|
عالمنا العربي والحرب علي الارهاب
مصطفي فرج
الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 01:41
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
مما لا شك فيه ان الارهاب هو من اكبر التحديات التي تواجه عالمنا العربي بل التي تواجه العالم باسره فلم تقتصر هجمات المخربين علي بعض اقطار عالمنا العربي كالمغرب او مصر او السعودية اوالاردن او العراق الذي بات قاعدة عظيمة للارهاب بسبب الاسلوب الخاطيء الذي استخدمته الولايات المتحدة في الحرب علي الارهاب! فكما صور لخيال سياسي الولايات المتحدة الامريكية ان بغزو العراق يتم القضاء علي احد كبار داعمي الارهاب الدولي واسقاط احد كبار اعداء الولايات المتحدة الا وهو العراق وتامين مصادر النفط واقامة تجمع عسكري ضخم بالقرب من الجمهورية الايرانية فاذا بالعراق تصبح الارهاب بعينه فلا يخفي علي صغير ولاكبير ما يحدث يوميا فيها فيكفي ان تفتح شاشة التلفاز حتي تطالعك اخبار عن مئات القتلي الذين سقطوا ضحية للهجمات الارهابة المتبادلة بين جميع اطراف النزاع في العراق وها هوتنظيم القاعدة عدو امريكا اللدود استغل الفرصة ونزل الي الساحة ليتزعم المقاتلين والمجاهدين ضد الاحتلال الامريكي وليشعلها حربا ضد امريكا والشعب العراقي ايضا! ولا يخفي علينا ما فعله تنظيم القاعدة في مختلف بلدان العالم واخص بالذكر وطننا العربي لانه منبع هذا التنظيم ومنبع افكاره المتطرفة للاسف فمن تفجير لشرم الشيخ والدار البيضاء والخبر والمملكة العربية السعودية الي تفجيرات بعمان وطابا ومنتجع دهب فاها هم اولادنا يقتلوننا باياديهم فاذا كانت اهدافهم هي الحرب علي اعداء الاسلام في كل مكان فهل اصبحت مصر والسعودية والاردن والمغرب وغيرها من البلدان العربية التي تدين بالاسلام اعداء له؟ وهل اصبح المسلمون هم من ينهضون بالحرب علي الاسلام حتي يقتلوا بتلك الطرق البشعة ؟ قد يرد قائل منهم فيقول ان تلك الهجمات تستهدف تلك الحكومات العميلة الكافرة في رايهم طبعا، فاذا كان كذلك فهل الاطفال الذين قتلوا والنساء والشيوخ الابرياء ورجال لا هم لهم سوي تامين لقمة الخبز لاسرهم في ظل طاعة الله هل هؤلاء هم عملاء للمحتل هل هؤلاء هم اعداء الاسلام ؟ لا شك ايها السادة ان الارهاب ليس له دين او وطن لكنني اخص بحديثي هنا الارهاب الناتج عن التطرف الاسلامي والغلو في الدين وتفسير الدين الاسلامي دين التسامح بطريقة خاطئة جعلتهم يستخدموه في القتل والتدميرلان تلك الافكار المتطرفة كان مصدرها منطقتناالعربية بما بثه شيوخ التكفير والتطرف في نفوس الشباب الصغير وقاموا بعملية تشكيل كامل لادمغتهم ادت لان يصبح الشباب الساذج كبار قواد التطرف والارهاب! ان الحل في القضاء علي الارهاب ان تكون حربنا عليه حربا فكرية لا حربا بالاسلحة الثقيلة والطائرات حربا لمنع ظهور اجيال جديدة من المتطرفين وليس للقضاء علي اجيال قديمة منهم تنشا بدلا منها عشرات الاجيال الجديدة المشبعة بالافكار المتطرفة. ان حربنا علي الارهاب لابد ان تكون حربا لاستئصاله من جذوره ولا اقصد بجذوره هنا قيادته رغم اهمية الخلاص منها ولكن اقصد بجذوره جذور تلك الافكار المتطرفة اقصد شيوخ التطرف وليس جنوده اقصد من يربي الشباب علي القتل والتدمير اننا نردد يوميا اننا في حاجة للقضاء علي الارهب بينما شيوخ التطرف بيننا يبثون افكارهم التكفيرية المتطرفة التي تدعو للقتل والدمار فبينما