|
15وأنا أيضاً يا نهرو أحب أخوتي المسلمين وأؤمن أن القرآن محرف
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 11:59
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
دخلت الجدة الى الغرفة المنعزلة ، ومعها الكلب الصغير، وأخذت تُحاول تعليمه فن الكلام وأدب الحديث وحُسن التصرف . وبعد سنين طويلة ، خرجت العجوز وهي تنبح وتتهجم وتُقاتل.
لا يستطيع أي كاتب اسلامي ، مهما بلغ به التلون والنفاق والتدليس ، الا أن يُهاجم الانجيل المقدس ويتهمه بالتحريف ، هكذا، بدون أي سبب، الانجيل محرف ، يعني محرف. دون أن يقول متى تم التحريف ؟ ومن الذي حرفه ؟ وكيف اتفق اليهود والنصارى مع العداوة الشديدة بينهما على تحريف الكتابين معاً رغم فارق السنين بينهما . وأين النص الأصلي والذي تم تحريفه . وكلها أسئلة لا يستطيع أحد أن يُجيب عليها حتى ساعته. فقط الانجيل محرف هكذا قال الكتاب ، والذي عليه عشرات الاشارات الاستفهامية، ولكن هذه المرة مع الاثباتات والأصول والوثائق والمستندات. المسيحي لا يهمه حقيقة ، كون القرآن محرف أو غير محرف ، فهو أصلاً يعرف من كتبه ، ومن نقطه، ومن حرفه ، ومن أضاف اليه، ومن حذف منه ، ومنمزقه ؟. ولكنه بسبب حُسن أدبه وأخلاقه ، لا يعمل على استفزاز الآخر واتهامه بأن كتابه محرف ، في كل مناسبة وكل مكان. وكأن تهمة التحريف شيء مقبول وحاسم وعلى المسيحيين أن يتعاملوا معه كما يأمر اخوتهم أصحاب الكتاب المتناقض والمنحرف أصلاً وفصلاً. وكما نقرأ في ما كتبه أحد العظماء الكبار ، في موقع الحوار المتمدن ، في رده على كاتبة عقلانية ، فهولم يستطع الصمود أمام منطقها وحُججها ، فانطلق يُهاجم الانجيل والوهية السيد المسيح وقدسيته، وكيف لا يفعل وقد فرغت جعبته من كل المنطق والعقلانية ، فأخذها من قاصرها ، بعد حفلة تدليس ومحبة مسمومة لاخوته النصارى، وبعض الأمثلةالمفبركة ، انطلق في رعاية الاله الدموي ( من الرقبة الى -----). ليُهاجم المسيحية وانجيلها والهها.
يمضي نهرو في سياق رده على السيدة العاقلة وفاء ، في مهاجمةالديانة المسيحية ومقدساتها ، غير عابئ لا بالقيم الأخلاقية ولا بالقيم الأدبية ، مستغلاً ديمقراطية وتسامح موقع الحوار المتمدن . وفاته أن هناك من يراقبون كل ما يرد به، من من لا يؤمنون لا بكتابه المحرف ولا بأفكاره وعبثيته ، وتهجمه على المقدسات المسيحية ، متستراً بألفاظ وكلمات لم يعد يصدقها أحداليوم. ألجعبة مليئة بالوثائق والمستندات والمراجع الاسلامية ، والتي تؤكد وتُثبت أننا أمام طبخة شوربة خضار . شوربة عثمان : عن الطبري : فلما فرغ عثمان من المصاحف كتب عثمان إلى اهل الأمصار : آني قد صنعت كذا وكذا ومحوت ما عندي فامحوا ما عندكم. طبري 1/62. شرح النووي على صحيح مسلم 6/100 والبرهان للزركشي 1/241و 224و 226و239 وتفسير الطبري 1/63-65 النشر في القراءات العشر 1/31.
أنّ عثمان قد جمع الناس على قراءةٍ واحدةٍ ، ومنعهم من سائر القراءات الأخرى، وأحرق سائر المصاحف التي تخالف مصحفه ، وكتب إلى الأمصار أن يحرقوا ما عندهم منها ، ونهى المسلمين عن الاختلاف في القراءة .
