفون في التجربة (…) ال ...
- فرح
- الطيور تهاجر لكي لاتموت....
- الطيور تهاجر لكي لاتموت...
- حوار غير عادي مع الكاتب العربي المتألق سمير الفيل
- عندما يحب الشعراء...


المزيد.....




- بعد الجدل حول -إش إش-.. مي عمر توضح موقفها وترد على الاتهاما ...
- -نسمات أيلول- السوري.. كوميديا عبثية بعيدا عن رائحة الحرب
- الأدب المسرحي ضد العنصرية.. وفاة كاسر محرمات جنوب أفريقيا أت ...
- -نسمات أيلول- السوري.. كوميديا تغتصب الضحكة بعيدا عن رائحة ...
- فن اليوميات العربية.. نبش أسرار الكتابة الذاتية في دراسة نقد ...
- ابنة النجم المصري محمد صلاح: -هددوني بالحبس- (فيديو)
- منصات الإنترنت: نسبة المخرجات السينمائيات تزداد باطراد
- فيديو.. الفنانة نور علي تروي شهادتها على أحداث الساحل السوري ...
- توقيف نائب يوناني إثر انتقاده أعمالا في متحف بأثينا بحجة مكا ...
- ألغاز معقدة تسبب بها تغيير التوقيت في التقويمات القديمة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام بن الشاوي - روتانا سينما... وهلوسات أخرى !