|
إختراق للقيم .. منحى ترامب الدجال
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 17:12
المحور:
كتابات ساخرة
تعقدت الامور اكثر سلبيةً مما كُنا ننتظرهُ منذ ما قبل تاريخ السابع من اكتوبر 2023 التي مهدت الى تغيير وجهة نظر العالم قاطبة حول هوية العالم في حال تم اعادة انتخاب اول رئيس خرج من البيت الابيض ولم يحترم الدستور في عمليات الاستلام لمقاليد تبدل السلطة لإدارة البيت الابيض الذي غدا محطة انظار العالم سواءً كان ذلك سلماً ام حرباً او حتى تبديل اسم الرئيس الذي سكن المكا… ويُحتم عليه بعد هزيمته في الانتخابات ان يتحول الى رئيس سابق على عاتق التاريخ المزعوم الذي ساد منذ تواجد 46 رئيساً ومنهم دونالد ترامب حامل رقم 47 الذي استعاد حقيقة عودتهِ كما وعد ابان انقلابه غداة خروجه من البيت الابيض . و اوعز الى مناصريه في العبث بأكبر مكان ديموقراطي في العصر الحديث اي الكونجرس الاميركي الكابيتول ، الذي تحول الى مكان كر وفر في العبث بتركة الديموقراطية الكذابة كما تحدث عنها كبار المسؤولين الاميركيين والعالميين بعد حدوث مفاجآت لم تحصل مُسبقاً الا في عهد دونالد ترامب حين خروجه ، وحين محاولات اغتياله ، وحين تربعه مجدداً غصباً على اكتاف رجال حزبه الجمهوري ، الذين تفتاجئوا في حصر مفاتيح الحزب داخل خزينة المقاول ، والمعارض ، والمنافق ، والكذاب ، دونالد ترامب . الذي تنصل من الاحكام التي لاحقته ابان خروجه وعودته في نفس الوقت ، وربما قد يكون خارجاً عن المألوف بعد اتهامه من قِبل النساء العاهرات اللائي حاولن فضحهِ علناً لكن فريق المحاماة لديه ابدى بلاءاً حسناً في كسب القضايا وقذف اصحاب الادعاء الى مجاهل التاريخ !؟. كما ساد قديماً مع رجال السياسة في الحزبين الديمقراطي و الجمهوري . مع جون كينيدي ، و مع بيل كلينتون، وصولاً لهذا الشخص الذي فرض على العالم احكام غير مُتعارف عليها في اسلوبه الوضيع بعد تأكدهِ من إكتساحه اصوات الناخبين مباشرة بعد محاولات اغتياله اكثر من مرة ، التي جعلتهُ قوياً وفريداً بلا منازع ووصوله الى مقر المؤامرات كما يُروِجُ سابقاً و الأن ومؤكداً في المستقبل . كما تابعناً كل مراحل انتقال السلطة من زعيم الى اخر فكان المقرر اعتماد السفر وزيارة الدول لا تخرج عن الجارة الاولى كندا ، التي كانت اولى صدماته في ضمها وجعلها ولاية لا تنتقس قيمتها بل تزداد اذا ما حملة رقم ولاية الحادية والخمسين . كما كان مرجحاً زيارة المملكة المتحدة بريطانيا العظمى التي تتقاسم الزعامة على الاقل منذ بروز بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس . واذا خرجنا من تلك الحلقات المترابطة لدول الناطقة بالانكليزية ، فكان يمكن زيارة فرنسا صاحبة اكبر تنافس في استعمار الدول المتخلفة في قارات افريقيا واسيا وصولاً الى ما أُتفق على تسميته الشرق الاوسط الجديد بعد نزاع طويل لإيجاد وطن قومي لليهود في مهد الحضارات حيثُ كانت فلسطين وجهة المنظر ثيودور هرتزل صانع دولة الصهاينة في وسط ارض العروبة النابضة . مهد الرسالة النبوية الاسلامية. ماذا يحمل هذا الزاعم ان الشرق الاوسط