ولم تعجب تلك الشوربة ابن مسعود ، فمذاقها كان شديد الملوحة عليه :
لَمَّا أمر عثمان بانتزاع المصاحف المخالفة وإحراقها، رفض ذلك ابن مسعودٍ، وأمر الناس بأن يغلُّوا المصاحف.. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ اكْتُمُوا الْمَصَاحِفَ الَّتِي عِنْدَكُمْ وَغُلُّوهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ:} وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ { فَالْقُوا اللهَ بِالْمَصَاحِفِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَبَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ كَرِهَهُ مِنْ مَقَالَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ رِجَالٌ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ.
رواه ابن ماجه في سننه كتاب المقدمة، باب فضل عبد الله بن مسعود (1/49) ح 138، و كتاب المصاحف،لابن أبو داود الجستستاني باب كتابة المصاحف ص 152-153.
أما علي بن سويد فيجد أن درجة حرارة الطبخة أقل مما يجب :
روى (الكافي) بالاسناد عن علي بن سويد ، قال : كتبتُ إلى أبي الحسن موسى عليه السلام وهو في الحبس كتاباً ـ وذكر جوابه عليه السلام ، إلى أن قال: ـ « أُؤتمنوا على كتاب الله ، فحرّفوه وبدّلوه ». راجع : الكافي 8 : 125 | 95 .
ويعلن أبوعبدالله حسين الشهيد في خطبته في يوم عاشوراء أن الطبخة غير ناضجة:
روى ابن شهر آشوب في (المناقب) من خطبة أبي عبدالله الحسين الشهيد في يوم عاشوراء وفيها : « إنّما أنتم من طواغيت الاَُمّة، وشُذّاذ الاَحزاب ، ونبذة الكتاب ، ونفثة الشيطان ، وعصبة الآثام ، ومحرّفي الكتاب » راجع : بحار الانوار 45: 8
ويخاف البحراني على الشوربة من أن تحترق :
وروى البحراني في شرحه لنهج البلاغة: ( أن عثمان بن عفان جمع الناس على قراءة زيد بن ثابت خاصة وأحرق المصاحف وأبطل ما لاشك أنه من القرآن المُنزل) شرح نهج البلاغة /هاشم البحراني 1/1).
أما عبدالله بن سنان ، فيخاف من أن تشوط الشوربة وتفوح الرائحة :
ما رواه الشيخ الصدوق في (ثواب الاعمال) عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله قال : « سورة الاَحزاب فيها فضائح الرجال والنساء من قريش وغيرهم يا بن سنان ، إنّ سورة فضحت نساء قريش من العرب ، وكانت أطول من سورة البقرة، ولكن نقصّوها وحرّفوها » . راجع : ثواب الاعمال : 100 .
ويتحدث النوري الطبرسي عن آلاف من الأيدي امتدت لتعبث بتلك الشوربة :
ويقول محدثهم النوري الطبرسي: ( إن الأخبار الدالة على ذلك ـ التحريف ـ يزيد على ألفي حديث وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقق والعلامة المجلسي وغيرهم, واعلم أن الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية)( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب 227).
ويعترض الطباخون على اضافة الحليب الى الشوربة وتُصر السيدة عائشة :
عن عائشة انّها قالت كان فيما اُنزل من القرآن: (عشر رضعات معلومات يحرمن) ثم نسخ بخمس معلومات، فتوفّى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن. صحيح مسلم 10: 29 و30 كتاب الرضاع سنن ابى داود 2: 230
أما سيدنا عمر صاحب طبخة البحص المشهورة في التاريخ والتي تم بناء أُسس الحضارة العالمية عليها ، فلا ينسى أبداً الحصى والرجم :
عمر بن الخطاب... فكان مما أُنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلنا، فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فاخشى ان طال بالناس زمان ان يقول قائل: مانجد الرجم في كتاب الله... وانّ الرجم في كتاب الله حق. صحيح مسلم 11: 191 كتاب الحدود.
وتؤكد عائشة على ذلك ، مع أسفها الشديدعلى عدم وجود مستحضر بف باف وقتها، قادر على قتل الحشرات والدواجن :
عن عائشة: لقد نزلت آية الرجم، ورضاعة الكبير عشراً، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها. صحيح البخاري رقم 1945 كتاب النكاح.
ويُستفز عكرمة :
وعن عكرمة... قال: لولا ان يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي. صحيح البخاري بعد رقم 6748 كتاب الاحكام.
ابن عمر يرضى بالمقسوم:
وبسند صحيح عن ابن عمر قال :" لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كلّه وما يدريه ما كلّه! قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر ". الدر المنثور 2/298.
