|
أخيراً.. أحدهم قد خجل
كريم كطافة
الحوار المتمدن-العدد: 1810 - 2007 / 1 / 29 - 11:58
المحور:
كتابات ساخرة
نعم، أستطيع أن أعلن هذا الأمر. لكن، وقبل التعريف بهذا الـ(أحدهم) وفحوى خجله، دعوني أقول من هم هؤلاء الذين قد خرج عليهم أحدهم وتمرد. هؤلاء يا سادتي هم القسم الناطق من أمة لا إله إلا الله،. الأمة الممددة كأسماك السردين، في زنازين متحادة ومحروسة بالجيوش وبرعاية الله وملائكته. قيل الكثير عن زمن تعليبها، لكن المؤكد أنها معلبة منذ زمن بعيد ولم تعد صالحة لشيء. ومنذ ذلك الزمن البعيد وإلى يومنا هذا، انقسمت هذه الأسماك إلى قسمين؛ أحدهما ناطق والثاني صامت. الناطقون يهتفون على الدوام باسم ثوابت الزنزانة وقيم الزنزانة ومصلحة الزنزانة ومستقبل الزنزانة والصامتون صامتون لا أحد يدري لهم طعماً أو رائحة. ومن دون الدخول في نسب وإحصائيات غير مؤكدة، حول كم هي نسبة الناطقين إلى الصامتين، أقول أن النواطق كانوا هم القادة. وهذا أمر طبيعي ومنطقي، لأن الصامت هو صامت. ومن هنا، أعلن اختلافي المبدئي الشديد مع ذلك المفكر الذي صرح بأن أمة لا إله إلا الله هي ظاهرة صوتية. بينما الحقيقة الواضحة تقول، أن الظاهرة الصوتية تعود على القسم الناطق منها وليس على كل الأمة. وحسب التعريف المحلي لـ(القائد)؛ أن القائد هو من يكون قادراً على التحكم بحياة وممات رعيته. انقسم القادة بدورهم إلى قسمين كذلك، أحدهما حاكم والثاني معارض. الحاكم يحكم ويتحكم بالناطقين والصامتين من الرعية، إلى أن يأذن الله لأحد ملائكته ليأخذ روحه إلى أقرب مزبلة تاريخ. والمعارض هو مشروع أما لحاكم مقبل برسم الانتظار لا يحيد قيد أنملة عن سلفه أو لشهيد عند ربه يرزق. الاثنان تشاركا بقيادة العديد الصامت من الرعية من أنوفهم إلى حتوفهم والحتوف كثيرة ومتنوعة. كذلك هما تشاركا بتقاسم كعكة الدين وثوابت الزنزانة. وهذا ما يربك كل مراقب حريف، لأن الاثنان يعلنان أنهما ينطلقان من ذات الثوابت وذات الدين. والآن، لأعود إلى حكاية هذا الـ(أحدهم) مع خجله. كما قلت في البدء هو (منتمي) إلى القسم الناطق، بل إلى القسم الأكثر نطقاً إلى حد الصراخ في هذه الزنزانة. هذا السيد هو (عبد الباري عطوان) رئيس تحرير جريدة ناطقة باسم الثوابت، كيف لا واسمها (القدس)، عدا هذا له مهام وأعمال أخرى منها ما هو أرضي ومنها ما هو فضائي. اشتهر هذا السيد فضائياً أولاً، رغم أنه كان ومنذ زمن بعيد يعمل على الأرض في رئاسة تحرير جريدة أرضية. وكانت سبب شهرته هي قوة أوتار حنجرته في الردح على أنغام ثوابت الأمة ومصلحة الأمة ومستقبل الأمة وقيم الأمة..إلخ إلخ وحسب قاموسي الشخصي الذي أسميته بـ(صحيح العراقي)، أن المفردة المرادفة بشكل واقعي لمفردة (الأمة) هي مفردة (زنزانة). كثيراً ما يحلو لي ولكي يستقيم لي النص وأقرأه بسهولة، أن استبدل مفردة ما بأخرى من (بنات) أفكاري. ولمن يطالبني من باب الجدل أو الـ(دهرة) أن أثبت له وجود الزنزانة سأطالبه أولاً أن يريني (الأمة).. أين هي الأمة.. لونها.. طعمها.. رائحتها. إذن هذا السيد كان من جوقة المنافحين عن ثوابت وقيم ومصلحة ومستقبل الزنزانة. أما حكاية خجله فهي التالية: أن هذا السيد ومنذ أيام التحشيد والتحضير لاحتلال الزنزانة العراقية، كان أعلى الرادحين كعباً، في الدفاع عن حاكم الزنزانة العراقية وعن ثوابته.. وبعد أن كُسرت أقفال الزنزانة وخرجت الأسماك المعلبة منذ دهور سحيقة لا تدري ماذا تفعل بحريتها أو ماذا تفعل مع الهواء الطلق