يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 12:00
المحور:
الادب والفن
كانَ ليْ في سالف الدهر ِ وطنْ
ضاحك الأنهار ِ
لا يعرف ُ غيرَ الفرح ِ الأخضر في حقلِ الزّمنْ
ثمّ لمّا هرِمَ الماءُ
كبا النخلُ
فحقلي صار قبراً
ومناديلُ الهوى صِرْنَ كَفَنْ
***
كان ليْ في سالف العشق ِ غديرٌ ووترْ
كانت الروضةُ بيتي
وندامايَ طيورٌ وشجرْ
والفوانيسُ لها شكلُ الصباحات
وأحداقُ القمرْ
ثمّ لمّا أصبحتْ بغدادُ كرسيّاً لمنبوذ ٍ
وَصَحْناً ِلنفرْ
ًصارت الأغصانُ سوطاً
والواويلُ نحيبا ً
واللظى صار مطرْ
***
كان لي ْ نهرٌ وزورقْ
وشراع باتّساع الشوق ِ
كان العشقُ بستاناًً وبيرقْ
ثمّ لمّا شنقوا حنجرتي
صار الشقاءْ
كفنَ الصبح ِ وتابوتَ المساءْ
***
كان لي في سالف العيش ِ
رغيفٌ ناعمُ الدفء...
ولي بيتٌ
على جدرانه يضحك ريحانٌ وزنبقْ
ثمّ لمّا فتحتْ بغدادُ عينيها على صبيان "عفلقْ "
وطني أصبح منفايَ
وجرحي صار خندقْ
فمتى ينتفض النخلُ الفراتيُّ ؟
متى تكنسُ ريحُ العزم عارَ الأزمنة ْ
ومتى ينتقم العطرُ لذبح السوسنة ْ؟
***
1997
من "هذه خيمتي...فأين الوطن "
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