ويبدو أن الشوربة لم تنضج بعد :
أخرج أحمد بن حنبل في مسنده :" حدثنا عبد الله ثنا خلف بن هشام ثنا حماد بن زيد عن عاصم بن بـهدلة عن زر عن أبي بن كعب أنه قال : " كم تقرؤون سورة الأحزاب ؟ قلت : ثلاثا وسبعين آية . قال : قط ! لقد رأيتها وأنّها لتعادل سورة البقرة وفيها آية الرجم ! قال زرّ : قلت وما آية الرجم ؟ قال : ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم ) ".مسند احمد 5/123 حديث 21245 . والاتقان 2/25 عن زر عن أُبيّ بن كعب قال: كانت سورة الاحزاب توازي سورة البقرة وكان فيها (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة). المستدرك وتلخيصه 2 / 415، تفسير سورة الاحزاب؛ والاتقان، النوع السابع والاربعون في ناسخه ومنسوخه 2 / 25.تذكرة الحفاظ ص 1405؛ وكشف الظنون 1 / 1624.
وإذا ما علمت أنّ في سورة البقرة (286) آية ، وفي الأحزاب (73) آية فإنّه سيكون المقدار الناقص من آياتها بموجب هذه الرواية (صحيحة الإسناد !!) هو (213) آية أو أكثر من ذلك « أو لهي أطول منها» أمّا مقداره في قول عائشة فهو (127) آية ، بينما نجد ابن حبّان في صحيحه يروي عن أبيُّ بن كعب بأن سورة الأحزاب توازي سورة النور، وسورة النور (64) آية . راجع : البرهان في علوم القرآن ، للزركشي 2 : 41 ـ42 .
وبين القال والقيل تحترق الطبخة :
عن زر، قال: سألت أبي بن كعب، قلت: أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا. فقال أبي: سألت رسول الله فقال لي: قيل لي فقلت، فنحن نقول كما قال رسول الله ( فتح الباري ج 8 ص 962 )
وقال ابو بكر بن أبي شيبة في المصنف: عن عبد الرحمن بن يزيد قال: رأيت عبد الله محا المعوذتين من مصاحفه، وقال لا تخلطوا فيه ما ليس منه. (المصنف ج 6 ص 146
وتعود عائشة وحفصة لكي يأخذن دورهن فالطبخة طبختهن:
عن ابي يونس مولى عائشة قال:أمرتني عائشة ان اكتب لها مصحفاً فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى. فلما بلغتها آذنتها فأملت على : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين . فقالت اشهد آني سمعتها من رسول الله. راجع الدر المنثور في التفسير بالمأثور 1/302 - 303.
صحيح مسلم والدّر المنثور للسيوطي وابن حجر في فتح الباري والزمخشري في الكشاف والجزء الثاني من تاريخ نيسابور عن أُمّ المؤمنين عائشة وأُمّ المؤمنين حفصة أنّ كلاّ ً منهما أمرتْ أن يُكتب لها مصحف ويكتب فيه: (والصلاة الوسطى وصلاة العصر). فصل جوامع السيرة ص 279؛ وأُسد الغابة 5 / 425.
والى طبخة أُخرى .
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وفاء سلطان--ساحرة أخرجت من الوكر الثعبان
-
بطن الاسلام الرخو--
-
---وصحافة مأجورة
-
ويل لأمة تترحم على طغاتها
-
نظرة مواطن سوري الى معارضة اليوم
-
آخ يا سوريا --فساد ودعم لفساد
-
أكذوبة الهلال وحقيقة الحلفة
-
حج مبرور وسعي مشكور ---والرزق على الله
-
هواجس مواطن سوري من ضيف عراقي
-
تنبؤات أبو عمشة لعام 007
-
Pure Syrian hand
-
وأخطأ سيدنا في مقاله
-
بيان صادر عن التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي-عدل-
-
البسطار الأمريكي والنعجة والذئب
-
ليس المسيحيون فقط من يخافون حكم الإخوان يا سليمان! اوقف حوار
...
-
وقد حلم مرة ان يكون اول رئيس شيعي لجمهورية لبنانية جديدة
-
ردت سوريا باستراتيجية النفس الطويل . وبدأت تسهيل دخول طلائع
...
-
لعنة أصبحت نبوءة--قراءة في لعنة وطن
-
القبض على قاتل الحريري
-
هيبة أمريكا ومصداقيتها--الى أين؟
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|