بين يديه منذ عودته للمرة الثانية في بسط سيطرته على ما يراهُ مناسباً لتحقيق السلام والاستقرار الابراهيمي وجمع "" اليهود ،والمسيحيون ،والمسلمون "" . واجبارهم على تقبل صيغة العيش جنباً الى جنب وفرض نظرية امبراطورية اسرائيل العظمي مهما كانت تكلفة فرض القرارت دون محاذير رغم استمرار ماكينة الطحن والمجازر التي تفتعلها دولة الكيان الصهيونى ضد الشعب الفلسطيني ، داخل قطاع غزة ، وضد بيئة المقاومة على ارض جنوب لبنان ، وامكنة تواجد القوى الداعمة للمقاومة على مدار الخارطة السياسية اللبنانية ، رغم تربع اللجنة الخماسية التي تساهم في اعادة حصار المقاومة ونسف كل امكنة تواجد حزب الله بعد عدوان ايلول العام الماضي ، واغتيال سيد الشهداء حسن نصرالله قائد الحلف الممانع الممتد عبر فلسطين ولبنان مروراً بسوريا والعراق واليمن تحت رعايتهِ و دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية ، قبل تبدل شكل الخارطة السياسية لمشروع اوسع في دعم إسرائيل الكبرى كما يسود الان الى هذه اللحظة. ماذا في جعبة دونالد ترامب حول تقديم المساعدات لفك الحصار عن ابناء قطاع غزة الذين تحولوا في هذا العصر الحالي الى شوكة دائمة تقف عائقاً بمواجهة مشاريع التقسيم ، والابعاد رغم التجويع والتفقير والقتل والذبح الجماعي ، المستمر دون رف جفن ابناء العمومة وعلى مقربةٍ من حدود فلسطين المحتلة مع المملكة الاردنية وجمهورية مصر العربية ، والقوى الاسلامية التي تراقب ، وتتحسَّر ، ولا مواقف لها في معاقبة إسرائيل وايقاف مشروعها الاستسلامي . زيارة اولى للشرق الاوسط الى المملكة العربية السعودية التي تعمل تحت غطاء مشروع الامير محمد بن سلمان صاحب نظرية التطور الاقتصادي 2030 الذي يحلم في تتويج تقدم المملكة مهما كانت التنازلات المطلوبة في حق فلسطين وحق تحديد مسارات دولتها المستهلكة في المصطلحات وتكرارها على مسامع ألعرب والمسلمين جميعاً . كما ان زيارة دولة الامارات العربية المتحدة التي رعت اتفاقات ابراهام منذ عهد دونالد ترامب السابقة فها هي الامارات تتطلع الى ايجاد حل غير محدود لمد واتساع العلاقات مع الكيان الصهيونى دون اعطاء ما يُذكر لفك النزاع العربي الاسرائيلي والحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير . والى كتابة هذا الموضوع الان اذا ما شاهدنا قناة الجزيرة التي تبث سمومها من العاصمة القطرية الدوحة حيثُ تتهيأ لتقديم الخدمات واعطاء فرصة توقيت الزيارة وجعلها بمثابة اخر الحلول المناسبة لنهاية الحروب في المنطقة . ومن المؤكد زيارة القاعدة الامريكية في الدوحة التي تنظم مهمات وتحركات قوات المارينز الاميركية المرابطة في المنطقة لمراقبة الحدود مباشرة وتحديد تحركات عسكرية لكل دول المنطقة القريبة من دولة الكيان الصهيونى ، اضافة الى استخدام القواعد العسكرية واللوجستية لمواجهة الارهاب من جهة و فرض حصار مباشر ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وحلفائها في المنطقة . نعتبر الايام القادمة التي سوف تحول الشرق الاوسط مدار بحث جدى حول مستقبل العلاقات الثنائية مع دول المحور