المرأة والعمل ونظرية الذكور

عادل ندا

الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 11:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

أخي الإنسان الفاضل
هذا الكلام ليس موجه الى شخص فهو موجه الى كل إنسان.

منطق الكلام: أرى وأسمع وأفهم من كلامك أنك تريدنى أن أنحى جانبا التفكير العلمى أو على الأقل تريدنى أن أفكر مثلك. لأنك تمتلك الحقيقة المطلقة وانا لست إلا إنسان عادى نسبى لا أفهم. أنت وأنا, ناس عاديين نسبييون لا نمتلك الحقيقة. هذه هى الحقيقة الوحيدة شبه المطلقة. فهى بالمنطق ليست مطلق دائما فقد أخطئ فى شيئ وعليك أن تنبهنى فقط دون إستهزاء.
وماهو صواب اليوم قد يصبح خطأ غدا والعكس صحيح.
1. أنت أيها الذكر وأنا كرجال قد لا نصلح أن نعمل بالحدادة فى حين تصلح لذلك إمرأة لديها المواصفات العلمية اللازمة. أى عمل له مواصفات. أعجبت جدا بحديد السلم فى أحد الفيلات وعندما سألت قال لى زوجها الا تعرف أن زوجتى تقوم بتصنيعه بنفسها فهى الأستاذ الدكتور ......... فى كلية الفنون الجميلة قسم الفورجيريه (حديد الديكور). وكنت أظن أنى سأقابل إمرأة ذات عضلات. ولما إستغربت قالت نحن نستخدم آلات ووسائل علمية تجعل الحديد فى أيدينا عجينة طرية نشكلها كما نشاء.
2. جدتى ولدت أكثر من ثلاثون مرة وعاش لها فى النهاية ثلاث أولاد. أمى قالت أنها ولدت 21 مرة وعاش لها خمسة. النساء تلد اليوم فى المتوسط ثلاث مرات.
3. نربى المرأة على الهروب من بعض المسئوليات. ونتهما بأنها هى فقط الناقصة عقل ودين. عقل المرأة مكمل لعقل الرجل فالإثنان ناقصى عقل.
وانا لا أتحدث فى الدين أو عن الدين فالله أعلم. فالله وحده هو الذى سيحاسبنا عنه وعن عملنا يوم الدين. إلا إذا إدعى أحد بالباطل أنه الإله ويريد أن يحاسبنا الآن.
4. تربية الأبناء مسئولية مشتركة وبالإتفاق كل على حسب ظروفه.
5. الدين لا يقول أن نعلم البشر بالتلقين والحفظ والترديد دون تفكير. التلقين والحفظ منطقيا يقلل المساحة المتوكة فى المخ لممارسة التفكير الإبداعى. الدين لا يقول أن نربى الناس على التفكير السحرى فيتخلفوا. ولمن لا يعرف نمط التفكير السحرى أعطيهم مثال. "إتخصم منى عشرة أيام من مرتبى لأنى أغضبط الله ولم أصلى الجمعة مع المصلين". ويتكرر هذا النمط من التفكير ونطبقة على كل مناحى الحياة. التفكير السحرى هو الربط بين شيئين ليس بينهما علاقة فنبتعد عن معرفة الأسباب الواقعية الحقيقية والتى أدت الى خصم العشرة أيام. الحفظ والتلقين يجعلنا نستنتج خطأ, من المقدمات بأن يقفز نص محفوظ الى الذهن. وفى الغالب والمنطقى أنه يكون غير مطابق للواقعة المراد التفكير فيها مطابقة تامة. إن كنت ترى فيما أقوله غرض غير مصلحة الناس فأنت حر. وهذا عيب فى التفكير نربى الذكر والأنثى عليه.