والفضاء المفتوح، كان هذا السيد كذلك من أكثر الشامتين بحيرة وقلة حيلة من خرجوا تواً من الزنزانة. كان يتصيد الهفوات وما أكثرها. لكن، وما أن ظهر كائن مشوه هو مزيج من أسماك الزنزانة المحتلة الناطق منها على الأخص مع نواطق الزنازين العربية الأخرى غير المحتلة بعد، تحت مسمى (المقاومة العراقية)، حتى جن جنون هذا السيد وتقطعت أوصال حنجرته وهو يدعو حكام الأمة وقادة الأمة ومفكري الأمة وإعلاميي الأمة إلى أن يخجلوا ويدعموا هذا الكائن المشوه..!! لكن، ومن دون الدخول في التي واللتيا أو هل رد الحكام والمحكومين عليه وخجلوا أم لا، دعونا نتذكر فقط ماذا فعل هذا المسخ الذي أسموه (المقاومة العراقية).. أنه ببساطة اتخذ لنفسه هدفاً وحيداً لم يحد عنه، هو قتل العراقيين أينما كانوا، وكأنهم يعاقبون هؤلاء على خروجهم من الزنزانة أو لعلها استراتيجية كذلك جديدة، هي إجبار المحتل على ترك الزنزانة لأنه سيعجز عن حماية كل مواطن سواء كان في بيته أم في الشارع..!! لذلك اتخذت المقاومة لنفسها وسيلة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاستشهاديين المفخخين من قمة الرأس إلى أخمص القدم. ولعل من آخر ما حصدته هذه المقاومة (الباسلة) من انتصارات على المحتل، هو عملية الجامعة المستنصرية. أطلقوا إلى هناك عبوتين بشريتين مجاهدتين، فجرت إحداها نفسها في المدخل الرئيسي للجامعة والثانية لحقت على الهاربين من الموت الأول وفجرت نفسها في تجمعهم الكائن خلف الجامعة..!! وكانت الحصيلة عشرات الطلبة منهم من قضى نحبه ومنهم من تعوق. وهذه لعمري هي سابقة في التاريخ، حين يتحول المواطن أي مواطن إلى هدف عسكري ولتشمل قائمة الأهداف العسكرية كل ما يدخل في بند الخدمات التي يحتاجها هذا المواطن من كهرباء ووقود ومستشفيات ومدارس وجوامع وتجمعات عمال..إلخ ورغم أن هذه الأعمال التي اجترحتها عصابات البعثيين مع المجاهدين المسلمين السلفي مهم وغير السلفي، هي أعمال يندى لها جبين حتى الوحوش في أوكارها خجلاً.. لكنها لم تدفع هذا السيد الـ(عطوان) إلى إعلان خجله..!! هو خجل فقط وأعلن خجله على الملأ بسبب ما قامت به حركتان تنتميان إلى ذات المعسكر –معسكر المدافعين عن ثوابت الزنزانة- لما فعلاه بنفسيهما وبشعبهما من قتل وتفخيخ وخطف وتلطيخ.. خجل هذا السيد من (فتح وحماس) وأعلن في مقال طويل عريض كان عنوانه: أخجل كوني فلسطينياً..!! رغم أن، والحق يقال، ما قام به هؤلاء الأشاوس لم يصل إلى الدرك الذي وصلته أعمال المقاومة البعثية-السلفية في العراق.. والتي ما زال ينافح عنها..!!
#كريم_كطافة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيروكوست وحكايات صدام حسين
-
فاقد الشيء لن يدافع عنه..!!؟
-
كرة الدين في ملاعب المسلمين..!!؟
-
إلى قناة -الشرقية- حصرياً..!!؟
-
عن حكمة إله الدماء...!!؟
-
لا تزعجوهم.. أنهم يتحاصصون
-
تحولات العالس والمعلوس ..!!؟
-
ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا!!؟
-
نسخ الله المتكاثرة..!!؟
-
داء الذئب السياسي ومصائد الخرفان
-
تجحيش الديمقراطية
-
قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت
-
في جدل الروائي المؤرخ
-
صحيح العراقي
-
بين الملاكم (تايسون) و(فيصل القاسم) ثمة جثة..!!؟
-
مرة أخرى عن الحصان والعربة..!!؟
-
نحن والمشتبه بهم
-
محنة قناة الشرقية مع المجهول..!!؟
-
بين الجزيرتين..!!؟
-
شبكة الإعلام العراقية ومحنة الهوية
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|