أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سالم روضان الموسوي - الامام الرضا (ع) والتكليف الرسمي للمناصب العليا؟ (استذكار واعتبار)














المزيد.....

الامام الرضا (ع) والتكليف الرسمي للمناصب العليا؟ (استذكار واعتبار)


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8337 - 2025 / 5 / 9 - 16:14
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


الامام الرضا (ع) والتكليف الرسمي للمناصب العليا؟
(استذكار واعتبار)
تعيش الامة الإسلامية واتباع اهل البيت (ع) هذه الأيام المباركة ذكرى ولادة انيس النفوس الامام الرضا(ع)، وفي أي ذكرى لاي رمز وطني، ديني او لاي فئة كانت، ليس الغاية منها ان نحتفل وتنتهي الذكرى بانتهاء مراسمها، وانما لابد من التفكر فيها والاعتبار منها، بأخذ العبرة عن فحوى الذكرى وصاحبها، ونجعلها مناراً نهتدي به في حياتنا اليومية، وبمناسبة ذكرى الولادة الميمونة للإمام الرضا (ع)، لابد من الوقوف عند تقبله منصباً مهما وكبيراً في الدولة العباسية، والمتمثل بولاية العهد للخليفة العباسي المأمون، وهو وجميع الناس في تلك الفترة يعلمون مدى فساد الدولة العباسية وخلفائها الذين تمادوا كثيرا بالبطش والتفرد والديكتاتورية، حتى كانت من اهم أسباب سقوطها على يد المغول،
لذلك لابد وان نفهم لماذا قبل الامام (ع) هذا المنصب الوظيفي الدنيوي، وهو يملك مقعدا في السماء مع مع الأنبياء والشهداء والصديقين، فضلاً عن تربعه على عرش قلوب المؤمنين، وفي البحث في هذا الموضوع الذي فصله كتاب السير والمؤرخين، لابد وان نعتبر منها، وان ننبه من يمارس المنصب الوظيفي في وقتنا الحاضر وفي بلدنا، الذي لم يرى الاستقرار منذ ان تشكل بعنوان دولة اسمها العراق، فهو من انقلاب الى انقلاب ومن حرب الى حرب ، ومن ديكتاتورية فردية الى ديكتاتورية جماعية وفردية في نفس الوقت، فتجد شخصاً ما بعنوان المركز القانوني والدستوري يتربع على عرش المؤسسة الدستورية ويجعلها من إقطاعياته، وموظفيها من رعاياه هو وليس من رعايا الدلولة،
لكن نجد ان بعض الأشخاص ممن يعرف عنهم التقوى والنزاهة يتقبلون العمل مع هذه الشخصيات التي تماثل الخلفاء العباسيين من الطغاة والفاسدين، وبعضهم مجبر بحكم القانون الوظيفي الذي ينظم اعمال خدمته واستمراره فيها، ولهؤلاء من اهل التقوى أوجه الخطاب، بان يعتبروا من تجربة امامنا الرضا (ع) فهو عندما قبل هذا المنصب لم يبعده عن اهله ومحيطه وفقراء بلده واتباع الخط المحمدي، بل كان يظهر للناس بمظهر لائق بمنصبه كولي للعهد، ولكنه في باطنه كان يعيش حياة الزهد والتقشف، ويلبس الخشن من الثياب تواضعاً لله عز وجل، وفي الروايات الصحيحة والمثبتة عن هذه الواقعة التاريخية، أن الإمام (ع) كان يلبس الخز للناس والقز لنفسه. فعندما رآه سفيان الثوري وعليه ثوب خز غالِ الثمن، أنكر عليه ذلك، فرد عليه الإمام (ع) (يا سفيان، الخز للخلق، والقز للحق". ثم أدخل الإمام يده في كمه وأخرج مسحاً خشناً كان يلبسه تحت ثوبه الخز)، وكان الهدف هو توظيف المنصب لنشر وبيان الحقائق للناس، وكشف زيف الطغاة والفاسدين، وانها كانت مشروطة، ثم اعلن عن رفضها عندما لم يلتزم المأمون بهذه الشروط، فاعلن رفضها،