6. أنا شخصيا عندما أذهب الى صناديق الإنتخاب أختار المرأة أولا. لأن المرأة أكثر مشاعر من الرجل مهما كان. وفى هذا العالم ينقصنا حقيقى الإحساس بالآخر ونهمل الأحاسيس. المرأة عموما أقل رغبة فى الإذاء والمرأة أكثر مشاعر من الرجل. القرارات التى يجب أن نتخذها لتقليل معاناة البشر مبنية على المشاعر أكثر من الحسابات. قرارات جريئة ستقلب كل الموازين الظالمة. أقصد تعدلها طبعا.
7. أعجبنى تحليل رغم انه صهيونى يقول: "أن مشكلة إسرائيل الحقيقية هى أن الفلسطينيون يكرهون الإسرائليين أكثر مما يحبون أولادهم."
أوصيكم بالمشاعر ثم المشاعر ثم المشاعر ثم العقل والمنطق والقوة.
8. نعم نسينا مهمة الزوجة والأم. مهمة المراة فى تسيير دفة الأمور. أنظر الى صيادى السمك. الأم تحتضن إبنها وتمسك الدافة للرجل الذى يصطاد.
9. أسباب قلة العلماء والمبدعين ليس خروج المرأة للعمل. فمن المرأة علماء ومبدعين. والأسباب الحقيقية هى القهر والنظام العبودى الغربى. وهم لا يشعرون. إنتقلت الإنسانية وتحت قيادة الفكر الرأسمالى من بناء الإقتصاد على فرضية الندرة, الى بناء الإقتصاد على صناعة الندرة. فأصبح هناك ندرة فى العقول والعلماء وندفنهم إن ظهروا. لأننا كلنا أصبحنا سالبيو التفكير. نتبنى التفكير السلبى فى كل مناحى الحياة. صناعة الندرة لمن لا يعرفها هى التخلص أحيانا من بعض الإنتاح أو التوقف عن الإنتاج حتى نحافظ على الأسعار لمذيد من المكاسب الرأسمالية, ومزيد من الثراء على حساب المستهلك, الذى يغرق فى الفقر والديون أكثر. ناهيك عن تكبيله بالسلاسل الحديدية التى سوف تقطع. ربما عندما تتعلم النساء وتعمل بالحدادة. وهذا أمل.
10. قله العلماء الحقيقيون أسبابها عديدة أهمها وئد العباقرة من النساء والرجال بسوء التربية والقهر.
11. ما هو مخالف للعقل والعلم والمنطق والدين هم القائمون على العقل والعلم والمنطق والدين اليوم وليس التفكير والأفكار الجيدة التى تحاولون وئدها فى مهدها. لصالح من أيها الفلاسفة والعلماء ومتخذى القرار؟
سنتحرر منكم رغم أنفكم ورغم أنف رجال الدين الرجعييون المتخلفون الذين يدعون الألوهية. وعوا ذلك أم لم يعوا. أقول لكم هذا شرك.
12. الأعمال الشاقة مثل الحدادة والعمل فى القضاء والتشريع ورآسة الدول والوزارات, والتي فشلنا نحن الرجال في إصلاحها قد ينجح فيها النساء. أرى بدخولهم فيها نجاح. فيجب دفعهم اليها إن كنا بالفعل صادقى الرغبة فى الحل. يجب دفعهم حتى يتعلموا ويعلموا أننا فشلنا بتفكيرنا الأحادى. فلا يتبنوا هذا النوع من التفكير. الحياة مشاركة بين كل الناس بلا إستثناء. نحن جميعا نمارس العبودية ووئد المختلف بلا إستثناء.
13. وظفوا البشر كما خلقهم الله بشرا أحرار ... وكفانا عنادا لمراد الله من خلقه الذى يعرفه هو وحده والجميع بإستفتاء القلب السليم. كل يستفتى قلبه ويعمل كما يشاء. ليس من حق أحد فرض رؤيته أو وصايته على الآخرين فكلنا بشر متساوون وإن تنوعنا وأحرار.

وحسبي الله ونعم والوكيل

ولا حول ولا قوة إلا بالله

#عادل_ندا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات