أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - أحمد شهاب - نحو برلمان حضاري














المزيد.....

نحو برلمان حضاري


أحمد شهاب
باحث كويتي في شؤون التنمية السياسية .

(Ahmad Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 544 - 2003 / 7 / 22 - 22:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


 

    في الكويت كما في غيرها من الدول الخليجية والعربية تبدوا المشكلات السياسية متشابهة ، رغم قناعة الجميع بأن ثمة فروقا كبيرة بين التجربة الكويتية التي شهدت منذ وقت مبكر ولادة برلمان منتخب له سلطة تشريعية يراقب السلطة التنفيذية ، مع سيادة مظاهر الصخب والاقتراع العام ، والتنافس السياسي وما يواكب ذلك من نقد حاد للسلطة وللأوضاع القائمة بينما تُحرم مجتمعات أخرى من هذه المظاهر " الديمقراطية " وتُجرّم عملية نقد السلطة وربما يعاقب من يفعلها بتهمة الخيانة العظمى .

 

    لكن رغم هذا الهامش من الحريات في الكويت إلا أن مشكلة انعدام المشاركة المجتمعية في صناعة القرار السياسي تبدوا الحلقة المشتركة بين جميع الدول العربية بلا استثناء ، وهي المظهر الذي يُفرغ العملية الديمقراطية من محتواها ، ويعيد المسار  السياسي إلى خانة الصفر .

 

    يعترض البعض بالقول أن أعضاء مجلس الأمة المنتخبين هم من يمثلون إرادة الشعب ، ويشاركون السلطة التنفيذية سن القوانين ومناقشتها ، وهذه المشاركة هي بمثابة " المشاركة الشعبية في صنع القرار " عن طريق التمثيل السياسي ، على أن هذه الإدعاء يحتاج إلى وقفة تأمل :

 

   فمن جهة أولى : لا يمكن إعتبار قانون الانتخاب بما يتضمنه من " حرمان المرأة من حقوقها السياسية ، رفع سن الناخب ، منع العسكريين من التصويت ، وحرمان المتجنسين من المشاركة  " أو نظام الدوائر الخمس وعشرين المعمول به نظاما عادلا يفرز أشخاصا يمثلون الأمة بأسرها ، بل نستطيع تلخيص كل ما يحدث بكونه تكتيكات طائفية وعرقية وقبلية ونقل وشراء أصوات تفرز نوعية وطبقة محددة سلفا ليس لها علاقة عادة بإرادة وهموم المجتمع .

 

    ومن جهة ثانية : يمثل النواب الأمة حينما تكون هناك آلية فاعلة تُقيِّم أداء النائب وتمتلك القدرة على محاسبته ، ومع تجريم قانون " الأحزاب " تغيب أحد أهم الأدوات الفاعلة في محاسبة النائب ومراقبة أداءه بصورة فاعلة . قد يقال : بأن الناخب هو من يحاسب النائب بعد أربع سنوات من العطاء ، لكن ماذا لو استطاع المرشح أن يشتري ذمم أغلب الناخبين أو استطاع أن يخدعهم ، أو تسلط عليهم بواسطة نفوذ سياسي أو قبلي أو طائفي ؟ كيف يُقيم حينئذ الناخب أداء النائب ؟ أي ما هي الأدوات التي يمتلكها الناخب فتؤهله لمراقبة أو محاسبة النائب ؟ الجواب : لاشيء يذكر .

 

    وعليه فلا يمكن القول أن مجلس الأمة يُمثل الأمة أو المجتمع بجميع أطيافه ، ولو أجرينا مقارنة بسيطة بين مجلس الأمة بنظامه الانتخابي المعمول حاليا مع المجلس الوطني – سيئ الذكر – لخرجنا بنتيجة لا تكاد تتمايز كثيرا ، فنصف أعضاء المجلس الوطني معينين من قبل الحكومة ، وعدد كبير من أعضاء مجلس الأمة المنتخبين يأتي تصنيفهم في الخانة  " الحكومية " وعليه فيمكن القول أن " حق المشاركة في اتخاذ القرار " لا يزال غائبا عن الكويت كما هو غائبا عن غيرها من الدول العربية والفرق هو في مساحة المشاركة النسبية المتاحة لبعض الأفراد في اختيار النواب وهو ما تُطالب القوى السياسية بتوسعته من أجل إضفاء لمسة ديمقراطية حقيقية .

 

    بالنسبة للنواب داخل مجلس الأمة فإننا نقف أمام نائبين ( مُتدين ) و ( علماني )  والاثنان يحققان غيابا واضحا لصالح " النائب الحكومي " ، فالنائب الإسلامي لايزال يعيش أمجاد وعدالة وانتصارات زمان لن يعود ، والنائب الليبرالي يعيش زمانا من التقدم والتحرر والديمقراطية لن يأتي أبدا ، فيما يستفيد " النائب الحكومي " من الدورة البرلمانية لذاته ، ويختصر مصالح المجتمع في مصلحته الشخصية .

 

    هذا الواقع لن يتغير ما لم يتغير " النظام الانتخابي " برمته ، ويتم توسعه مساحة المشاركين في الاقتراع ، واعادة حقوق المرأة السياسية ، واختصار الدوائر ، وإعادة النظر في أسلوب تشكيل الحكومـة ( حكومة أغلبية ) فمن خلالها تتم زيادة مساحة المشاركة السياسية ، واشراك أكبر قدر ممكن في صناعة القرار وبناء البلد ، هذا المجلس هو ما يريده الناس وهو الوحيد الذي سوف يمثلهم في عصر الحقوق والحريات العامة .

 

* كاتب كويتي


 
[email protected]    



#أحمد_شهاب (هاشتاغ)       Ahmad_Shehab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة وحقوقها السياسية
- هوامش نقدية على واقعنا السياسي ( 2-4
- غياب الديموقراطية لا يجعل الناس مجانين بل يجعلهم يفقدون عقله ...
- هل بدأ حديث التغيير في الخليج ؟


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - أحمد شهاب - نحو برلمان حضاري