ومن هذه الواقعة لابد للمتقي الذي اجبر على العمل مع الجائر من أصحاب المناصب ان يكون قلبه مع العامة من الشعب وسلوكه قريباً منهم، لا ان يتكبر ويتجبر عليهم، وان يبتعد عن أسباب الفساد، ومن اخطر هذه الأسباب، تلك العطايا والمنح التي يغلفها الفاسدون بالشرعية القانونية، وهي في اصلها غلول ، والغلول كما عرفه فقهاء الشريعة الإسلامية (بانه أخذ شيء من الغنيمة قبل قسمة الإمام، ويلحق به ما يؤخـذ عـن طريق الخيانة من بيت المال، ومن غلة الأوقاف، ومال اليتامى، ونحو ذلك) ويعد حراماً لا حلة فيه اطلاقاً، وهو من كبائر الذنوب والعصيان، وهذا ما قرره الرسول الاكرم (ص) في الحديث النبوي الشريف (هدايا الامراء غلول) فالإسلام حرم الاستيلاء على الأموال العامة سواءً كان ذلك الغلول من الغنيمة أو غلولاً من المال العام، وهي السرقة من المال العام، ولا يستثنى أي احد من الذين طالتهم هدايا الامراء، ومعنى الامراء هم من يتولى الوظائف العامة الحاكمة في الدولة، وفي أي مفصل من مفاصل السلطة،
وفي الختام لابد من الاعتبار من الذكرى، ولا نقف عند المراسم في الاستذكار، وبعد الاعتبار من هذه الذكرى العبقة أقول السلام على انيس النفوس وشمس الشموس الأمام الرضا (ع) وان يعتبر به وبمسيرته الوضاءة كل معتبرٍ تقي.
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تسمو الاتفاقية الدولية على احكام القضاء العراقي تعقيب على ...
- الفرق بين استفادة المدعي من القانون وبين تطبيق القانون على ا ...
- الطاغية والمستبد بين حال السلطان العثماني ومخيال الاديب جرجي ...
- هل يختلف التخارج في المال المنقول عن العقار في القانون العرا ...
- من تراث القضاء الدستوري في العراق
- ما هو المركز القانوني للنظام الداخلي للمحكمة الاتحادية العلي ...
- الا يستحي الفاسدون والطغاة من وجه الله؟
- هل تسري احكام قانون حق المؤلف على القوانين والأنظمة؟
- ارتفاع الدخل لبعض الفئات وأثره على تنامي الاجرام، بين المعال ...
- محكمة الأحوال الشخصية غير مختصة بالنظر في الطعن بقرار لجنة م ...
- هل كان الامام علي بن ابي طالب (ع) مستبداً؟ قراءة في رحاب أيا ...
- الاعتداء الأمريكي على اليمن وموقف البعض المسؤول عن أمور البل ...
- من الجهة التي تتولى إدارة نقابة المحامين عند حل مجلس النقابة ...
- هل جميع دعاوى البداءة التي تنظر بدرجة أولى قابلة للطعن استئن ...
- عدم تنفيذ حجة التخارج بعد مضي خمسة عشر سنة، أمرً نسبي وليس ب ...
- انعدام الاحكام استثناءٌ اقره العرف القضائي ولا يجوز التوسع ف ...
- لماذا العراق دولة استبدادية؟ قراءة في مؤشر الديمقراطي العالم ...
- هل يعتبر قانون التعديل قانوناً مستقلا عن القانون المُعدَل؟
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025 ، ...
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025 ، ...


المزيد.....




- تحليل: غياب بوتن يكشف عن هوية من يتخذ القرارات
- ترامب بطريقه إلى الإمارات من قاعدة العديد في قطر
- بيسكوف: وفدنا ينتظر نظيره الأوكراني في إسطنبول منذ الصباح
- أطفال غزة يتضورون جواً تحت الحصار الإسرائيلي
- أنشطة يومية تقلل من فرص الإصابة بالخرف
- هيغسيث: سنحقق السلام عبر القوة تحت قيادة ترامب 
- لافروف: المفاوضات في إسطنبول مفعمة بالغموض
- تصعيد عسكري وانهيار خدماتي في السودان.. قوات الدعم السريع تج ...
- ترامب يعلن توقيع اتفاقية عسكرية بـ42 مليار دولار مع قطر
- رئيس وزراء ماليزيا يعرب عن إعجابه بجمال موسكو


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سالم روضان الموسوي - الامام الرضا (ع) والتكليف الرسمي للمناصب العليا؟ (استذكار واعتبار)