صدام فهد الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 01:43
المحور:
الادب والفن
لو يسقط المطر
فيغسل البيوت والأبواب والشجر
لكنه مهما يظل ساقطا لا يغسل البشر –
هل أنت جمعت الرياح على دموعي يا وطن؟
اطو الوشاح
فقد سرى فيك الصدى
وترحلت سبل المدينة
في ثياب من مطر
لا تترك الضفة القريبة من عيون الريح
قد هبت مواكبة الرخام
أيعود ليلك يحضن الليل البنفسج
بعدما مات الأمان؟
أيفوق جذع نخيلك الشتوي من جرح الخريف؟
أعجبت يا وطن الذي حمل التمور إلى هجر؟
أعجبت من ساقٍ يبيع الماء في عزّ المطر؟
وعجبت من ذاك القطار يصف قرب الراحلين
وأنهى أوراق السفر؟
كم انثر الملح العصيف على الجراح
ولست أشعر بالخطر؟
أما أنا الذئب الذي كم يبتلى في دم يوسف والبراءة
قلمت ثوب الغجر
واحن يا وطني إليك ؟
حنين روحي للشهيق المنتظر؟
من أنت يا وطني
–احبك كم احبك –
لا أرى إلا إليك المستقر؟
يا لحظة الجمار يا ليل تدلى في رصيف
لم ير لغة الغياب؟
انثر على صفحات قلبي من حرائق مقلتيك؟
دعني أمد تراب روحي في ربيع من يديك؟
وامطر على صحراء روحي
أين يأخذك المساء؟
أعطيتني عند الولادة حب أمي
والندى المعجون في ثدي الصفاء,
أعطيتني شمسا تمر على الشعوب من الصباح
وثم تغفو في ربوعك في المساء,
أعطيتني قلبا كبيرا
كلما نبضت به أحلام عمري يستفيق من البكاء؟
أهواك يا وطني وتحرمني الحلاوة في الشقاء؟
علمتني أن افرش الجوع الطويل على مسارات الجفاء,
علمتني السعي الحثيث إلى محطات النقاء،
ألبستني ثوب الكرامة
والمروءة
والوفاء
وتريد هذا الوقت تحرمني النداوة في البكاء؟
يا نخلة تعبت
ويا غصنا يهز الريح بل يهب الضياء
كانت ليالي الصيف تفضح ما يفجره الشتاء ,
كانت (صريفتنا) القديمة دون باب أو قيود,
بل كان لي جار يصافحني مُحبّاً كل عيد؟
واليوم أطلبك المزيد؟
ما قلت يا وطني الخنوع إلى الطغاة
مجارح الصمت العنيد؟
بل كيف ترضى اليوم يا وطني تحاصرني العبيد؟
وهنا تهدلت الشموس
عليك تلطم من جديد ،
وهنا تبارى القيد وانتحر القصيد؟
وهنا (دليلة) بعد صبر ودعت ذاك البليد؟
وهنا يفك الشعر أزرار القميص
ليكشف الجرح النديد؟
آمنت أن محبتي أسمى من الكلمات
من كل الأحاديث الطويلة في محاصرة الخيول ,
ألجمت عندك خيل أفكاري
وعلمت البحار على شراع من مطر؟
علمت صحراء الهموم على ستائر من مطر؟
علمت أعذاق النخيل على مقاربة المطر
#صدام_فهد_الاسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