نحن نقضي علي بضع افراد من الارهابيين يخرج لنا الاف منهم فلم يكن بن لادن ولا الظواهري ولا ابو مصعب الزرقاوي سوي ضحايا نعم ضحايا،ضحايا من افهمهم ان هذا هو الدين ،ضحايا من افهمهم ان الجهاد هو ان تروع الامنيين وتقتل مئات الالاف غير عابيء بجنس او دين ،لم يكونوا سوي ضحايا لمن افهمهم ان الاسلام دين التسامح والسلام الذي يحس علي الخير والسلام يدعو لقتل البشر بتلك الطرق البشعة لم يعلموهم ان نبينا نهانا عن قتل طفل او امراة او قطع شجرة اذا ذهبنا للحرب فاذا هم ينسفون البرجين ويقتلون الالاف ويضربون العديد من المدن في العديد من البلدان دون تفرقة وبلا ذنب! اهذا هو الجهاد ضد المحتل واعداء الدين؟! هل جهادي ضد من يحتل ارضي ان اقتل اخوتي وابناء بلدي واخواني في الدين الذي ادعي انني ادافع عنه؟! انني اكرر مرارا وتكرارا ان الحرب الحقيقية المثمرة ضد الارهاب يجب ان تكون ضد العقول المتطرفة قبل ان تكون ضد الايادي التي تحمل السلاح .علينا بانقاذ شبابنا من الوقوع في ايادي المتطرفين .انني لا ادعم اصوات الغرب التي تقول ان الاسلام دين الارهاب يجب ان نبعده عن العقول حتي لا تتكون دوائر جديدة من الارهابيين لايماني بان الاسلام هو دين التسامح.بل انني مؤمن بوجوب والزام تعليم الدين الاسلامي لابنائنا لابد ان نعلمهم دينهم بصورة صحيحة حتي لا يجدهم شيوخ التطرف فريسة سهلة لبناء جيل جديد من الارهابيين فلنعلم ابنائنا الدين حتي لا يعلمهم غيرنا وما ادرانا من غيرنا! شيخ متطرف او شيخ لا يكف عن تكفير هذا وذاك فبينما نحن نقضي علي الارهاب يخرج الارهاب منا في صورة اولادنا الضحايا الابرياء لشيوخ التطرف في المساجد والتلفاز بل وعلي شبكة الانترنت انظروا كم المواقع التابعة للمتطرفين والمليئة بدعوات النصر والتاييد لبن لادن وغيره .ليدخل اي منا الي غرف الشات علي الياهو وليري اعدادهم الغفيرة التي تلتقط الشباب الضال لتجعل منهم اشد المتطرفين والداعميين لافكار التطرف ولم يكن هؤلاء المتطرفين في تلك الغرفة سوي شباب لا يعلم عن حقيقة الدين شيء حتي التقطه شيوخ الارهاب ليصبح منهم يمارس دوره في استقطاب الغير وحشد التاييد .ان الحرب بيننا وبينهم حربا فكرية لحماية شبابنا وابنائنا فكيف لحاكم ان يندد بالارهاب وهويترك دعاة الارهاب في المساجد وعلي التلفاز تستقطب الشباب وتزيد اعداء الامة! فلن نقضي علي الارهاب الا بالقضاء علي رؤوسه وشيوخه والقضاء علي الافكار المتطرفة التي تنتشر بيننا ونحن عنها غافلون وان نعلم اولادنا الدين بمفهومه الحقيقي الذي يدعو الي الله والخير والسلام . بدلا من ان يعلمه لهم دعاة الاهاب بمفهومهم له وعلي طريقتهم الخاصة!
#مصطفي_فرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل
...
-
متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح
...
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م
...
-
السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
-
مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
-
فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي
...
-
الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار
...
-
لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك-
...
-
-الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
-
بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|