وتقبل اقامة علاقات دبلوماسية مباشرة مع الكيان الصهيونى الذي يعتمد على دعم دونالد ترامب قبل دخوله البيت الابيض في زيادة كبيرة ونقل الاسلحة الثقيلة والمتطورة عبر الجسر الجوى السريع قبل تحديد موعد الزيارة . اذا ، استخدام نمط العصا و الجزرة ، وتسهيل عمليات نقل الاموال هي اخر تطلعات افكار دونالد ترامب الذي إخترق القيم في احتيال غير منتظر !؟. والعواقب قد تأخذ المنطقة الى حرب عالمية ثالثة اذا ما راقبنا العرض العسكري الذي حدث في موسكو بمناسبة القضاء على النازية وكان ارتياح الرئيس فلاديمير بوتين ، واضحاً وجلياً في اعتبار مشاركة حضور الرئيس الصيني "" شي جين بينغ "" ، الذي ابدى استياءه من هرتقة دونالد ترامب وفرض عقوبات اقتصادية اذا ما اتسعت فرصة تحقيق السلام بين روسيا واوكرانيا ، وانعكاسها على المجتمع الدولي. زيارة ترامب ليست مصيرية ايجابية بل تحتاج الى تأنى في قراءة نتائجها ومدى رضوخ الانظمة لمطالبهِ التي تغمرها عنصرية غير مسبوقة على الاطلاق . منحى دجال العصر دونالد ترامب وجزار غزة المجرم بينيامين نيتنياهو سوف يتحولان الى ذئبان يُغيران على قطعان الامة العربية والاسلامية على مرئى ومسمع ومشاهدة امة العرب الغارقة في السُهد بلا إستحياء .
عصام محمد جميل مروة.. اوسلو في 11 ايار - مايو - 2025 ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جمال عبد الناصر يحيا مجدداً
-
تحية إكبار و تمجيد لكل مَنْ شاركنا حداثة واعية لدور إعلاء ال
...
-
حَواس العامل تختصِرُ الكلام بالفعل
-
توقيع كتاب جديد في بلدة الزرارية
-
الموقف سلاح ولا تسليم أو إعتراف
-
نظرة ترامب في التفاوض غير دقيقة
-
هستيريا المفاوضات وتصلب في المواقف
-
النأي بالنفس عن حمولة نصف قرن من الحرب
-
إسرائيل مرتاحة جداً تنفيذاً لمواقف حاقدة
-
إستئناف الضغط الترامبي
-
محنة الكيان الصهيونى الدائمة
-
يوم الأرض و جمعة القدس الصارخة
-
من فيليب حبيب الى انطوان فتال
-
دوى صفارات الإنذارات الترامبنتنياهيه
-
الكيان الصهيونى و شيطنة تفتيت الجوار
-
بوارج حاقدة تقصف اليمن
-
نقطة نظام خطرة في عودة السلام بين روسيا واوكرانيا
-
أحمد جمال باشا و أحمد السفاح
-
مرتكزات فوضوية في قمة القاهرة
-
لو شِئتَ لأطلت تقرِيعُكْ
المزيد.....
-
بأقلام قطرية.. كاتبات صغيرات يرسمن أحلامهن بالكلمات
-
اختتام مؤتمر الاتّجاه النفسي في النقد باتحاد الأدباء
-
قبل 24 ساعة على انطلاقه.. مهرجان كان السينمائي يحظر العُري ع
...
-
مغني الراب شون -ديدي- كومز أمام القضاء بتهم الاتجار بالبشر و
...
-
الصين بعيون مغربية: هكذا عرفتُ الصين.. مُشاهدات أول طالب مغر
...
-
-عليهم البدء بتعلم اللغة الروسية-.. برلمانية أوروبية توجه ند
...
-
فرنسا: كان تفرش السجاد الأحمر لكبار المخرجين والممثلين وتجدد
...
-
الکويت يرفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان
-
مدينة كان الفرنسية تستعد لافتتاح مهرجانها السينمائي يوم الثل
...
-
الدموع في عينيه.. بوتين يتأثر بمشاهدة فيلم -غير مدرج في القو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|